حماس: نشكر كافة الدول التي قدمت التعازي باستشهاد إسماعيل هنية -
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
سرايا - تقدّمت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، بشكر كافة الدول؛ قادة وزعماء ورؤساء حكومات وبرلمانات، ووزراء وسفراء وشخصيات وعلماء، وقادة الفصائل الفلسطينية، ووفوداً سياسية حزبية ودينية وشعبية، الذين قدّموا التعازي باستشهاد رئيس الحركة القائد الشهيد إسماعيل هنية، سواء بالحضور الشخصي إلى مجلس العزاء بالدوحة، أو عبر البيانات والرَّسائل الرّسمية أو عبر الاتصال الهاتفي، أو عبر التفاعل بمختلف وسائل التواصل الاجتماعي.
وعبّرت حماس في تصريح صحفي يوم الإثنين، عن شكرنا وتقديرنا لجمهورية إيران الإسلامية، قائداً ورئيساً وحكومة وشعباً، للإجراءات التي تم اتخاذها بتنظيم جنازة رسمية وشعبية حاشدة للقائد الشهيد إسماعيل هنية.
وأضافت: "نعبر عن تقديرنا وتثميننا لموقف دولة قطر الشقيقة، متمثّلة بأميرها وأميرها الوالد وحكومتها وشعبها الأصيل، باستقبال جثمان فقيدنا الرَّاحل شهيد فلسطين والأمَّة، ودفنه في ثرى هذا البلد الطيّب، ليحتضن قامة كبيرة ورمزاً عظيماً من رموز فلسطين والقدس والأقصى المبارك".
وشكرت حماس تركيا رئيساً وحكومة وبرلماناً وشعبا، التي بادر رئيسها ومسؤولوها بالاتصال للتعزية منذ اللحظات الأولى، وشاركت بأكبر وفد رسمي وبرلماني وشعبي في مراسم تشييع القائد الشهيد ومرافقه.
كما أعربت عن شكرها وتقديرها للشخصيات السياسية والدبلوماسية، الوطنية والعربية والإسلامية والأجنبية، وجميع الجاليات العربية والإسلامية من مختلف الأقطار، التي شاركت في تشييع القائد الشهيد إسماعيل هنية إلى مثواه الأخير من جامع الإمام محمد بن عبد الوهاب بدولة قطر.
وعبرت عن تقديرها للشعب الفلسطيني الذي هبَّ في مسيرات غضب جماهيرية، ولبى النداء لصلاة الغائب على روح الشهيد إسماعيل هنية تحت القصف والدمار، تعبيراً عن حبه له ووفائه لدماء الشهادة التي تنير الطريق نحو التحرير والعودة.
وشكرت شعوب الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم، التي دعت ولبّت النداء، وشاركت في أداء صلاة الغائب على روح القائد الشهيد إسماعيل هنية، في مختلف مساجد وساحات العالم، معبّرة عن حبّها وتقديرها وتعلّقها بحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، قيادة وفكراً ونهجاً تحرّرياً مقاوماً، يدافع عن شرف الأمَّة وفي القلب منها القدس والمسجد الأقصى المبارك.
وأكدت حماس أنها ستبقى على عهد الوفاء لدماء الشهداء وتضحيات الشعب الفلسطيني، وفي مستوى آلامه وآماله وتطلّعاته في تحرير أرضه ومقدساته وتحقيق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، متمسّكين بحقوقنا وثوابتنا ومقدساتنا، مهما بلغت التضحيات.
وطالبت حماس، الأمة العربية والإسلامية وكل الأحرار في العالم بالاستمرار في دعمهم وتضامنهم مع قضيتنا العادلة، وأن يصعّدوا من كل أشكال مواجهة المشروع الصهيوني ومقاطعة وعزل الكيان الغاصب، وتعزيز كل وسائل التضامن والنصرة مع قطاع غزَّة والضفة الغربية والقدس، حتى تتوقف حرب الإبادة الجماعية على شعبنا في قطاع غزة، ويتوقف العدوان الصهيوني على مقدساتنا وشعبنا وأرضنا
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: الشهید إسماعیل هنیة القائد الشهید
إقرأ أيضاً:
الشهيد القائد سيرةً ومسيرة
الشهيد القائد والمشروع القرآني في شمولية وتكامل، تخاطب مع كل الأمة انطلق بعالمية القرآن الكريم، نعم بعالمية القرآن الكريم ولا أحد يستطع تكذيب هذا المشروع القرآني سليم الأُسس والمعاني، تركز على قضايا رئيسية ومركزية للأمة الإسلامية والعربية في مقدمتها القضية الفلسطينية قضية الأمة.
بنى الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي فكره على أسس قرآنية، مُركّزًا على مفاهيم العدالة والحرية والمقاومة للظلم، وقد جسّد هذا الفكر في دعم المظلومين في كل مكان، وخصوصًا الشعب الفلسطيني المُحتلّ، لقد استخدمَ القرآن كمنهج لِلتحليل والفعل، مُبيّنًا خطورة التحالف بين أمريكا وإسرائيل وصورهما كوجهين لعملة واحدة، لقد ناضل ضدَّ الاستبداد والخنوع للغرب، داعيًا إلى استعادةِ هويةِ الأمة الإسلامية وإحياء قيمها، ولم يكن مشروعُهُ مُقيّدًا بِفئاتٍ معيّنة، بل تَوجّهَ إلى الأمةِ بكلِّ أطيافِها ودعا إلى المُشاركةِ في بناءِ مستقبلٍ أفضل.
الشهيد القائد حرك فينا روحية القرآن الكريم، استنهض الأمة وصدع فيها بصوت الحق، استنهضها وهو يتلو عليها آيات ربها ويدعوها إلى كتاب الله، تحرك لإحياء الأمة بالقرآن، لقد أدرك الواقع على المستوى العالمي، وأدرك حجم المأساة بعمق المأساة التي تعيشها الأمة عامة ويعيشها الشعب اليمني خاصة، لقد أدرك خطورة الوضع وخطورة المرحلة، شخصَّ المشكلة وقدم الحل في زمن ووقت ومرحلة غلب عليها حالة اليأس والانحطاط والخنوع والذل ، جميعنا نعرف تلك المرحلة التي تحرك فيها السيد القائد، مرحلة قائمة على الصمت والاستسلام والعجز والخضوع للغرب أعداء الله وأعداء الإسلام.
لقد اطلق مشروعه القرآني العظيم، وكان مشروعاً مسدداً من الله وكان بهداية الله، لقد أتى بالمشروع القرآني في أخطر مرحلة على الأمة، تحرك بروح المسؤولية وكان عميق النظرة يراقب الأحداث والمتغيرات وبروح المسؤولية الإيمانية العظيمة، صدع بكلمة الحق ونادى إليها في حين كان كل المنادين من كانوا ينادون بالقبول بحالة الذل والاستسلام ويعملون على أن تستمر الأمة في وضع الجمود والعجز والهوان، المشروع القرآني بالشمولية والتكامل الذي بدأ من يومه الأول بطريقة سليمة وصحيحة، وليس مشروعًا خاصًا بالنخبة أو بفئات معينة-خطاب معين أو محاضرات معينة أو دروسًا معينة- أبداً لم يكن كذلك، إنه مشروع يتجه إلى الأمة كل الأمة، يتجه إلى كل فئات الأمة ويستنهض الشعوب من الخطر الذي تحيكه أمريكا وإسرائيل نحو العرب والأمة العربية الإسلامية.
وإن خطت الأقلام عنه تستوقفنا الكلمات والعبر ولم نفيه حقه، كان أمة من الأخلاق والقيم، رجل متكامل في إيمانه وفي وعيه، كان القائد والقدوة وكل من معه يشهدُ له، في إحسانه وصبره وثباته، لقد واجه الطغاة والمجرمين بكل وعي وحكمة وبصيرة، الحديث عن الشهيد القائد-رضوان اللَّه عليه- حديث عن الشخص الذي جسد كل معاني الإنسانية في حياته، عن الشجاعة التي أذهلت الجميع في مواجهة أمريكا وإسرائيل، عن الرجل الذي تجلت فيه أسمى آيات الرجولة، سيد الإباء والعزة الإيمانية، سيد القيم العظيمة والمبادئ السامية، سيد السمو والبصيرة والبينة والهُدى، سيد من السادةِ العظماء من أهل بيت الرسول صلوات الله عليهم أجمعين.
كل الكلمات قاصرة عن حقيقته ولو كتبنا ماذا سنكتب وماذا سوف تخط أقلامنا عنه؟
عن النظرة الواعية و الحكيمة التي كان يمتلكها الشهيد القائد-رضوان الله عليه- كيف نكتب وماذا نكتب عن صوت الحق الذي أيقظ الأمة من سُباتها؟
للشهيد القائد مآثر جليلة وعظيمة، فهو من رسخ في وجدان الشعب اليمني قضية فلسطين وأطلق من أجلها مشروع التحرر المستند إلى ثلاثة أمور متكاملة مع بعضها إحياء مفهوم الثقة بالله في أوساط الناس، التذكير بالقرآن الكريم كتابا لا عز للأمة بدونه، التأكيد على مسؤولية كل فرد في حمل الأمانة.
إثر ذلك وبعد أكثر من مئة محاضرة دونت فيما يعرف باسم (الملازم) تفجرت لدى الناس روح الثورة على واقع المهانة والاستكانة التي تعانيها الأمة جراء أنظمة الاستبداد الخاضعة بدورها لنظام الاستكبار العالمي، وحينها لم تستطع السلطة تحمل هذا الفكر التحرري وواجهته بكل وسائل القمع وصولا إلى شن الحرب بهدف إخماد روح الثورة، فكانت النتيجة عكسية بأن اشتعلت أكثر، ورغم أن الحرب الأولى عام 2004م أدت إلى استشهاد السيد القائد نفسه إلا أن ذلك لم يزد في أنصاره إلا تمسكا بنهجه ومسيرته والتي تنامت واتسعت وعظم شأنها بفضل الله عز وجل وحكمة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي الذي حفظ الأمانة وحمل راية الثورة و واصل طريقها على خطى الشهيد القائد حتى وصل اليمن إلى ما وصل إليه من قدرات تمكنه أن يكون في موقع الإسناد الفاعل والمؤثر للقضية الفلسطينية.
وهذا هو أساس ما يسعى إليه اليمن في دخوله الواعي على خط النار بعملياته البحرية دعما وإسنادا لغزة في مواجهة العدوان الإسرائيلي المدعوم كليا من قبل أمريكا وباقي المنظومة الغربية.