أمين الفتوى: قبول العوض حق شرعي وعفو المتضرر من مكارم الأخلاق
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
كتب- حسن مرسي:
أكد الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، على التمييز الواضح الذي يضعه الإسلام بين الأضرار الناجمة عن الأفعال العمدية وتلك الناتجة عن الخطأ.
خلال مداخلته في برنامج "فتاوى الناس"، شدد وسام على أن الشريعة الإسلامية تؤسس لمبدأ "الضمان" كقاعدة فقهية راسخة.
بيّن أمين الفتوى أن المبدأ يُلزم من تسبب في إتلاف ممتلكات الغير بالتعويض، سواء كان الإتلاف متعمدًا أو ناتجًا عن خطأ، وتعتمد طبيعة التعويض على نوعية المتلفات؛ فالأشياء المثلية كالحبوب والفاكهة ينبغي تعويضها بمثلها، بينما الأشياء القيمية كالسيارات والحيوانات يتم تعويضها بقيمتها النقدية.
وأوضح الشيخ أحمد وسام الفارق بين التعويض العادل وبين الموقف الذي يسوده التسامح والعفو، مؤكدًا أن العدل يتطلب تعويض المتضرر، لكن الشريعة تحث في الوقت ذاته على مكارم الأخلاق، وذلك دون أن يترتب على التسامح أي ظلم للمتضرر.
تجدر الإشارة إلى أن الثقافة المصرية، التي تشجع على العفو، لا تتعارض مع تعاليم الشريعة الإسلامية التي تكفل حقوق الأفراد، وهنا يأتي دور التوازن في الالتزام بالعدل وفي ذات الوقت إظهار مكارم الأخلاق.
كما أكد أمين الفتوى على ضرورة أن يكون التنازل عن حق التعويض اختياريًا من الشخص المتضرر، رافضًا الفهم الخاطئ الذي يقلل من أهمية التعويضات أو يعتبرها ظلمًا أو حرامًا.
وقد شدد على أن الإسلام يحض على الوفاء بالعهود وينشد العدالة في كافة المعاملات المالية، مما يحتم على المسلمين الالتزام بهذه المبادئ في كل تعاملاتهم.
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: سعر الدولار إيران وإسرائيل نتيجة الثانوية العامة الطقس أولمبياد باريس 2024 أسعار الذهب انهيار عقار الساحل زيادة البنزين والسولار إسرائيل واليمن هدير عبدالرازق حكومة مدبولي التصالح في مخالفات البناء معبر رفح سعر الفائدة فانتازي الحرب في السودان أمين الفتوى بدار الإفتاء أمین الفتوى
إقرأ أيضاً:
تواضع العلماء.. خُلق سامٍ ودعوة للأخلاق الجميلة
قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أنه من صفات العلماء التي امتدحها الإسلام وبيّنها السلف الصالح، التواضع وحُسن الخلق مع الناس، سواء كانوا من طلبة العلم أو عامة المسلمين، يقول الإمام الآجري رحمه الله في كتابه أخلاق العلماء:
"فإذا نشر الله له الذكر عند المؤمنين أنه من أهل العلم، واحتاج الناس إلى ما عنده، ألزم نفسه التواضع للعالم وغير العالم .. وإن كان له مجلس قد عُرف فيه بالعلم؛ ألزم نفسه حُسن المداراة لمن جالسه؛ والرفق بمن ساءله، واستعمال الأخلاق الجميلة، ويتجافى عن الأخلاق الدنية".
رسالة العلماء الحقيقية
تُظهر هذه الكلمات أن العالم الحق ليس فقط من امتلك العلم، وإنما من تحلى بأخلاق العلماء، فالعلماء ورثة الأنبياء، ومن أهم صفاتهم:
1. التواضع: فلا يتعالى العالم على أحد، بل يلزم نفسه التواضع لكل من يقصده.
2. حُسن المداراة: التعامل مع الناس بلطف وسعة صدر، خاصة في المجالس العامة.
3. الرفق بالناس: الإجابة عن أسئلتهم برحابة صدر، والابتعاد عن الغلظة أو الجفاء.
4. الأخلاق الجميلة: كالصبر، والابتسامة، والحلم، والعدل في القول والفعل.
قدوة في التعامل
إن العالم الذي يُدرك عظمة المسؤولية التي أُنيطت به، يحرص على أن يكون قدوة حسنة. فهو يُدرك أن سلوكياته تمثل العلم الذي يحمله، وأن أخلاقه تعكس مكانته كحامل لرسالة الدين.
دعوة للتعلم من العلماءيبقى الإمام الآجري وغيره من علماء السلف قدوة حية في بيان أهمية التحلي بأخلاق العلماء. فالناس لا تحتاج فقط إلى العلم من العالم، بل تحتاج إلى التعامل الطيب، والتواضع الذي يُقرّب القلوب، والرفق الذي يجبر الخواطر.
لذا، نذكّر أنفسنا جميعًا بأن نتعلم من العلماء أخلاقهم كما نتعلم علومهم، وأن نُشيد بالمبادئ التي دعونا إليها كأمة الإسلام.