تشهد البورصات العالمية تراجعا حادا منذ الأسبوع الماضي، بعدما أدى تقرير الوظائف الأميركي المخيب للآمال إلى تفعيل "قاعدة ساهم"، وهو مؤشر موثوق عادة للركود الاقتصادي.

والاثنين، تراجعت مؤشرات وول ستريت الرئيسية،  مع تنامي المخاوف من ركود محتمل في الولايات المتحدة.

وأفاد مراسل الحرة في نيويورك، أن مؤشر ناسداك فتح على انخفاض بنسبة 6%، بينما انخفض مؤشر داو جونز في بورصة وول ستريت بنحو 3%.

ووفق المراسل، فقد سجلت أسهم الشركات الكبرى انخفاضا حادا في تداولات ما قبل السوق، في حين انخفضت أسهم البنوك الأميركية، وأسعار العملات المشفرة.

وقال رئيس بنك الاحتياطي الاتحادي في شيكاغو، أوستان غولسبي، الاثنين، إن الاقتصاد الأميركي ليس في حالة ركود، على ما يبدو على الرغم من بيانات التوظيف التي جاءت أضعف من المتوقع يوم الجمعة.

وأنشئت "قاعدة ساهم" على يد كلوديا ساهم، الخبيرة الاقتصادية السابقة في الاحتياطي الفدرالي الأميركي والبيت الأبيض.

وتنص هذه القاعدة على أن الاقتصاد الأميركي يدخل في حالة ركود عندما يكون متوسط معدل البطالة لمدة ثلاثة أشهر أعلى بمقدار 0.5% (50 نقطة أساس) أو أكثر من أدنى مستوى له في الأشهر الاثني عشر السابقة.

وهذا المؤشر "التجريبي البحت"، الذي يفتقر إلى "أساس نظري"، كما يذكّر رئيس قسم أبحاث الاقتصاد الكلي في شركة "لومبارد أودييه آي إم" فلوريان إيلبو، بلغ 0.53% في يوليو 2024.

ويوضح الخبير أنه منذ نشر تقرير البطالة الأميركية الجمعة، التي ارتفعت أكثر من المتوقع إلى 4.3%، وهو أعلى معدل للبطالة منذ أكتوبر 2021، فإن الأسواق "تستنتج بوضوح أننا سنشهد ركودا" وتغرق في المنطقة الحمراء.

ورغم هذه الأرقام، فإن كلوديا ساهم نفسها تشكك في انطباق مؤشرها هذه المرة، وقالت في مقابلة مع مجلة "فورتشن" الأميركية نشرت الجمعة "لا أعتقد أننا حاليا في حالة ركود".

وأضافت "لا ينبغي لأحد أن يشعر بالذعر الآن، حتى لو بدا الأمر كذلك للبعض"، لأن هناك مؤشرات رئيسية للاقتصاد "لا تزال تبدو جيدة للغاية"، بحسب ما أوردت "فرانس برس".

وأشارت ساهم إلى أن دخل الأسر مستمر في النمو، في حين يظل الاستهلاك واستثمار الشركات مرنين.

وتابعت "هذه المرة قد تكون مختلفة حقا".

لفتت مجموعة الأبحاث "كابيتال إيكونوميكس" إلى أن ارتفاع معدل البطالة كان حتى الآن مدفوعا بزيادة القوى العاملة، وليس انخفاض التوظيف.

وقال نيل شيرينغ، كبير خبراء الاقتصاد في المجموعة، في مذكرة "هذا يمثل فرقا بالنسبة الى الدورات السابقة"، مضيفا أنه "من المرجح أن يكون إعصار بيريل قد ساهم في ضعف أرقام الرواتب في يوليو".

وسعى رئيس الاحتياطي الفدرالي الأميركي جيروم باول أيضا إلى طمأنة المستثمرين، قائلا في مؤتمر صحافي الأربعاء إن قاعدة ساهم هي "انتظام إحصائي" و"ليست قاعدة اقتصادية تؤكد أن شيئا ما سيحدث".

وقرر الاحتياطي الفدرالي الأربعاء إبقاء أسعار الفائدة عند أعلى مستوى لها منذ 20 عاما، بينما أشار إلى احتمال خفضها في سبتمبر.

وزادت المخاوف من الركود الضغوط على الاحتياطي الفدرالي لخفض أسعار الفائدة أكثر من المتوقع، أو حتى قبل اجتماعه المقبل.

وأدلى جيروم باول بتصريحاته قبل نشر أرقام البطالة.

ويرى فلوريان إيلبو أنه "من الواضح أن هذا أمر سيثير قلق الاحتياطي الفدرالي".

ويضيف الخبير الاقتصادي "هل من الممكن أن يقوم الاحتياطي الفدرالي بخفض أسعار الفائدة بشكل غير مبرمج؟ في الوقت الحالي، من غير المرجح أن يحدث ذلك".

ويتوقع بعض المحللين أن يخفض الاحتياطي الفدرالي أسعار الفائدة بمقدار 0.5% في سبتمبر، أي بمقدار أعلى من التوقعات السابقة (0,25%).

ويقدّر إيلبو أن الاحتياطي الفدرالي قد يقوم بمثل هذا الخفض "لإبطاء التراجع في الأسواق، إذا استمر بالفعل حتى ذلك الحين".

وقال دويتشه بنك إن الأسواق باتت تتوقع خفضا إجماليا بمقدار نقطتين مئويتين على مدى الأشهر الاثني عشر المقبلة، "وهو ما لم نشهده من قبل إلا في حالة الركود".

لكن شيرينغ، الخبير الاقتصادي في كابيتال إيكونوميكس، توقع أن يقر الاحتياطي الفدرالي خفضا بنسبة 0.25% في كل من اجتماعاته الثلاثة المتبقية هذا العام.

 

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

الحذر يسيطر على الأسواق المالية مع ترقب الانتخابات الأمريكية وحزم التحفيز الصينية

بدأت الأسواق المالية تعاملات مستهل الأسبوع بحذر، حيث شهدت الأسهم في آسيا أداءً باهتاً، في حين تراجع الدولار قليلاً قبيل أسبوع حافل تتصدره الانتخابات الرئاسية الأميركية التي من المتوقع أن تشهد تنافساً شديداً. كما سيحصل المستثمرون هذا الأسبوع على محفزات تتعلق بالسياسة النقدية العالمية مع قرارات أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفدرالي، وبنك إنكلترا ، وبنك الاحتياطي الأسترالي، وبنك السويد، وبنك النرويج.

كما تجتمع اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني في الفترة من 4 إلى 8 نوفمبر، حيث يتم مراقبة الاجتماع عن كثب للاطلاع على مزيد من التفاصيل حول حزمة الإجراءات التحفيزية التي تم الإعلان عنها مؤخراً.

وشهدت التداولات في آسيا تراجعاً يوم الاثنين في ظل عطلة في اليابان، غير أن مؤشر MSCI الأوسع لأسهم منطقة آسيا والمحيط الهادئ خارج اليابان ارتفع بنسبة 0.7%، متعافياً من انخفاضه إلى أدنى مستوى له في خمسة أسابيع يوم الجمعة الماضي، بحسب رويترز.

العقود الآجلة للأسهم الأميركية

وفقدت العقود الآجلة للأسهم الأميركية بعض الزخم، حيث تراجعت عقود ناسداك الآجلة بنسبة 0.11%، بينما انخفضت عقود ستاندرد آند بورز الآجلة بنسبة 0.14%. وكان الدولار في وضع ضعيف نسبياً، حيث ارتفع اليورو بنسبة 0.4% ليصل إلى 1.0877 دولار، كما قفز الين بنسبة 0.7% ليصل إلى 151.88 ين للدولار.

من المرشح الرئاسي الأقرب للفوز في الانتخابات الأميركية؟

وأفاد المتعاملون أن التراجع في قيمة الدولار قد يكون مرتبطاً باستطلاع رأي موثوق أظهر تقدم المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس المفاجئ بفارق 3 نقاط في ولاية أيوا، وذلك بفضل شعبيتها الكبيرة بين الناخبات.

ومع ذلك، لا تزال كامالا هاريس والمرشح الجمهوري دونالد ترامب متعادلين تقريباً في استطلاعات الرأي قبل انتخابات يوم الثلاثاء، قد لا يُعرف الفائز إلا بعد أيام من انتهاء التصويت.


وقال توني سيكامور، محلل السوق في IG: "في بداية الأسبوع الماضي، كانت احتمالات فوز الجمهوريين تُقدر بنحو 48%، وقد تراجعت هذا الصباح إلى نحو 36% وفقاً لمنصة Polymarket. وقد أحرز الديمقراطيون تقدماً واضحاً في تضييق الفجوة".

قال المحللون إنه نتيجة لذلك، بدأ زخم تداولات الدولار المرتبطة بترامب يتلاشى من السوق. ويرى المحللون أن سياسات ترامب المتعلقة بالهجرة، وخفض الضرائب، والرسوم الجمركية قد ترفع الضغوط التضخمية وعوائد السندات والدولار، بينما يُنظر إلى هاريس كمرشحة لاستمرارية السياسات الحالية.

مقالات مشابهة

  • “الأوراق المالية” تنظم الدورة الثانية من برنامج “رواد الأسواق المالية”
  • الحذر يسيطر على الأسواق المالية مع ترقب الانتخابات الأمريكية وحزم التحفيز الصينية
  • تراجع في وول ستريت وسط ترقب لنتائج الانتخابات الرئاسية وقرار الفدرالي الأميركي
  • الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يتجه لخفض أسعار الفائدة مجدداً وسط ضبابية ما بعد الانتخابات
  • «أبوظبي المالي» يوقع اتفاقية مع سوق أرمينيا للأوراق المالية
  • اكتشفوا نفق الى غزة يمر من صوفان.. نجل حميد الأحمر يسخر من الحوثيين ويحدد لمن تكون المنازل التي ينوون مصادرتها ونهبها
  • «هيئة الأوراق» تنظم برنامج «رواد الأسواق المالية»
  • ارتياح في الأسواق المالية بعد حالة عدم اليقين المتعلقة بالانتخابات الرئاسية الأمريكية
  • ما فرص نجاح هاريس في إدارة الاقتصاد الأميركي؟
  • ترقب في الأسواق المالية قبيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية