أعلن الجيش الأميركي، الإثنين، أن الولايات المتحدة أنجزت انسحابها من قاعدة أغاديز، الأخيرة لها في النيجر، بعد أن طلب منها النظام العسكري الذي يتولى السلطة منذ عام في نيامي، المغادرة في مارس الماضي.

وقالت القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا (أفريكوم)، في بيان، إن "انسحاب العديد والعتاد الأميركي من القاعدة الجوية 201 في أغاديز استكمل".

ويعد انسحاب الجنود الأميركيين من النيجر مطلبا للنظام العسكري الحاكم في الدولة الواقعة في منطقة الساحل.

ومطلع يوليو، كان الجنود الأميركيون في قاعدة نيامي غادروا البلاد جميعا، وبقي نحو 200 عسكريا في قاعدة المسيّرات المهمة في أغاديز شمالا.

وأوضحت "أفريكوم" أن الانسحاب من أغاديز "بدأ في مايو، وسيستمر التنسيق بين القوات المسلحة الأميركية والنيجرية خلال الأسابيع المقبلة لضمان إتمام الانسحاب الكامل كما هو مخطط له"، من دون أن تحدد ما إذا كان لا يزال هناك جنود أم معدات فقط.

وكانت الولايات المتحدة حاضرة في النيجر لمحاربة المتطرفين، الذين يشنون بانتظام في البلاد هجمات دامية.

لكن النظام العسكري الذي يتولى السلطة في نيامي منذ عام أعاد النظر في شراكاته الدولية وطلب رحيلها في مارس الماضي.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات منطقة الساحل نيامي الولايات المتحدة أخبار أميركا أخبار النيجر قاعدة عسكرية قاعدة أميركية الجيش الأميركي منطقة الساحل نيامي الولايات المتحدة

إقرأ أيضاً:

العمل العسكري ضد إيران.. خيار ردع أم مغامرة محفوفة بالمخاطر؟

هل يتعين على الولايات المتحدة الإقدام على عمل عسكري ضد إيران؟ رغم أن هذا السؤال قد يبدو عشوائياً، فغالباً ما يطرح نفسه كلما وقعَ حدث مؤلم في منطقة الشرق الأوسط.

على أمريكا أن توجه لإيران إنذاراً نهائياً

وأعلن بعض المشرعين الأمريكيين تأييدهم لاستخدام القوة. فبعد يومين من هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول)، ظهر عضو مجلس الشيوخ ليندسي غراهام (جمهوري عن ولاية كاليفورنيا) على شاشة التلفزيون ونصح الرئيس جو بايدن بضرب طهران بقوةٍ قائلاً: "إذا كان هناك تصعيد في هذا الصراع، وإذا بدأ قتل الرهائن، وإذا هاجم حزب الله شمال إسرائيل بقوةٍ، فلا بد أن نقول إننا سندمر مصافي النفط والبنية التحتية النفطية في إيران".

وكرَّر عضو مجلس الشيوخ هذه التوصية في 25 أغسطس (آب) الماضي، معتبراً أنها الطريقة المثلى لإجبار الإيرانيين على إرغام حماس على تحرير الرهائن المتبقين. وكتب آخرون ما مفاده أنه ينبغي على الولايات المتحدة أن توجه لإيران إنذاراً نهائياً - بخصوص التخلص من برنامجها النووي - وأن تشنّ حملة عسكرية إذا رفض المرشد الأعلى علي خامنئي ذلك.

القوة العسكرية أمر سلبي

ومع ذلك، فإن القوة العسكرية الأمريكية ضد إيران سيكون لها آثار من الدرجة الأولى والثانية، وستكون كلها سلبية، حسبما أفاد دانيال ر. ديبتريس زميل في مؤسسة "أولويات الدفاع" البحثية الأمريكية. 

A War With Iran Is the Last Thing the U.S. Should Want | Opinion https://t.co/cDrYQwTSce

— Newsweek Opinion (@NewsweekOpinion) September 8, 2024

وقال ديبتريس في مقاله بموقع مجلة "نيوزويك": أولاً، ليس من الواضح أنَّ تهديد إيران بالإقدام على عملٍ عسكري من شأنه أن يساعد كثيراً على إعادة 97 رهينة أو نحو ذلك من الرهائن في غزة إلى عائلاتهم.
ورغم أنه صحيح أنَّ طهران تمارس بعض النفوذ على حماس بحكم الأموال التي تقدمها إلى الجماعة الفلسطينية، إذ قدَّرَت وزارة الخارجية الأمريكية في عام 2020 أن حماس تلقت 100 مليون دولار من الإيرانيين، لكن حماس تجني أيضاَ المزيد من الأموال من مصادر أخرى.
وكانت حماس حكومة أمر واقع في غزة لأكثر من عقد من الزمن، وكانت تحتكر السلطة داخل القطاع الفلسطيني طيلة تلك الفترة، وتمكَّنَت من السيطرة على أنفاق التهريب التي كانت تجلب الأسلحة والسلع الأساسية إلى القطاع.

وفرضت حماس ضرائب على تلك البضائع، وكذلك على الأعمال التجارية في غزة، مما حقَّقَ لها عائدات بقيمة 300 مليون دولار تقريباً، أيْ ثلاثة أضعاف ما كانت إيران تقدمه لها.

نفوذ إيران على حماس

باختصارٍ شديد، يقول الكاتب، لا تمارس إيران نفوذاً كبيراً على حماس. وحتى لو ضغطت إيران على حماس للإفراج عن الرهائن - وهو اقتراح مشكوك فيه بحد ذاته - فليس من المؤكد أن زعيم حماس يحيى السنوار سيوافق على ذلك.
ثانياً، سيكون العمل العسكري الأمريكي مهمة صعبة، ليس لأن الجيش الأمريكي غير قادر على تنفيذ هذه المهمة، بل لأنها ستكون مهمة مرهقة. ووفقاً لنطاق العملية وحجمها، سيتعين على الولايات المتحدة استخدام عشرات الطائرات المقاتلة والقاذفة، ومجموعة كبيرة من بطاريات الدفاع الجوي المتمركزة في الشرق الأوسط لإسقاط أي صواريخ تردُّ بها طهران على أي هجوم انتقامي - نظراً لوجود 40 ألف جندي أمريكي متمركزين في المنطقة، فإن لدى طهران الكثير من الأهداف التي تستطيع الاختيار من بينها - بالإضافة إلى عشرات القطع البحرية المحتملة، سواء السطحية أو تحت الماء، لردع رد إيراني أكبر وضمان أن يكون لدى الولايات المتحدة تغطية كافية للدفاع عن قواعدها في الخليج العربي.
ومن المرجح، برأي الكاتب، أن تحتفظ الولايات المتحدة بهذه الأصول في الشرق الأوسط لأشهر، مما يجبر القيادات المقاتلة الأمريكية الأخرى، مثل قيادة قوات المحيطين الهندي والهادئ، على إنجاز المزيد بأقل الإمدادات والقدرات.

فماذا سيحقق العمل العسكري الأمريكي داخل إيران؟ يتساءل الكاتب ويجيب: إذا كان الهدف منه تدمير برنامج إيران النووي، فإن كل القنابل في العالم لن تحقق هذا الهدف. بالتأكيد ستُدمَّر منشآت التخصيب، وأجهزة الطرد المركزي، ومحطات التصنيع، ومخزون اليورانيوم المخصب الذي راكمه الإيرانيون على مر السنين. 

A War With Iran Is the Last Thing the U.S. Should Want | Opinion https://t.co/9CmhS1Wtuj

— Newsweek Opinion (@NewsweekOpinion) September 6, 2024

لكن المعرفة التي اكتسبها خبراء الطاقة النووية الإيرانيون على مدى العقود الثلاثة الماضية ستظل موجودة. وستُستغَل تلك المعرفة المؤسسية مجدداً بعد انتهاء العملية العسكرية التي تقوم بها واشنطن، غير أن هذه المرة لن يكون لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية إمكانية الوصول أو معدات المراقبة لفهم ما تفعله طهران ومكان أنشطتها في أي وقت محدد. هل هذا أفضل حقاً من الوضع الحالي الذي تمتلك فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية على الأقل بعض المعلومات عن أنشطة إيران النووية؟

الطريقة المثلى للتعامل أخيراً، أكد الباحث أنّ الطريقة الأكثر فعالية لإقناع الحكومة الإيرانية بتحويل برنامجها النووي إلى سلاح نووي هي تفجير البرنامج عن بكرة أبيه. وفي حين أن هذا قد يبدو إجراءً غير بديهي، فمن المحتمل جداً أن يتعلم خامنئي والحرس الثوري الإيراني والأجهزة الأمنية الإيرانية درساً لن ينسوه من هذه التجربة.
وقال الكاتب: إذا كانت إيران تملك أسلحة نووية، فإن الأمريكيين على الأقل سيفكرون طويلاً وملياً قبل إسقاط قنابل على الأراضي الإيرانية، ولن تكون هذه فرضية غير معقولة. فالولايات المتحدة لم تهاجم قط قوةً تملك أسلحة نووية لسبب بسيط، ألا وهو أن ذلك قد يطلق العنان لدوامة تصعيد قد تخرج عن السيطرة.
وعلى الرغم من نمو مخزونات اليورانيوم المخصب بنسبة 60% وتركيب المزيد من أجهزة الطرد المركزي المتطورة، يضيف الكاتب، ما تزال الولايات المتحدة تُقدِّر أنَّ إيران لم تتخذ بعد قرار تسليح البرنامج وبناء جهاز نووي حقيقي، منوهاً إلى أن الحرب مع إيران ستغير حسابات طهران الأمنية إلى الأسوأ.

مقالات مشابهة

  • الأمن النيابية: تنسيق على 3 أصعدة لمتابعة انسحاب القوات الاجنبية من العراق
  • الأمن النيابية: تنسيق على 3 أصعدة لمتابعة انسحاب القوات الاجنبية من العراق - عاجل
  • العبيدي: تسليم ليبيا قاعدة للأتراك يعدُّ جريمة خيانة عظمى
  • العمل العسكري ضد إيران.. خيار ردع أم مغامرة محفوفة بالمخاطر؟
  • بغداد وواشنطن تحددان موعد انسحاب قوات التحالف من العراق
  • وزير الدفاع يناقض التصريحات الأمريكية بعدم انسحاب قواتها من العراق
  • تأجيلات أم تكتيك سياسي؟ ماذا يحدث وراء كواليس الانسحاب الأميركي؟
  • واشنطن وبغداد تتفقان على خطة لانسحاب قوات التحالف: مئات الجنود يغادرون بحلول 2025 والبقية في 2026
  • سيول متواصلة في النيجر تقتل المئات وتجبر الآلاف على النزوح
  • رويترز: اتفاق على انسحاب مئات الجنود الأجانب من العراق