العلاج النفسى بالفن، من الأساليب الحديثة التى تمنح المرضى الشعور بالطاقة الإيجابية، والجرأة فى التعبير عن أنفسهم وما يمرون به من أزمات، دون خجل أو خوف، تجربة اعتمدتها فرقة «قريباً للفنون» التى قررت تقديم عرض مسرحى يحمل اسم «سادة سكِتّو» غالبية المشاركين به هم بالأساس مروا يوماً بأزمات نفسية صعبة، منهم من تجاوزها وآخرون يسعون للاندماج بالمجتمع، من خلال المشاركة فى هذه المسرحية التى تم عرضها ضمن كرنفال للتوعية بالمرض النفسى.

على خشبة المسرح وقف نحو 15 شاباً وفتاة بمراحل عمرية مختلفة، يقدمون عرضاً فنياً يحمل مزيجاً من الشكوى والفضفضة للمواقف التى جعلت منهم ضحايا لمرض الاكتئاب، كلٌ باختلاف درجاته، هناك من وقع ضحية الحب، والوحدة، أو إحباط وغياب دعم الأسرة، مع الإشارة إلى أن المرض النفسى يصيب أى إنسان، حتى الطبيب المعالج نفسه قد يقع فريسة لـ«الاكتئاب».

شادى جمال هاشم: المسرحية مهمة و«فضفضة» لتجاوز الوجع

«سادة سكِتّو»، واحد من أنواع القهوة التى تحمل لوناً داكناً وغامقاً بشكل زائد وبلا نقطة سكر واحدة، ومن ثم كان الأنسب اختيارها لاسم المسرحية بوصفه مشروباً يعبر عن الاكتئاب، وذلك حسب ما قاله الفنان شادى جمال هاشم، أحد أبطال العرض، وتأكيده أنه تحمّس كثيراً لتقديم هذا العرض، خصوصاً أنه يضم حالات حقيقية مرّت بأزمات فى حياتها، فضلاً عن أن الاكتئاب ليس من الأمراض البسيطة ومن الممكن أن يصاب به أى شخص.

وأشار إلى أنه سعى للقراءة عن الاكتئاب والوقوف على كل ما يتعلق به من تفاصيل ومحاولة استيعاب ماهية هذا المرض، للتمكن من تجسيده على خشبة المسرح بكل ما به من انفعالات غير ظاهرة، وكيف يكتشف الشخص أنه مصاب بهذا النوع من المرض، متابعاً: أنا شخصياً لا أستطيع أن أصنف نفسى بأننى مريض اكتئاب، ولكن كان لدى معاناة فى بعض الأمور، أبرزها عدم وجود علاقة قوية مع والدى وقبل وفاته بعامين حرصت على أن تتوطد علاقتنا، وكنت أعانى من عدم وجود صداقة أو رابط مشترك بيننا.

واستطرد بقوله: دائماً المسرح ما كان يجعلنى أخرج من دائرة الاكتئاب، الفن هو العلاج يجعلك تجسد أدواراً وتلعب شخصيات فى عوالم بعيدة عنك تماماً، ومن ثم كنت حريصاً على أن أكون فى «سادة سكِتّو» لعدم وجود ثقافة الذهاب إلى الطبيب النفسى والتعامل معه وأن المريض النفسى ليس مجنوناً كما يصوره البعض، وبالتالى المسرحية هى «فضفضة» فنية مهمة.

وقال المخرج عبدالرحمن محمود لاشين، إنه شخصياً مرّ بفترة اكتئاب صعبة جداً منذ نحو 3 سنوات فقد خلالها توازنه، وبسبب موقف ما تعرض له قرر الانصياع لنصيحة أحد أصدقائه والذهاب إلى طبيبة نفسية، وأن يكون علاجه بالعمل الذى يحبه وهو الإخراج المسرحى، وجاءت فكرة المؤلف أحمد فكرى، بأن يكون العرض المسرحى داخل كافيه يقدم «قهوة سادة سكِتّو» أبطالها نماذج مرت بظروف نفسية، وبالفعل الجميع تحمّس لذلك، ومنهم من اعتبر المشاركة فى العرض المسرحى نوعاً من العلاج، الذى يتوقف على ضرورة الوعى أولاً وأن يكون الشخص مدركاً لما يمر به حتى يستطيع أن يجد الحل للخروج من هذه الدائرة.

وأشار إلى أن كثيراً من العبارات التى جاءت على لسان الأبطال فى مسرحية «سادة سكِتّو» حقيقية ونابعة من مواقف حدثت بالفعل، مشدداً على أن استعراض التجارب الذاتية فى الأعمال الفنية من الأمور المهمة جداً، ومن ثم هناك خطة لإعادة تقديم هذا العرض فى مؤتمرات طبية تتعلق بالمرض النفسى سواء داخل أو خارج مصر، كذلك التعاون مع مؤسسات نفسية والذهاب إلى المستشفيات، لمساعدة المرضى على التجاوب والتطرق إلى أزمتهم والتعبير عنها بشكل صحيح «نتمنى نشر ثقافة العلاج بالفن لأنه يفرق كثيراً مع المرضى».

وأوضح «لاشين» أن بروفات وتحضيرات المسرحية استغرقت نحو عامين، واعتذر بعض الممثلين عن الاستمرار فى العرض بسبب ضغط أزماتهم النفسية، وعدم قدرتهم على التعبير بشكل ما.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: القهوة المسرحية الاكتئاب

إقرأ أيضاً:

تحريك أكثر من 100 ألف قضية لجوء أمام المحاكم الألمانية عام 2024

ارتفع عدد دعاوى اللجوء أمام المحاكم الإدارية الألمانية مرة أخرى بشكل كبير العام الماضي.

وبحسب مسح أجرته صحيفة القضاة الألمان بين وزارات العدل في الولايات، استقبلت المحاكم عام 2024 أكثر من 100 ألف قضية جديدة.
وفي عام 2023 كان هناك ما يقرب من 72 ألف قضية. وفي عام 2022 بلغ عدد قضايا اللجوء حوالي 62 ألف قضية. وفي عامي 2017 و2018 كان عدد الدعاوي المقدمة من طالبي اللجوء المرفوضين أعلى بكثير ثم انخفض بعد ذلك.
وأصبح أمام المحاكم الإدارية الآن مجدداً أعداد متزايدة من القضايا، لأن المكتب الاتحادي لشؤون الهجرة واللاجئين صار يعالج قضايا اللجوء المعلقة من السنوات السابقة بسرعة أكبر حالياً.
وأصبحت أوقات النظر الطويلة في تلك القضايا أقصر إلى حد ما في الآونة الأخيرة، ولكنها في معظم الولايات الألمانية لا تزال أطول بكثير من الهدف الذي حدده مؤتمر رؤساء حكومات الولايات بحد أقصى 6 أشهر.
وأوضح سفين ريبين، المدير التنفيذي للاتحاد الألماني للقضاة، الذي تصدر عنه أيضاً صحيفة القضاة الألمان: "المحاكم الإدارية تمضي قدما هنا تدريجياً، وأوقات نظرها في تلك القضايا آخذة في الانخفاض بشكل كبير. ومع ذلك، إذا استمرت الزيادة السريعة الحالية في عدد الدعاوى القضائية، فقد يتوقف هذا الاتجاه مرة أخرى"، مضيفاً أن هناك حاجة إلى المزيد من القضاة من أجل تسريع البت في دعاوي اللجوء، إلى جانب تكثيف الإجراءات بشكل أكبر في دوائر المحاكم المختصة بقضايا اللجوء.

مقالات مشابهة

  • مدمن ويعاني من الاكتئاب.. تفاصيل مثيرة في العثور على مدير بشركة محمول متوفى داخل فيلته
  • روح رمضان تخفف من معاناة اللاجئين السودانيين بأوغندا
  • غير المشاكل والحزن.. أمراض جسدية تسبب الاكتئاب
  • دراسة: مضادات الاكتئاب قد تسرّع من تدهور الخرف
  • تحريك أكثر من 100 ألف قضية لجوء أمام المحاكم الألمانية عام 2024
  • مهرجان «الفضاءات المسرحية» يكشف عن أسماء العروض المشاركة في دورته الأولى
  • زعيم جبهة الخلاص بتونس: محاكمة السياسيين هدفها إرعاب المجتمع
  • مسرحية رثة في العراق بطلها المنقذ الكاظمي
  • قبل القمة العربية.. شيخ الأزهر يدعو للخروج بموقف موحد لمواجهة مخططات التهجير
  • وداعا جني مسرحية تخاريف.. من عامل سكك حديدية إلى نجم على خشبة المسرح