على مدار عقود، يزداد مسلسل الاغتيالات «الإسرائيلية» توحشًا، وكلما جنح الآخرون إلى السِّلم، يحيك «الصهاينة» مؤامراتهم ومكائدهم، متبوعة بجرائم اغتيالات، بحق العرب والمسلمين، دون رادع من دين أو ضمير أو أخلاق.. أو حتى قانون دولي أو إنساني.
منذ «الولادة السِّفاح» لـ«الكيان الصهيوني» قبل 76 عامًا، تتمادى «إسرائيل» في «البلطجة»، متجاوزة كل الخطوط الحُمر، خصوصًا بعد استهداف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في قلب طهران، عقب ساعات من استهداف القيادي في «حزب الله» فؤاد شكر، بالضاحية الجنوبية لبيروت.
ربما شكَّلت تلك الاغتيالات طوق نجاة مؤقت لـ«نتنياهو» المُحاصَر داخليًّا من المعارضة وأهالي الأسرى والقيادات العسكرية والأمنية، وحتى الأحزاب الدينية، حيث يرى هؤلاء جميعهم أن الحكومة فشلت في تحقيق أي انتصار، بل إنها تقامر بأرواح أسراهم.
اغتيالات ممنهجة، يسعى من ورائها رئيس وزراء «الاحتلال» إلى تحقيق «انتصارات وهمية»، بعد فشله في تركيع غزة ـ رغم المجازر التي ترتكبها آلة الحرب «الإسرائيلية» ـ علَّه يظل صامدًا، آملًا في وصول صديقه «دونالد ترامب» إلى البيت الأبيض.
ورغم أن شبح الانجرار لحرب إقليمية ما زال قائمًا بقوة، إلا أن واشنطن وحلفاءها لا يرغبون في ذلك، رغم الدعم المالي والعسكري اللا محدود لـ«الاحتلال»، ومباركتهم كل ما يُرتكب من مجازر وحشية واغتيالات بحق الفلسطينيين والعرب والمسلمين.
يقينًا، تلك الجرائم الوحشية «الإسرائيلية»، في غزة، منذ 305 أيام، وما تخلَّلها من جرائم اغتيالات قذرة، يحاول من خلالها «قادة الصهاينة»، تحقيق «انتصار» سياسي ومعنوي، وتوحيد المجتمع «الإسرائيلي»، الذي يتفكك ويتآكل من الداخل.
لعل إصرار ـ المطلوب دوليًّا ومحليًّا «بنيامين نتنياهو» ـ على تفجير المنطقة وإشعال حرب إقليمية، يكمن في أنه مأزوم داخليًّا ومُلاحق قضائيًّا، ولذلك ربما تكون تلك المحاولة الأخيرة البائسة، لكي يستعيد بريقه السياسي ورصيده الشعبي.
نتصور أن ما تقوم به «إسرائيل» وداعموها، هو عبث متعمَّد، لزعزعة استقرار المنطقة، لكن غباء «نتنياهو» يجعله غير مدرك لخطورة اللعب بالنار، لأنه لم يستوعب دروس الماضي، التي كان فيها «الكيان الصهيوني» البادئ دائمًا بإشعال فتيل الحروب، لكنه أبدًا لم يكن قادرًا على التحكم بنهاياتها.
للأسف، أمام كافة السيناريوهات المطروحة، إثر عمليات الاغتيال الأخيرة، يترقب الشارع العربي والإسلامي الردّ الإيراني «المزلزل»، غير عابئ بالعجز التام للأنظمة العربية، التي ربما لم تسمع بعد، باستشهاد «هنية» أو «شكر»!
أخيرًا.. بات نشوب حرب إقليمية، أمرًا قابلًا للتحقق، شريطة وجود خطر حقيقي يستهدف وجود «إسرائيل» كدولة وكيان، أما غباء «نتنياهو» باستدراج إيران إلى «فخ» الرد السريع والانفعالي، فإن عواقبه ستكون وخيمة على «بني صهيون».
فصل الخطاب:
يقول الله تعالى: «ولا تَهِنُوا في ابتغاءِ القومِ إن تكونوا تألمونَ فإنهم يألمونَ كما تألمونَ وترجونَ من الله ما لا يرجونَ وكان الله عليمًا حكيمًا».
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: إسماعيل هنية حماس حزب الله إيران الحوثي محمود زاهر غزة إسرائيل نتنياهو ترامب الحرب العالمية الثالثة
إقرأ أيضاً:
باحث ألماني يكتشف قفل ذهبي يعود إلى العصر الروماني
باستخدام جهاز الكشف عن المعادن عثر الباحث الألماني قسطنطين فريد من الرابطة المحلية (ويستفاليا - ليبه) على قفل ذهبي صغير يعود إلى العصر الروماني.
ولا يلفت الانتباه عمر القطعة الأثرية فحسب، بل وحجمها الصغير جدا الذي يبلغ 1.2× 1.1 سنتيمتر فقط، مما يجعلها اكتشافا فريدا ومثيرا.
ويمثل هذا القفل نسخة مصغرة من القفل الروماني النمطي، وهو أصغر من قطعة نقدية حديثة بقطر 23 ملم. وتم تصنيعه من صفيحتين معدنيتين أسطوانيتين مغلقتين بغطاء ومثبتتين بواسطة مسامير. والهيكل الخارجي مزخرف بصفين دائريين من الثقوب المتقابلة وكان القفل يستخدم منذ حوالي 1600 عام.
قالت باربارا ريشوف- بارتسينغر، المديرة الثقافية والمشاركة في البحث: "تم تصنيع هذا القفل في مقاطعة رومانية إقليمية. وبناء على شكله وهيكله الفني وأسلوب زخرفته، يمكن القول إنه يعود إلى القرن الثالث أو الرابع الميلادي."
ويشير الباحثون إلى أن مثل هذه الأقفال كانت تُستخدم على الأرجح لحماية الصناديق الكبيرة أو الأشياء المشابهة لصناديق المجوهرات الأصغر حجما.
ويفترض علماء الآثار أن القفل ربما وصل إلى شمال الراين - ويستفاليا عن طريق التجارة، أو كهدية تذكارية أحضرها أحد أفراد النخبة المحلية بعد عودته من الخدمة العسكرية الرومانية.
ومن أجل دراسة آلية القفل استخدم الباحثون تقنية متطورة للتصوير المقطعي بالنيوترونات ثلاثية الأبعاد، وكشفت المقاطع العرضية عن مكونات حديدية، بما في ذلك إطار بنابض، ودليل، ومزلاج، ولوحة دعم، ودبوس وأظهرت هذه البيانات أن الآلية سليمة بشكل أساسي، لكنها تعرضت للتلف، ربما بسبب محاولة اختراق ما.
وبفضل البيانات التي تم الحصول عليها من التصوير المقطعي، تمكن العلماء من إنشاء نسخة من القفل بمقياس 4:1.
وأكد الباحثون أن هذا الاكتشاف غير العادي يُظهر مستوى عال من الإتقان في مجال معالجة المعادن وتصنيع الأقفال في المقاطعات الرومانية.