"حماس".. فكرة لا تتأثر باستشهاد قادتها
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
جمال بن ماجد الكندي
(بكل أسى وحزن تلقينا نبأ الفاجعة العظيمة باغتيال القائد المجاهد الشهيد إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس"، بغارة الغدر الآثمة من قبل الكيان الصهيوني المجرم. فإنا لله وإنا إليه راجعون، وتعازينا الحارة لأنفسنا وللأمة الإسلامية جمعاء، وللشعب الفلسطيني الحر، ولجميع فصائل المقاومة.
ومهما يكن من أمره، فإن المقاومة الفلسطينية الباسلة ولّادة، فالقائد يتلوه قائد آخر من بعده، والمجاهد من ذريته مجاهدون).
بدأت مقالتي هذه بكلمات نشرها الحساب الرسمي لسماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام لسلطنة عُمان، في رثاء قامة كبيرة نذرت نفسها من أجل فلسطين والأقصى، ونالت ما تمنت من الشهادة في سبيل ذلك. إنه الشهيد القائد إسماعيل هنية. هذه الكلمات تُعبِّر عن مشاعر الشارع العربي والإسلامي عندما سمعوا بخبر استشهاد القائد المجاهد إسماعيل هنية بغارة صهيونية أرادت جني مكاسب سياسية لرئيس وزرائها المعتوه نتنياهو. فهل تحقق ذلك؟ للإجابة على هذا السؤال، سنتعمق في عنوان المقال: "حماس فكرة وليست شخصية".
من هنا نذكر أن سياسة الاغتيالات التي يتبناها العدو الصهيوني ضد قوى المقاومة في المنطقة؛ سواء في فلسطين أو لبنان أو غيرها، هي قديمة جديدة. وقائمتها تطول فقد اغتيل مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين، وعبد العزيز الرنتيسي، وسعيد صيام، وهم من أبرز القادة السياسيين في حركة المقاومة الإسلامية "حماس". كذلك تم اغتيال القائد أحمد الجعبري في نوفمبر 2012، وهو قائد الجناح العسكري لحركة حماس "كتائب عز الدين القسام"، وقبله المهندس يحيى عياش وغيرهم من القادة السياسيين والعسكريين. فهل توقف النضال والجهاد الفلسطيني في غزة؟
الواقع يقول عكس ذلك، ومعركة "طوفان الأقصى" وما قبلها من المعارك عنوان بارز ينطق بأن حركة حماس وغيرها من الحركات الوطنية التحررية في فلسطين هي عبارة عن فكرة لا تتأثر بموت شخصياتها البارزة، سواء السياسيين منهم أو العسكريين.
حركة حماس والحركات الأخرى في غزة هي حركات تحرُّر وطني تُقاتل من أجل تحرير الأرض، وتؤمن بهذه الأيديولوجية، التي تعطيها دافع الاستمرار وعدم الاستسلام في تحقيق هدفها السامي الذي تقاتل من أجله: إما النصر أو الشهادة. لذلك نجد الذين يفقدون أحبتهم في هذه المعركة تختلط عندهم دموع الفرحة والحزن؛ الأولى لأنهم يعلمون بأنهم شهداء عند ربهم يرزقون، ولهم ما لشهيد من أجور، والثانية بفقدهم أعزتهم. وهذه مشاعر إنسانية طبيعية جبلنا نحن البشر عليها. هذه العقيدة التي تؤمن بها جميع حركات المقاومة الفلسطينية في غزة هي وقودها في الاستمرار في نهج التحرر الوطني ومقاومة العدو الصهيوني. فمهما فقدت هذه الحركات قادتها السياسيين والعسكريين لن يرفعوا الراية البيضاء، لأن القائد يتلوه قائد سياسي أو عسكري آخر.
من هنا نطرح سؤالًا جوهريًا: هل هذه الاغتيالات ستُغيِّر المعادلة السياسية والعسكرية على الأرض؟ الجواب يعلمه الإسرائيلي جيدًا وقد ذكرناه، بأن حركات المقاومة التي تقاتل من أجل قضية عادلة، وهي تحرير الأرض، لا تتأثر أبدًا بموت قادتها السياسيين أو العسكريين، لأنها ببساطة فكرة وليست شخص "تموت بموته". وهذا هو الحاصل في حركة حماس في غزة وباقي الحركات الإسلامية والوطنية.
نتنياهو أراد بهذه العملية خلط الأوراق والهروب إلى الأمام، خاصة بعد عشر أشهر من حربه في غزة، وعدم تحقيق أهدافه التي أعلن عنها في بداية المعركة. لذلك فهو أمام ضغوط داخلية من أجل إتمام الهدنة وإنهاء الحرب، بعقد صفقة مع المقاومة الإسلامية "حماس". فقد ذكرت التقارير الإعلامية الإسرائيلية أن نتنياهو هو الذي يعرقل إتمام هذه الصفقة في كل مرة بإضافة شروط جديدة غير مقبولة لدى قوى المقاومة في غزة. وآخر هذه العراقيل العملية الجبانة والمُدَانة من كل شريف في هذا العالم، وهي اغتيال المناضل الكبير إسماعيل هنية.
ردود الأفعال لهذه الجريمة لم يتوقعها الإسرائيلي، فهو قام باغتيال شخصية سياسية معترف بها إقليميًا ودوليًا. لذلك كانت الإدانات واسعة لهذا الفعل الشنيع، والذي سوف يقابل بردة فعل يندم عليها هذا الكيان الغاصب. ولعلها من المفارقات في علم السياسة أن تقوم دولة باغتيال رئيس لجنة التفاوض معها، وتنسف ما يعمل من قبل أمريكا وغيرها من أجل إتمام هذه الصفقة.
اغتيال الشهيد إسماعيل هنية جاء بردة فعل عكسية في الداخل الإسرائيلي، وردة الفعل لم تكن متوقعة في الداخل والخارج؛ فالجبهة الداخلية الإسرائيلية في تشتت وانتظار للرد الإيراني، وهذا الانتظار هو أصعب من تلقي الضربة، وبدأ يؤثر على الجانب الاقتصادي للكيان الصهيوني المتأثر أصلًا بسبب جبهات المساندة اللبنانية واليمنية والعراقية؛ فشركات الطيران العالمية بدأت تلغي حجوزاتها إلى الكيان الصهيوني، والهجرة العكسية أصبحت ظاهرة واضحة عند الإسرائيليين. وكل هذا بسبب حماقات نتنياهو، والمظاهرات ما زالت السمة البارزة في الشارع الإسرائيلي بعد وقبل عملية الاغتيال الجبانة بل هي زادت بعدها، لأن الشارع الإسرائيلي بعد العملية أصبح على قناعة بصعوبة استرجاع أسراه عن طريق التفاوض ونتنياهو في السلطة.
هذا مؤشر بفشل سياسة استخدام القوى العسكرية والاغتيالات في إنهاء معركة غزة حسب الرؤية الصهيونية. ولا رجوع للأسرى إلا عن طريق التفاوض، وهذا الذي سيحصل، والأيام القادمة حبلى بأحداث مهمة ستكون في صالح قوى المقاومة في المنطقة. فأمريكا أصبحت في العد التنازلي لسباق الرئاسة، وهي لا تريد توسيع دائرة الصراع مع محور المقاومة وتحويل المنطقة إلى حرب إقليمية. والرد القادم سوف يلجم الصهيوني ويجبر الأمريكي على عمل فرملة لجنون نتنياهو. وهذه الضربة المتوقعة ستنعكس سلبًا عليه في الداخل الإسرائيلي وتعيد الحسابات وتقلب الرأي العام في الكيان الصهيوني، خصوصًا المعارضة من أجل وقف الحرب وإتمام صفقة التبادل حسب الخريطة المتفق عليها.
فهل يتحقق ذلك؟!
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
لهذه الأسباب نتنياهو خائف
تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، شهد جمودًا في الأسابيع الأخيرة رغم استدامة الاتصالات السياسية، بسبب تهرّب نتنياهو وعدم التزامه، لا سيّما رفضه الدخول في المرحلة الثانية من الاتفاق، مع محاولاته المتكررة تمديد المرحلة الأولى والاستمرار في إطلاق سراح الأسرى، كشرط لعودة تدفّق المساعدات والأدوية إلى القطاع.
خطورة فكرة التمديد التي يعمل عليها نتنياهو، أنها لا تلزمه، باستكمال استحقاقات الاتفاق الأصلي، لا سيّما التعهّد بوقف العدوان والانسحاب التام من قطاع غزة لبدء الإعمار، وتخلق أيضًا مسارًا جديدًا عنوانه؛ المساعدات مقابل الأسرى على مراحل، حتى يتم سحب ورقة القوة والضامن الواقعي لدى الطرف الفلسطيني.
نتنياهو ومحاولة الهروبيُفضّل نتنياهو عدم الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار الذي وقّع عليه مكرهًا بضغط من المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، لعدة أسباب أهمها:
أولًا: التزامه بوقف الحرب على غزة والانسحاب التام، حسب الاتفاق، قد يؤدّي لانهيار ائتلافه الحكومي، ومن ثم الذهاب لانتخابات برلمانية، ترجّح كافة استطلاعات الرأي أنه لن يفوز فيها، بمعنى تحوّله إلى أقلّية في الكنيست، وخروجه من رئاسة الحكومة، وهذا يشكّل له نهاية لحياته السياسية البائسة.
ثانيًا: سيتعرض نتنياهو للجنة تحقيق رسمية، ربما تحمّله مسؤولية تاريخية عن الفشل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول (طوفان الأقصى)، وعن فشله في تحقيق أهداف الحرب المتوحّشة على غزة، والتي كان لها تداعيات إستراتيجية على إسرائيل داخليًا وخارجيًا.
إعلانثالثًا: الاتفاق يُعدّه اليمين المتطرف هزيمة تاريخية لإسرائيل، التي فشلت في حربها على غزة، وفقدت صورتها كقوّة رادعة مُهابة في الشرق الأوسط، بفقدان جيشها سمة الجيش الذي لا يُقهر، في وقت تنظر فيه محكمة العدل الدولية بارتكاب إسرائيل إبادة جماعية، ورئيس وزرائها نتنياهو مطلوب بمذكرة اعتقال صادرة عن الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
تلك الأسباب لليمين الإسرائيلي المتطرف، ليست متطابقة بالضرورة مع وجهة نظر الإدارة الأميركية، التي تسعى لتحقيق:
وقف الحرب على قطاع غزة، لأن استمرارها قد يُلقي بظلال سلبية على زيارة الرئيس ترامب إلى السعودية بعد شهر أو شهرٍ ونصفٍ تقريبًا، في وقت يسعى فيه لعقد شراكات اقتصادية، وإحلال "السلام" من خلال التطبيع مع إسرائيل. إطلاق سراح الأسرى ولا سيّما حَمَلة الجنسية الأميركية، كاستحقاق يريد الرئيس ترامب توظيفه كإنجاز تاريخي لإدارته في شهورها الأولى.هذا يفسّر سبب قيام المبعوث الأميركي لشؤون الأسرى آدم بولر بالتواصل مع حركة حماس مباشرة، ورده على قلق إسرائيل واتصال وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، بقوله؛ "إننا لسنا عملاء لإسرائيل، وأميركا لديها مصالح محدّدة تجعلها تتواصل مع حركة حماس".
هذا التباين في المواقف بين واشنطن ونتنياهو، لم يصل بعد إلى النقطة الحرجة التي تدفع فيها الإدارة الأميركية نتنياهو للمضي قدمًا في استحقاقات وقف إطلاق النار، لا سيّما المرحلة الثانية من الاتفاق، حيث يقوم نتنياهو باستنفار أصدقاء إسرائيل في واشنطن للضغط على إدارة ترامب لوقف تواصلها المباشر مع حركة حماس، والانحياز إلى شروطه، لأنه يخشى من توصّل الإدارة الأميركية لاتفاق مع حماس، واضطراره للموافقة عليه مكرهًا، لأنه لن يستطيع قول لا للرئيس ترامب.
علاوة على أن التواصل الأميركي المباشر مع حماس، يحرمه من حصرية المعلومات التي ترد واشنطن من طرف إسرائيل فقط، والمعنية بشيطنة حماس والفلسطينيين بوصفهم إرهابيين وحيوانات بشرية.
إعلان حماس والواقع الصعبتواجه حركة حماس واقعًا إنسانيًا صعبًا ومعقّدًا في قطاع غزة، وهي تحاول جاهدة إحداث اختراق ما في جدار الحصار المضروب على غزة، بتوفير متطلبات الحياة الكريمة للشعب الفلسطيني مع المحافظة على الحقوق الوطنية.
ويلاحظ أن إستراتيجية حماس التفاوضية تتكئ على عدة محدّدات أهمها:
أولًا: المحافظة على اتفاق وقف إطلاق النار الموقّع، والمعمّد بدماء الشعب الفلسطيني، حيث حقّق الاتفاق لقطاع غزة، استحقاقات مهمّة؛ كعودة النازحين، وإمكانية وقف إطلاق نار مستدام، وانسحاب كامل لجيش الاحتلال، وإعادة الإعمار وإدخال المساعدات. ثانيًا: أي مناورات تفاوضية أو مقترحات من الوسطاء، تتعامل معها الحركة بإيجابية، شرط أن تكون جزءًا من الاتفاق أو تُفضي لاستحقاقات الاتفاق الأساس، القاضية بانسحاب جيش الاحتلال ووقف العدوان والإعمار، بمعنى أن الحركة يهمّها الجوهر وليس الشكل.وفي هذا السياق يجري تداول بعض الأفكار أو المقترحات، مثل؛ إطلاق سراح عدد محدود من الأسرى، وقد يكون منهم حَمَلة الجنسية الأميركية، قُبيل الشروع في المرحلة الثانية وتفعيلها بالضرورة أو إطلاق سراح جميع الأسرى دفعة واحدة مع الالتزام بكامل استحقاقات الاتفاق الموقّع.
لكن نتنياهو يتهرّب ويحاول تجاوز نهاية الشهر الجاري مارس/ آذار، دون اتفاق يُلزمه بوقف الحرب، حفاظًا على ائتلافه الحكومي المتطرف، ولتمرير قانون الموازنة نهاية الشهر الجاري، لأن عدم المصادقة على الموازنة، قد يؤدي إلى سقوط الحكومة دستوريًا، ومن ثم الذهاب إلى انتخابات مبكّرة، ما يشكّل تحديًا لنتنياهو، ولشريكه وزير المالية سموتريتش الذي قد يفشل في العودة إلى الكنيست (البرلمان) مجدّدًا.
هل تحسمها واشنطن؟أصبح واضحًا للجميع أن حسابات نتنياهو، هي حسابات شخصية تتعلق بمستقبله السياسي وبمستقبل ائتلافه الحكومي المتطرف، وهي حسابات لا ترقى إلى مستوى الإجماع ولا تحظى بتأييد أغلبية الرأي العام الإسرائيلي الذي يُطالب بإطلاق سراح الأسرى دفعة واحدة، ووقف الحرب، حتى لو بقيت حماس جزءًا من المشهد السياسي في غزة.
إعلانمجريات التفاوض، تشير إلى أن الوسيط القطري والمصري معنيان بتنفيذ الاتفاق الموقّع، ولكن الإدارة الأميركية، مع أنها ضغطت على نتنياهو لتوقيع الاتفاق، إلا أنها تنحاز لإسرائيل وتحاول مساعدة نتنياهو في مناوراته السياسية التفاوضية، علّها تستطيع عبر التلويح بـ "الجحيم" لغزة، وسكوتها عن جريمة وقف المساعدات والبروتوكول الإنساني كاستحقاق من استحقاقات المرحلة الأولى، أن تنزع من حركة حماس تنازلات تتناسب مع اشتراطات نتنياهو التعجيزية.
المعركة التفاوضية مستمرّة، وهي تحمل في بطنها فرضيات متعدّدة، إلا أنها بعيدة عن استئناف الحرب والعدوان المفتوح على قطاع غزة لرفض الرأي العام الإسرائيلي الحرب التي تتعارض أيضًا مع رؤية الرئيس ترامب المعلنة إلى اللحظة.
وبسبب استبعاد فرضية الحرب، فإن الاحتلال الإسرائيلي لجأ لاستخدام منع دخول المساعدات والإغاثة كأداة حربية ضد المدنيين في غزة، لتحقيق أهداف سياسية، ما يعد عقابًا جماعيًا وجريمة ضد الإنسانية.
وإذا كان الفلسطيني يتعرّض لأزمة وكارثة إنسانية قاهرة، فإن نتنياهو ليس في أحسن حالاته لفرض شروطه، لا سيّما بعد فشله في المقاربة العسكرية، وتراجع ثقة الجمهور الإسرائيلي به، والصراع الدائر بينه وبين قيادات الأجهزة الأمنية، الذي كان آخره الاشتباك الإعلامي بينه وبين رئيس الشاباك رونين بار، والذي إحدى خلفياته ملف الأسرى المتهم نتنياهو بتعطيله لحسابات شخصية.
تعتقد الأجهزة الأمنية بأن الفرصة متاحة الآن لإطلاق سراح الأسرى، بعد أن ضيّع نتنياهو العديد من الفرص سابقًا، فيما يرى نتنياهو أن استمرار التصعيد ورفع شعار الحرب أولوية له تهرّبًا من المحاسبة الداخلية على فشله في أهداف الحرب، ما يجعل ملف الأسرى حلقة صراع إسرائيلية داخلية أيضًا.
يبقى العامل الحاسم في المشهد التفاوضي هو العامل الأميركي الأقدر على كسر الحلقة المفرغة التي صنعها بنيامين نتنياهو، فهل تفعلها إدارة الرئيس ترامب أم أن نتنياهو سينجح في جرّ الإدارة الأميركية الجديدة إلى متاهاته السياسية تهربًا من الاتفاق واستحقاقاته؟
إعلانالآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline