الأب السفاح.. هذا أقل ما يمكن أن يقال عن رجل ذبح أبنائه الأربعة لسبب واه.. ومهما كانت الأسباب.. هل يمكن أن تصل القسوة إلى هذا الجنون؟.

تحول منزل بسيط في قرية حلابة التابعة لدائرة مركز قليوب بمحافظة القليوبية، إلى ساحة دماء، وشهد جريمة من أبشع الجرائم التي طرأت على المجتمع، كان منفذها أب من المفترض أنه بمثابة عمود المنزل ومنبع للأمان بالنسبة لزوجته وأبناءه، لكن انقلب الحال رأسًا على عقب، واشتدت الخلافات بين الزوجين، وظلت الزوجة تتحمل المعاملة القاسية من زوجها حتى وصل الحال إلى تعديه عليها بالضرب المبرح.

وهنا قررت الزوجة أن تترك له «عش الزوجية»، متجهة إلى منزل والديها لتحتمي بداخله من بطش زوجها، دون أن تتخيل أن زوجها من المحتمل أن يسبب أذى لأبنائهما.

لكن حدث عكس ما هو متوقع، ودفع الأبناء الأربعة ثمن كل الخلافات التي نشبت بين والديهما، وكانوا فريسة انتقام الأب من زوجته التي رفضت الرجوع إلى المنزل، لذلك أعد الأب خطة شيطانية، حتى ينتقم من زوجته، وقرر أن يسلب منها أغلى ما في حياتها، وبالطبع لا يوجد بقلب الأم أغلى من فلذة كبدها «أبنائها»، وفكر في التخلص منهم، ناسيًا كونهم أبناءه أيضًا، لكن نار الانتقام سيطرت على مشاعر الرحمة والإنسانية والأبوة بداخله، وارتكب فعل مفجع هزّ قلوب المصريين.

مذبحة القليوبية

في يوم الحادث الأليم، استدرج الأب أبنائه الأربعة، وهم: الابن الأكبر يدعى جلال، صاحب الـ 21 عامًا، والطالبة تسنيم، البالغة من العمر 18 عامًا، طالبة في الثانوية الأزهرية، والطفلة نادين، صاحبة الـ 15 عامًا، والطفلة ريتاج، التي لم يكتمل عمرها سوى 8 سنوات، إلى منزله، وطلب من زوجته العودة للمنزل حتى لا تندم فيما بعد، لكن رفضت الزوجة العودة إليه من جديد لكي لا تكرر مأساتها معه.

وحينها، بدأ الأب في تنفيذ خطته المفجعة، وأحضر مشروبا لأبناءه الأربعة، وخلط بداخله مادة مخدرة، وبحسن نية، تناول الأبناء المشروب من يد والدهم الذي دوّن السطور الأخيرة في حياتهم.

وإذ بالأبناء الأربعة يفقدون الوعي، ثم استل الأب سلاحًا أبيض، وأنهى حياة أبناءه مسددًا لهم طعنات نافذة بمناطق متفرقة بالجسد، دون رحمة منه أو شفقة على أبناءه الذي رأهم يكبرون أمام أعينه منذ الصغر، حتى غرقوا في دمائهم ولفظوا أنفاسهم الأخيرة.

ومن ثم، وضع الأب جثث أبناءه أمامه، واستخرج هاتف محمول، ووثق جريمته، -وفقًا لما كشفه الجيران وشهود العيان-، ووضع ابنتيه الصغيرتين بجوار بعضهما، كما وضع ابنته تسنيم بجوار نجله الأكبر جلال، والتقط صورا لجثث أبناءه، وأرسلها إلى زوجته، حتى تموت قهرًا على فراق فلذات كبدها، معتقدًا أنه بذلك يعاقبها على ترك «عش الزوجية» ورفضها الرجوع إليه، ولاذا بالفرار.

في تلك اللحظة، وقفت حياة الأم عندها، ولا يزال المشهد يمر أمام أعينها حتى وقتنا الحالي، ومن هول الصدمة، لم تصدق أنها فقدت أبناءها الأربعة، وأصبح قلبها يموت ألف مرة كل لحظة بعد فاجعة فراقهم بتلك الطريقة المؤسفة.

أوضح جيران الضحايا، أن الأب كان يمر بحالة نفسية سيئة بعدما تركت زوجته المنزل، لكنه كان دائم التعدي عليها، حتى قررت الزوجة الابتعاد عنه، وحينها رفض الزوج بشتى الطرق أن يترك زوجته، وسط محاولات منه لكي يجبرها للعودة للمنزل من جديد، ووصل به الحال للانتقام منها بقتل أبنائهما دون رحمة منه.

وتلقت مديرية أمن القليوبية بلاغًا يفيد بقيام شخص بقتل أبناءه الأربعة بقرية حلابة التابعة لمركز قليوب، وانتقلت قوة أمنية إلى مكان البلاغ، وبالفحص تبين وجود جثث الأبناء الأربعة، وتحفظت الجهات المعنية عليهم تحت تصرف النيابة العامة، وجرى ضبط المتهم.

وكشفت مناظرة النيابة للضحايا أن الوفاة كانت إثر تلقي الأبناء عدة طعنات من نصل آله حادة، وأشار التقرير الطبي لضحايا «مذبحة القليوبية»، أن الابن الأكبر جلال، توفي إثر إصابته بجرح ذبحي بالرقبة، والطالبة تسنيم، متوفاة إثر إصابتها بجرح ذبحي بالرقبة وآخر بالبطن وخروج الأحشاء، أما الطفلة متوفاة إثر إصابتها بجرح ذبحي بالرقبة، والطفلة ريتاج متوفاة إثر إصابتها بجرح ذبحي بالرقبة.

وعقب تقنين الإجراءات اللازمة، نجحت الأجهزة الأمنية في القبض على المتهم بقتل أبناءه الأربعة، واتخذت الجهات المختصة الإجراءات القانونية اللازمة، وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.

اقرأ أيضاًما ينوب المخلص.. إصابة شاب بطلق ناري تدخل لفض مشاجرة في الفيوم

وزير الداخلية يجتمع مع مساعديه لاستعراض محاور الخطط الأمنية

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: القليوبية قتل الأسبوع أخبار الحوادث حوادث الأسبوع حوادث مذبحة الانتقام جحود أب مذبحة القليوبية أبناءه الأربعة

إقرأ أيضاً:

الأب بطرس دانيال يكتب: دعوة واستجابة

الله يمنحنا الطمأنينة على لسان داود النبي بهذه الكلمات: «مَنْ يدعوني، أستجيبُ له، أنا معهُ في الضيق، أُخلِّصهُ وأمنحهُ مجدا» (مزمور 90: 15).

تمر البشرية بظروفٍ صعبة على جميع الأصعدة، سواء تقلبات واعتراض الطبيعة وكوارثها، أو اختلافات سياسية تدفع البعض للتخلص من الطرف الآخر، أو الأمراض التي تحلّ علينا كل فترة وليس لها علاج وغيرها.

ما يدفع البعض إلى عتاب الله هكذا: «أين معونتك وقدرتك وسلطانك أمام هذه التحديات التي نعيشها كل يوم؟»، هنا نتذكر الحكاية التي تُروى ما حدث مع أحد الأشخاص الذي كان يحلم بأنه عندما كان يعيش في سعادةٍ ورخاء بفضل الغنى والصحة والنجاح.

كان يشاهد أثناء سيره على شاطئ البحر آثار أربع أقدام على الرمال، ففهم أن اثنتين لله الذي كان يسير بجواره واثنتين له، فكان مطمئن البال لوجود الله بالقرب منه، ولكن مع مرور الوقت ضاقت به الدنيا، حتى إنه فقد كل ما يملك، وبدأ المرض يحلّ عليه، ووقع في الفشل والضعف والفقر.

وعندما ذهب مرةً أخرى إلى شاطئ البحر، وجد آثارا لقدمين فقط لا غير، فبدأ يعاتب الله على ما وصل إليه حاله قائلا: «كنتُ أرى قدميك بجواري عندما كنتُ أعيش في سعادةٍ وغنى وصحة ونجاح؛ ولكن عندما بدأت العواصف والأمواج تثور عليّ، تركتني بمفردي في مواجهتها!» فأجابه الله: «اِعلم جيدا، عندما كنتَ في حالةٍ ميسورة وبصحةٍ جيدة، كنتُ أسير بجوارك، ولكن عندما بدأت المشاكل والصعوبات تحلّ عليك، حملتُكَ على ذراعي!».

تُعلّمنا هذه القصة الرمزية درسا مهما، نستطيع به أن ندرك ونفهم بعض التساؤلات التي تمر في عقولنا أو نفكر فيها ونطرحها على الآخرين، نتيجة ما يحدث لنا أو لغيرنا في هذا العالم المتقلب، وهو أن نثق في الله القادر على كل شيء، والذي لن يتركنا أبدا بمفردنا لمواجهة صعوبات الحياة اليومية، كما يجب أن نتكل عليه لأنه يستجيب لنا، ويمحو من طريقنا العقبات التي لا نستطيع التغلب عليها، لضعف إمكانياتنا وقدراتنا.

مما لا شك فيه أنّ الله موجود دائما وأبدا في حياة كل واحدٍ منا، حتى وإن لزم الصمت. وعندنا نموذج رائع لأيوب البار الذي فهم وأدرك معنى صمت الله في نهاية حياته وغروبها، وعرف تماما أنّ كل شيء يحدث معه، له معنى ومخطط من الله لأجل خيره، وبكلمةٍ واحدة تخرج من فم الله يستطيع تغيير كل شيء إلى الأفضل.

كما يجب أن نستغل هذه الظروف التي تسير عكس الاتجاه في حياتنا، لندرك قدراتنا وضعفنا، ولا نستطيع العيش بدون اللجوء لله القادر على كل شيء، الذي يقوينا ويعضدنا لنتخطى الصعوبات والعوائق ومطبات الحياة.

إن الإنسان الذي يؤمن بقرب الله منه، يتحلى بالرجاء الذي يدفعه لقبول كل ما يحدث له، لأن الله يدبر له كل ما هو أفضل.

وهناك دروس كثيرة لما يحدث في حياتنا من مضايقات وفشل وإحباط، وهي أن نشعر بالآخرين وبالظروف التي يمرون بها وهم صامتون، ونكتشف أننا نملك نِعما عديدة يتمناها الملايين من البشر، والإنسان القوي الذي يصمد أمام نار المحن، يتطهر من شوائب كثيرة عالقة بداخله، ويصير كالذهب الخالص الذي يبرق ويلمع بعد وضعه في النار، وكلما كانت المحنة قوية والألم شديدا، ازداد معدن الإنسان قيمة وصلابة.

فحياة كل إنسان منا مليئة بالمفاجآت والتقلبات، وتحمل في داخلها بعض التناقضات: الفرح والحزن، النور والظلمة، الراحة والتعب، الرجاء واليأس، اللحظات السعيدة والأخرى التعيسة، النجاح والفشل. إذا.. الحياة تحمل في جذورها الأفضل والأسوأ.

وعلى كل واحدٍ منا أن يقبل كل هذا، طالبا من الله أن يساعده في توجيه قارب الحياة إلى بر الأمان، مستغلا الرياح العاتية والأمواج الشديدة من أجل خيره ونضجه.

ونردد مع داود النبي: «إني ولو سِرتُ في وادي ظلالِ الموت، لا أخافُ سوءا لأنَّكَ معي» (مزمور 23: 4). لذلك يجب علينا أن نثق في معونة الله الذي لن يتركنا أبدا بمفردنا لمواجهة مشاكل الحياة اليومية، وأن نتكل عليه لأنه يستجيب لنا حتما، فهو يعرف ما هو الأفضل لنا.

والإيمان بالله يملأ القلب بينابيع الأمل والثقة والطمأنينة، ويُبعد عن النفس المخاوف والقلق.

ونختم بالكلمات الموجودة على حائط أحد المخابئ بألمانيا حيث كان بعض الأسرى مختبئين هناك أثناء الحرب العالمية الثانية: «أؤمن بالشمس حتى وإن لم تسطع؛ أؤمن بالحب حتى وإن لم أشعر به؛ أؤمن بالله حتى عندما يصمت».

مقالات مشابهة

  • آثار عين شمس تعلن نتائج امتحانات الفصل الدراسي الأول | الرابط هنا
  • رجل يلاحق زوجته بطلب لإثبات خروجها عن طاعته بعد شهر من الزواج
  • محام : زوجة خلعت زوجها بسبب رفض سفرها إلى مصر .. فيديو
  • أندية أوروبية تتنافس لضم مرموش
  • الأب بطرس دانيال يكتب: دعوة واستجابة
  • “آثار عين شمس” تُعلن نتائج امتحانات الفصل الأول للعام الجامعي 2024/2025
  • قتل أبناءه لأجل الدعوة| الحشاشون.. كيف أخلص حسن الصباح لدعوته؟
  • قصة رجل ضبطته زوجته بإشارة مرور أثناء نقله أثاث زوجته التانية.. فيديو
  • تجديد حبس شاب أنهي حياة صديقه بسبب مبلغ مالي في شبرا الخيمة
  • العراق يوقع مذكرة تفاهم مع شركة (BP) البريطانية لتطوير حقول نفط كركوك