غزة تحت المجهر: إنجازات إسرائيل والمقاومة بعد 300 يوم من الحرب
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
منذ الهجوم المفاجئ الذي شنته حركة حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 على مستوطنات وقواعد غلاف غزة، دخل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي مرحلة جديدة. هذا الهجوم الذي شكل صدمة كبيرة لإسرائيل لم يؤثر فقط على الوضع العسكري، بل ساهم في تغيير الديناميات الإقليمية والدولية. منذ ذلك الحين، شهدت منطقة قطاع غزة واحدة من أعنف الحروب التي عرفها الشعب الفلسطيني، حيث تميزت بكثافة القتل والتدمير.
أولا: إنجازات إسرائيل
1- تدمير قطاع غزة
لقد أحدثت العمليات العسكرية الإسرائيلية دمارا واسع النطاق في قطاع غزة، حيث تحولت العديد من المناطق إلى أراضٍ غير صالحة للحياة. هذا الدمار لم يقتصر على المباني السكنية بل طال أيضا البنية التحتية الحيوية مثل المستشفيات والمدارس وشبكات المياه والكهرباء. وقد نتج عن هذا التدمير أزمة إنسانية حادة، حيث أصبح من الصعب على السكان تأمين احتياجاتهم الأساسية مثل الغذاء والماء والخدمات الصحية.
بالتوازي مع تصعيد عملياتها في قطاع غزة، واصلت إسرائيل تنفيذ مخططاتها الاستعمارية في الضفة الغربية. يشمل ذلك توسيع المستوطنات وتعزيز السيطرة العسكرية
2- القتل والاعتقالات
لقد شهدت الحملة العسكرية تصعيدا في عمليات القتل والاعتقالات، حيث استهدفت القوات الإسرائيلية المدنيين بشكل مباشر. الأرقام تشير إلى ارتفاع ملحوظ في عدد الضحايا من المدنيين، بالإضافة إلى عمليات الاعتقال الجماعي والنقل القسري للفلسطينيين. هذه السياسات كانت تهدف إلى ترهيب السكان وتثبيط قدرتهم على مقاومة الهجمات العسكرية، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني في غزة.
3- اغتيالات القيادات الفلسطينية
ضمن أهدافها الاستراتيجية، سعت إسرائيل إلى استهداف القيادات السياسية والعسكرية الفلسطينية البارزة. من بين الشخصيات المستهدفة إسماعيل هنية وصالح العاروري، وهما من الرموز المهمة في المقاومة الفلسطينية. هذه الاغتيالات كانت تهدف إلى إضعاف القيادة السياسية والعسكرية للفلسطينيين وتقويض قدرتهم على تنظيم الصفوف ومواجهة الهجمات الإسرائيلية.
4- تطبيق مخططات استعمارية في الضفة الغربية
بالتوازي مع تصعيد عملياتها في قطاع غزة، واصلت إسرائيل تنفيذ مخططاتها الاستعمارية في الضفة الغربية. يشمل ذلك توسيع المستوطنات وتعزيز السيطرة العسكرية، مما أدى إلى تفاقم الأزمات خصوصا الاقتصادية في الضفة. هذه السياسات عززت من معاناة السكان الفلسطينيين، وأنهت فكرة حل الدولتين إلى الأبد.
ثانيا: إنجازات المقاومة الفلسطينية
1- صمود المقاومة
رغم الظروف القاسية، أظهرت المقاومة الفلسطينية قدرة فائقة على الصمود وعدم الاستسلام. كان استمرار المقاومة في مواجهة الهجمات الإسرائيلية تعبيرا عن الإرادة القوية للدفاع عن حقوق الفلسطينيين. هذا الصمود كان له تأثير كبير في الحفاظ على الروح المعنوية للفلسطينيين وإبراز قضيتهم.
أحد الإنجازات البارزة للمقاومة الفلسطينية كان جذب انتباه المجتمع الدولي. من خلال تسليط الضوء على الانتهاكات الإسرائيلية وتوضيح حجم المعاناة الإنسانية، تمكنت المقاومة من الحصول على دعم من بعض الدول والشعوب والمنظمات الدولية
2- الرد على الهجمات
لا زالت المقاومة الفلسطينية قادرة على تنفيذ لعمليات الدفاعية والهجومية ردا على الهجمات الإسرائيلية. هذه العمليات لم تقتصر على الجانب العسكري، بل شملت أيضا جهودا لزيادة الوعي العالمي بالقضية الفلسطينية. كان الهدف من هذه الردود هو الحفاظ على تأييد المجتمع الدولي وإبقاء القضية الفلسطينية حية في الأذهان.
3- تعزيز الوحدة
سعت المقاومة إلى تعزيز وحدة الصف الفلسطيني في مواجهة التحديات، حيث كانت هناك جهود ملحوظة لتحقيق الوحدة الوطنية. هذا ساعد في إعادة التركيز على القضايا الأساسية وتعزيز الموقف الفلسطيني على الساحة الدولية نوعا ما، كما ساهمت الحرب في تعزيز محور المقاومة والتأكيد على حقيقته وأنه ليس شعارات.
4- كسب الدعم الدولي
أحد الإنجازات البارزة للمقاومة الفلسطينية كان جذب انتباه المجتمع الدولي. من خلال تسليط الضوء على الانتهاكات الإسرائيلية وتوضيح حجم المعاناة الإنسانية، تمكنت المقاومة من الحصول على دعم من بعض الدول والشعوب والمنظمات الدولية. هذا الدعم ساعد في ممارسة الضغط على إسرائيل وزيادة التوعية بقضية فلسطين على مستوى عالمي.
5- تعرية السياسات الإسرائيلية
ساهم الإعلام لا سيما الفلسطيني وبعض وسائل الإعلام العربية والدولية في تعرية السياسات الإسرائيلية وكشف الانتهاكات التي ارتكبت بحق الفلسطينيين. هذا الجهد أسفر عن ردود فعل دولية ضاغطة، مما ساعد في تعزيز الضغوط على إسرائيل وتوجيه انتقادات واسعة لسياساتها.
الصراع في قطاع غزة يحمل أبعادا متعددة ومعقدة. إن ما حققته إسرائيل من تدمير وتدمير للإنسانية والمجتمع الفلسطيني يتوازى مع صمود المقاومة والإنجازات التي حققتها على صعيد الدفاع عن القضية الفلسطينية وتعزيز الدعم الدولي
توقعات المستقبل
في ضوء التطورات المستمرة، يبدو أن الحرب قد تستمر لفترة أطول ما لم يتم التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى أو تسوية سياسية. إن استمرار الصراع في قطاع غزة قد يؤدي إلى تفاقم الأزمات الإنسانية، في الوقت الذي تسعى فيه الأطراف الدولية للوساطة والضغط لإيجاد حل.
علاوة على ذلك، فإن الجبهات المساندة التي ظلت هادئة نسبيا قد تتحول إلى جبهات رئيسية، خاصة في ضوء التطورات المتسارعة وعمليات الاغتيال المستمرة. الجبهة مع لبنان، على وجه الخصوص، قد تصبح أكثر بروزا، حيث تزداد التهديدات والتوترات في المنطقة. إن تصاعد الصراع على هذه الجبهات يمكن أن يزيد من تعقيد الوضع ويضيف أبعادا جديدة إلى الصراع الإقليمي.
خاتمة
في ضوء الأحداث التي جرت خلال الأيام الـ300 الماضية، يتضح أن الصراع في قطاع غزة يحمل أبعادا متعددة ومعقدة. إن ما حققته إسرائيل من تدمير وتدمير للإنسانية والمجتمع الفلسطيني يتوازى مع صمود المقاومة والإنجازات التي حققتها على صعيد الدفاع عن القضية الفلسطينية وتعزيز الدعم الدولي. لفهم أعمق لهذا الصراع، يجب أن نستمر في تحليل تطوراته ونتائجه على الأرض.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الفلسطيني الإسرائيلي المقاومة إسرائيل فلسطين غزة المقاومة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المقاومة الفلسطینیة فی قطاع غزة فی الضفة
إقرأ أيضاً:
آفة هذا الصراع
تتابع أنت ما يخرج عن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب من تصريحات، منذ أن دخل البيت الأبيض فى العشرين من هذا الشهر، فتكتشف أن قضية أهل فلسطين ليست مع إسرائيل، بقدر ما هى مع الإدارات المتعاقبة على رأس الولايات المتحدة.
وبعبارة أخرى، فإن لنا أن نتصور أن الولايات المتحدة لا تنحاز إلى الدولة العبرية بهذا الشكل السافر.. هل كان الفلسطينيون سيعجزون عندها عن مواجهة اسرائيل، أو على الأقل الوصول إلى حل لصراعهم معها؟.. هذا هو جوهر الموضوع، وإذا شئنا أن نشير إلى آفة هذا الصراع بين الطرفين، فلن تكون الآفة سوى الإدارة القائمة فى البيت الأبيض.
ولن تجد فرقًا كبيرًا بين إدارة حالية، وإدارة منقضية، أو إدارة سابقة عليهما، وصولًا فى النهاية إلى إدارة الرئيس هارى ترومان الذى قامت إسرائيل عندما كان هو فى البيت الأبيض فى ١٥ مايو ١٩٤٨.
وإذا كان ترمب قد أمر برفع الحظر عن قنابل زنة ٢٠٠٠ رطل كان بايدن قد حظر إرسالها إلى تل أبيب، فإن المرء يصبح على يقين من أن الرئيس الأمريكى الجديد لم يكن ليذهب إلى وقف الحرب على قطاع غزة فى التاسع عشر من يناير، إلا لأنه كان يريد إظهار مدى قوة عضلاته، وإلا لأنه كان يرغب فى الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة حماس.
لم يكن فى باله أن هذه حرب قتلت فوق الخمسين ألف فلسطينى، ولا كان فى باله أن أكثرية هذا الرقم من الأطفال، ولا حتى أن هناك ١١ ألف مفقود فلسطينى منذ بداية الحرب.. كل هذا لم يكن فى باله ولا فى خاطره وهو يسعى لوقف الحرب، وإلا، ما كان قد سارع إلى إرسال القنابل التى تتيح قتل المزيد والمزيد!
إن أهل قطاع غزة الذين واجهوا آلة القتل الإسرائيلية وصمدوا ١٥ شهرًا كاملة، كانوا فيما يبدو قادرين على أن يصمدوا أطول، ولا شىء يدل على ذلك إلا مشهد تسليم بعض المحتجزين الإسرائيليين إلى الصليب الأحمر فى ميدان السرايا فى مدينة غزة.. ففى المشهد بدت عناصر حماس بكامل زيها العسكرى وسلاحها، وكأن نار جهنم لم تنفتح عليهم على مدى أكثر من سنة، أو كأن هذه النار قد زادتهم قوة واستعدادًا!
وعندما يكون الفلسطينيون على هذا القدر من العزيمة، وعندما يكون أهل القطاع على هذا المدى من الرجولة، فلا بد أنهم يواصلون معركتهم مع المحتل ولسان حالهم يقول: اللهم اكفنا شر الأمريكان، أما الإسرائيليون فإننا كفيلون بهم!