عربي21:
2024-09-09@17:09:21 GMT

على هامش اغتيال القيادي إسماعيل هنية

تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT

لا شك أن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية إسماعيل هنية -رحمه الله- في طهران؛ شكل مغناطيس جذب جديد وقوي للتضامن العربي والإسلامي والإنساني مع القضية الفلسطينية، والمحرقة التي يتعرّض لها أهلنا غزة على مدى عشرة أشهر. ولكن بعيدا عن هذا الجانب وهو في غاية الأهمية، فإن ما أودُّ الحديث عنه في هذا المقال هو طرح تساؤلات على هامش اغتيال هنية في طهران والتخبط الإيراني الذي لا يزال سيد الموقف، إذ جاءت المسارعة الشديدة في الإعلان عن مقتله على وكالات الحرس الثوري الإيراني غريبة وغير مفهومة، وهو أمر غير معتاد في مثل هذه الظروف، إذ يتم التمهيد له.



وزاد من التساؤلات التخبط في سبب الاغتيال، ففي البداية كانت الرواية تركز على استهدافه بصاروخ من طائرة، ثم انتقل الحديث إلى مقذوف مدفعية، ومعها كان الحديث على صفحات نيويورك تايمز التي نقلت عن مسؤولين إيرانيين بأن العملية جرت بعبوة ناسفة زُرعت قبل شهرين في الغرفة التي أقام فيها الشهيد وحارسه تقبلهما الله.

زاد من التساؤلات التخبط في سبب الاغتيال، ففي البداية كانت الرواية تركز على استهدافه بصاروخ من طائرة، ثم انتقل الحديث إلى مقذوف مدفعية، ومعها كان الحديث على صفحات نيويورك تايمز التي نقلت عن مسؤولين إيرانيين بأن العملية جرت بعبوة ناسفة زُرعت قبل شهرين
طبعا سيقول البعض إن هذه الرواية من صحيفة أمريكية لا يُعتد بها، كونها أتت من جهة معادية، ولكن إصرار الجريدة التي نقلت عن مسؤولين إيرانيين في يوميين متتاليين دون أن يصدر نفي أو تكذيب واحد، فضلا عن مقايضة الصحيفة، من قبل الجهات الإيرانية، فهذا يعطي مصداقية لتقرير الصحيفة، لا سيما مع غياب الرواية الإيرانية المتماسكة لعملية الاغتيال، ومنع أي تسريب من غرفة إقامة الشهيد، لا صورة ولا مقطع فيديو، إن كان للغرفة أو للمقذوف التي تتحدث إحدى الروايات الإيرانية عن مسؤوليته في اغتيال الشهيد، فقد مُنعت وسائل الإعلام حتى اللحظة من دخول الغرفة، وهو الأمر الذي دفع البعض إلى الدعوة لضرورة تشريح الجثة قبل دفنها لمعرفة الحقيقة الكاملة، لا سيما وأن الرواية الإيرانية أثبتت في أكثر من مناسبة أنها غير موثوقة ولا يمكن الاعتماد عليها.

يبقى الأمر الأعجب بالنسبة لي وفي حدود معلوماتي وخبرتي، التساؤل الذي يراودني وهو أين كان حراس هنية الإيرانيين خلال فترة الاستهداف، إذ لم تعلن السلطات الإيرانية عن قتل أو جرح أحدهم، فهل يعقل شخصية قيادية بهذا المستوى، لا يوجد حراس لها على باب الغرفة؟!

الصفعة القوية التي تلقتها إيران هذه المرة تتعدّى فلسطين وتتعدّى حماية قيادي بحجم إسماعيل هنية، إنها صفعة ضربت العنجهية الإيرانية في الصميم، الذي ثبت أنها عنجهية على الأبرياء في سوريا والعراق واليمن، مما جعل الحادث من إيران جمهورية موز حقيقية، فمن سيجرؤ بعد اليوم على الثقة بحماية الإيراني له؟ ليس على مستوى قادة المقاومة الفلسطينية وغيرها، وإنما حتى على مستوى قادة ومسؤولي الدول بشكل عام، وتعزز هذا مع الإعلان عن اعتقال إيران لأكثر من عشرين مسؤولا أمنيا وعسكريا، ومن بينهم قائد القوات الخاصة الإيرانية على خلفية الاختراق الأمني، هذا الاختراق الذي وقع وحصل غير مرة، كان أخطرها مقتل العالم النووي الإيراني الأبرز محسن زاده في وسط طهران، بالإضافة إلى الغموض الذي لف مقتل الرئيس الإيراني نفسه ووزير خارجيته، دون تقديم إيران حتى الآن رواية مقنعة ومتماسكة عن هذه العملية التي مسّت رأس الدولة.

أن تجري عملية الاغتيال لضيف بحجم إسماعيل هنية في ضيافة الحرس الثوري الإيراني، فهذه رسالة مباشرة للحكم الإيراني قبل غيره، عنوانها: لم تعد هناك خطوط حمراء، وأنكم جميعا في دائرة الاستهداف
وقبل أربعة أيام فقط من حادث اغتيال هنية، كشف وزير الاستخبارات الإيراني سيد إسماعيل خطيب لوسائل إعلامية محلية عن تفكيكه لشبكة عملاء من الموساد الإسرائيلي الذين كانوا يستهدفون علماء، ويعملون على تخريب منشآت إيرانية.

لقد خرجت إيران من هذه الصفعة أضعف مما يُتصور، لا سيما وأن حلفاءها يشعرون بالقلق من اعتمادهم على حليف تم استهداف ضيوفه الكبار في عقر داره ودرة تحصيناته الأمنية، إنه الحرس الثوري، أما على جانب الخصوم والأعداء فسيدفعهم مثل هذا الحادي إلى الجرأة عليها أكثر فأكثر مما يزيد ضعفها وسط الحاضنة والخصوم.

لقد ابتلعت إيران وحلفاؤها الإهانات والصفعات التي وُجهت لهم في سوريا والعراق واليمن حين تم استهداف قادتهم ورموزهم الكبار في تلك البلاد، وبررت إيران ذلك على أنها عمليات تجري خارج حدودها، وتمت من خلال اختراق صهيوني للمنظومات الأمنية في تلك البلدان، وهو ما ظهر من الاتهامات الإيرانية لبعض الأجهزة الأمنية السورية التي ساعدت في قصف السفارة الإيرانية في دمشق وأدت إلى مقتل بعض كبار قادتها من الحرس الثوري، لكن أن تجري عملية الاغتيال لضيف بحجم إسماعيل هنية في ضيافة الحرس الثوري الإيراني، فهذه رسالة مباشرة للحكم الإيراني قبل غيره، عنوانها: لم تعد هناك خطوط حمراء، وأنكم جميعا في دائرة الاستهداف والخطر، فماذا أنتم فاعلون؟!

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه اغتيال إسماعيل هنية الإيراني الإسرائيلي إيران إسرائيل اغتيال إسماعيل هنية مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إسماعیل هنیة الحرس الثوری

إقرأ أيضاً:

الجنائية الدولية تسقط قضية ضد إسماعيل هنية بعد اغتياله في طهران

يمن مونيتور/ أ ف ب

أسقطت المحكمة الجنائية الدولية، الجمعة، قضيتها ضد الزعيم السياسي السابق لحركة المقاومة الإسلامية حماس إسماعيل هنية، الذي استشهد في إيران في 31 يوليو في غارة إسرائيلية.

وكان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان قد طلب من المحكمة إصدار مذكرة اعتقال بحق هنية، إلى جانب مسؤولين كبار آخرين في حماس، ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، ووزير دفاعه يوآف غالانت.

وسعى خان في مايو الى إصدار مذكرة توقيف بحقّ هنية بشبهة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

واستشهد هنية في 31 يوليو بواسطة “مقذوف قصير المدى” أطلق على مقر إقامته في شمال طهران، بحسب الحرس الثوري الإيراني.

واتهمت إيران وحماس الاحتلال الإسرائيلي وتوعدتا بالرد. ولم تعلق تل أبيب على الاغتيال.

وتصاعدت حدة التوتر المرتفع بالفعل في الشرق الأوسط على خلفية العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، بعد اغتيال هنية ومقتل القائد العسكري في حزب الله اللبناني، فؤاد شكر، قبل ساعات قليلة، في ضربة إسرائيلية استهدفت ضاحية بيروت الجنوبية.

 

مقالات مشابهة

  • قائد الحرس الثوري الإيراني: إسرائيل ستتلقى ردًا حاسمًا على اغتيال إسماعيل هنية
  • سفير طهران لدى العراق: الرد الإيراني على مقتل إسماعيل هنية قادم
  • ‏نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني: رد ⁧إيران⁩ على اغتيال هنية سيكون في التوقيت المناسب
  • مدير الاستخبارات البريطانية: أشك أن إيران ستحاول الانتقام لاغتيال إسماعيل هنية
  • رئيس المخابرات البريطانية: إيران تعتزم الثأر لمقتل إسماعيل هنية
  • الجنائية الدولية تسقط قضيتها ضد الشهيد إسماعيل هنية
  • قرار أخير من الجنائية الدولية بحق الشهيد إسماعيل هنية
  • الجنائية الدولية تسقط قضية ضد إسماعيل هنية
  • الجنائية الدولية تسقط قضية ضد إسماعيل هنية بعد اغتياله في طهران
  • الجنائية الدولية تسقط قضيتها ضد إسماعيل هنية