دول العالم تدعو رعاياها إلى مغادرة لبنان سريعاً
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
دعت عدة دول عالمية رعاياها إلى مغادرة لبنان بشكل فوري في ظل تصاعد العمليات العسكرية بين تنظيم حزب الله المدعوم من إيران وقوات الجيش الإسرائيلي الذي توعد بالرد على عمليات القصف الأخيرة التي طالت عدداً من المواقع العسكرية والمستوطنات في شمال إسرائيل.
وخلال الـ 24 ساعة الماضية، جددت السعودية والأردن وسلطنة عُمان وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وإيطاليا والسويد ودول غربية وعربية أخرى، دعوات رعاياها مغادرة الأراضي اللبنانية بشكل فوري.
ودعت وزارات خارجية البلدان العالمية والعربية رعاياها لاغتنام فرصة استمرار الرحلات الجوية للمغادرة، في حين دعا وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني الإيطاليين الموجودين مؤقتاً في لبنان إلى عدم السفر إطلاقاً إلى جنوب البلاد، والعودة إلى إيطاليا في أقرب وقت.
وقالت بريطانيا، إنها سحبت عائلات موظفي سفارتها في بيروت بسبب الوضع الأمني المضطرب في لبنان، وجدّدت دعوتها لمواطنيها هناك بمغادرة البلاد، في ظل خطر التصعيد في الشرق الأوسط، وفق ما أوردته وكالة "رويترز".
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية: "نحن قلقون للغاية إزاء الوضع الأمني المضطرب للغاية في لبنان"، مشيراً إلى أنه تم نشر مسؤولين قنصليين وعسكريين إضافيين في المنطقة. وأضاف: "لقد سحبنا مؤقتاً أيضاً عائلات المسؤولين العاملين في السفارة البريطانية في بيروت... يجب على جميع الرعايا البريطانيين مغادرة لبنان الآن، بينما لا تزال المسارات (الرحلات) التجارية متاحة".
وعلّقت بعض شركات الطيران رحلاتها إلى بيروت، أو قامت بتعديل مواعيدها، ومنها الخطوط الجوية الكويتية التي علّقتها إلى أجل غير مسمّى.
يأتي ذلك في وقت استهدف "حزب الله" بالقصف مستوطنة بيت هيلل الإسرائيلية للمرة الأولى منذ بدء الحرب، بعدما كان قد استهدف 4 مواقع عسكرية محاذية للمستوطنة.
من جانبهم دعا وزراء خارجية دول مجموعة السبع للاقتصاديات الكبرى العالمية، يوم الأحد جميع الأطراف المعنية في الأزمة الحالية في الشرق الأوسط إلى الإحجام عن أي خطوات قد تزيد من تصعيد الصراع.
وجاء في بيان للرئاسة الإيطالية لمجموعة السبع: "ندعو الأطراف المعنية إلى الاحجام عن أي تحرك من شأنه أن يعرقل مسار الحوار والاعتدال أو يشجع على حدوث تصعيد جديد".
وبعد مناقشة التطورات الأخيرة في مؤتمر عبر الفيديو، أعرب الوزراء عن "قلقهم الشديد إزاء الأحداث الأخيرة التي تهدد بتحويل الوضع الحالي إلى أزمة إقليمية، انطلاقاً من لبنان"، وفقاً لوزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني.
وتمت الدعوة إلى الاجتماع الاستثنائي لمجموعة السبع بعد تصاعد الأزمة الأخيرة.
وألقت إيران و"حماس" و"حزب الله" باللائمة على إسرائيل في عمليتي القتل التي طالت رئيس حركة حماس اسماعيل هنية في طهران، والقيادي العسكري البارز في حزب الله فؤاد شكري. وهددوا بالانتقام.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
ما هي الرسائل السياسية التي تحملها زيارة الرئيس اللبناني إلى السعودية اليوم؟
يزور رئيس الجمهورية جوزف عون اليوم المملكة العربية السعودية في أول زيارة خارجية له، لذلك تحمل معاني الزيارة رمزية محددة حيث تنطلق صفحة جديدة من العلاقات اللبنانية-السعودية، منهية مرحلة من الجفاء السعودي تجاه لبنان لأسباب باتت معروفة.
واستبق الرئيس عون الزيارة بتصريحات لافتة حيث أعلن عن ضرورة توطيد العلاقات العربية الداخلية وعدم إيذاء أية دولة لأي من أشقائها العرب.
والأكثر من ذلك أن الرئيس عون عبّر بلغة لبنان الجديد والذي تريد الدول العربية ودول العالم سماع اللغة الجديدة للمسؤولين اللبنانيين ليس فقط تجاههم. بل أيضاً في ما خص الوضع اللبناني الداخلي وسيادة لبنان الفعلية على كامل الأراضي وبسط سلطة الدولة وتنفيذ القرارات الدولية والقيام بالإصلاحات اللازمة ومحاربة الفساد. مشيراً إلى أن قرار السلم والحرب هو في يد الدولة.
ثم في عدم استعداد لبنان لأن يتحمل النزاعات الخارجية على أرضه. كما أن اللغة الجديدة تتحدث عن دور الجيش اللبناني في حماية لبنان واللبنانيين، وفي وضع حد للسلاح غير الشرعي، تحت عنوان حصرية السلاح في يد الدولة وحدها.
المملكة والدول العربية، والمجتمع الدولي يريدون تنفيذاً فعلياً للمقومات التي يبنى عليها لبنان الجديد بعد انتخاب الرئيس في التاسع من كانون الثاني الماضي.
وتؤكد مصادر قصر بعبدا ل”صوت بيروت انترناشونال”، أن الرئيس عون سيعبر عن شكره للمملكة للدور الذي قامت به في لبنان ولمساعدته على انجاز استحقاقاته الدستورية وتقديره لوقوف السعودية الدائم إلى جانب لبنان والشعب اللبناني.
وأشارت المصادر، أن الزيارة ستبلور صفحة جديدة من عودة لبنان إلى أشقائه العرب، لا سيما إلى السعودية، وعودته إلى الحضن العربي، على أن تستكمل تفاصيل متعلقة بالاتفاقيات الثنائية وتوقيعها بعد شهر رمضان المبارك. وبالتالي، لن يكون هناك وفداً وزارياً يرافق الرئيس في الزيارة لتوقيع اتفاقيات. إنما الزيارة تحمل في طياتها رسالة شكر وتقدير واستعادة لهذه العلاقات التاريخية، وإعادة فتح القنوات على كافة المستويات.
إذاً، اللغة الجديدة للمسؤولين اللبنانيين لم تكن لتحصل لولا التغييرات الزلزالية التي أدت إلى انهيار المنظومة الإيرانية-السورية. وفي ظل ذلك شاركت دول الخليج الولايات المتحدة وفرنسا في صياغة الوضع اللبناني والذي يؤمل حسب المصادر باستكماله بتطبيق القرارات الدولية، وإصلاح الدولة والقضاء على الفساد. كلها على سبيل الشروط لمساعدة لبنان. مع أن إسرائيل حالياً باستمرارها بالخروقات تلعب دوراً سلبياً بالنسبة إلى انطلاقة العهد. وهناك انتظار لردة الفعل السعودية على الزيارة، وللمواقف التي ستطلقها خلالها.
وينتقل الرئيس عون إلى القاهرة للمشاركة في القمة العربية الاستثنائية لمناقشة الوضع الفلسطيني. وسيعبر عن الثوابت اللبنانية وعن الإجماع العربي حول ذلك.
موقف لبنان ملتزم مع العرب ومع جامعة الدول العربية، أي حل القضية الفلسطينية وفق مبدأ الدولتين، وعلى أساس المبادرة العربية للسلام التي أقرتها قمة بيروت العربية في العام 2002.
وأوضحت المصادر، أن اتصالات عربية رفيعة المستوى تجرى لحصول موقف موحد يخرج عن القمة