الشيخة حسينة تفرّ من بنجلاديش.. والجيش يعتزم تشكيل حكومة انتقالية
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
وكالات "دكا": فرّت رئيسة الوزراء الشيخة حسينة من بنجلاديش اليوم، منهيّةً بذلك حكمها الذي استمر 15 عامًا، بعد أكثر من شهر من التظاهرات التي أوقعت مئات القتلى. وأعلن الجيش أنه يعمل على تشكيل حكومة انتقالية.
سعت حسينة منذ أوائل يوليو لإخماد التظاهرات الواسعة المنددة بحكومتها، لكنها فرت غداة يوم شهد أكبر عدد من الضحايا، حيث قُتل نحو 100 شخص.
وأعلن قائد الجيش الجنرال وقر الزمان في خطاب متلفز على التلفزيون الحكومي اليوم الاثنين أن حسينة استقالت، مؤكدًا أن الجيش سيشكل حكومة انتقالية. وقال: "البلد عانى كثيرًا والاقتصاد تضرر، وعدد كبير من الناس قتلوا. حان الوقت لوقف العنف. آمل أن يتحسن الوضع بعد خطابي".
فرت حسينة (76 عامًا) من بنجلاديش على متن مروحية، حسبما أفاد مصدر مقرب منها لوكالة فرانس برس، وذلك بعد وقت قصير من اقتحام المتظاهرين لمقرها في دكا. وأضاف المصدر أنها غادرت أولاً في موكب سيارات ثم نُقلت جواً، دون الكشف عن وجهتها.
لوّح محتجون مبتهجون بالأعلام، ورقص البعض منهم على ظهر دبابة في الشارع صباح اليوم الاثنين، قبل أن يقتحم المئات بوابات المقر الرسمي لرئيسة الحكومة. وعرضت قناة "بنجلاديش 24" مشاهد لحشود تقتحم المقر الحكومي، وهم يلوحون للكاميرا ابتهاجًا. وقام آخرون بتحطيم تمثال والدها، الشيخ مجيب الرحمن، زعيم الاستقلال.
وحذر مايكل كوغلمان، مدير معهد جنوب آسيا في مركز ويلسون بواشنطن، من أن رحيل حسينة "سيترك فراغًا كبيرًا". وقال: "إذا كان الانتقال سلميًا، مع تشكيل حكومة مؤقتة تتولى السلطة حتى إجراء الانتخابات، فإن مخاطر الاستقرار ستكون متواضعة، والعواقب ستكون محدودة. لكن إذا كان هناك انتقال عنيف أو فترة من عدم اليقين، فقد يؤدي ذلك إلى مزيد من زعزعة الاستقرار والمشاكل في الداخل والخارج".
قبل مغادرتها المقر، دعا نجل حسينة قوات الأمن إلى منع أي انقلاب على حكمها. وقال سجيب واجد جوي، المقيم في الولايات المتحدة، في منشور على فيسبوك: "واجبكم هو الحفاظ على سلامة شعبنا وبلدنا والحفاظ على الدستور. هذا يعني عدم السماح لأي حكومة غير منتخبة بالوصول إلى السلطة لدقيقة واحدة. هذا واجبكم".
دعمت قوات الأمن حكومة حسينة خلال فترة الاضطرابات التي بدأت الشهر الماضي احتجاجًا على تخصيص أكثر من نصف الوظائف الحكومية لشرائح معينة، قبل أن تتصاعد الدعوات المطالبة باستقالتها. قُتل 94 شخصًا على الأقل اليوم، بينهم 14 شرطيًا، في أكثر الأيام دموية خلال الاحتجاجات. واندلعت مواجهات بين آلاف المتظاهرين المناهضين للحكومة وأنصارها، حيث استخدموا العصي والسكاكين بينما أطلقت قوات الأمن النار.
ارتفعت بذلك الحصيلة الإجمالية للمواجهات منذ بدء التظاهرات في مطلع يوليو إلى 300 قتيل على الأقل، وفق تعداد لوكالة فرانس برس استنادًا لتقارير الشرطة ومسؤولين حكوميين وأطباء في مستشفيات.
كان الجيش قد أعلن حالة طوارئ في يناير 2007 عقب اضطرابات سياسية واسعة، وشكل حكومة تصريف أعمال مدعومة من الجيش لعامين. حكمت حسينة بنجلاديش منذ 2009 وفازت بولاية رابعة في انتخابات يناير التي لم تشهد منافسة حقيقية.
تتهم منظمات حقوق الإنسان حكومتها بإساءة استخدام مؤسسات الدولة لترسيخ إمساكها بالسلطة والقضاء على المعارضة، بما في ذلك عبر القتل خارج نطاق القضاء.
بدأت التظاهرات إثر إعادة العمل بنظام حصص خصص أكثر من نصف الوظائف الحكومية لفئات معينة من المواطنين. تصاعدت التظاهرات رغم إلغاء المحكمة العليا قرار تفعيل النظام.
كان عناصر من الجيش والشرطة على متن آليات مدرعة في دكا قد قطعوا الطرق المؤدية إلى مقر حسينة بالأسلاك الشائكة صباح اليوم الاثنين، لكن حشود المتظاهرين نزلوا إلى الشارع وأزالوا الحواجز.
قدرت صحيفة بيزنس ستاندرد أن 400 ألف متظاهر نزلوا إلى الشوارع، لكن لم يتسن التأكد من العدد.
قال آصف محمود، أحد قادة الاحتجاج الرئيسيين في حملة العصيان المدني على مستوى البلاد: "حان الوقت للتظاهرة النهائية". خلافًا للشهر الماضي، لم يتدخل رجال الشرطة والجيش في أوقات كثيرة أمس الاول لقمع الاحتجاجات، واكتفوا بالمراقبة.
في توبيخ بالغ الدلالة للشيخة حسينة، طالب قائد سابق للجيش يحظى باحترام البنجلاديشيين الحكومة بسحب قواتها من الشوارع والسماح بالتظاهرات. وقال إقبال كريم بويان للصحافيين: "هؤلاء المسؤولون عن دفع شعب هذا البلد إلى حالة من البؤس الشديد يجب تقديمهم إلى العدالة".
جذبت الحركة الاحتجاجية أشخاصًا من كل أطياف المجتمع البنجلاديشي، بينهم نجوم سينما وموسيقيون ومغنون.
يُذكر أن الشيخة حسينة ساهمت في إنقاذ بنجلاديش من الحكم العسكري، وشهدت سنواتها الخمس عشرة في السلطة ازدهارًا اقتصاديًا، إلا أنها تخللتها أيضًا اعتقالات واسعة لخصومها السياسيين وفرض عقوبات على قواتها الأمنية بتهمة انتهاك حقوق الإنسان.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
واشنطن قلقة من تزايد عنف المستوطنين بالضفة وإجراءات الجيش الإسرائيلي بغزة
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، اليوم الاثنين، إن الولايات المتحدة "تشعر بقلق بالغ" إزاء التقارير الواردة عن تزايد عنف المستوطنين الإسرائيليين المتطرفين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.
وجاءت تصريحات ميلر بعد أن أشعل مستوطنون يهود النار في سيارات على مشارف مدينة رام الله.
وأضاف أن الولايات المتحدة نقلت هذه المخاوف بوضوح للحكومة الإسرائيلية قائلا إنه يتعين على السلطات هناك أن تبذل قصارى جهدها لتهدئة الوضع ومحاسبة جميع الجناة.
وأضاف أن عنف المستوطنين يتسبب في معاناة الفلسطينيين ويقوض السلام في المنطقة.
وكانت مصادر محلية قالت للجزيرة إن "عصابات من المستوطنين اعتدت على ممتلكات المواطنين ومنازلهم في البيرة شرقي رام الله، وأحرقت العديد من السيارات".
ونقلت قناة الأقصى الفضائية -عن مصادر محلية بالبيرة- أن هؤلاء المهاجمين أحرقوا 20 سيارة خلال الهجوم، بينما نقلت وكالة الأناضول التركية عن شهود عيان أن المستوطنين أطلقوا النار على طواقم الدفاع المدني التي وصلت للموقع.
مستوطنون يهاجمون مدينة البيرة ويحرقون عدد كبير من السيارات pic.twitter.com/cQ31vZxuPF
— وكالة سند للأنباء – Snd News Agency (@Snd_pal) November 4, 2024
دور الأونروا
وفي موضوع غزة، قال متحدث الخارجية إنه لا توجد حاليا أي سبل لتوزيع المساعدات بشكل كبير في غزة بدون دور لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
وقال إن الأونروا تلعب دورا كبيرا في الضفة الغربية ولبنان ونريد أن يستمر ذلك.
وأضاف "قلقون بشأن إجراءات اتخذها الجيش الإسرائيلي في شمال غزة بما في ذلك قصف مبنى كان فيه أطفال".
وقال ميلر إن إسرائيل لا يمكن أن تتحمل الاستمرار في خوض صراع دائم في غزة، مشيرا إلى أن إسرائيل حققت عددا من الأهداف الإستراتيجية في غزة، على حد تعبيره.