بوابة الوفد:
2024-09-09@17:19:30 GMT

حَدَث فى «باريس»

تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT

فوجئ - بل صُدِم- المتابعون لافتتاح الأولمبياد الرياضى فى باريس عند مشاهدتهم لمحاكاة ساخرة للوحة «العشاء الأخير»، التى تعد أشهر لوحات الفنان الإيطالى ليوناردو دافنشى، وتمثل المشهد الشهير للمسيح والحواريين وهم يتشاركون وجبة أخيرة قبل الصلب، وفق العقيدة المسيحية، بمشاركة مجموعة ممثلين بينهم عارضة أزياء متحولة جنسيًا، يجسدون دور شخصيات اللوحة الشهيرة التى تعتبر أيقونة مقدسة، وتساءل كل مَن تابعوا هذا المشهد عن علاقة افتتاح حدث رياضى بحجم الأولمبياد بمثل تلك المحاكاة وما الرسالة التى يود صانعوها إيصالها للمتابعين فى كل أرجاء اليابسة؟
ورغم اعتذار المتحدثة باسم أولمبياد باريس ونفيها أن تكون النية إظهار عدم الاحترام لأى مجموعة دينية، وأن الهدف كان إظهار «التسامح المجتمعى»!! فإن المشهد أثار استنكار جميع المؤسسات الدينية بكل أطيافها، بدءًا بالكنيسة الكاثوليكية فى فرنسا وليس نهاية بالأزهر الشريف الذى أكد رفضه لكل محاولات المساس بأى نبى من أنبياء الله.


على الجهة الأخرى، فى فرنسا، التى تعتبر أحد البلدان العلمانية والتى تدافع عن حرية انتقاد الأديان استنادًا إلى القانون الفرنسى لفصل الكنيسة عن الدولة الصادر عام 1905، خرج الرئيس إيمانويل ماكرون بتغريدته: «هذه هى فرنسا» تعبيرًا عن فخره بمناخ الحرية الذى عبرت عنه مشاهد الافتتاح، لذا فما بين ما يعتبره طرف ازدراءً وما يعتبره الآخر انتصارًا للحرية يثار التساؤل عن المعنى الحقيقى للحرية.
هل الحرية تعنى أن يعتنق البعض ما يشاء وينتقد ما يشاء، وأنه لا خطوط حمراء فيما يقول أو يفعل، سواء ما هو متعلق بما يعتنقه أو ما يعتنقه الآخرون، وهل تلك الحرية تعنى أن الإنسان هو «النموذج» الذى لا توجد حدود لتقييده سواء من دين أو عرف؟؟ ألا يعد نشر مثل هذه المشاهد فى هذا المحفل العالمى نوعًا من التعدى على الآخر؟ ألا يجب محاسبة هؤلاء ولو «إنسانيًا» لما أثاروه لدى مَن يقدسون مثل هذا الرمز من إيذاء نفسى، رغم عدم محاسبته «قانونيًا» كما تقضى قوانين البلدان العلمانية؟
ألا تثير مثل تلك المشاهد الساخرة حفيظة مَن يعتنقون تلك الأديان -ولا سيما المتشددين منهم- الذين قد يقومون بردود فعل انتقامية ردًا على مثل هكذا استفزازات؟ وليس ما حدث للرسام السويدى لارس فيلكس وتعرضه لمحاولتى اغتيال بعد نشره الرسوم المسيئة للرسول الكريم ببعيد؟
إن قيم الحرية لا بد أن تحمل فى طياتها احترام الآخر بكل ما يؤمن به من قيم ومعتقدات، مع ضمان حمايته من الإيذاء المعنوى قبل الجسدى ولا بد أن يعى الجميع أن احترام الآخر لا ينفصل عن احترام ما يؤمن به، فالبون شاسع بين ما يدَّعونه من «حرية» تتضمن كل ألوان العداء والاستفزاز للآخر وما تعنيه الحرية الإنسانية فى الحقيقة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ح د ث فى باريس أنبياء الله

إقرأ أيضاً:

مرغم: ثورة فبراير كانت من أجل الحرية لا من أجل السلطة ولا الثراء والثوار أثبتوا ذلك

ليبيا –  قال عضو المؤتمر العام السابق منذ عام 2012 وعضو جماعة الإخوان المسلمين محمد مرغم، إن “ثورة فبراير” كانت من أجل الحرية لا من أجل السلطة ولا الثراء.

مرغم وفي منشور له عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”،أضاف:” هذا هو المعنى الذي يجعلني أرفض رفضًا قاطعًا وبكل حسم أي انتقاص من قدر فبراير وعظمتها، وأي محاولة لمساواتها أو حتى مقارنتها بسبتمبر، لقد كانت ثورة من أجل الحرية لا من أجل السلطة ولا الثراء، وقد أثبت الثوار ذلك فعلًا لا ادعاءً”.

وواصل حديثه:” فقط، إذا كان لي من كلمة أقولها فهي (لقد كان الثمن باهضًا لتحقيق هدف الوصول إلى الحرية، فكان على من بقي من ثوارها أن ينتظموا في كيان واحد من أجل ضمان تحقيق هدف حماية الحرية، وإذ لم يفعلوا فكما ترون ثمن حمايتها أضعاف ثمن تحقيقها وقتًا وجهدًا ودماءً”.

وختم مرغم حديثه:”رحم الله إدريس عندما قال ( المحافظة على الاستقلال أصعب من نيله)”.

مقالات مشابهة

  • وليد عونى: ندعم القضية الفلسطينية بسلاح الفن
  • مشكلة الأخلاق
  • تأثير مبادئ ثورة ١٩ وانتماء محفوظ للوفد على نظرته للصحافة
  • فئة المنتصرين
  • الجوازات والهجرة: نتخذ إجراءات تتماشى مع احترام حقوق الإنسان
  • الديون الخارجية تتطلب استراتيجية فعالة تبنى على إعادة الهيكلة والخفض التدريجى
  • رسائل مزعجة ومشهد دراماتيكى فى إسرائيل
  • أمريكا.. الصديق الخائن
  • بعد حجب إكس.. بولسونارو يقود مسيرة من أجل الحرية في البرازيل
  • مرغم: ثورة فبراير كانت من أجل الحرية لا من أجل السلطة ولا الثراء والثوار أثبتوا ذلك