حبر حيوي من المخاط يبشر بزراعة نسيج الرئة
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
تقتل الأمراض الرئوية ملايين الأشخاص في أنحاء العالم كل عام؛ فخيارات العلاج محدودة، ونماذج الحيوانات لدراسة هذه الأمراض والأدوية التجريبية غير كافية. لكن كشف باحثون في مجلة "إيه سي إس للمواد الحيوية التطبيقية" في 12 يوليو/تموز عن نجاحهم في إنشاء حبر بيولوجي يعتمد على المخاط للطباعة الثلاثية الأبعاد لنسيج الرئة، ويمكن أن يساعد هذا التقدم يوما ما في دراسة الحالات الرئوية المزمنة وعلاجها.
بينما يتلقى بعض الأشخاص الذين يعانون من أمراض الرئة عمليات زراعة، تظل الأعضاء المتبرع بها في نقص شديد. وكبديل، يمكن استخدام الأدوية والعلاجات الأخرى لإدارة الأعراض، ولكن لا يتوفر علاج لاضطرابات مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن والتليف الكيسي.
ويستمر الباحثون في البحث عن أدوية أفضل، وغالبا ما يعتمدون في اختباراتهم على فئران المختبر، ولكن قد تلتقط هذه النماذج الحيوانية فقط جزئيا تعقيدات الأمراض الرئوية في البشر، وقد لا تتنبأ بدقة بسلامة الأدوية الجديدة وفعاليتها.
وفي الوقت نفسه، يستكشف العلماء إنتاج نسيج الرئة في المختبر، إما كنموذج أكثر دقة لدراسة الرئتين البشريتين أو كمواد محتملة لاستخدامها في الزراعة. تتضمن إحدى التقنيات الطباعة الثلاثية الأبعاد لهياكل تحاكي الأنسجة البشرية، ولكن تصميم حبر بيولوجي مناسب لدعم نمو الخلايا لا يزال يمثل تحديا. ولذلك قرر أشوك رايشور وزملاؤه في قسم هندسة المواد، من المعهد الهندي للعلوم في الهند، التغلب على هذه العقبة، وفقا لما نشره موقع يوريك أليرت.
خطوات نحو الأمامبدأ الفريق باستخدام الميوسين، وهو أحد مكونات المخاط التي لم تستكشف على نطاق واسع في الطباعة الحيوية. تشبه أجزاء من البنية الجزيئية لهذا البوليمر المضاد للبكتيريا "عامل نمو البشرة"، وهو بروتين يعزز ارتباط الخلايا ونموها. أجرى رايشور وزملاؤه تفاعلا بين الميوسين وأنهيدريد الميثاكريليك لتشكيل الميوسين الميثاكريليت (MuMA) الذي قاموا بعد ذلك بخلطه مع خلايا الرئة.
أضيف حمض الهيالورونيك -وهو بوليمر طبيعي موجود في الأنسجة الضامة وغيرها- لزيادة لزوجة الحبر الحيوي وتعزيز نمو الخلايا والالتصاق بالميوسين الميثاكريليت. وبعد طباعة الحبر في أنماط اختبار بما في ذلك الشبكات المستديرة والمربعة، تم تعريضه للضوء الأزرق لربط جزيئات الميوسين الميثاكريليت. لوحظ أن الروابط المتقاطعة تعمل على دعم استقرار الهيكل المطبوع في شكل هلام مسامي يمتص الماء بسهولة لدعم بقاء الخلايا.
ووجد الباحثون أن المسامات المترابطة في الهلام تسهل انتشار العناصر الغذائية والأكسجين، وذلك يشجع نمو الخلايا وتكوين أنسجة الرئة. وكانت الهياكل المطبوعة غير سامة وتتحلل بيولوجيا ببطء في ظل الظروف الفسيولوجية، مما يجعلها مناسبة بشكل محتمل كغرسات حيث يُستبدل الهيكل المطبوع تدريجيا بأنسجة رئة جديدة. ويمكن أيضا استخدام الحبر الحيوي لعمل نماذج ثلاثية الأبعاد للرئتين لدراسة عمليات أمراض الرئة وتقييم العلاجات المحتملة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
ما هي أخطر أنواع الأمراض النفسية؟.. وهل يمكن تجاوزها؟
الأمراض النفسية من القضايا الصحية الأكثر تعقيدًا في العصر الحديث، إذ لا تقتصر آثارها على الحالة المزاجية أو السلوك فحسب، بل تمتد لتؤثر في العلاقات الاجتماعية، والإنتاجية، وحتى الصحة الجسدية.
وبينما تختلف شدّة هذه الاضطرابات من شخص لآخر، فإن بعض الأنواع تصنف بأنها الأخطر نظرًا لتأثيرها العميق على جودة الحياة وصعوبة علاجها.
الفصام.. اضطراب الإدراك والواقعيصف الأطباء الفُصام بأنه من أكثر الاضطرابات النفسية تدميرًا، لأنه يمسّ جوهر إدراك الإنسان للواقع.
فالمريض يعاني من هلوسات وأوهام وفقدان للقدرة على التفرقة بين الحقيقة والخيال.
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يُقدّر عدد المصابين بالفُصام عالميًا بنحو 23 مليون شخص، وغالبًا ما يؤدي تأخر العلاج إلى العزلة الاجتماعية أو فقدان العمل.
ورغم صعوبة المرض، إلا أن العلاج الدوائي المبكر والدعم النفسي والاجتماعي يمكن أن يساعد المريض على عيش حياة أكثر استقرارًا.
اضطراب ثنائي القطب.. بين الهوس والاكتئابيُعرف أيضًا باسم “الاضطراب الوجداني”، ويتأرجح فيه المريض بين نوبات من النشاط المفرط (الهوس) وأخرى من الحزن العميق (الاكتئاب).
ويصف الأطباء هذا الاضطراب بأنه من أكثر الحالات تحديًا في العلاج، لأن المريض قد لا يدرك خطورة حالته أثناء فترات الهوس، مما يعرضه لسلوكيات متهورة أو قرارات خطيرة.
ومع ذلك، فإن العلاج المنتظم بالأدوية المثبّتة للمزاج، إلى جانب المتابعة النفسية، يساعد المريض على السيطرة على حالته والعودة لحياة متوازنة.
اضطرابات الأكل.. خطر صامت على الجسد والعقلمن بين جميع الاضطرابات النفسية، تُعد الأنوركسيا نيرفوزا (فقدان الشهية العصبي) من أكثرها فتكًا، إذ ترتبط بمعدلات وفاة مرتفعة نتيجة سوء التغذية أو الانتحار.
المريض غالبًا ما يرى نفسه “بدينًا” رغم النحافة الشديدة، ويستمر في رفض الطعام خوفًا من زيادة الوزن.
ويشير موقع Verywell Mind إلى أن العلاج الفعّال لهذه الحالة يتطلب تعاون فريق طبي متكامل يضم اختصاصي تغذية، وطبيبًا نفسيًا، ومعالجًا سلوكيًا.
اضطراب الشخصية الحدية.. تقلبات حادة وصراع داخلييعاني المصابون بهذا الاضطراب من خوف دائم من الهجر، ومشاعر متقلبة، وسلوكيات اندفاعية قد تصل إلى إيذاء الذات.
ويصفه الأطباء بأنه من أصعب الاضطرابات النفسية في العلاج، لكنه قابل للتحسّن من خلال برامج علاجية مثل العلاج السلوكي الجدلي (DBT) الذي يساعد المريض على فهم مشاعره والسيطرة عليها تدريجيًا.
يرى الخبراء أن تجاوز الأمراض النفسية لا يعني دائمًا “الشفاء التام”، بل التعافي المستمر عبر التكيّف، والعلاج، والدعم الاجتماعي.
ويؤكد تقرير لمنظمة الصحة العالمية أن معظم المرضى يمكنهم التمتع بحياة منتجة ومستقرة إذا تلقوا الرعاية النفسية المبكرة دون خوف من الوصمة المجتمعية.
فإن الأمراض النفسية الخطيرة ليست حكمًا نهائيًا على حياة الإنسان، لكنها تحدٍّ يمكن مواجهته بالعلاج الصحيح، والإرادة، والبيئة الداعمة.
فالوعي، والتقبّل، وطلب المساعدة المهنية، هي الخطوات الأولى نحو الشفاء
المصدر Verywell Mind