لجريدة عمان:
2025-01-30@18:44:14 GMT

الإجازة الصيفية طاقة متجددة

تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT

تمثّل الإجازة الصيفية فرصة لتنمية مهارات الشباب وتمكينهم في المجالات المختلفة؛ لإعادة توظيفها في بيئة العمل والاستفادة منها لتطوير قدراتهم على الإبداع والابتكار، فهي متنفس لأفراد المجتمع للابتعاد عن ضغوطات العمل والحياة اليومية؛ لشحذ الهمم من جديد واكتساب طاقة متجددة للعودة لميادين العلم والعمل بإيجابية وارتياح؛ فالشباب اليوم بحاجة إلى عمل دؤوب لملء أوقات الفراغ التي تزيد خلال فترة الإجازة الصيفية؛ لترسيخ بعض المصطلحات والمفاهيم التي تساعد على إعدادهم جيدا للتحديات المحية بهم، وهم بحاجة إلى احتضان أفكارهم لتنميتها وإيجاد وسيلة لتحويلها إلى منتج مبتكر قابل للاستفادة منه في المجتمع.

وكون المجتمع يتعرض لربكة في القيم والأخلاق هذه الأيام نتيجة الاستخدام المتزايد لشبكات التواصل الاجتماعي، إضافة إلى ما يكتسبه من أفكار وتوجهات ضارة من قرناء السوء فإن الحاجة ملحة لإعادة المسار وضبط البوصلة لضمان عدم الحياد عن العادات الحميدة والأخلاق الفاضلة التي عُرفت عن المجتمع العُماني. ولعل الجهود التي تبذلها المراكز الصيفية في مختلف محافظات وولايات سلطنة عُمان أحد الجوانب المساعدة لإعداد جيل واع بما يدور حوله، وهي إسهامات تطوعية سيكون لها أثرا لتعزيز المبادئ والثوابت اللازمة لمنع الشباب من تأثرهم برياح الأفكار الضالة التي تزعزع المجتمعات وتروّعهم من الإسهام في بناء الأوطان الحاضنة للشباب ومن يسعى إلى الحفاظ عليه وعلى مكتسباته؛ فالأدوار التطوعية الشبابية التي نشهدها في مختلف ولايات ومحافظات سلطنة عُمان التي أثمرت عن تنظيم حلقات لتعليم القرآن الكريم وحفظه والتفقه في تعاليم الدين الحنيف؛ لهي بوابة لتوعية الشباب بالجوانب الحياتية وتعزز من قدراتهم على التفكر والتحليل للأحداث التي باتت على مرآى من أعينهم؛ فما يحدث من صراعات سياسية ووجودية في بعض بقاع العالم جدير بالبحث والتحليل والتمعن لمجريات الأحداث، ويجب ألا تقتصر المراكز الصيفية على تعليم بعض العلوم؛ بل من الجيد الاهتمام بالعلوم الأخرى كالعلوم السياسية والاقتصادية والاجتماعية فهذه العلوم أصبح أفراد المجتمع يتأثر بها يوميا؛ لارتباطها ببعضها البعض وهي الشاغل لخططهم اليوم وغدا وفي المستقبل، وملائمة للتوسع في التحليل النقدي؛ كونها تحوي في طياتها العديد من الحالات القابلة للدراسة والتحليل والتقييم، إضافة إلى أنها مناسبة لكيفية التدرّب على فهم المساقات في البيئة التعليمية عموما.

نأمل أن تسهم المراكز الصيفية في إثراء الملتحقين بها بالمعلومات والمعارف العلمية والمهارية المختلفة؛ لإعدادهم جيدا خلال فترة الإجازة الصيفية والاستفادة من العلوم التي اكتسبوها في حياتهم اليومية، وما نأمله أن تترسّخ مبادئ الدين الحنيف لدى الشباب والأطفال؛ لتعينهم على مواجهة الأفكار الضالة التي تنخر المجتمعات والمكتسبة من وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة؛ فنحن اليوم بحاجة إلى رسائل اتصالية توعوية مفيدة للمجتمع تتم صناعتها في المراكز الصيفية وإيصالها لأفراد المجتمع بأسلوب يستطيع من خلاله الفرد أن يكون واعيا حذرا بما يدور حوله لا واعيا خائفا من الحوادث الطارئة التي تنشأ نتيجة اكتساب أفكار ضالة أو نتيجة تبرير واهي لتوجّه معيّن.

إن الوطن فتيٌّ بشبابه وشامخ بنوابغ أفكارهم، ومستشرف بتنبؤهم وحذرٌ بوعيهم لما يدور حولهم، وينبغي علينا جميعا أن نسهم في تعزيز هذه القيم وتوسّعها على نطاق واسع في المجتمع؛ لدورها في بناء جيل واع مقدام مبادر للإسهام بما يستطيع من مهارات وقدرات لمواصلة البناء والارتقاء به إلى آفاق أرحب، وعليه من الجيد الاشتغال على تطوير المراكز الصيفية ودعمها؛ لتكون اللبنة الصلبة لتأسيس الأجيال وتوسيع مداركهم وأفكارهم لمشاركتها البيئة العلمية والعملية بعد انتهاء الإجازة الصيفية، أيضا من المهم أن تحوي حلقات المراكز على منهاج لترسيخ المواطنة الصالحة وحمايتها من الأفكار الضالة نتيجة انتشارها في شبكات التواصل الاجتماعي، مع ضرورة تعزيز الجرعات التوعوية لكيفية استخدام هذه المنصات وخطرها على المجتمع والأسرة والفرد، أيضا من المهم تشجيع الأبناء على الانخراط في المراكز الصيفية وعدم ترك الملهيات والانشغالات أن تأخذ الحيز الأكبر من أوقاتهم؛ لضمان تشبعهم بالأفكار المستنيرة التي تعينهم على تسيير أمور حياتهم وفهمها جيدا. خلال زيارتي لعدة ولايات في الفترة الماضية تلمّست اهتمام الشباب والقائمين على المساجد بتنظيم مراكز صيفية بجهود تطوعية ومساهمات من بعض فئات المجتمع، وما يميّز هذه المراكز عن غيرها أنها تحوي دروسا في عدة علوم ولا تقتصر على العلوم الإسلامية، أيضا تمتاز المراكز بإقبال الشباب المؤهلين تربويا للتدريس تطوعيا، إضافة إلى تبرعهم بمبالغ مالية لمنح الطلبة المتميزين جوائز نقدية وعينية، شخصيا تلمّست ترحيب الأسر بالمراكز الصيفية وتشجيع الأبناء على الالتحاق بها والاستفادة من العلوم والمعارف والمهارات المكتسبة خلال فترة الإجازة الصيفية؛ الأمر الذي شجّع القائمين على المراكز الصيفية استمرارها سنويا.

راشد بن عبدالله الشيذاني باحث ومحلل اقتصادي

rashidalshidhani586@gmail.com

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الإجازة الصیفیة المراکز الصیفیة

إقرأ أيضاً:

أتلتيكو يستهدف المراكز الثمانية الأولى بدوري الأبطال

قال دييغو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد اليوم الثلاثاء إن فريقه يركز بشدة على الوجود في المراكز الثمانية الأولى لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم عندما يحل ضيفاً على رد بول سالزبورغ في آخر مباريات مرحلة الدوري.

يحتل أتلتيكو المركز الخامس في جدول الترتيب ويحتاج إلى الفوز لضمان التأهل المباشر إلى دور الستة عشر بعد فوزه 2-1 على باير ليفركوزن الأسبوع الماضي.

المؤتمر الصحفي قبل مواجهة سالزبورغ غداً ????????

”عندما بدأنا هذا البطولة الجديدة، كان لدينا الأمل في أن نكون بين الفرق الثمانية الأولى. كنا نعلم أنه سيكون صعبًا وندرك الصعوبات التي سنواجهها غدًا، لكن لدينا حماس كبير لتقديم أداء جيد.“

— دييغو بابلو @Simeone ???? pic.twitter.com/FHDQSWUnQT

— أتلتيكو مدريد (@AtletiArab) January 28, 2025

وبعد أن خسر صدارة الدوري الإسباني لصالح ريال مدريد وتعادل 1-1 مع فياريال في الدوري، قال سيميوني إن فريقه يركز على مهمته غداً الأربعاء.

وأبلغ سيميوني مؤتمراً صحافياً: "لا نفكر في أي شيء آخر غير مباراة الغد. ونريد أن نفعل ذلك بأفضل طريقة ممكنة. سنواجه فريقا شابا ويتحلى بالنشاط.

وتابع: "سالزبورغ يريد إنهاء دوري أبطال أوروبا بشكل جيد.. المباراة مهمة للغاية ونريد أن نلعب في المناطق التي سنشكل منها خطورة".

وواصل: "عندما بدأ النظام الجديد للبطولة كنا نأمل في الوجود بين أفضل ثمانية فرق. الأمر صعب وسيظل صعبا. وسوف نواجه صعوبات".

وكان سيميوني قد اعترف في وقت سابق بالتحديات التي يفرضها نظام دوري أبطال أوروبا الجديد.

ويتأهل فقط الثمانية الأوائل في جدول الترتيب الذي يضم 36 فريقاً مباشرة إلى دور الستة عشر، بينما تلعب الفرق من المركز التاسع إلى 24 جولة فاصلة من مباراتين.

وبينما تتطلع العديد من الفرق الأوروبية العملاقة إلى التقدم إلى الدور التالي غداً الأربعاء، قال المدرب الأرجنتيني إن الفرق الكبرى ستجد طريقها للتأهل.

وقال سيميوني: "لا أنظر كثيراً إلى كل ما يتعلق بمن يمكنه التأهل ومن لا يمكنه".

وتابع: "الفرق الكبيرة دائماً ما تخرج من المواقف الصعبة، ولا أشك في أنهم سينتهي بهم الأمر بالقتال للفوز بدوري أبطال أوروبا". 

مقالات مشابهة

  • معرض الكتاب يناقش "ثقافة التطوع وتعزيز القيم الإيجابية"
  • بقاعة ديوان الشعر.. معرض الكتاب يناقش «ثقافة التطوع وتعزيز القيم الإيجابية»
  • معرض الكتاب يناقش "ثقافة التطوع وتعزيز القيم الإيجابية".. صور
  • فزع في المجتمع الإسرائيلي.. طارق فهمي: الأمور تسير بانتظام بشأن وقف إطلاق النار بغزة
  • أتلتيكو يستهدف المراكز الثمانية الأولى بدوري الأبطال
  • وزير الشباب يدشن فعاليات دورة تدريبية لكوادر اللجنة الفنية للأنشطة الصيفية
  • دورة تدريبية لكوادر اللجنة الفنية للأنشطة الصيفية
  • أولياء أمور مصر: تفعيل مبادرة الإجازة متعة وإفادة لطلاب الثانوية العامة
  • القومي للبحوث الجنائية: بعض الجرائم التي ترتكب في المجتمع مرتبطة بالأسرة وثقافة الترند
  • بالمكشوف ..هنا شيحة تتألق بإطلالة ساحرة تكشف عن جاذبية متجددة