الجزائر - العُمانية: تتناولُ، د.عزة شبلي، في كتابها "جمالية التفاعل بين الأدب وفن الرسم.. دراسة في روايات واسيني الأعرج" الصّادر عن دار بصمة علمية للنشر والتوزيع بالجزائر، بعض أعمال الروائيّ الجزائري واسيني الأعرج، وعلاقتها بعدد من الفنون الأخرى.

واعتمدت الباحثة على خطة منهجيّة تتكوّن من فصلين، أوّلهما بعنوان (علاقة الأدب بفن الرسم)؛ وناقشت فيه الحدود المفهوميّة لمصطلح التفاعل والمفاهيم الموازيّة لمفهوم التفاعل، والأدب وعلاقته بفن الرسم، والرواية الجزائرية وتداخل الفنون.

أمّا في الفصل الثاني (جماليات تفاعل فن الرسم في روايات واسيني الأعرج)؛ فناقشت الباحثة تجليات فنّ الرسم في عتبة غلاف الرواية الواسينيّة، وتجليات الفنّ التشكيلي في المتن الروائي الواسيني.

وتؤكّد الباحثة في تقديم هذا الكتاب بالقول "شكّل المنجزُ الروائي الواسيني مشروعًا ثقافيًّا يجمع بين الأصالة والمعاصرة، ويرتكز على ما يبيحُه تفاعل الفنون وتداخلها مع السّرد من جماليّة تفتح أفق القارئ التأويلي، وتضعه أمام رهانات التلقّي الحداثيّة الّتي تستدعي فكّ شفرات علامات لغوية وغير لغوية تتفاعل فيما بينها لتتمخّض عن نصّ متفرّد على مستوى الشكل والمضمون". وتضيف بالقول: "لعلّ مساءلة تفاعل الفنون، في بعض نماذج المنجز الروائي الواسيني، هو مغامرة تستجيب لمقولات نقدية تقوّض مبدأ أحادية الخطاب لصالح تفاعله، وتهدف إلى رصد أشكال هذا التفاعل في المتون الروائيّة الواسينيّة (موضوع الدراسة)، والتي تتراوح بين تفاعل السّرد مع الرسم بنسبة مهيمنة، ومع الموسيقى والسينما والنحت، بنسبة أقلّ، وتسعى إلى الكشف عن جماليات تفاعل ما هو لساني مع ما هو غير لساني".

وتعتقد هذه الباحثة أنّ الرواية الجزائرية المعاصرة تتميّز بكونها أكثر الأجناس الأدبيّة قدرة على كسر الحدود الأجناسية بفعل التجريب، فلم تبق الكتابة الروائيّة، بحسب الباحثة، إبداعًا مغلقًا على ذاته، بل صارت ميدانًا رحبًا للتلاقي والتفاعل مع مختلف أجناس الأدب والفنون اللُّغوية، وغير اللُّغوية، كالرسم، والموسيقى، والرقص، والنحت، والسينما...إلخ.

وتؤكّد الباحثة بالقول: "من بين الأعمال الإبداعية التي مثّلت هذا الانفتاح أحسن تمثيل، رواية (البيت الأندلسي) لواسيني الأعرج، إذ أقامت حوارية مع فن الموسيقى ونوتاتها وألحانها، ولا سيما الموسيقى الجزائرية الأندلسية، كما توسّلها الروائي كأداة فنيّة موسيقية ترتّب أحداث الرواية وتشكّل معمارها، ولعلّنا نلمس هذا البناء الموسيقي في ثنايا الرواية، وعبر فصولها، وعنوانها الفرعيّ".

يشار إلى أن، د. عزة شبلي، حاصلة على شهادة دكتوراه في الأدب العربي، وتعمل أستاذة وباحثة بكلية الأدب العربي بجامعة 8 مايو 1945 بولاية قالمة (شرق الجزائر).

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: واسینی الأعرج

إقرأ أيضاً:

شيخ الأزهر: لابد أن يسود الأدب والاحترام بين أتباع المذاهب الإسلامية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شدد فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، على ضرورة أن يسود الأدب والاحترام بين المذاهب وأصحاب الرأي والرأي الآخر، قائلا «حين ضاع منا أدب الاختلاف ضاع الطريق من تحت أيدينا»، مؤكدا أن هذا المحور هو ما تم الاتفاق عليه في مؤتمر الحوار الإسلامي- الإسلامي.

وأوضح شيخ الأزهر، خلال حديثه اليوم بالحلقة الثالثة من برنامجه الرمضاني «الإمام الطيب»، أن أول شيء هو وقف التنابز، مؤكدا أن هذا التنابز جعل من الشعب الواحد أعداء، وأن إحياء الفتنة بين الشيعة والسنة فتيل سريع الانفجار وقوي التأثير، وهذا ما يريده العدو ويحرص عليه حرصا شديدا، حيث أنه يعتمد على مبدأ «فرق تسد»، موضحا أن الاختلاف المذهبي إذا خرج عن إطاره الشرعي وهو الاختلاف في الفكر فقد يكون له مآلات خطيرة.

وأضاف شيخ الأزهر أن الأمة الإسلامية تمتلك الكثير من مقومات الوحدة، أولها المقومات الجغرافية، فالأمة العربية تقع تجمعها لغة واحدة، كما أننا كمسلمين بتعدادنا الذي يتخطى المليار ونصف مسلم، عقيدتنا واحدة، ونعبد إلها واحدا ونتجه إلى قبلة واحدة، ولدينا قرآن واحد ما اختلفنا فيه.

وتابع شيخ الأزهر، أن أكبر مقوم لوحدة المسلمين هو التوجيهات الدينية والإلهية، والتي منها حديث قوله صلى الله عليه وسلم «من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذاك المسلم الذي له ذمة الله ورسوله، فلا تخفروا الله في ذمته»، مؤكدا أن أعداء المسلمين ليس من مصلحتهم أن يتوحد المسلمون، لأنهم أنهم يؤمنون بأن المسلمين لو توحدوا سيمثلون مصدر قوة، فهم يحاولون قدر إمكانهم وقدر مكرهم أن يبقى المسلم كالغريق، عندما يغطس يرفعونه قليلا كي يتنفس ثم يعودونه مرة أخرى، وهكذا، موضحا أنه لا يخرجنا من ذلك إلا الوحدة، بمعنى أن يكون لنا في مشاكلنا الكبرى رأي واحد.

وعن دور الأزهر الشريف في الحوار الإسلامي الإسلامي، أوضح فضيلة الإمام الأكبر، أن الأزهر كان له دور كبير في هذا الحوار منذ فترة مبكرة مع علماء الشيعة، وأن فكرة «دار التقريب» نبتت في الأزهر مع الشيخ شلتوت ومع المرجع الديني الكبير محمد تقي القمي منذ عام ١٩٤٩م، واستمرت هذه الدار حتى ١٩٥٧، وأصدرت تسعة مجلدات تضم أكثر من ٤٠٠٠ صفحة، مبينا أنه ستتم محاولة إعادة الوضع من جديد، لكن على مصارحة وأخوة.

مقالات مشابهة

  • العباقرة عائلات.. مواجهة قوية وتحد جديد مع الروائي عصام يوسف
  • شيخ الأزهر: لابد أن يسود الأدب والاحترام بين أتباع المذاهب الإسلامية
  • رامي عماد يعيد أبرز النجوم الراحلين في إعلان رمضاني واحد يثير التفاعل
  • شاليمار الشربتلي تروي نجاتها من إصابة خطيرة كادت تفقدها القدرة على الرسم
  • "تعالى نعيش".. صورة محمد صلاح ونانسي عجرم تثير التفاعل
  • حبيبتي غزة.. هكذا تغلّب الروائي يسري الغول على مآسي القتل والمجاعة
  • الخيل الأمريكي الأعرج يفقد البوصلة
  • مسلسل العتاولة 2 الحلقة 1.. مي القاضي تجسد دور راقصة
  • الموت يغيب عبدالله صقر
  • أمل الحناوي: مصر في مقدمة الدول العربية الباحثة عن حل عادل للقضية الفلسطينية