إطلاق "الحملة الوطنية للتّبرع بالأعضاء" في ظفار
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
صلالة- الرؤية
انطلقت أمس في صلالة بمحافظة ظفار الحملة الوطنية التوعوية للتبرع بالأعضاء تحت شعار "عبق العطاء"، وذلك تزامنًا مع فعاليات موسم خريف ظفار 2024.
الحملة التي تستمر خمسة أيام، تُنفذها الرابطة العُمانية لزراعة الأعضاء بالتعاون مع البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء بوزارة الصحة، في ثلاثة مواقع رئيسة، هي: سوق الحافة، والمجمع الرياضي بصلالة، ومركز صلالة جراند مول التجاري، وتتضمن برنامجًا علميًّا في مستشفى السلطان قابوس بصلالة تقدم من خلاله أنشطة توعوية تستهدف مختلف الأعمار من فئات المجتمع.
وقالت الدكتورة نورين بنت يوسف البلوشية، استشارية جراحة أورام الكبد والمرارة والبنكرياس وزراعة الكبد رئيسة الرابطة العُمانية لزراعة الأعضاء: نَّ الرابطة أطلقت موقعها الرسمي في خطوة متقدمة لتعزيز ثقافة التبرع بالأعضاء وتشجيع أفراد المجتمع، إذ يوفر الموقع جميع المعلومات التي يحتاج المتبرع بالأعضاء إلى معرفتها، بالإضافة إلى نشر الوعي حول أهمية التبرع بالأعضاء وتقديم معلومات شاملة حول الرابطة وأهدافها. وأضافت أنه يمكن من خلال الموقع التعرّف على طريقة تسجيل المتبرعين بالأعضاء بعد الوفاة في تطبيق "شفاء" التابع لوزارة الصحة، وذلك؛ لتسهيل عملية التبرع وإنقاذ حياة المصابين بفشل الأعضاء.
وأوضحت رئيسة الرابطة العُمانية لزراعة الأعضاء أنّ فعاليات الحملة ستتضمن محاضرات تثقيفية وبرامج توعوية وتعليمية حول التبرع بالأعضاء بالتعاون مع عدة جهات حكومية، إلى جانب التركيز على أهمية تعزيز ثقافة التبرع بالأعضاء في سلطنة عُمان.
وأشارت إلى أن الرابطة العُمانية لزراعة الأعضاء تسعى إلى دعم مرضى الفشل العضوي في سلطنة عُمان والمتبرعين بالأعضاء وذويهم، لضمان عملية تبرع سلسة وآمنة، بالإضافة إلى رفع مستوى الوعي حول أهمية التبرع بالأعضاء من خلال تنظيم المحاضرات والمؤتمرات وحلقات العمل العلمية والطبية.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الأدب الشعبي.. مرآة الثقافة والتراث
علي بن سهيل المعشني (أبو زايد)
asa228222@gmail.com
تُعدُّ محافظة ظفار في سلطنة عُمان إحدى المناطق التي تزخر بثراء ثقافي وتاريخي فريد، يُجسّده الأدب الشعبي المتنوع والمتأصل في وجدان أهلها. يمزج هذا الأدب بين الشعر، والأغاني، والحكايات، والأمثال الشعبية، والأساطير، مما يعكس العلاقة العميقة بين الإنسان الظفاري وبيئته الطبيعية والاجتماعية.
الشعر الشعبي في ظفار
يُعدُّ الشعر من أبرز أشكال الأدب الشعبي في ظفار، ويتميز بعفويته وارتباطه بحياة الناس اليومية. تتنوع أغراض الشعر بين الغزل، والرثاء، والحماسة، إضافة إلى وصف الطبيعة، حيث تظهر الجبال والصحارى والسهول والبحر كعناصر متكررة في الأبيات الشعرية.
كما تمتاز الفنون الشعرية في ظفار، وخاصة تلك المرتبطة بالجبال والبادية، بأسلوب أدائي يُعرف بـ"الصورة الأدائية"، وهو نمط إنشادي يعتمد على الصوت البشري النقي، من خلال الإبداع الفطري. كان الإنسان يصنع ألحانه وموسيقاه من مفردات الطبيعة المحيطة به.
الأغاني الشعبية
تُشكِّل الأغاني الشعبية جزءًا أصيلًا من الأدب الظفاري، حيث تُؤدى في مناسبات متعددة، مثل الأعراس، والحصاد، وليالي السمر، وليالي خطال الإبل في أودية ظفار.
وتتميز الأغاني بطابعها الخاص الذي يعكس الهوية الثقافية والانتماء للبيئة. ومن أشهر أنواع الغناء في ظفار:
الهبوت: أداء جماعي يجمع بين الغناء والحركة، ويُعبر عن الفرح أو الاحتفال بالنصر.
البرعة: فن يُمارس بعد تحقيق الانتصارات.
النانا والدبرارت وإيلي مكبور والمشعير: وغيرها من الفنون الأصيلة التي تحمل في طياتها عمقًا ثقافيًا.
الحكايات والأساطير
تمثل الحكايات والأساطير الشعبية في ظفار إرثًا ثقافيًا غنيًا بالمعاني والقيم،و تُبرز الحكايات قيم البطولة، والكرم، والشجاعة، وتعد وسيلة لنقل الحكمة والمعرفة من جيل إلى آخر. كما أنها تُظهر التداخل بين الواقع والخيال في المخيلة الظفارية.
ومن بين تلك الحكايات ما يُعرف بـ"إكيلث" أو حكايات الأطفال، التي كانت تُروى قبل النوم لتوسيع مدارك الأطفال، وتعزيز مخيلتهم عبر صور ذهنية ورسائل ثقافية عميقة.
الأمثال الشعبية
تعكس الأمثال الشعبية تجارب الناس ومواقفهم في الحياة، فهي قصيرة وبليغة، تُستخدم في الحديث اليومي لإيصال الحكمة والموعظة. تُعتبر الأمثال بمثابة مرآة ثقافة الشعوب، حيث تُقاس قوة الحضارات بثقافة أمثالها وحكمة أقوالها وشجاعة أفعالها.
دور الأدب الشعبي في حفظ الهوية
يُعدُّ الأدب الشعبي الرحم الذي يحفظ الهوية الثقافية والتراثية. فهو ليس مجرد كلمات تُروى أو تُغنّى، بل هو تعبير حيّ عن القيم والمعتقدات ومرآة للحياة الاجتماعية والتاريخية للمنطقة. إن توثيق هذا الأدب ودراسته أكاديميًا يُعد خطوة أساسية لضمان استمراره ونقله للأجيال القادمة.
ختامًا.. إنَّ الأدب الشعبي في ظفار يُمثل كنزًا ثقافيًا يُحافظ على الصلة بين الماضي والحاضر، ويبرز خصوصية المنطقة وتنوعها الثقافي. إنه صوت الناس البسطاء الذي يعكس حياتهم وأحلامهم وطموحاتهم، ويُشكل جزءًا لا يتجزأ من الهوية الوطنية العُمانية.