سواليف:
2024-11-21@18:39:51 GMT

التبعية والتحالف

تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT

#التبعية و #التحالف

د. #هاشم_غرايبه
مقال الإثنين: 5 / 8/ 2024
التحالف هو اتفاق بين طرفين أو أكثرعلى توحيد قواهم ضد طرف معاد لهم، وهو أمر معتاد على مر التاريخ وأشهرها ذلك الذي تم بين دول أوروبا الغربية وأمريكا في الحرب العالمية الثانية ضد ألمانيا وحليفتها إيطاليا ومن ثم اليابان.
لكن التحالف في حقيقة الأمر لا يتحقق إلا بين قوى متكافئة وذات عدو مشترك، فحلف الناتو على سبيل المثال كان ضد المعسكر الشيوعي، لكنه كان يشترك فيه دول عاتية الى جانب أخرى متواضعة القوة، ولذلك تجد القيادة والسيطرة في يد الأقوى ( الولايات المتحدة )، فهي التي تحدد المخاطر وتشعل الحروب أو تطفئها، وبالطبع فهي تضع مصلحتها في الصدارة في كل الأحوال، لدرجة أن الدول الأوروبية القوية مثل بريطانيا وفرنسا ظلت تشعر بالمهانة عندما تجد نفسها منقادة الى ما تقرره أمريكا بانفراد، مثلما حدث في كل حروب القرن العشرين وما بعده.


هذا ما يحدث بين دول قوية وذات كيانات راسخة وديمقراطيات عريقة، فكيف يكون تحالف بين قوة عظمى وقوة صغرى؟.
مناسبة هذا الحديث هو حديث مسؤولي الكيان اللقيط عن الدور الذي يلعبه (التحالف الإقليمي) في حمايتها من الهجوم الانتقامي المرتقب من قبل إيران، كرد على عمليتي الإغتيال اللتين تمتا في بيروت وطهران.
يجب بداية أن نحدد مكونات هذا التحالف.
أنشئ هذا التحالف بداية بصورة غير معلنة، كأحد الأركان التي ارتكز عليها الغرب في دحره للدول العثمانية وذلك لأن الزعامات العربية المنضوية تحته تخشى ردة الفعل الشعبي عليه، كونه بقيادة العدو الأول للأمة، والذي يعلن ذلك صراحة ويمارسه بشكل مكشوف في كل حالة عدوان تم على الأمة منذ تأسيسه الكيان اللقيط كرأس حربة للغرب، ولم يكترث الغرب يوما بإخفاء نواياه ولا انكار أفعاله، مراعاة لمشاعر الأعراب الذين يعلنون أنهم حلفاؤه.
بعد أن استتب الأمر للكيان اللقيط، لم تعد هذه الولاءات (فهي لا ترقى الى مستوى التحالف) مهمة كثيرا، لذا بقيت بشكل تنفيذ املاءات مقابل استقرار النظام، وأصبح التنافس للتقرب من أمريكا التي باتت آلهة الأنظمة التي تعبدها من دون الله، في اثبات الولاء بمقدار تقديم الخدمات الاستخبارية للكيان اللقيط.
بعد الحملة الأخيرة المسماة الحرب على الإرهاب، استنهض كبير الآلهة “بوش” همة هذه الزعامات، بحثها على إعلان الولاء بشكل علني، واعتبر من يتخلف عن ذلك مستنكفا.
بالطبع كان يقصد بذلك كشف ظهور الجهاديين لكي يحسوا باليأس حينما يروا العدو يستفرد بهم بلا ناصر ولا معين من أمتهم، وبلا أي اهتمام بكشف عملائه أمام شعوبهم، وبيان زيف ادعائهم بانتمائهم للإسلام الذي يحرم محالفة العدو ضد مسلمين.
بالطبع لم يجرؤ أي منهم على التخلف عن هذه الدعوة، فتسابقت جميعها على تأييد هذه الحملة، وأثبتت ذلك بمشاركة قوات عسكرية تحت قيادة أمريكا، فرأينا ولأول مرة طائرات حربية عربية تقصف أهدافا في أقطار عربية حددتها لها القيادة الأمريكية، فيما لم نرها قط تغير على العدو الحقيقي الذي احتل فلسطين، أو حتى تتصدى لانتهاكه أجواءها.
السؤال الهام: بعد أن تبين لنا حجم الخدمات التي قدمها العربان لمن يقولون أنه حليفهم، ماذا قدم لهم هذا الحليف مقابلها؟.
الادعاء بأن ذلك لحماية أراضيها سخف، فليس هنالك عدو ينافس الغرب في أطماعه، فإن رهنت مقدرات وثروات الأمة بأكملها بيد الغرب، وفتحت أراضي وأجواء ومياه هذه الأوطان أمام قواعد حلف الناتو يسرح ويمرح فيها، فما الذي يطمع به أكثر!؟.
هل هنالك مردود غير البقاء على تلك الكراسي العفنة!؟.
هل عرف الآن من فرحوا بسقوط الدولة العثمانية واعتبروه تحررا للأمة العربية، أن الاستقلال موهوم، بدليل استلاب القرار في كل ديار العرب.
التحالف: هي تسمية أمريكية لتلك العلاقة من باب الكياسة ، لكن التسمية الأدق هي ..التبعية.
والتبعية هي أحد وجوه الاستعمار، لكن من غير كلف الاحتلال العسكري المباشر.
وقد رأينا فعلا الغرب حقق أحلامه بعد صراع ثلاثة عشر قرنا مع الدولة الإسلامية، بالسيطرة على كافة بقاع الأمة، فكل بقعة فيه مستباحة للمخفر المتقدم (الكيان اللقيط)، وكل حدوده محمية بأيد عربية، ومن غير حاجة أن ترفع هذه القوات النجمة السداسية.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: التحالف

إقرأ أيضاً:

عاصفة مميتة.. قتلى وانقطاع الكهرباء في الغرب الأميركي

قضى شخصان وانقطعت التغذية بالتيار الكهربائي عن نصف مليون مشترك من جراء عاصفة مميتة ضربت، الأربعاء، غرب الولايات المتحدة.

وهبت ليل الثلاثاء الأربعاء في شمال غرب البلاد رياح عاتية بلغت سرعتها القصوى 145 كيلومترا في الساعة، وفق الأرصاد الجوية الأميركية.

وتسببت الرياح باضطراب حركة الملاحة الجوية وانقطاع طرق بفعل سقوط أشجار.

وقال جهاز الإطفاء في ولاية واشنطن إن "امرأة في الخمسينيات قضت" مساء الثلاثاء في مدينة لينوود من جراء سقوط شجرة على مركز لإيواء المشردين.

أدت العاصفة إلى إلحاق خسائر كبيرة في الممتلكات

وفي مدينة بيلفيو لواقعة شرق سياتل، قضت امرأة من جراء سقوط شجرة على منزل، وفق جهاز الإطفاء.

وحذرت أجهزة الإغاثة عبر شبكات للتواصل الاجتماعي من أن "الأشجار تتساقط في جميع أنحاء المدينة وتسقط على المنازل. إذا الأمر باستطاعتكم، انتقلوا إلى طوابق أدنى وابتعدوا عن النوافذ".

وأضافت "لا تخرجوا إذا كان باستطاعتكم تجنب ذلك".

وصباح الأربعاء، كان التيار الكهربائي مقطوعا عن نحو 500 ألف مشترك في ولاية واشنطن، وفقا لموقع باور أوتدج المتخصص في رصد انقطاع الكهرباء.

وتتجه العاصفة نحو ولاية أوريغن وشمال كاليفورنيا حيث تتخوف السلطات من فيضانات قد تنجم عن الأمطار الغزيرة ومن أضرار قد تسببها الرياح القوية.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد
  • عاصفة مميتة.. قتلى وانقطاع الكهرباء في الغرب الأميركي
  • هل يُسارع الغرب في إبرام تسوية حول أوكرانيا؟
  • المقاومة.. المكاسب والانتصارات منذ «طوفان الأقصى»
  • انقطاع "الخط الساخن" بين روسيا وأمريكا بعد 62 عاماً
  • عاجل - الكرملين يرد على قرار بايدن: الغرب يستغل أوكرانيا لتدمير روسيا
  • أول تعليق من الكرملين على قرار بايدن: الغرب يستخدم أوكرانيا كأداة لتدميرنا
  • روسيا: زيارة بوتين إلى كازاخستان تؤكد أهمية الشراكة والتحالف الاستراتيجي بين موسكو وأستانا
  • التحالف يحقق ضربات مؤلمة للحوثيين بتدمير أنفاقهم في شمال صنعاء
  • المفكر الصادق الفقيه: على العرب استكشاف إستراتيجيات للتغلب على التبعية والتخلف