سواليف:
2025-03-10@08:08:03 GMT

التبعية والتحالف

تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT

#التبعية و #التحالف

د. #هاشم_غرايبه
مقال الإثنين: 5 / 8/ 2024
التحالف هو اتفاق بين طرفين أو أكثرعلى توحيد قواهم ضد طرف معاد لهم، وهو أمر معتاد على مر التاريخ وأشهرها ذلك الذي تم بين دول أوروبا الغربية وأمريكا في الحرب العالمية الثانية ضد ألمانيا وحليفتها إيطاليا ومن ثم اليابان.
لكن التحالف في حقيقة الأمر لا يتحقق إلا بين قوى متكافئة وذات عدو مشترك، فحلف الناتو على سبيل المثال كان ضد المعسكر الشيوعي، لكنه كان يشترك فيه دول عاتية الى جانب أخرى متواضعة القوة، ولذلك تجد القيادة والسيطرة في يد الأقوى ( الولايات المتحدة )، فهي التي تحدد المخاطر وتشعل الحروب أو تطفئها، وبالطبع فهي تضع مصلحتها في الصدارة في كل الأحوال، لدرجة أن الدول الأوروبية القوية مثل بريطانيا وفرنسا ظلت تشعر بالمهانة عندما تجد نفسها منقادة الى ما تقرره أمريكا بانفراد، مثلما حدث في كل حروب القرن العشرين وما بعده.


هذا ما يحدث بين دول قوية وذات كيانات راسخة وديمقراطيات عريقة، فكيف يكون تحالف بين قوة عظمى وقوة صغرى؟.
مناسبة هذا الحديث هو حديث مسؤولي الكيان اللقيط عن الدور الذي يلعبه (التحالف الإقليمي) في حمايتها من الهجوم الانتقامي المرتقب من قبل إيران، كرد على عمليتي الإغتيال اللتين تمتا في بيروت وطهران.
يجب بداية أن نحدد مكونات هذا التحالف.
أنشئ هذا التحالف بداية بصورة غير معلنة، كأحد الأركان التي ارتكز عليها الغرب في دحره للدول العثمانية وذلك لأن الزعامات العربية المنضوية تحته تخشى ردة الفعل الشعبي عليه، كونه بقيادة العدو الأول للأمة، والذي يعلن ذلك صراحة ويمارسه بشكل مكشوف في كل حالة عدوان تم على الأمة منذ تأسيسه الكيان اللقيط كرأس حربة للغرب، ولم يكترث الغرب يوما بإخفاء نواياه ولا انكار أفعاله، مراعاة لمشاعر الأعراب الذين يعلنون أنهم حلفاؤه.
بعد أن استتب الأمر للكيان اللقيط، لم تعد هذه الولاءات (فهي لا ترقى الى مستوى التحالف) مهمة كثيرا، لذا بقيت بشكل تنفيذ املاءات مقابل استقرار النظام، وأصبح التنافس للتقرب من أمريكا التي باتت آلهة الأنظمة التي تعبدها من دون الله، في اثبات الولاء بمقدار تقديم الخدمات الاستخبارية للكيان اللقيط.
بعد الحملة الأخيرة المسماة الحرب على الإرهاب، استنهض كبير الآلهة “بوش” همة هذه الزعامات، بحثها على إعلان الولاء بشكل علني، واعتبر من يتخلف عن ذلك مستنكفا.
بالطبع كان يقصد بذلك كشف ظهور الجهاديين لكي يحسوا باليأس حينما يروا العدو يستفرد بهم بلا ناصر ولا معين من أمتهم، وبلا أي اهتمام بكشف عملائه أمام شعوبهم، وبيان زيف ادعائهم بانتمائهم للإسلام الذي يحرم محالفة العدو ضد مسلمين.
بالطبع لم يجرؤ أي منهم على التخلف عن هذه الدعوة، فتسابقت جميعها على تأييد هذه الحملة، وأثبتت ذلك بمشاركة قوات عسكرية تحت قيادة أمريكا، فرأينا ولأول مرة طائرات حربية عربية تقصف أهدافا في أقطار عربية حددتها لها القيادة الأمريكية، فيما لم نرها قط تغير على العدو الحقيقي الذي احتل فلسطين، أو حتى تتصدى لانتهاكه أجواءها.
السؤال الهام: بعد أن تبين لنا حجم الخدمات التي قدمها العربان لمن يقولون أنه حليفهم، ماذا قدم لهم هذا الحليف مقابلها؟.
الادعاء بأن ذلك لحماية أراضيها سخف، فليس هنالك عدو ينافس الغرب في أطماعه، فإن رهنت مقدرات وثروات الأمة بأكملها بيد الغرب، وفتحت أراضي وأجواء ومياه هذه الأوطان أمام قواعد حلف الناتو يسرح ويمرح فيها، فما الذي يطمع به أكثر!؟.
هل هنالك مردود غير البقاء على تلك الكراسي العفنة!؟.
هل عرف الآن من فرحوا بسقوط الدولة العثمانية واعتبروه تحررا للأمة العربية، أن الاستقلال موهوم، بدليل استلاب القرار في كل ديار العرب.
التحالف: هي تسمية أمريكية لتلك العلاقة من باب الكياسة ، لكن التسمية الأدق هي ..التبعية.
والتبعية هي أحد وجوه الاستعمار، لكن من غير كلف الاحتلال العسكري المباشر.
وقد رأينا فعلا الغرب حقق أحلامه بعد صراع ثلاثة عشر قرنا مع الدولة الإسلامية، بالسيطرة على كافة بقاع الأمة، فكل بقعة فيه مستباحة للمخفر المتقدم (الكيان اللقيط)، وكل حدوده محمية بأيد عربية، ومن غير حاجة أن ترفع هذه القوات النجمة السداسية.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: التحالف

إقرأ أيضاً:

مخاض جديد لثورة عارمة في مواجهة منابع التجويع

ويبدو من وجهة نظر مراقبين أن المظاهرات الشعبية، وقطع الطرق، أصبحت واجبا يوميا على المواطنين اليمنيين في مناطق سيطرة تحالف العدوان ومرتزقتهم، إلا أن الغضب الشعبي على تردي الأوضاع المعيشية، يواجه بمزيد من الإهمال وانعدام المبالاة من قبل حكومة المرتزقة حيث تسعى “إلى وضع الغضب الشعبي في قائمة الأفعال الاعتيادية التي لا يأبه لها أحد، ولا يجب بالضرورة أن تكون حدثا نوعيا يستحق الالتفات.

وخلال الآونة الأخيرة بدأت المظاهرات تأخذ طابعا أكثر جدية من حيث تحديد المتهم الأول والرئيسي في حدوث كارثة الانهيار الاقتصادي، وتفاقم حدة حرب التجويع، حيث تصاعدت المطالبات الشعبية الداعية إلى رحيل دول التحالف من اليمن، باعتبارها المتسبب الرئيسي بحدوث الأزمة الاقتصادية، وهو ما دفع بالفصائل المسلحة التابعة للتحالف، إلى القيام بحملات قمع، وإصدار تعليمات بمنع التظاهرات، على غرار ما شهدته مدينة عدن ومدينة تعز.

 وبحسب مراقبين، فقد لجئت المليشيات المسلحة إلى قمع المظاهرات واعتقال الناشطين بناء على توجيهات صادرة من قيادة دول التحالف، والتي يبدو أن هتافات الجماهير قد اثارت مخاوفها من إمكانية أن تتحول المظاهرات السلمية الداعية لرحيل التحالف، إلى شكل أكثر جدية من خلال اللجوء إلى الكفاح المسلح لمواجهة كل من يعمل على تجويع الشعب وتكميم الحريات.

بينما يؤكد مراقبون، أن عمليات القمع مع الاحتفاظ بنفس الفشل الاقتصادي وتردي الأحوال المعيشية لدى المواطنين، قد تؤدي إلى تنامي حدة السخط الشعبي، والتحول إلى اتجاهات أكثر ثورية لإجبار دول التحالف على مغادرة اليمن، وانهاء عقد كامل من المعاناة والتجويع المتعمد لشعب اليمن.

 

مقالات مشابهة

  • 3 رسائل أمريكية مشفرة للسوداني محورها إيران وحسم التبعية
  • 3 رسائل أمريكية مُشفرة للسوداني محورها إيران وحسم التبعية
  • 3 رسائل أمريكية مُشفرة للسوداني محورها إيران وحسم التبعية - عاجل
  • لعنة ميونخ تعود من جديد
  • الامام خامنئي: مزاعم الأوروبيين بعدم وفاء إيران بالتزاماتها هو كلام متغطرس
  • روسيا : الغرب يسعى لإطالة أمد الحرب في أوكرانيا حتى آخر جندي أوكراني
  • تأكيداً لشفق نيوز.. العراق يكمل أضلاع التحالف الرباعي في عمّان غداً
  • خامنئي يرد على ترامب: المفاوضات يجب أن تكون على أساس الاحترام المتبادل
  • مخاض جديد لثورة عارمة في مواجهة منابع التجويع
  • سؤال في الدولة والمجتمع