نُشر مؤخرا خبر مفاده أن السلطنة في سبيلها للاستحواذ على حصة من الإنتاج العالمي النادر لأشباه الموصلات، وتتعهد لمن يرغب في هذا الاستثمار بتوفير أراض تصل مساحتها إلى 100 ألف متر مربع، مع إعفاءات ضريبية، ودعم بالكهرباء والمياه والمرافق، ودعم رواتب الموظفين العُمانيين خلال العامين الأولين، بالإضافة إلى إعانات التدريب.
إن سوق أشباه الموصلات يُعاني شحًا بسبب الغضوطات الغربية على الصين، فهي أكبر صانع لأشباه الموصلات في العالم، وكذلك بسبب خروج السوق التقني الإسرائيلي بسبب حرب غزة؛ فقد انتفى الأمان في هذا الكيان، وبدأت رؤوس الأموال تهرب منه، وذلك بعد أن كان المستثمرون يعدونه وادي «سليكون» الشرق الأوسط.
وأعتقد أن الحوافز التي وضعتها السلطنة لمن يريد الاستثمار في أشباه الموصلات جيدة، وآمل أن تزيد، وخاصة مساعدة هذه الشركات في التسويق العالمي لمنتجها، أو شراء الحكومة المنتج وتسويقه بعلاقاتها التجارية الخارجية؛ فهو مجال يستحق العديد من الحوافز كي يتجه إليه الشباب ورجال الأعمال العُمانيين بقلب قوي وشجاع.
ونحن في خضم البرنامج الوطني للاقتصاد الرقمي، فإن التركيز على عدد محدد من الصناعات التقنية، صناعة أو اثنتين أو ثلاثة، واحدة في أشباه الموصلات، وأخرى في الذكاء الاصطناعي أو الربوتات الذكية، وثالثة في المعدات الإلكترونية للسيارات، أو معدات المختبرات، والدفع بكل قوة تجاهها لا شك سيوجد مستثمرين طموحين من الشباب يرغبون بدخول هذا المعترك التقني بقوة واقتدار وحماس لامحدود.
لقد اعتمدت الحكومة البرنامج الوطني للاقتصاد الرقمي الذي يمثل التوجه الاستراتيجي لبناء اقتصاد رقمي مزدهر؛ ليساهم بفاعلية في الناتج المحلي الإجمالي بـ 10% مع العام 2040. وإن التركيز على صناعات محددة، وإعطاءها الزخم اللازم والحافز القوي، كفيل بأن يكون الضمانة الأكيدة للنمو.
يذكر تقرير سكاي نيوز لعام 2023 أن الشرق الأوسط زاد استثماره في التكنولوجيا خاصة في فترة جائحة كورونا، فقد نمت الشركات الناشئة بما يقدر بـ 13.6 مليار دولار في العام 2022، ومن المتوقع نمو الاقتصاد الرقمي في الشرق الأوسط بأكثر من أربعة أضعاف بحلول عام 2030، ليصل إلى حوالي 780 مليار دولار، وهو ما سيتجاوز بشكل كبير المتوسط العالمي حتى نهاية العقد الجاري.
لا شك أننا نرغب بأن نكون السّباقين، وأن يكون لنا نصيب من الكعكة في هذا المجال بما يعزز الناتج المحلي الإجمالي ويقوي اقتصادنا.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
مبعوث ترامب للشرق الأوسط: سنعمل على إنهاء الصراع في المنطقة
وعد مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، بالعمل على إنهاء الصراع في الشرق الأوسط من أجل تحقيق السلام.
وفي كلمة له أمام أنصار الرئيس ترامب في "كابيتول وان أرينا"، قال ويتكوف: "سنواصل العمل على تنفيذ وعد الرئيس ترامب بإطلاق سراح كل الرهائن في غزة".
وأضاف: "سأعمل على تنفيذ رؤية الرئيس ترامب في الشرق الأوسط".
وأوضح أن رؤية ترامب للشرق الأوسط تقوم على احترام سيادة الدول، والتأكيد على أن التنمية الاقتصادية تمثل جسرا للسلام، وأن لكل دولة الحق في تقرير مصيرها.
وأشار إلى أن الوصول لشرق أوسط مزدهر "ليس حلما بعيد المنال".
وأدى ترامب اليمين رئيسا للولايات المتحدة الإثنين ليعود مجددا إلى السلطة بعد غياب أربع سنوات إثر خسارته للانتخابات الرئاسية عام 2020 أمام جو بايدن الذي انتهت فترة ولايته.
وفي خطاب التنصيب، قال ترامب إن الحقبة الذهبية لأميركا "بدأت للتو"، وأن انحدارها "قد انتهى".
وبيّن أنه لن يسمح لأحد باستغلال أميركا، مؤكدا أنه: "من الآن فصاعدا دولتنا ستزدهر وستصبح محترمة".
وشدد على أنه لن يسمح بالإهمال والفساد في الجهاز الحكومي، معتبرا أن "الانحدار في الولايات المتحدة انتهى".
ولم ينس ترامب مهاجمة فترة إدارة سلفه بايدن قائلا: "الحكومة الأميركية السابقة لم تتمكن من إصلاح أي أزمة في العالم".