غزة القاهرة "رويترز" "د ب أ": قال سكان في مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة إن الجنود الإسرائيليين نبشوا مقابر بني سهيلا عدة مرات ليحرموا حتى الموتى من الراحة.

ودفن بلال القهوجي العديد من أفراد عائلته، بينهم شقيقان له، بهذه المقابر في نوفمبر بعد مقتلهم في غارة جوية إسرائيلية، لكن لم يعد بإمكانه إيجاد جثثهم.

وقال القهوجي "نحن سكان هذه المنطقة الذي حفرها الاحتلال، دمرها بشكل متكامل في المرحلة الأولى من التوغل على قطاع غزة، في المرحلة الثانية لم نجد أي جثة، فحفرها مرة أخرى، مرة ومرتين وثلاثة، فلا يوجد أي جثة".

وأضاف في إشارة إلى أقاربه القتلى "فشهدائي كُليتهم موجودين في هذه المنطقة، لم أجدهم".

وينص نظام روما التأسيسي للمحكمة الجنائية الدولية على أن انتهاك حرمة الموتى يشكل جريمة حرب.

وأصبح الوصول إلى المقابر الرئيسية في غزة أمرا خطيرا بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية، وبالتالي تدفن العائلات المكلومة موتاها في مقابر غير رسمية تحفرها في مناطق خاوية مع شدة الحصار.

وتقول السلطات الصحية في غزة إن إسرائيل قتلت أكثر من 39 ألف شخص في القطاع وحولت معظمه إلى أنقاض منذ هجوم حماس عليها في السابع من أكتوبر.

وذكر سكان أن العديد من الفلسطينيين فروا من القطاع بحثا عن مكان آمن. وبعد مرور عشرة أشهر على بدء الصراع، لحقت أضرار عدة مرات بالمقابر في خان يونس بسبب الغارات الجوية والعمليات البرية التي تشنها إسرائيل هناك.

ومع امتلاء ثلاجات المستشفيات بالجثث التي تصل باستمرار من مواقع القصف، تبحث الأسر مضطرة عن أماكن أخرى لدفن موتاها.

وقالت أحلام فرحان، وهي واحدة من سكان غزة قُتل ابنها في الحرب، "كل الدمار هذا، كل يوم وإحنا (نخرج) في الشوارع. عار عليكم، ولادنا استشهدوا، الميتين مسلموش من اليهود، وين نروح؟ قولولنا".

ويأتي تدمير المقابر في الوقت الذي يواجه فيه الفلسطينيون نقصا في الماء والغذاء والدواء والوقود والمستشفيات العاملة. ولم يتمكن الوسطاء، وهم قطر والولايات المتحدة ومصر، من التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار في القطاع، وبالتالي من المتوقع أن تستمر أعداد القتلى في ازدياد.

وقال القهوجي إن الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى يجب أن تساعد في إعادة الجثث التي دُفنت هناك.

لكن الفلسطينيين مضطرون في الوقت الحالي إلى التعامل مع الركام والأشلاء بمفردهم، ويضع أفراد الدفاع المدني في خان يونس الجثث في أكياس على الأرض وينقلونها إلى شاحنات.

وقال يامن أبو سليمان مدير الدفاع المدني في خان يونس "هذه هي جريمة الحرب بعينها أن يقوم (الإسرائيليون) بنبش قبور لها ما يقارب أكثر من 50 عاما، هذا يدل على بشاعة هذا الاحتلال وبشاعة قادته وجنوده في نبش هذه المقابر".

وطلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في 20 مايو إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء ووزير الدفاع الإسرائيليين وثلاثة من قادة حماس بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال حرب غزة.

وبينما يعاني الأحياء من أزمة إنسانية وضربات جوية، يبحث بعض الفلسطينيين عن سبب انتهاك حرمة الموتى.

وتساءل أبو سليمان "هل كان ينتقم من الأموات وهم في قبورهم بنبشهم وإخراجهم إلى العراء؟".

قتل وجرح 9 جنود

أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أمس إيقاع قوة إسرائيلية من تسعة جنود بين قتيل وجريح جنوب قطاع غزة .

وقالت كتائب القسام ، في منشور أوردته وكالة الصحافة الفلسطينية ( صفا ) على منصة إكس ، إن "مجاهديها تمكنوا من الاشتباك بشكل مباشر مع قوة صهيونية راجلة قوامها تسعة جنود من نقطة الصفر وإيقاعهم بين قتيل وجريح شرق منطقة الفراحين شرق مدينة خانيونس جنوب القطاع".

وأفادت بتفجير عبوة مضادة للأفراد في قوة اسرائيلية تحصنت داخل مبنى وإيقاعهم بين قتيل وجريح، ولاتزال الاشتباكات مستمرة مع القوات المتوغلة شرق منطقة الفرحين، مشيرة إلى استهداف جرافة عسكرية من نوع دي 9 بقذيفة الياسين 105 في نفس المنطقة.

ولفتت القسام إلى تفجير عبوتين مضادتين للأفراد والآليات في قوة هندسية إسرائيلية وإيقاعهم بين قتيل وجريح بمنطقة زلاطة شرق رفح جنوب القطاع .

إعادة جثث 80 فلسطيني

ذكرت وزارة الصحة الفلسطينية أن إسرائيل أعادت جثث أكثر من 80 فلسطينيا قتلوا خلال هجومها العسكري المتواصل على قطاع غزة في حين أودت الضربات الجوية الإسرائيلية أمس بحياة 18 على الأقل.

وقال يامن أبو سليمان مدير إدارة الدفاع المدني في خان يونس بجنوب قطاع غزة إن من غير الواضح ما إذا كان الجيش الإسرائيلي قد انتشل الجثث من مقابر في أثناء الهجوم البري أم أنها "لمعتقلين تم تعذيبهم وقتلهم".

وأضاف "الاحتلال لم يزودنا باي معلومات لا عن الأسماء ولا الأعمار ولا شي، هذه جريمة حرب، جريمة ضد الإنسانية".

وسيتم فحص الجثث لمعرفة أسباب الوفاة وتحديد الهويات، ومن المقرر دفنها لاحقا في مقبرة جماعية بالقرب من مستشفى ناصر بخان يونس.

وأوضح أبو سليمان أن عدد الجثث يبلغ 84 وأنه جرى تسليمها في أكثر من 15 حقيبة، إذ كان كل منها يحتوي على عدة جثث.

ولم يصدر أي تعليق حتى الآن من الجيش الإسرائيلي بشأن إعادة الجثث. وسبق أن قالت إسرائيل إنها أعادت جثثا بعد التحقق من أنها ليست لإسرائيليين رهائن احتجزتهم حماس بعد هجوم السابع من أكتوبر على إسرائيل.

لا اتفاق لوقف إطلاق النار

تساءل منتدى أسر الرهائن في إسرائيل عن سبب سماح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتسليم جثث الفلسطينيين دون التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار مع حماس.

وقال المنتدى في بيان "لماذا تعيد (إسرائيل) الجثث خارج إطار اتفاق شامل؟ مثل هذا الاتفاق يمكن أن يعيد الرهائن الأحياء لتأهيلهم مجددا والمتوفين لدفنهم بصورة لائقة".

وفي جنوب شرق خان يونس، قال سكان إن إسرائيل شنت قصفا جويا ومدفعيا خلال الليل شمل مناطق أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر بإخلائها وعزا ذلك إلى شن مسلحين هجمات منها.

وقال مسعفون إن غارة جوية إسرائيلية تسببت في مقتل ثمانية فلسطينيين داخل سيارة على الطريق قرب خان يونس أمس.

وقالت وزارة الصحة في غزة إن ما لا يقل عن 39550 فلسطينيا قتلوا في الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة. ولا تفرق إحصاءات الوزارة بين المقاتلين والمدنيين.

ويقول مسؤولو الصحة الفلسطينيون إن معظم القتلى من المدنيين.

وتقول إسرائيل، التي فقدت نحو 330 من جنودها في غزة، إن نحو ثلث القتلى الفلسطينيين من المقاتلين.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: بین قتیل وجریح فی خان یونس أبو سلیمان قطاع غزة أکثر من فی غزة غزة إن

إقرأ أيضاً:

العدوان الأمريكي… حين يُثبت فشله باستهدافه للمقابر والأسواق

يمانيون../
تُثبت الوقائع، مرارًا وتكرارًا، أن العدوان الأمريكي على اليمن لم يكن يومًا مشروعًا عسكريًا عقلانيًا، بقدر ما هو تعبير صريح عن حالة هستيرية من الفشل المركب، الذي يتحوّل في كل مرة إلى نزعة انتقامية سوداء لا تستثني أحدًا: لا حيًّا ولا ميتًا، لا مسجدًا ولا سوقًا، ولا حتى مقبرة يأوي إليها جسد شهيد أو فقيرٌ منسيّ.

لقد أصبح واضحًا للعالم أن الإدارة الأمريكية، في ظل الهزائم المتتالية التي مُنيت بها منظومتها السياسية والعسكرية، لم تعد تملك سوى خيار الإرهاب المفتوح، عبر قصف الأسواق الشعبية والمرافق المدنية وحتى المقابر، في دلالة ساطعة على حالة التيه والتخبط، التي تعكسها ضربات عبثية فاقدة للبوصلة، ولأدنى المعايير الأخلاقية أو القانونية.

المقابر.. الوجه الأكثر انكشافًا للعدوان
إن استهداف طيران العدوان الأمريكي، خلال هذا الأسبوع، لمقبرتين في أمانة العاصمة صنعاء، وتدمير ما يزيد على 240 قبرًا، هو أكثر من مجرد اعتداء مادي. إنه إهانة متعمّدة لحرمة الموتى، ورسالة بالغة القسوة موجهة للأحياء: لا ملاذ لكم حتى في قبوركم.

وإذا كان منطق الحرب قد يبرر، زيفًا، استهداف مواقع يزعم العدو أنها عسكرية، فما هو التبرير لاستهداف قبور وساحات موتى؟ ما هو الذنب الذي اقترفه هؤلاء الراقدون في سلام، حتى تنهال عليهم القذائف الأمريكية؟! إنها الصورة العارية لحربٍ لا تستهدف الجيوش، بل تستهدف الذاكرة والكرامة والإنسان في عمقه الروحي.

إنه العدوان الذي بلغ من الدناءة أن يُطلق صواريخه على شواهد القبور، وكأنها منصات دفاعية، أو مخازن صواريخ خفية. إنها عقلية استعمارية عارية من أي ضمير، تعيد للأذهان مشاهد الغزاة الذين لا يكتفون بتدمير الحاضر، بل يحرصون على محو الماضي أيضًا.

الأسواق.. موضع الرزق والرزينة تحت نيران الحقد
ولم يكتفِ العدوان الأمريكي بهذه البشاعة، بل امتد إرهابه إلى أحد الأسواق الشعبية في حي فروة، حيث سقط عشرات الضحايا بين شهيد وجريح، في مجزرة جديدة تضاف إلى سجل واشنطن الأسود. ومثل هذه الأسواق، ليست سوى تجمعات بشرية متواضعة، يذهب إليها البسطاء يوميًا لقضاء حاجاتهم، وشراء ما يحتاجونه للبقاء على قيد الحياة.

فماذا تريد واشنطن من هذه السوق؟ أكانت ترى فيه ثكنةً عسكرية؟! أكان الباعة المتجولون هدفًا مشروعًا لطيرانها الحربي؟! لا تفسير منطقيًا سوى أنها سياسة العقاب الجماعي، التي دأبت أمريكا على استخدامها حين تفشل في المواجهة المباشرة مع القوى الحرة.

الفشل العسكري الأمريكي… حين يصبح القتل هو التعبير الوحيد
لا يحتاج المرء إلى كثير من التمحيص ليُدرك أن العدوان الأمريكي يعاني من فشل ذريع على المستوى الاستراتيجي. فبعد أشهر من التصعيد المباشر، لم تحقق واشنطن أي من أهدافها المعلنة أو الخفية. لم تُوقف العمليات اليمنية النوعية في البحر الأحمر، ولم تثنِ صنعاء عن موقفها الثابت من دعم غزة، ولم تنجح في ترهيب الشعب اليمني رغم القصف والتدمير.

ولهذا، فإن العدوان الأمريكي أخذ يتحول تدريجيًا من مشروع عسكري إلى عملية انتقام عشوائي، يحاول من خلاله الاحتلال الأمريكي تغطية عجزه بإشعال الحرائق في أي مكان، حتى لو كان مقبرة أو سوقًا شعبيًا. وهو ما أكّده رئيس المجلس السياسي الأعلى، اللواء الركن مهدي المشاط، الذي شدد على أن هذا العدوان، ورغم همجيته، لم يُحدث أثرًا يُذكر في قدرات اليمن العسكرية، التي ما تزال على أتم الجهوزية والاستعداد.

الإعلام الأمريكي… شريك في الجريمة
وفي خضم هذا الجنون العسكري، يأتي دور الإعلام الأمريكي والغربي بوصفه شريكًا مباشرًا في الجريمة. إذ يسعى، كما هي عادته، إلى تزييف الحقائق، وتبرير الجرائم، بل واختلاق سرديات عبثية عن “أهداف عسكرية” في المقابر والأسواق.

وهذا النوع من التبرير يعكس أحد أخطر أوجه العدوان: ليس فقط إسقاط القنابل، بل إسقاط الأخلاق والمعايير الإنسانية. منابر إعلامية تزعم الدفاع عن حقوق الإنسان، تتحوّل إلى أدوات دعاية للقتل، تواكب كل غارة ببيان رسمي يُجمّل الجريمة، ويحاول تغليفها بغلاف “الدفاع المشروع” أو “الردع الوقائي”، متناسية أن المستهدف هذه المرة، هو جثمان راقد في قبر، أو أم تشتري الخبز لطفلها.

لماذا يُستهدف اليمن؟
إن السؤال الكبير الذي يجب أن يُطرح بإلحاح هو: لماذا يستهدف العدوان الأمريكي اليمن بهذه الضراوة؟ والإجابة تخرج من جوف المعركة ذاتها: لأن اليمن خرج عن النص الأمريكي، وتجرأ على الوقوف في خندق المقاومة، ورفض أن يكون تابعًا للبيت الأبيض أو عواصم التطبيع.

ولأن اليمن، بقيادة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، قد أعلنها بوضوح: “لن نقف مكتوفي الأيدي إزاء ما يتعرض له شعبنا في فلسطين”، فقد تحولت صنعاء إلى هدف مباشر لهذا العدوان، تمامًا كما كانت غزة هدفًا دائمًا للعدو الصهيوني.

نصرٌ يقترب… وعدالة لا تموت
إن استهداف المقابر والأسواق، وإن بدا في لحظته فعلًا جبانًا وعدوانيًا، إلا أنه يكشف حجم الارتباك الأمريكي، وقُرب نهاية مشروعه في المنطقة. فالذين يقصفون القبور لا يملكون مشروعًا للحياة، بل يعترفون ضمنيًا بفشلهم الكامل في معركة الإرادات.

وها هو الشعب اليمني، رغم كل هذا القصف، يزداد صلابة. وها هي القوات المسلحة اليمنية، رغم الاستهداف، تزداد ثباتًا ورباطة جأش، وتؤكد أن الرد لن يتأخر، وأن الثمن سيكون مكلفًا للعدوان. فالصبر اليمني ليس إذعانًا، بل استعداد للضربة الأشد، في الزمان والمكان المناسبين.

أما أبواق الإعلام الغربي، فلن تنفع واشنطن في التملص من جرائمها. فالتاريخ لا ينسى، والكاميرات لم تعد تحتكرها شبكات الغرب، بل بات صوت الشعوب اليوم أقوى وأوضح. وإن غابت العدالة اليوم، فلن تغيب غدًا. فجرائم أمريكا في اليمن، كما في فلسطين، مسجلة في ذاكرة الأرض، ولن تمر دون حساب.

الخاتمة
العدوان الأمريكي على اليمن، وقد بلغ إلى استهداف المقابر والأسواق، يضع نفسه في موقع لا يُحسد عليه أخلاقيًا وإنسانيًا. إنها حربٌ لم تعد تملك هدفًا عسكريًا، بل صارت مجرد غريزة انتقام مفضوحة، يُديرها جنرالات فقدوا عقولهم أمام صلابة اليمنيين، وإصرارهم على النصر.

لكن، أليس الصبح بقريب أيها المجرمون؟!
بلى، إن النصر آتٍ، ما دام في اليمن رجال، ومادام في صنعاء قائد يرفع راية الكرامة، ويُمهّد الطريق لمستقبل تتحرر فيه الأرض من دنس الاحتلال… الأمريكي منه والصهيوني سواء.

السياسية – صلاح المقداد

مقالات مشابهة

  • اكتشاف عشرات الجثث بالقرب من معسكر كوالا غربي مالي
  • خبير تركي: توقعات هبوط أسعار الذهب مستمرة.. فكيف تستثمر بحكمة؟
  • حتى المقابر يا ترامب..!!
  • إسرائيل تواصل ترويج الأكاذيب لتضليل المجتمع الدولي.. وجيش الاحتلال يصعّد عملياته العسكرية في غزة
  • إسرائيل تحذف تعزية في وفاة البابا فرنسيس
  • إسرائيل تحذف تعزية في وفاة البابا فرانشيسكو
  • عاجل| وزير الخارجية: اتصالاتنا مستمرة مع كل الأطراف لوقف انتهاك إسرائيل لسيادة الدول العربية
  • سفير إسرائيل السابق في إيطاليا يدعو لعدم المشاركة بجنازة البابا
  • العدوان الأمريكي… حين يُثبت فشله باستهدافه للمقابر والأسواق
  • إسرائيل تنشر تفاصيل التحقيق بمقتل المسعفين في غزة.. تكرار لنفس المزاعم!