جريدة الرؤية العمانية:
2024-09-09@17:12:46 GMT

التعليم ولهيب الصيف!

تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT

التعليم ولهيب الصيف!

 

غنية الحكمانية

انتهى العام الدراسي بكلّ تفاصيل سير عمليته التعليمية المرسومة على مرّ فصلَين تشابكت معهما بعض التقاطعات، وبجهود بُناة الأجيال المعهودة تمّ سدّ الفاقد التعليمي واجتياز التحديّات والعوائق. ولم تمضِ إجازة نهاية العام إلا وتمّ إمضاء التقويم السنوي الجديد للعام الدراسي 2024/ 2025، به تحديد مواعيد الدراسة والامتحانات والإجازات، والتكرار مجدَدا لمنتصف يوليو اللهيب لإنهاء مواعيد الدراسة وإتمام متطلباتها.

إنّ تجربة هذا الصّيف كافية لصعوبة خوض الدراسة فيه كالمعتاد، فالحرارة في أوجّ حممها تلفح العقول والأجساد، تحرم الطلبة من استيعاب المزيد والمعلمين من إضافة الجديد، والطاقة لدى المعلم تقلّ لكنها تزداد عنفوانا لدى الطلبة، فلا أجهزة التكييف تشفع ولا المبنى المدرسي المكشوف ينفع، ولا الحافلات المدرسية المتهالكة بعضها هي الأخرى تسرّ الحال وتُقنع؛ فالهواء الخارجي أكثر لطفاً من التكييف بداخلها. إضافة إلى الرّعاف المنتشر بين ممرات المدرسة، وحالات الإغماء والإعياء في ساحة الطابور وأحيانًا أثناء الحصص الدراسية. إلى جانب التعرض المباشر للشّمس في وقت انتظار الحافلات المدرسية؛ سواء بفترة الدراسة الصباحية أو المسائية. فالطّلبة يذهبون إلى المدرسةِ كأنهم يشدّون إليها شدًّا، ليس هناك شعور بالحماس ولا إحساس بروح الشغف، فالحرارة أفقدت طعم الدافعية وأكسدت سوق التنافس.

معلومٌ أنّ الطقس الحار يؤدي لحدوث جملة من الاضطرابات والتأثيرات السيكولوجية والعقلية والجسدية، وزيادة في السلوك العدواني والعنف والتهيج وارتفاع في مستوى التوتر والقلق والاكتئاب، وتشتت في الانتباه وفقدان في التركيز وضعف في القدرة على التعلم، وانخفاض في  ضغط الدم وزيادة في خفقان القلب وتدهور في صحة الجسد.

وكما يؤثر الإجهاد الحراري على الدراسة، فكذلك يؤثر سلبًا على أداء الطلبة في الامتحانات، وقد أشار الباحثون في دراساتهم إلى أن هناك علاقة قوية بين ارتفاع درجات الحرارة وتدني أداء الطلبة في المدارس والامتحانات، وذلك بانخفاض متوسط الأداء ومعدل الإنتاج، وهبوط في الاستيعاب والتحصيل وصعوبة في التركيز؛ فاستعياب المعلومة يكون بطيئًا في الحرارة المرتفعة، والأفكار تكون مصابة بالتشويش والضبابية. ويبدو أنَّ التوقعات بزيادة فترات الموجات الحارة في السّنوات المقبلة، واستمرار السّخونة والاحترار العالمي لفترة أطول وأكثر حدّة بسبب انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المرتبطة بتغيرات وتحولات المناخ.

إنّ المحافظة على الزّمن الفعلي للتعلم يكون بمقابل تهيئة مبنى دراسي مُغلق ومُكيَّف ومُتكامل الأركان وتأهيل بيئة مثالية للتدريس طوال العام الدّراسي، بيئة محفزة ومشجعة وملهمة للتعلم والتفاعل والمشاركة؛ فمعدّات التكييف ذات التهوية الجيدة ودورية الصيانة والفحص المُستمر لها ضمن صنوف العوامل التي تؤثر على جودة وفاعلية البيئة التعليمية، إلى جانب خلق مناخ فصلي جاذب مدعم بالتقانة التكنولوجية والاستراتيجيات المتنوعة والوسائل التفاعلية؛ لاكتساب أكبر قدر من المعارف والعلوم والمهارات وتحقيق أفضل مكسب مستدام من التميز والإبداع والإنجاز، فتلك البيئة تؤثر بشكل كبير على تعلم وأداء وسلوك الطلبة.

وتشير الأبحاث إلى أنَّ نطاق درجة الحرارة المثالي للتعلم الأمثل يتراوح بين 20 درجة مئوية و24 درجة مئوية، ويزداد تأثير الحرارة أكثر على الاستيعاب إذا بلغت 38 درجة مئوية.

فماذا لو رجعنا لآلية ومخرجات النظام التعليمي السّابق وحسابِ التقويم الزمني الماضي، من حيث عدد الحصص والفترة الزمنية وكمّ المنهاج والطاقة الاستيعابية للطلبة بالفصل الدراسي. كان التحصيل والمستوى العامّ للطلبة في نمو وتطور مطرّد من الإجادة والإفادة، والمنهج يلّبي احتياجات المتعلم ومقدّرات الوطن، وتخرّج بواسطته أجيال أكفاء بمهارات وكفايات وقدرات تعليمية وظيفية عالية، وصدّر خبرات تحصيلية أكاديمية وغير أكاديمية يشاد بها إلى سوق العمل. فالتربية قد حققت وظيفتها والطلبة قد أخذوا كفايتهم العلمية والمعرفية وتأسست شخصياتهم على دعائم ومُقومات وقيم ومبادئ متينة.

لذا أصبح من الضّرورة مراجعة التقويم الدراسي وإعادة جدوله الزمني بما يوائم طبيعة المناخ بالسّلطنة. فمقياس الأبنية والمرافق ومساحات التهوية ضمن مقاييس ومعايير إدارة وضبط جودة التعليم؛ التي يجب العمل على تحسين خدمتها وكفاءتها وهندستها. فكلما كانت البيئة التعليمية نموذجية وريادية ارتفعت درجة استقرار وعطاء وإنجاز الطلبة والمعلمين. والتركيز في مكمن المحتوى وحصيلة النتاج لا بإطالة خطّ الزّمن التعليمي واستمراريته. وبنوعية المخرجات وإسهاماتها لا بأعدادها وتكدّسها العاطل.

وختامًا.. إنَّنا على يقينٍ بأنّ وزارة التربية والتعليم ستضع قرار التقويم السّنوي ضمن مخطط دراستها، بإعادة النظر وتأليب المرونة. وتشمل بعنايتها الحريصة المدرسة كَبِناء وتأهيل والمنهج كواقع وتطبيق والطلبة كاستعداد ودافعية والمعلمين كبُناةٍ وقدوة؛ فنجاح العملية التعليمية لن تكتمل بنيتها وصورتها إلا بترابط وتجانس هذه المحاور والعناصر الرئيسية، وذلك بعد تشخيص المعضلات وكشف مواقع الخلل؛ فالكُلّ شريك في تجويد المنظومة التعليمية وتحقيق الرؤية المشتركة لأجل النهوض بجيل على أساسه ينهض المجتمع وتُبنى الدولة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

وزير التعليم: التعاقد مع معلمين بالحصة لسد العجز قبل بداية العام الدراسي

شدد محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم، على ضرورة تطبيق لائحة التحفيز التربوي والانضباط المدرسي، التي تمنح مدير المدرسة صلاحيات واضحة وفعّالة لحل جميع المشكلات داخل المدرسة.

وأضاف «عبد اللطيف» خلال لقائه مع مديري المدارس من 9 محافظات لمناقشة الاستعدادات للعام الدراسي الجديد، أن مجلس إدارة المدرسة هو المسؤول عن تنظيم مجموعات التقوية وتحديد الحد الأدنى لها، على أن يتم اعتمادها من مجلس الأمناء.

مواجهة ظاهرة الدروس الخصوصية

وأكد ضرورة تقاضي المعلم أجره عن هذه المجموعات فور الانتهاء منها، مشيرًا إلى أن رؤية الوزارة لمواجهة ظاهرة الدروس الخصوصية، تعتمد على تقديم منظومة تعليمية متكاملة داخل المدرسة.

وتطرق الوزير إلى الحلول التنفيذية الأخرى والآليات التي اتخذتها الوزارة لتحقيق الانضباط في العملية التعليمية، مؤكدًا حرص الوزارة على سد العجز في أعداد المعلمين من خلال الاستعانة بالمعلمين من داخل المدرسة كأولوية، بالإضافة إلى المعلمين المحالين للمعاش والمعلمين الحاصلين على مؤهل تربوي.

سد العجز قبل بداية الدراسة بأسبوع

وأوضح أنه تم إتاحة الفرصة لمديري المدارس لاختيار العدد المطلوب من المعلمين بالحصة؛ لسد العجز قبل بداية الدراسة بأسبوع.

وفيما يتعلق بإعادة هيكلة المرحلة الثانوية، أوضح الوزير أن الهدف ليس إلغاء أو تخفيف المواد، بل إتاحة الوقت الكافي للمعلم لتقديم تعليم جيد، وتنمية مهارات الطلاب، وحل المشكلات، وإنهاء المنهج في الوقت المحدد. وأشار إلى التحديات السابقة في تقسيم المواد الدراسية على الحصص الأسبوعية.

وأضاف أن القرارات الأخيرة بشأن ضم اللغة العربية والتاريخ للمجموع في المدارس الدولية تهدف إلى تعزيز الهوية الوطنية، وضمان إتقان الطلاب للغة العربية ومعرفة تاريخ وطنهم بشكل كامل.

لقاءات دورية مع مديري المدارس

وفي ختام الاجتماع، أكد الوزير على عقد لقاءات دورية مع مديري المدارس أربع مرات خلال العام الدراسي لمتابعة تنفيذ الآليات.

وأشاد مديرو المدارس بحرص الوزير على التواصل المباشر والاستماع إلى المشكلات على أرض الواقع، مؤكدين التزامهم بتنفيذ القرارات لتقديم تعليم متميز خلال العام الدراسي الجديد.

جاء ذلك بحضور الدكتور أحمد ضاهر نائب الوزير، والدكتور أيمن بهاء الدين نائب الوزير، والدكتور رمضان محمد مساعد الوزير للتقويم ونظم الامتحانات، والدكتور أحمد المحمدي مساعد الوزير للتخطيط الاستراتيجي، واللواء علاء عطاوية الوكيل الدائم، وشيرين حمدي مستشار الوزير للعلاقات الدولية والاتفاقيات، والدكتورة فاتن عزازي مدير المركز القومي للبحوث التربوية، ومحمد عطية رئيس الإدارة المركزية للتعليم بمصروفات، وخالد عبد الحكم رئيس الإدارة المركزية لشؤون المديريات، والدكتور أكرم حسن رئيس الإدارة المركزية لتطوير المناهج، وهالة عبد السلام رئيس الإدارة المركزية للتعليم العام، والدكتور عمرو بصيلة رئيس الإدارة المركزية لتطوير التعليم الفني، ومحسن عبد العزيز رئيس الإدارة المركزية لتكنولوجيا التعليم، ونادية عبد الله المشرف على الإدارة المركزية لشؤون المعلمين، بجانب مديرو المديريات التعليمية المشاركين في اللقاء.

مقالات مشابهة

  • وزارة التعليم الفلسطينية: بدأ العام الدراسي مع حرمان أكثر من 650 ألف طالب
  • بدء الدراسة في جامعة باديا العام الدراسي الجديد
  • وزير التعليم: التعاقد مع معلمين بالحصة لسد العجز قبل بداية العام الدراسي
  • شبكة المنظمات الأهلية تطالب بإدخال المستلزمات التعليمية اللازمة لبدء العام الدراسي بغزة
  • بدأت في المدارس الدولية.. موعد بداية العام الدراسي الجديد والخطة الزمنية
  • وزير العمل: منحة الطلبة ستعود مع انطلاق العام الدراسي
  • التعليم تنشر بياناً بشأن إنطلاق العام الدراسي الجديد غداً
  • عاجل - حقيقة تأجيل الدراسة وموعد بدء العام الدراسي الجديد 2024-2025 رسميا في المدارس والجامعات
  • حقيقة تأجيل الدراسة للعام الدراسي 2024-2025 في مصر: ما يجب أن تعرفه
  • صيف 2024 سجل درجات حرارة غير مسبوقة عالميا