عمالقة التكنولوجيا بأميركا يتجهون لخسارة تريليون دولار
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
الاقتصاد نيوز - متابعة
تصدرت شركتا أبل وإنفيديا موجة بيع لأسهم قطاع التكنولوجيا، الإثنين، مع مخاوف ركود في الولايات المتحدة وقرار شركة بيركشاير هاثاواي بخفض حصتها في أبل المصنعة لهواتف آيفون مما أدى إلى عرقلة مسيرة صعود استمرت شهورا في القطاع.
وتراجعت الأسهم عالية الأداء لشركات ألفابت المطورة لخدمات غوغل وأمازون وميتا بلاتفورمز ومايكروسوفت وتسلا 12.
ومن المتوقع أن تبدد خسائر أسهم الشركات السبع الكبرى ما يقرب من تريليون دولار من القيمة السوقية المجمعة للشركات.
وطغى اللون الأحمر على أداء البورصات في آسيا وأوروبا خلال جلسة الإثنين، فيما تراجعت العملات المشفرة بحدة، على وقع تراجعات سجلتها وول ستريت في ختام جلسة الجمعة.
وبينما تترقب الأسواق العالمية فتح تعاملات وول ستريت بحلول الساعة (4:30 بتوقيت مكة المكرمة)، فإنها تراجعت بشكل متباين من سوق لأخرى.
وفي اليابان، سجل مؤشر نيكي في ختام جلسة الإثنين، أسوأ يوم له منذ عام 1987، حيث انخفض بنسبة 12.4 بالمئة في موجة بيع ناجمة عن بيانات اقتصادية مخيبة للآمال في الولايات المتحدة وارتفاع الين الياباني.
كما انخفضت الأسواق الآسيوية الأخرى، حيث انخفضت المؤشرات القياسية في كوريا الجنوبية وتايوان بأكثر من 8 بالمئة.
وبحسب بيانات المؤشر، فإن التراجع البالغ 12.4 بالمئة المسجل في جلسة اليوم فقط، يعتبر أسوأ أداء منذ جلسة 20 أكتوبرعام 1987، فيما شهدت السوق اليوم، تعليقين اثنين لجلسات التداول.
وتواصلت خسائر البورصات العربية في تعاملات، الإثنين، على وقع انهيارات الأسواق عالمياً، وسط مخاوف من دخول الاقتصاد الأميركي في ركود، وتصاعد التوترات الجيوسياسية في المنطقة.
أما العملات المشفرة، فقد تراجعت قيمتها السوقية منذ جلسة صباح اليوم، بمقدار 550 مليار دولار ، لتستقر عند 1.88 تريليون دولار.
بينما تراجع سعر وحدة بتكوين بأكثر من 16 بالمئة أو 9780 دولارا لتستقر عند 51.1 ألف دولار للوحدة، بأدنى مستوى منذ فبراير الماضي.
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار
إقرأ أيضاً:
هل يمكن لدول الخليج أن تصبح قوى عظمى في مجال التكنولوجيا؟
نشرت صحيفة "إيكونوميست" تقريرًا يسلط الضوء على طموحات دول الخليج في التحول إلى قوى تكنولوجية عالمية في ظل جهودها لتحويل اقتصاداتها بعيدًا عن النفط، مشيرًا إلى التحديات التي تواجه هذه الطموحات، خاصة مع تزايد قلق الولايات المتحدة من التعاون بين دول الخليج والشركات الصينية في هذا المجال.
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن دول الخليج تسعى إلى تحويل اقتصاداتها بعيدًا عن الوقود الأحفوري؛ حيث يرغب الإماراتيون في قيادة العالم في مجال الذكاء الاصطناعي، ويريد السعوديون أن تصبح المملكة موطنًا للشركات الناشئة في مجالات متطورة مثل الروبوتات، لكن هذه التطلعات على وشك أن تصطدم بالواقع الجيوسياسي.
إن حجم الخطط الخليجية في هذا المجال غير مسبوق، ففي آذار/مارس الماضي، أنشأت الإمارات العربية المتحدة شركة "إم جي إكس"، وهي شركة استثمارية تكنولوجية بحجم مستهدف يبلغ 100 مليار دولار، كما تستثمر الدولة الخليجية في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، مثل مراكز البيانات والرقائق، وقد أنشأت أيضًا صندوقًا لرأس المال الاستثماري للذكاء الاصطناعي بقيمة 10 مليار دولار.
وفي السعودية، هناك عدد من الصناديق المختلفة التي يبلغ حجمها مجتمعة 240 مليار دولار أمريكي تستثمر في الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات والتصنيع المتقدم.
ويراهن الحكام على ثلاثة مجالات: الأول هو صناعة النماذج والتطبيقات؛ حيث أصدر معهد الابتكار التكنولوجي، وهو وحدة بحثية مدعومة من أبوظبي، نموذجاً لغويًا كبيرًا مثيرًا للإعجاب يسمى فالكون في سنة 2023. وفي السنة الماضية، كشفت شركة "جي42"، وهي شركة مدعومة من الإمارات، عن نموذج "ناندا" باللغة الهندية، بينما أطلقت هيئة البيانات والذكاء الاصطناعي السعودية تطبق "علّام"، وهو نموذج لغة كبير باللغة العربية، كما استثمر صندوق الثروة السيادية الرئيسي في أبوظبي في شركة أنثروبيك، وهي شركة ناشئة رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، من بين سلسلة من شركات الذكاء الاصطناعي الأخرى.
وتعمل الشركات الخليجية على تعزيز البنية التحتية في المنطقة؛ حيث ستساعد شركة الاتصالات الإماراتية "إي آند" في بناء جزء من كابل بحري بطول 45,000 كيلومتر يشق طريقه حول جنوب آسيا وأفريقيا والبحر الأبيض المتوسط وبريطانيا، بالإضافة إلى حودث طفرة في بناء مراكز البيانات أيضًا؛ حيث تقوم شركات مثل "خزنة وشركة داماك الإماراتية للتطوير العقاري ببنائها.
أما المجال الثالث فهو تصنيع الرقائق، والذي يبدو أن الإمارات حريصة عليه بشكل خاص؛ فقد أجرت شركة سامسونج، عملاق الإلكترونيات الكوري الجنوبي، وشركة "تي إس إم سي"، أكبر صانع للرقائق الإلكترونية في العالم، محادثات مع المسؤولين لبناء مصانع في الإمارات، وقد أقنع سام ألتمان، رئيس شركة "أوبن إيه آي"، شيوخ الإمارات، من بين مستثمرين آخرين، بتمويل خططه لصناعة الرقائق.
وأشارت الصحيفة إلى وجود دلائل مبكرة على إمكانية نجاح هذه الإستراتيجية؛ فقد نمت السعة الإجمالية لجميع مراكز البيانات التي قيد الإنشاء حاليًا في السعودية والإمارات بحوالي عشرة أضعاف في السنوات الخمس الماضية، وسجلت منطقة الخليج ما يقرب من 8 مليارات دولار من الاستثمارات الأجنبية المباشرة في البنية التحتية التكنولوجية وملياري دولار آخرين في البرمجيات في سنة 2024، بزيادة ثلاثة أضعاف عن سنة 2017.
وتقول مجموعة بوسطن الاستشارية إن مجموعة مواهب الذكاء الاصطناعي في الإمارات والسعودية قد نمت بأكثر من الثلث وقرابة الخمس على التوالي منذ سنة 2022.
وتوضح الصحيفة أن هناك خطرًا كبيرًا يلوح في الأفق بشأن طموحات الخليج؛ وهو توتر العلاقات بين أمريكا والصين؛ فقد اعتمد الحكام بشكل كبير على شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى، وأبرموا في الوقت نفسه الكثير من الصفقات مع الشركات الصينية الكبيرة، بما في ذلك شركة هواوي للتكنولوجيا وشركة الاتصالات الصينية "تشاينا تيليكوم"، وعلاوة على ذلك، تعتمد طفرة مراكز البيانات على الصين؛ حيث تأتي ثلث واردات المملكة والإمارات من الخوادم والرقائق وأجهزة التخزين من الصين.
ومن الواضح أن صانعي السياسة الأمريكية حذرون من هذه العلاقة، ففي السنة الماضية اضطرت شركة سيريبراس سيستمز، وهي شركة لصناعة رقائق الذكاء الاصطناعي تعتبر شركة "جي24" أكبر عملائها، إلى تأجيل طرحها العام بسبب مخاوف أمريكا من علاقات الشركة الإماراتية مع الصين، ثم اقترح جو بايدن في 13 كانون الثاني/يناير تشديد الضوابط على الصادرات الأمريكية من أشباه الموصلات الرائدة، وسيشمل ذلك وضع حد أقصى لطلبات الرقائق للدول التي لا تُعتبر حليفة مثل دول الخليج.
وختمت الصحيفة بأن حكام الخليج يأملون أن تساعد علاقاتهم الوثيقة مع شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى في عزلهم عن مثل هذه المكائد في واشنطن، لكنهم يواجهون خيارًا غير مريح مع توقع أن تزداد حدة التوترات الجيوسياسية خلال الولاية الثانية لترامب؛ مما يعنى أن حكام الخليج قد يضطرون في نهاية المطاف إلى اختيار أحد الجانبين إذا أرادوا تحقيق أحلامهم التكنولوجية.