عربي21:
2024-12-23@01:04:49 GMT

على هامش اغتيال القيادي إسماعيل هنية

تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT

لا شك أن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية إسماعيل هنية -رحمه الله- في طهران؛ شكل مغناطيس جذب جديد وقوي للتضامن العربي والإسلامي والإنساني مع القضية الفلسطينية، والمحرقة التي يتعرّض لها أهلنا غزة على مدى عشرة أشهر. ولكن بعيدا عن هذا الجانب وهو في غاية الأهمية، فإن ما أودُّ الحديث عنه في هذا المقال هو طرح تساؤلات على هامش اغتيال هنية في طهران والتخبط الإيراني الذي لا يزال سيد الموقف، إذ جاءت المسارعة الشديدة في الإعلان عن مقتله على وكالات الحرس الثوري الإيراني غريبة وغير مفهومة، وهو أمر غير معتاد في مثل هذه الظروف، إذ يتم التمهيد له.



وزاد من التساؤلات التخبط في سبب الاغتيال، ففي البداية كانت الرواية تركز على استهدافه بصاروخ من طائرة، ثم انتقل الحديث إلى مقذوف مدفعية، ومعها كان الحديث على صفحات نيويورك تايمز التي نقلت عن مسؤولين إيرانيين بأن العملية جرت بعبوة ناسفة زُرعت قبل شهرين في الغرفة التي أقام فيها الشهيد وحارسه تقبلهما الله.

زاد من التساؤلات التخبط في سبب الاغتيال، ففي البداية كانت الرواية تركز على استهدافه بصاروخ من طائرة، ثم انتقل الحديث إلى مقذوف مدفعية، ومعها كان الحديث على صفحات نيويورك تايمز التي نقلت عن مسؤولين إيرانيين بأن العملية جرت بعبوة ناسفة زُرعت قبل شهرين
طبعا سيقول البعض إن هذه الرواية من صحيفة أمريكية لا يُعتد بها، كونها أتت من جهة معادية، ولكن إصرار الجريدة التي نقلت عن مسؤولين إيرانيين في يوميين متتاليين دون أن يصدر نفي أو تكذيب واحد، فضلا عن مقايضة الصحيفة، من قبل الجهات الإيرانية، فهذا يعطي مصداقية لتقرير الصحيفة، لا سيما مع غياب الرواية الإيرانية المتماسكة لعملية الاغتيال، ومنع أي تسريب من غرفة إقامة الشهيد، لا صورة ولا مقطع فيديو، إن كان للغرفة أو للمقذوف التي تتحدث إحدى الروايات الإيرانية عن مسؤوليته في اغتيال الشهيد، فقد مُنعت وسائل الإعلام حتى اللحظة من دخول الغرفة، وهو الأمر الذي دفع البعض إلى الدعوة لضرورة تشريح الجثة قبل دفنها لمعرفة الحقيقة الكاملة، لا سيما وأن الرواية الإيرانية أثبتت في أكثر من مناسبة أنها غير موثوقة ولا يمكن الاعتماد عليها.

يبقى الأمر الأعجب بالنسبة لي وفي حدود معلوماتي وخبرتي، التساؤل الذي يراودني وهو أين كان حراس هنية الإيرانيين خلال فترة الاستهداف، إذ لم تعلن السلطات الإيرانية عن قتل أو جرح أحدهم، فهل يعقل شخصية قيادية بهذا المستوى، لا يوجد حراس لها على باب الغرفة؟!

الصفعة القوية التي تلقتها إيران هذه المرة تتعدّى فلسطين وتتعدّى حماية قيادي بحجم إسماعيل هنية، إنها صفعة ضربت العنجهية الإيرانية في الصميم، الذي ثبت أنها عنجهية على الأبرياء في سوريا والعراق واليمن، مما جعل الحادث من إيران جمهورية موز حقيقية، فمن سيجرؤ بعد اليوم على الثقة بحماية الإيراني له؟ ليس على مستوى قادة المقاومة الفلسطينية وغيرها، وإنما حتى على مستوى قادة ومسؤولي الدول بشكل عام، وتعزز هذا مع الإعلان عن اعتقال إيران لأكثر من عشرين مسؤولا أمنيا وعسكريا، ومن بينهم قائد القوات الخاصة الإيرانية على خلفية الاختراق الأمني، هذا الاختراق الذي وقع وحصل غير مرة، كان أخطرها مقتل العالم النووي الإيراني الأبرز محسن زاده في وسط طهران، بالإضافة إلى الغموض الذي لف مقتل الرئيس الإيراني نفسه ووزير خارجيته، دون تقديم إيران حتى الآن رواية مقنعة ومتماسكة عن هذه العملية التي مسّت رأس الدولة.

أن تجري عملية الاغتيال لضيف بحجم إسماعيل هنية في ضيافة الحرس الثوري الإيراني، فهذه رسالة مباشرة للحكم الإيراني قبل غيره، عنوانها: لم تعد هناك خطوط حمراء، وأنكم جميعا في دائرة الاستهداف
وقبل أربعة أيام فقط من حادث اغتيال هنية، كشف وزير الاستخبارات الإيراني سيد إسماعيل خطيب لوسائل إعلامية محلية عن تفكيكه لشبكة عملاء من الموساد الإسرائيلي الذين كانوا يستهدفون علماء، ويعملون على تخريب منشآت إيرانية.

لقد خرجت إيران من هذه الصفعة أضعف مما يُتصور، لا سيما وأن حلفاءها يشعرون بالقلق من اعتمادهم على حليف تم استهداف ضيوفه الكبار في عقر داره ودرة تحصيناته الأمنية، إنه الحرس الثوري، أما على جانب الخصوم والأعداء فسيدفعهم مثل هذا الحادي إلى الجرأة عليها أكثر فأكثر مما يزيد ضعفها وسط الحاضنة والخصوم.

لقد ابتلعت إيران وحلفاؤها الإهانات والصفعات التي وُجهت لهم في سوريا والعراق واليمن حين تم استهداف قادتهم ورموزهم الكبار في تلك البلاد، وبررت إيران ذلك على أنها عمليات تجري خارج حدودها، وتمت من خلال اختراق صهيوني للمنظومات الأمنية في تلك البلدان، وهو ما ظهر من الاتهامات الإيرانية لبعض الأجهزة الأمنية السورية التي ساعدت في قصف السفارة الإيرانية في دمشق وأدت إلى مقتل بعض كبار قادتها من الحرس الثوري، لكن أن تجري عملية الاغتيال لضيف بحجم إسماعيل هنية في ضيافة الحرس الثوري الإيراني، فهذه رسالة مباشرة للحكم الإيراني قبل غيره، عنوانها: لم تعد هناك خطوط حمراء، وأنكم جميعا في دائرة الاستهداف والخطر، فماذا أنتم فاعلون؟!

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه اغتيال إسماعيل هنية الإيراني الإسرائيلي إيران إسرائيل اغتيال إسماعيل هنية مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إسماعیل هنیة الحرس الثوری

إقرأ أيضاً:

القسام تنشر مشاهد نادرة تجمع هنية والسنوار والعاروري (فيديو)

نشرت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، مساء السبت، مشاهد نادرة تجمع قادة الحركة الشهداء إسماعيل هنية ويحيى السنوار وصالح العاروري، أثناء تفقد ورش لتصنيع الصواريخ التابعة للمقاومة في قطاع غزة.

وبثت كتائب القسام صورا للمرة الأولى تجمع هنية والسنوار والعاروري، وكتبت عنوانا للفيديو: "يقتلونا بل ونحيا لا يموت الشهداء، نحن طوفان لأقصى فيه طاف الأنبياء".

وأظهرت المشاهد التي عرضتها القسام، القادة الثلاثة أثناء تفقدهم لإحدى ورش التصنيع، ومشاركتهم بإعداد صواريخ المقاومة في قطاع غزة، وتخلل المشاهد لقطات للقادة الثلاثة، وغيرهم من القادة وهم يتفقدون المقاومين بورش التصنيع.

وعرضت كتائب القسام كلمات للقادة الشهداء، أثناء حديثهم للمقاومين والمهندسين داخل ورش التصنيع.

تُنشر لأول مرة..

كتائب القسام تنشر مشاهد يظهر فيها قادة حماس الشهداء: أبو العبد هنية وأبو إبراهيم السنوار وأبو محمد العاروري، وعدداً من قادة القسام الشهداء، أثناء تفقدهم ورش تصنيع ومشاركتهم بإعداد صواريخ المقاومة. pic.twitter.com/kbItMWNi4H

— رضوان الأخرس (@rdooan) December 21, 2024

واستشهد العاروري في العاصمة اللبنانية بيروت، إثر عملية اغتيال نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في كانون الثاني/ يناير الماضي.

كما استشهد هنية في العاصمة الإيرانية طهران، إثر عملية اغتيال نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في تموز/ يوليو الماضي.



وفي تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، استشهد السنوار خلال اشتباكات مباشرة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة رفح.

وتواصل فصائل المقاومة وفي مقدمتها كتائب القسام، التصدي لقوات الاحتلال المتوغلة بمحاور مختلقة في قطاع غزة، رغم مرور أكثر من 442 يوما على حرب الإبادة الوحشية في قطاع غزة.

وفي أحدث عملياتها، أعلنت كتائب القسام، مساء السبت، تنفيذ عملية طعن بالسكاكين جديدة في مخيم جباليا شمال قطاع غزة.

وأوضحت كتائب القسام في تدوينة عبر قناة "تيلغرام"، أن مقاتليها تمكنوا من تنفيذ عملية مركبة، وقاموا بالإجهاز على 3 جنود إسرائيليين طعنا بالسكاكين، واغتنموا سلاحهم الشخصي، ثم اقتحموا منزلا تحصنت به قوة راجلة، وأجهزوا على جنديين من أفرادها عند بوابة المنزل.

وأشارت الكتائب إلى أن مقاتليها اشتبكوا أيضا مع جنود إسرائيليين آخرين من مسافة صفر، وسط مخيم جباليا شمال قطاع غزة.

وفي سياق متصل، نشرت كتائب القسام رسالة للمستوطنين وعائلات أسرى الاحتلال، وقالت فيها: "يائير في ميامي بعيداً عن الخطر، فما الذي يجبر نتنياهو على عقد صفقة شاملة؟".

مقالات مشابهة

  • هذه أبرز الأحداث التي شهدتها إيران خلال 2024.. بينها عملية اغتيال
  • بعد اغتيال نصرالله وسقوط الأسد.. مفاجأة داخل إيران
  • منزل إسماعيل الأزهري.. احتفالاً بالذكرى ٦٩ للاستقلال المجيد ذلكم الشرف الباذخ
  • القسام تنشر مشاهد نادرة تجمع هنية والسنوار والعاروري (فيديو)
  • الحرس الثوري يطيح بشبكة إرهابية غربي إيران
  • رشوان توفيق: نور الشريف ذهب إلى محيي إسماعيل لتدريبه على التمثيل
  • عاجل. واشنطن تتهم عنصرا في الحرس الثوري الإيراني بقتل مواطن أمريكي في العراق
  • الخارجية الإيرانية: مزاعم بريطانيا وأستراليا حول إيران لا أساس لها من الصحة
  • الولايات المتحدة تفرض عقوبات على كيانات إيرانية والحوثيين في تصاعد للتوترات.. العقوبات تهدف إلى تعطيل تدفق الإيرادات التي يستخدمها النظام الإيراني لتمويل الإرهاب في الخارج وللقمع الداخلي لشعبه
  • أسماء قيادات حوثية وشركات صرافة شملتها عقوبات الخزانة الأمريكية الأخيرة.. من هو المسئول الأول عن الأموال التي تصل الحوثيين من إيران