أستاذ فقه يحذر سيدة من إنهاء حياتها: محدش يستاهل التضحية بدينك
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
«ابنى مدمن وأنا زهقت من تصرفاته السلبية، وخلاص مش قادرة، وبتحمل مصاريف كثيرة لعلاجه، ومفيش فايدة وعاوزه أنهي حياته»، مشكلة عرضتها إحدى السيدات على الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، خلال اتصال تليفوني ببرنامج «مع الناس» على فضائية الناس.
الصبر والدعم في التعامل مع حالات الإدمانوقال أستاذ الفقه بجامعة الأزهر: «أود أن أوجه نصيحة مهمة لكل من يواجه تحديات صعبة مع أفراد عائلته، خاصة في حالات المرض والإدمان، إذا كان لديك ابن أو أي قريب يعاني من حالة مرضية أو إدمانية، فالصبر والدعم هو الخيار الأفضل، يجب أن تسعى بكل جهدك إلى مساعدته وعلاجه بكل الوسائل المتاحة، وألا تفكر في الخيارات السلبية التي قد تضر بنفسك أو بالآخرين».
وأكد أن الإقدام على إنهاء الحياة من أكبر المعاصي والذنوب في الدين، والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم: «وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ»، مؤكدا أن التخلص من الحياة، من أعظم الجرائم التي يرتكبها الإنسان بحق نفسه، ومن الخطأ الفادح التفكير في مثل هذه الخطوة: «محدش يستاهل أن تضحي بحياتك ودينك من أجله، مهما كانت الصعوبات».
واستشهد بالحديث النبوي الشريف: «(من قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة)، لذلك من الضروري أن تزيلي تمامًا فكرة إنهاء الحياة من ذهنك، وبدلاً من ذلك، يجب التركيز على الصبر وتقديم الدعم للأحباء، والاستعانة بأي شخص من العائلة للمساعدة على مواجهة التحديات، «وثقى بأن الله سبحانه وتعالى لا يضيع أجر الصابرين».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: قناة الناس الناس الانتحار
إقرأ أيضاً:
المفتي يوضح حكم التجرؤ على الفتوى بلا علم: يؤدي إلى ضلال المجتمع
قال الدكتور نظير عياد، مفتى الديار المصرية، إن الفتوى في الشريعة الإسلامية من أهم المسؤوليات التي تتطلب تقوى الله ومعرفة عميقة بالواقع والفقه، مؤكدا أن بعض الأشخاص يتصدرون للفتوى دون علم، ويغفلون عواقب هذه الفتاوى التي قد تؤدي إلى ضلال المجتمعات.
وقال مفتى الديار المصرية، خلال حلقة برنامج "مع المفتي"، أن من أخطر الأمور التجرؤ على دين الله تبارك وتعالى، خصوصًا وأن التجرؤ على الفتوى هو تجرؤ على الدين، وخصوصًا وأن النظرة للمفتي هي نظرة مكسوة بمزيد من الإجلال والاحترام والتقدير نتيجة عظمة هذه المهمة التي كُلف بها من قبل الله تبارك وتعالى، فهو يوقع عن الله تبارك وتعالى، وبالتالي، لابد لمن يتصدى لهذا الجانب أن يستحضر الخشية من الله تبارك وتعالى، لأن فتوى قد تؤدي بإنزالها أو إعلانها إلى ضلال العالم بأسره، ولذا قيل: إذا ذل العالم، ذل بذلته عالم".
وتابع: "هنا بشكل عام، إذا ما توقفت على قضية الحلال والحرام، قضية الصحة والبطلان، تجد أن الأمر أعظم لأنه يتعلق بأعمال مكلف، هذا المكلف الذي سيحاسب على الصحة أو على الخطأ، وبالتالي لابد لمن يعمل على تجلية هذه الأمور لمن يستفتيه أن يكون مدركًا لهذه الأبعاد، لأن الفتوى هي أشبه، بل هي دين، وبالتالي نص العلماء على ضرورة النظر في من نأخذ عنه هذا الدين، ونهانا عن حرمة القول على الله تعالى بدون علم، كما نهانا القرآن الكريم عن التجرؤ على الحلال والحرام بدون علم، لأن ذلك كله يلزم عنه هذه الأمور التي تؤدي إلى فتاوى غير رشيدة، يلزم عنها اختلال الموازين والحكم على الأشخاص والمجتمعات، بل وربما انتشار الاختلاف، بل ربما واد النفوس وواد العقول، والحكم على الأمور بغير ما ينبغي أن تكون عليه".
واستكمل: "ومن ثم نقول أننا نتحدث عن أحد الموضوعات المهمة، حال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ووجدنا منهم من يتحدث بأنه كانت تأتيه الفتوى فيلقيها إلى من هو بجواره، ووجدنا من التابعين من ينص بأنه عايش أو عاصر أو التقى بقُرابة 120 من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، كانت تعرض الفتوى على الأول فيقوم بنقلها إلى الثاني، وفي الثالث حتى تعود إليه مرة أخرى، أجركم على الفتيا أجركم على الدين، فهي قضية في منتهى الخطورة، ومن ثم ينبغي لمن يسلك هذا الطريق أن يستحضر أولاً الخشية من الله تبارك وتعالى، ثم لابد أن يكون ملمًا بأدواته وأصول هذا العلم".
وأَضاف: "أنا أقول الخشية من الله تبارك وتعالى، لماذا؟ لأنك ربما تجد من بين الناس من هو من أهل العلم، لكن لديه الجرأة على الفتيا في الدين، فيعمل أحيانًا على التوفيق أو التلفيق أو تتبع الرخص في المذاهب، ثم يفتي للناس بأمور بعيدة عن مناط الشارع الحكيم، اعتمادًا منه على قوالب الوعي أو اعتمادًا منه على أن الشخص السائل إنما يعتمد على المقولة الشائعة بأن السائل مذهبه مذهب مفتيه، وهنا قضية خطيرة، وإذا كان الإنسان عالمًا جامعًا لأدوات العلم المتعلق بالفتوى من فقه وأصول ولغة عربية ومقاصد ومعرفة بالمقالات وواقع، لكنه لا يكون خائفًا من الله تبارك وتعالى، مستحضرًا ربنا تبارك وتعالى فيما يمضيه من أحكام تتعلق بأحوال المكلفين والعلاقات التي تربطهم في تعاملاتهم مع ربهم أو مع غيرهم أو مع أنفسهم أو مع عناصر الكون، أدى ذلك إلى خلل في الفكر والسلوك، ومن ثم غياب ما يسمى بالأمن الفكري، الذي إذا غاب، غاب معه الخير".