التعليم ولهيب الصيف!
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
غنية الحكمانية
انتهى العام الدراسي بكلّ تفاصيل سير عمليته التعليمية المرسومة على مرّ فصلَين تشابكت معهما بعض التقاطعات، وبجهود بُناة الأجيال المعهودة تمّ سدّ الفاقد التعليمي واجتياز التحديّات والعوائق. ولم تمضِ إجازة نهاية العام إلا وتمّ إمضاء التقويم السنوي الجديد للعام الدراسي 2024/ 2025، به تحديد مواعيد الدراسة والامتحانات والإجازات، والتكرار مجدَدا لمنتصف يوليو اللهيب لإنهاء مواعيد الدراسة وإتمام متطلباتها.
إنّ تجربة هذا الصّيف كافية لصعوبة خوض الدراسة فيه كالمعتاد، فالحرارة في أوجّ حممها تلفح العقول والأجساد، تحرم الطلبة من استيعاب المزيد والمعلمين من إضافة الجديد، والطاقة لدى المعلم تقلّ لكنها تزداد عنفوانا لدى الطلبة، فلا أجهزة التكييف تشفع ولا المبنى المدرسي المكشوف ينفع، ولا الحافلات المدرسية المتهالكة بعضها هي الأخرى تسرّ الحال وتُقنع؛ فالهواء الخارجي أكثر لطفاً من التكييف بداخلها. إضافة إلى الرّعاف المنتشر بين ممرات المدرسة، وحالات الإغماء والإعياء في ساحة الطابور وأحيانًا أثناء الحصص الدراسية. إلى جانب التعرض المباشر للشّمس في وقت انتظار الحافلات المدرسية؛ سواء بفترة الدراسة الصباحية أو المسائية. فالطّلبة يذهبون إلى المدرسةِ كأنهم يشدّون إليها شدًّا، ليس هناك شعور بالحماس ولا إحساس بروح الشغف، فالحرارة أفقدت طعم الدافعية وأكسدت سوق التنافس.
معلومٌ أنّ الطقس الحار يؤدي لحدوث جملة من الاضطرابات والتأثيرات السيكولوجية والعقلية والجسدية، وزيادة في السلوك العدواني والعنف والتهيج وارتفاع في مستوى التوتر والقلق والاكتئاب، وتشتت في الانتباه وفقدان في التركيز وضعف في القدرة على التعلم، وانخفاض في ضغط الدم وزيادة في خفقان القلب وتدهور في صحة الجسد.
وكما يؤثر الإجهاد الحراري على الدراسة، فكذلك يؤثر سلبًا على أداء الطلبة في الامتحانات، وقد أشار الباحثون في دراساتهم إلى أن هناك علاقة قوية بين ارتفاع درجات الحرارة وتدني أداء الطلبة في المدارس والامتحانات، وذلك بانخفاض متوسط الأداء ومعدل الإنتاج، وهبوط في الاستيعاب والتحصيل وصعوبة في التركيز؛ فاستعياب المعلومة يكون بطيئًا في الحرارة المرتفعة، والأفكار تكون مصابة بالتشويش والضبابية. ويبدو أنَّ التوقعات بزيادة فترات الموجات الحارة في السّنوات المقبلة، واستمرار السّخونة والاحترار العالمي لفترة أطول وأكثر حدّة بسبب انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المرتبطة بتغيرات وتحولات المناخ.
إنّ المحافظة على الزّمن الفعلي للتعلم يكون بمقابل تهيئة مبنى دراسي مُغلق ومُكيَّف ومُتكامل الأركان وتأهيل بيئة مثالية للتدريس طوال العام الدّراسي، بيئة محفزة ومشجعة وملهمة للتعلم والتفاعل والمشاركة؛ فمعدّات التكييف ذات التهوية الجيدة ودورية الصيانة والفحص المُستمر لها ضمن صنوف العوامل التي تؤثر على جودة وفاعلية البيئة التعليمية، إلى جانب خلق مناخ فصلي جاذب مدعم بالتقانة التكنولوجية والاستراتيجيات المتنوعة والوسائل التفاعلية؛ لاكتساب أكبر قدر من المعارف والعلوم والمهارات وتحقيق أفضل مكسب مستدام من التميز والإبداع والإنجاز، فتلك البيئة تؤثر بشكل كبير على تعلم وأداء وسلوك الطلبة.
وتشير الأبحاث إلى أنَّ نطاق درجة الحرارة المثالي للتعلم الأمثل يتراوح بين 20 درجة مئوية و24 درجة مئوية، ويزداد تأثير الحرارة أكثر على الاستيعاب إذا بلغت 38 درجة مئوية.
فماذا لو رجعنا لآلية ومخرجات النظام التعليمي السّابق وحسابِ التقويم الزمني الماضي، من حيث عدد الحصص والفترة الزمنية وكمّ المنهاج والطاقة الاستيعابية للطلبة بالفصل الدراسي. كان التحصيل والمستوى العامّ للطلبة في نمو وتطور مطرّد من الإجادة والإفادة، والمنهج يلّبي احتياجات المتعلم ومقدّرات الوطن، وتخرّج بواسطته أجيال أكفاء بمهارات وكفايات وقدرات تعليمية وظيفية عالية، وصدّر خبرات تحصيلية أكاديمية وغير أكاديمية يشاد بها إلى سوق العمل. فالتربية قد حققت وظيفتها والطلبة قد أخذوا كفايتهم العلمية والمعرفية وتأسست شخصياتهم على دعائم ومُقومات وقيم ومبادئ متينة.
لذا أصبح من الضّرورة مراجعة التقويم الدراسي وإعادة جدوله الزمني بما يوائم طبيعة المناخ بالسّلطنة. فمقياس الأبنية والمرافق ومساحات التهوية ضمن مقاييس ومعايير إدارة وضبط جودة التعليم؛ التي يجب العمل على تحسين خدمتها وكفاءتها وهندستها. فكلما كانت البيئة التعليمية نموذجية وريادية ارتفعت درجة استقرار وعطاء وإنجاز الطلبة والمعلمين. والتركيز في مكمن المحتوى وحصيلة النتاج لا بإطالة خطّ الزّمن التعليمي واستمراريته. وبنوعية المخرجات وإسهاماتها لا بأعدادها وتكدّسها العاطل.
وختامًا.. إنَّنا على يقينٍ بأنّ وزارة التربية والتعليم ستضع قرار التقويم السّنوي ضمن مخطط دراستها، بإعادة النظر وتأليب المرونة. وتشمل بعنايتها الحريصة المدرسة كَبِناء وتأهيل والمنهج كواقع وتطبيق والطلبة كاستعداد ودافعية والمعلمين كبُناةٍ وقدوة؛ فنجاح العملية التعليمية لن تكتمل بنيتها وصورتها إلا بترابط وتجانس هذه المحاور والعناصر الرئيسية، وذلك بعد تشخيص المعضلات وكشف مواقع الخلل؛ فالكُلّ شريك في تجويد المنظومة التعليمية وتحقيق الرؤية المشتركة لأجل النهوض بجيل على أساسه ينهض المجتمع وتُبنى الدولة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
بيان رسمي.. التعليم تكشف حقيقة تأجيل الدراسة الترم الثاني 2025
تأجيل الدراسة الترم الثاني 2025.. كشفت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، حقيقة الأنباء المتداولة بشأن تأجيل الدراسة الترم الثاني 2025، في المدارس لطلاب صفوف النقل والشهادة الإعدادية.
حقيقة تأجيل الدراسة الترم الثاني 2025وأكدت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، أنه لا صحة للأخبار المتداولة بشأن تأجيل الدراسة الترم الثاني 2025 لمدة أسبوع عبر صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي، تزامنًا مع اقتراب بداية الدراسة بالفصل الدراسي الثاني.
حقيقة تأجيل الدراسة الترم الثاني 2025 قرار تأجيل الدراسة الترم الثاني 2025وأشارت الوزارة، إلى أنه لم يتم صدور أي قرار رسمي يفيد بـ تأجيل الدراسة الترم الثاني 2025 للطلاب في المدارس، مشددة على تحري الدقة في الأخبار والمعلومات المنشورة عبر منصات ومواقع التواصل الاجتماعي.
التعليم تنفي قرار تأجيل الدراسة الترم الثاني 2025وأوضحت وزارة التعليم، أنه لا نية لتأجيل الدراسة الترم الثاني 2025 أو تغيير موعد بداية الدراسة بالترم الثاني، مؤكدة أن الدراسة بالترم الثاني تبدأ في موعدها المحدد في الخريطة الزمنية للعام الدراسي الحالي 2024-2025 المعتمدة من المجلس الأعلى للتعليم.
حقيقة تأجيل الدراسة الترم الثاني 2025 موعد بداية الترم الثانيوأشارت الوزارة، إلى أن موعد بداية الترم الثاني في المدارس، يطبق على جميع طلاب مراحل التعليم المختلفة «الابتدائي - الإعدادي - الثانوي» في المدارس الحكومية والرسمية والرسمية للغات والخاصة والخاصة للغات.
موعد بداية الدراسة بالترم الثانيولفتت وزارة التربية والتعليم، إلى أن الدراسة بالفصل الدراسي الثاني للعام الحالي في جميع المدارس، يبدأ من يوم السبت المقبل الموافق 8 فبراير الجاري، وتستمر الدراسة بالفصل الدراسي الثاني في المدارس حتى شهر يونيو المقبل 2025.
حقيقة تأجيل الدراسة الترم الثاني 2025 الخريطة الزمنية للعام الدراسي الحالي 2024-2025- يوم السبت 21 سبتمبر بداية الفصل الدراسي الأول للطلاب.
- تستمر الدراسة بالفصل الدراسي الأول حتى يوم الخميس الموافق 23 يناير المقبل.
- يوم السبت 11 يناير 2025 تبدأ امتحانات الفصل الدراسي الأول لصفوف النقل.
- بداية إجازة نصف العام يوم السبت الموافق 25 يناير 2025.
- نهاية إجازة نصف العام يوم الخميس 6 فبراير 2024.
- تستمر إجازة نصف العام الدراسي 2024-2025 لمدة أسبوعين.
- يوم السبت 8 فبراير 2025 بداية الفصل الدراسي الثاني.
- يوم الخميس الموافق 5 يونيو 2024 نهاية الفصل الدراسي الثاني.
- يوم السبت الموافق 24 مايو 2025 بداية امتحانات الفصل الدراسي الثاني لصفوف النقل والشهادة الإعدادية.
- يوم السبت الموافق 31 مايو 2025 بداية امتحانات الدبلومات الفنية.
- يوم السبت الموافق 14 يونيو 2025 بداية امتحانات الثانوية العامة.
اقرأ أيضاًموعد بداية الترم الثاني 2025.. ما حقيقة تأجيل الدراسة؟
موعد انتهاء إجازة نصف العام وبدء الدراسة بالترم الثاني 2025
موعد نهاية إجازة نصف العام وبدء الدراسة في الترم الثاني 2025