حذرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية في افتتاحيتها من سعي وزير العدل ياريف ليفين مجددا للانقلاب على جهاز القضاء، وإضعاف مكانة وصلاحيات المحاكم الإسرائيلية، وطالبت بالانتباه لـ"عدالة" حكومة يقودها بنيامين نتنياهو، ويدير قضاءها ليفين.

وناشدت الصحيفة الإسرائيليين للخروج مرة أخرى ضد ياريف ليفين وموقفه من القضاء، مثلما قاموا بذلك أول مرة في 2023 عند إعلان نتنياهو عن إحداث ما وصفها بـ"إصلاحات" في الجهاز القضائي.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لوتان: المعلن من جرائم الاغتصاب بالسودان لا يعكس حجم الكارثةlist 2 of 2مساجد تحت الحصار وطعن بالشوارع.. إندبندنت: ماذا يحدث في بريطانيا؟end of list

وبحسب هآرتس، هدفت الخطة إلى تقويض المحكمة العليا والالتفاف على قراراتها والحد من صلاحيات السلطة القضائية، مقابل تعزيز مكانة وصلاحيات السلطتين التنفيذية والتشريعية (الحكومة والكنيست).

وقالت الصحيفة إن ليفين ابتعد عن الأنظار منذ بداية الحرب خوفا من الرأي العام اتجاه خططه التي "قسمت الأمة وأضعفت الدولة" -على حد وصف الصحيفة- إلا أنه عاود الظهور بعد اقتحام متظاهرين برفقتهم أعضاء من الكنيست لقاعدتين عسكريتين اعتراضا على اعتقال جنود إسرائيليين اتهموا بالاعتداء جنسيا على أسير فلسطيني.

وعبر ليفين في تصريحه عن صدمته اتجاه ما وصفه بالصور "القاسية" لاعتقال الجنود في سدي تيمان، قائلا إنها "تليق بمجرمين خطرين"، ولام القضاء على ذلك.

كما صاحبت جهوده المتجددة للتأثير على القضاء الإسرائيلي عرقلة عملية تعيين قضاة جدد، والدفاع علنا عن تعديلاته "البغيضة" السابقة -على حد وصف الصحيفة- معلنا أنه "لا شيء سيحيدني عن طريقي".

تبعات وتحيز

في الوقت نفسه، أكدت صحيفة هآرتس أن تصريحات ليفين الجديدة قد أثرت بشكل مباشر على تحيز الشرطة في تقييم ما يعد خطرا على الدولة، وفقا لما يناسب مصالح الحكومة الحالية.

وأشارت الافتتاحية إلى ازدواجية معاملة الشرطة لإسرائيليين اعتقلوا لارتدائهم قمصان مناهضة للحكومة في نزهة لحديقة عامة، مقارنة بالمعاملة المتسامحة التي قابلت "المخربين" الذي اقتحموا منشآت عسكرية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

حكومة المنفى «3».. حتمية الانتقال الديمقراطي

 

حكومة المنفى «3».. حتمية الانتقال الديمقراطي

محمد عثمان مناع

* أيها المواطنون الشرفاء لقد ظلت قواتكم المسلحة تراقب الأوضاع السياسية والمعيشية  المتدهورة عن كثب…!!! ”

هكذا يمضي قائد الانقلاب في تلاوة البيان الأول عقب نجاح إنقلابه العسكري ومن ورائه حفنة سياسية ما نالت حظها من حصة الديمقراطية فتحالفت مع المغامرين من العسكر.

فإذاما فشل الانقلاب كان مصيره المحكمة العسكرية والحكم  بالتجريد من الرتبة و الطرد من الخدمة و الإعدام رميا بالرصاص. أما إذا ما نجحت المغامرة العسكرية نادته الجماهير المغيبة بالرئيس المفدى والزعيم الأوحد ومنحته من النايشين و الرتب العسكرية ما يشاء حتى رتبة  المشير. وعندما يتعثر الانقلاب لايجد صاحبنا المفدي الا التمسك بشرعيته الزائفة رغم أنف الجماهير فيقتل منهم ما يشاء للأفلات من العقاب الذي يعلم تماما نصوصه.

أما في حالة نجاح الإنقلاب تكون  الحكومة المدنية في إحدى حالتين:

_  الإنهيار التام والخضوع لبطش العسكر، وبعد فترة من الإعتقال والتعذيب، ينزوي  أعضاء الحكومة المدنية في بيات طويل حتى الإنتفاضة التالية اذا مد الله في أعمارهم، أو

_ ان تنتفض الحكومة الديمقراطية المنقلب عليها،  فتهاجر  الي منافي صديقة تؤمن بالحق التاريخي في التداول السلمي للسلطة والحكم، وتعمل علي إحباط الإنقلاب و العنف الذي عادة ما يعقبه  ليرهب به من لا يؤيده وينحني لسلطانه.

حكومة المنفى هي أولى درجات حقوق المدنيين المسلوبة لمناهضة صلف المغامرين من العسكر  و إسقاط انقلابهم، ولقد تنازلت  كل الحكومات الديمقراطية السابقة عنه لإقرارها بفشلها في التحول الديمقراطي وعدم قدرتها علي إستقطاب الدعم الجماهيري و الدولي لمشروعها  الكسيح..

الآن لن يعيد التاريخ نفسه كما ظن المتآمرون على السلطة المدنية. فقد ارتفعت درجة الوعي الجماهيري بحتمية فشل العسكر في إدارة شئون البلاد  واتضحت صفة الفئتان العسكرية والمدنية كما لم تنجلي من قبل.

فالمؤسسة العسكرية آثرت ممارسة الفساد الحر في كل المجالات وتركت أعمال العنف للمليشيات تستأجرها كما تشاء من حر مال المواطنين. فانقلبت عليهم تلك المليشيات كما عودتهم المؤسسة العسكرية في ممارسة الانقلاب ونقض العهود و المواثيق.

وفي المعسكر المقابل قامت القوي المدنية بوعي شبابي غير مسبوق تتربص بالإثنين  للحصول على مبتغاها في الحرية والسلام والعدالة، وانهم لمدركوها بإذن الله لا محال.

فاليوم وقد انطلقت الجماهير المهاجرة في المنافي البعيدة والقريبة تهتف بصوت ديسمبر المحيده، في تفويض حر للحكومة المدنية لممارسة نشاطها بالمنفي وعدم الإعتراف المطلق بسلطة الامر الواقع المنقلبة على الشرعية الدستورية والمخالفة لقوانين المؤسسة العسكرية نفسها.

اليوم برتحف الجنرال ذعرا في مخبأ قصره وتتحرك القوى المدنية في المنفى وتتحفز قوى الداخل المغلوبة على امرها، لتكتب كتابا جديدا عن النضال المدني، وليخزي الله كيد الفاسدين.

 

الوسومالانقلابات العسكرية السودان حكومة المنفى

مقالات مشابهة

  • "بسيوني": الشائعات تهدف إلى التأثير على الصورة التي تقدمها مصر في مجال حقوق الإنسان
  • حميد الأحمر يكشف أسرارًا هامة بعد مغادرته الرياض
  • "إسرائيليون" حضروا مؤتمر الأممية الاشتراكية في الرباط.. هل حلت بالمغرب عائلات أسرى الحرب أيضا؟
  • الشعب الجمهوري: رسائل الرئيس بأكاديمية الشرطة أكدت حجم المخاطر التي تُحاك ضد الوطن
  • معزب ينتقد مخرجات بوزنيقة: تجاوزت القضايا الأساسية للعملية الانتخابية
  • بلال الدوي: مصر الدولة الوحيدة التي أجبرت إسرائيل على السلام
  • رحمة القضاء.. مجلس الدولة يلغي قرار نقل مدير من القاهرة للوادي الجديد
  • أستاذ استثمار: توطين الصناعة إحدى الاستراتيجيات الأساسية التي انتهجتها الدولة لتغير واقع الاقتصاد
  • حكومة المنفى «3».. حتمية الانتقال الديمقراطي
  • الانقلاب الشتوي.. رصد "شروق وغروب" أقصر يوم بالسنة