فوجئ - بل صُدِم- المتابعون لافتتاح الأولمبياد الرياضى فى باريس عند مشاهدتهم لمحاكاة ساخرة للوحة «العشاء الأخير»، التى تعد أشهر لوحات الفنان الإيطالى ليوناردو دافنشى، وتمثل المشهد الشهير للمسيح والحواريين وهم يتشاركون وجبة أخيرة قبل الصلب، وفق العقيدة المسيحية، بمشاركة مجموعة ممثلين بينهم عارضة أزياء متحولة جنسيًا، يجسدون دور شخصيات اللوحة الشهيرة التى تعتبر أيقونة مقدسة، وتساءل كل مَن تابعوا هذا المشهد عن علاقة افتتاح حدث رياضى بحجم الأولمبياد بمثل تلك المحاكاة وما الرسالة التى يود صانعوها إيصالها للمتابعين فى كل أرجاء اليابسة؟
ورغم اعتذار المتحدثة باسم أولمبياد باريس ونفيها أن تكون النية إظهار عدم الاحترام لأى مجموعة دينية، وأن الهدف كان إظهار «التسامح المجتمعى»!! فإن المشهد أثار استنكار جميع المؤسسات الدينية بكل أطيافها، بدءًا بالكنيسة الكاثوليكية فى فرنسا وليس نهاية بالأزهر الشريف الذى أكد رفضه لكل محاولات المساس بأى نبى من أنبياء الله.
على الجهة الأخرى، فى فرنسا، التى تعتبر أحد البلدان العلمانية والتى تدافع عن حرية انتقاد الأديان استنادًا إلى القانون الفرنسى لفصل الكنيسة عن الدولة الصادر عام 1905، خرج الرئيس إيمانويل ماكرون بتغريدته: «هذه هى فرنسا» تعبيرًا عن فخره بمناخ الحرية الذى عبرت عنه مشاهد الافتتاح، لذا فما بين ما يعتبره طرف ازدراءً وما يعتبره الآخر انتصارًا للحرية يثار التساؤل عن المعنى الحقيقى للحرية.
هل الحرية تعنى أن يعتنق البعض ما يشاء وينتقد ما يشاء، وأنه لا خطوط حمراء فيما يقول أو يفعل، سواء ما هو متعلق بما يعتنقه أو ما يعتنقه الآخرون، وهل تلك الحرية تعنى أن الإنسان هو «النموذج» الذى لا توجد حدود لتقييده سواء من دين أو عرف؟؟ ألا يعد نشر مثل هذه المشاهد فى هذا المحفل العالمى نوعًا من التعدى على الآخر؟ ألا يجب محاسبة هؤلاء ولو «إنسانيًا» لما أثاروه لدى مَن يقدسون مثل هذا الرمز من إيذاء نفسى، رغم عدم محاسبته «قانونيًا» كما تقضى قوانين البلدان العلمانية؟
ألا تثير مثل تلك المشاهد الساخرة حفيظة مَن يعتنقون تلك الأديان -ولا سيما المتشددين منهم- الذين قد يقومون بردود فعل انتقامية ردًا على مثل هكذا استفزازات؟ وليس ما حدث للرسام السويدى لارس فيلكس وتعرضه لمحاولتى اغتيال بعد نشره الرسوم المسيئة للرسول الكريم ببعيد؟
إن قيم الحرية لا بد أن تحمل فى طياتها احترام الآخر بكل ما يؤمن به من قيم ومعتقدات، مع ضمان حمايته من الإيذاء المعنوى قبل الجسدى ولا بد أن يعى الجميع أن احترام الآخر لا ينفصل عن احترام ما يؤمن به، فالبون شاسع بين ما يدَّعونه من «حرية» تتضمن كل ألوان العداء والاستفزاز للآخر وما تعنيه الحرية الإنسانية فى الحقيقة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ح د ث فى باريس أنبياء الله
إقرأ أيضاً:
مبارك الفاضل: مغالطات وادعاءات والمصدر واحد
مبارك الفاضل: مغالطات وادعاءات والمصدر واحد..
فى يوم 18 سبتمبر 2023م ، قال السيد مبارك الفاضل إن حميدتى مات يوم 17 مايو 2023م ، واضاف (ان معلوماته نابعه من نفوذ حزبه الكبير ولايات دارفور ) ..
يوم امس 2 مارس 2025م ، قال مبارك الفاضل (ان لديه مصادر أمريكية اخبرته أن الجيش وافق على دور محدود لحميدتى فى المرحلة القادمة)…
ذات الرجل الذى قتل حميدتي ودفنه ، هو ذات الرجل الذى يتحدث عن دور له فى أى الحياة ، فأيهما نصدق..
مبارك ونفوذ حزبه الكبير فى دارفور ووفاة حميدتي..
ام ..
مبارك ومصادره الامريكية التى تتحدث عن حوار ودور لى حميدتي..
لا يمكن إنكار تصريحات مبارك ، لإنها كلها بالصورة والصوت ، ومن ذات القناة (الجزيرة مباشر).. ولعل ذلك دافع للقناة للنظر ومراجعة كمية الأكاذيب والادعاءات التى تبث كل يوم وآخر..
نكتفى بهذا ، ولكن ما يفعله هؤلاء القوم أمثال مبارك الفاضل هذا لا يستقيم ابداً..
ويلقي ظلالاً على حقيقة ادوارهم فى الساحة السياسية والوطنية..
ابراهيم الصديق على
3 مارس 2025م..