صفا

تقدّمت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، بشكر كافة الدول؛ قادة وزعماء ورؤساء حكومات وبرلمانات، ووزراء وسفراء وشخصيات وعلماء، وقادة الفصائل الفلسطينية، ووفوداً سياسية حزبية ودينية وشعبية، الذين قدّموا التعازي باستشهاد رئيس الحركة القائد الشهيد إسماعيل هنية، سواء بالحضور الشخصي إلى مجلس العزاء بالدوحة، أو عبر البيانات والرَّسائل الرّسمية أو عبر الاتصال الهاتفي، أو عبر التفاعل بمختلف وسائل التواصل الاجتماعي.

وعبّرت حماس في تصريح صحفي وصل وكالة "صفا"، يوم الإثنين، عن شكرنا وتقديرنا لجمهورية إيران الإسلامية، قائداً ورئيساً وحكومة وشعباً، للإجراءات التي تم اتخاذها بتنظيم جنازة رسمية وشعبية حاشدة للقائد الشهيد إسماعيل هنية.

وأضافت: "نعبر عن تقديرنا وتثميننا لموقف دولة قطر الشقيقة، متمثّلة بأميرها وأميرها الوالد وحكومتها وشعبها الأصيل، باستقبال جثمان فقيدنا الرَّاحل شهيد فلسطين والأمَّة، ودفنه في ثرى هذا البلد الطيّب، ليحتضن قامة كبيرة ورمزاً عظيماً من رموز فلسطين والقدس والأقصى المبارك".

وشكرت حماس تركيا رئيساً وحكومة وبرلماناً وشعبا، التي بادر رئيسها ومسؤولوها بالاتصال للتعزية منذ اللحظات الأولى، وشاركت بأكبر وفد رسمي وبرلماني وشعبي في مراسم تشييع القائد الشهيد ومرافقه.

كما أعربت عن شكرها وتقديرها للشخصيات السياسية والدبلوماسية، الوطنية والعربية والإسلامية والأجنبية، وجميع الجاليات العربية والإسلامية من مختلف الأقطار، التي شاركت في تشييع القائد الشهيد إسماعيل هنية إلى مثواه الأخير من جامع الإمام محمد بن عبد الوهاب بدولة قطر.

وعبرت عن تقديرها للشعب الفلسطيني الذي هبَّ في مسيرات غضب جماهيرية، ولبى النداء لصلاة الغائب على روح الشهيد إسماعيل هنية تحت القصف والدمار، تعبيراً عن حبه له ووفائه لدماء الشهادة التي تنير الطريق نحو التحرير والعودة.

وشكرت شعوب الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم، التي دعت ولبّت النداء، وشاركت في أداء صلاة الغائب على روح القائد الشهيد إسماعيل هنية، في مختلف مساجد وساحات العالم، معبّرة عن حبّها وتقديرها وتعلّقها بحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، قيادة وفكراً ونهجاً تحرّرياً مقاوماً، يدافع عن شرف الأمَّة وفي القلب منها القدس والمسجد الأقصى المبارك.

وأكدت حماس أنها ستبقى على عهد الوفاء لدماء الشهداء وتضحيات الشعب الفلسطيني، وفي مستوى آلامه وآماله وتطلّعاته في تحرير أرضه ومقدساته وتحقيق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، متمسّكين بحقوقنا وثوابتنا ومقدساتنا، مهما بلغت التضحيات.

وطالبت حماس، الأمة العربية والإسلامية وكل الأحرار في العالم بالاستمرار في دعمهم وتضامنهم مع قضيتنا العادلة، وأن يصعّدوا من كل أشكال مواجهة المشروع الصهيوني ومقاطعة وعزل الكيان الغاصب، وتعزيز كل وسائل التضامن والنصرة مع قطاع غزَّة والضفة الغربية والقدس، حتى تتوقف حرب الإبادة الجماعية على شعبنا في قطاع غزة، ويتوقف العدوان الصهيوني على مقدساتنا وشعبنا وأرضنا.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: حماس تعازي اسماعيل هنية اغتيال هنية الشهید إسماعیل هنیة القائد الشهید

إقرأ أيضاً:

من هو الجدير بالمنصب؟!

 

 

 

د. محمد بن عوض المشيخي **

 

"الحرس القديم" مصطلح كثُر استخدامه في السنوات الأخيرة في الوطن العربي من جيل الشباب، ويُشير هذا المفهوم إلى كبار المسؤولين في أي دولة والذين يحتفظون بمناصبهم لعقود طويلة، على الرغم من إخفاقاتهم الكثيرة، ولكن هناك إصرار يتمثل في حبهم الشديد وتمسكهم بالكرسي أو المنصب إلى ما لا نهاية.

هؤلاء المسؤولون يعتقدون؛ بل يجزمون بأحقيتهم بأن يُخلَّدوا في أماكنهم، فلا يُوجد شخص في هذا الكون يستطيع أن يقوم بالواجبات اليومية لتلك الشخوص "الطرزانية" من وجهة نظر الجهات العُليا التي سمحت لهم وعينتهم؛ باعتبارهم أفرادًا جاءوا من عالم آخر، وبأنَّ الوظيفة هنا تشريف وليست تكليفًا. والأهم من ذلك كله، أن هناك شعورٌ بأنَّ حياتهم لا يُمكن أن تستمر بتركهم المنصب؛ بل هم مثل السمك الذي يموت بخروجه من محيط الوظيفة الحكومية. من هنا تأتي المعضلة الكبيرة في معارضتهم للإصلاحات الجديدة التي يفرضها واقع المُتغيرات الجديدة وبالدرجة الأولى مصلحة الوطن والمواطن، وذلك انطلاقًا من القاعدة الصحيحة التي تقول "لكل زمن دولة ورجال"، ذلك لكون أن الإنسان له سنوات معينة في الإنتاج والعطاء؛ بل وحتى في الإبداع يمكن أن يمتد لعقد من الزمن كحد أقصى.

صحيحٌ أن مفهوم "الحرس القديم" يعود لقرون مضت وتحديدًا عصر الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت الذي كانت له مقاييس ومواصفات في حرسه القديم من القادة والشخصيات السياسية في بلاطه الإمبراطوري، إلّا أن الوجود الحقيقي لهم في معظم بلداننا العربية ودول العالم الثالث مزروع من دول أجنبية بهدف المحافظة على مصالح الدول الاستعمارية، التي خرجت من الأبواب بسبب الثورات الوطنية، ثم عادت من النوافذ الخلفية من خلال هؤلاء. كلٌّ من في منظومة الحرس القديم يحارب الأفكار الجديدة وينغلق على نفسه؛ فالخطر الأكبر الذي لا يُمكن تحمله وقبوله هو الدماء الجديدة من الجيل الصاعد الذين يفترض بهم أن يحملوا الراية نحو الغد المشرق وهذه سنة الحياة، انطلاقًا من المبدأ المُتعارَف عليه في الدول التي تُحارب الفساد وتُحقق العدالة الاجتماعية بتخصيص سنوات معينة للمسؤول الحكومي لا تتجاوز الخمس سنوات، ثم يخضع للتقييم الذي يحدد مدى استمراريته في المنصب من عدمه.

في كل مرحلة يحتاج الوطن إلى أصحاب الابتكارات والمشاريع الإصلاحية، فهناك تجارب عالمية ناجحة كان لها الدور الأكبر في انتشال تلك المجتمعات الفقيرة من شظف العيش والانطلاق بأوطانها نحو حجز مكان بارز في مصاف الدول المتقدمة، على الرغم من قلة الموارد الطبيعية واستبدال ذلك بما يعرف بـ"الاقتصاد المعرفي"، الذي يعتمد بالدرجة الأولى على عقول الأبناء الذين يحولون إبداعاتهم العلمية والبحثية إلى مشاريع إنتاجية واعدة تصدر إلى مختلف دول العالم.

هنا أتذكر تجارب آسيوية وأفريقية من دول مثل ماليزيا التي نجح فيها مهاتير محمد في عقد الثمانينيات لتُصبح ماليزيا دُرة التاج لدول شرق آسيا من حيث التنمية الاجتماعية والاقتصادية، بينما يقود مُؤسس سنغافورة (لي كوان يو) تلك الجزيرة التي تفتقر إلى النفط والغاز والمعادن لتصبح واحدة من أفضل اقتصاديات العالم قاطبة، معتمدًا في بداية عمله على تطوير التعليم ومحاربة الفساد من الأعلى، أو ما أصبح يعرف بـ"تكنيس الدرج من الأعلى" أي التخلص من فساد الحرس القديم ومحاسبتهم وطردهم من مفاصل الدولة.

أما التجربة الثالثة، فأتت من قلب القارة السمراء التي ينخر فيها الفساد؛ إذ كانت جمهورية رواندا لا تملك ثروات طبيعية، ولا منفذًا على البحر، لكن تهيأ لها قائدٌ أمين عمل جاهدًا على اجتثاث الفساد والمُفسدين، ويُدعَى (بول كاغامه) الذي تولى الرئاسة في مطلع هذه الألفية، فقد أصدر قانونًا إجباريًّا يتم تطبيقه ميدانيًّا على خمسة آلاف مسؤول رواندي وعائلاتهم؛ بما فيهم رئيس الجمهورية نفسه؛ وذلك بهدف الكشف عن حساباتهم البنكية وأملاكهم في الداخل والخارج، وتطبيق مبدأ "من أين لك هذا؟". وبالفعل ذهب إلى حبل المشنقة بعض المسؤولين الذين نهبوا المال العام.

ومن المُفارقات العجيبة أن رواندا خرجت من أسوأ حرب أهلية في التاريخ؛ قُتِل فيها مليون مواطن رواندي في تسعينيات القرن الماضي، لكنها نهضت من مُستنقع الإبادة الجماعية لتتحول إلى أفضل سوق مفتوح في أفريقيا، وبنموٍّ سنوي تجاوز أفضل الاقتصاديات في العالم.

وفي الختام.. من المؤسف حقًا أنَّ دولنا العربية التي تملك الثروات المعدنية والنفط والغاز والزراعة والثروات السمكية الطائلة لم تنجح في انتشال مواطنيها من الفقر والجهل والأُمِّية، إذ نجد الكثير من الدول العربية دولًا فاشلة بسبب نهب الأموال وتحويلها للخارج في البنوك الغربية، وقد لا ترجع يومًا ما للذين أودعوها، فقد أعلن الرئيس الأمريكي عن نيته مصادرة المليارات التي أودعها رموز الفساد في العراق إبان الاحتلال الأمريكي وسقوط بغداد في العقد الأول من الألفية الثالثة.

** أكاديمي وباحث مختص في الرأي العام والاتصال الجماهيري

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • اتجاهات مستقبلية
  • الدول العربية الأكثر ضرراً من الرسوم الجمركية الأميركية
  • وزير الخارجية الأمريكي: سنتخذ إجراءات ضد الدول التي فرضت علينا رسوما جمركية
  • روبيو: أمريكا سترد على الدول التي فرضت عليها رسوما جمركية
  • من أوكرانيا إلى فلسطين: العدالة الغائبة تحت عباءة السياسة العربية
  • الجامعة العربية تعلن عن إطلاق المؤتمر الدولي لمكافحة كراهية الإسلام
  • تركيا الأولى عالميا ضمن الدول التي يصعب فيها امتلاك منزل!
  • بينها اليمن.. قائمة الجنسيات التي ستفرض عليها إدارة ترامب حظر سفر
  • من هو الجدير بالمنصب؟!
  • الدول التي تدرس إدارة ترامب فرض حظر سفر عليها