خبير عسكري يكشف لسرايا أسباب تأخر الرد الإيراني
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
سرايا - علق الخبير العسكري واللواء المتقاعد مأمون أبو نوار على الحيثيات المحيطة بملف الرد الإيراني على الإعتداء السافر الذي نجم عنه استشهاد القائد في حركة حماس اسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران بأنه رد مفاجئ وسيكون خلال الأسبوعين القادمين .
وقال أبو نوار لسرايا بأن الرد الإيراني سيكون دقيقاً ويهدف بشكل كبير إلى عدم توسيع رقعة الحرب في المنطقة، حيث ستطلق إيران عدد من الأسلحة المعروفة بدقتها في إصابة الأهداف نحو الأراضي المحتلة، ومنها" الصواريخ البالستية والمسيرات الهجومية، لافتاً إلى أن القبة الحديدية في "إسرائيل" ستسقط بعض هذه الصواريخ والمسيرات لكن البقية ستصيب أهدافها بدقة متناهية .
وأضاف بأن هذه الأسلحة سوف تستهدف البنية التحتية، ومراكز الثقل الاستراتيجي، مثل القيادة والسيطرة، والتحكم، والاستخبار المرتبطة بالأقمار الصناعية، واجهزة الاستشعارات الأمريكية؛ ويعود السبب إلى جعل هذه المراكز نقاطًا مستهدفة، إلى قدراتها على كشف الاسلحة الحديثة مثل: المسيرات الهجومية وغيرها، وذلك من خلال: طائرات الاستطلاع، والأقمار الصناعية، وغيرها من العوامل البشرية.
وأكمل بأن إيران ستقوم بتركيز ضرباتها على المواقع العسكرية الإسرائيلية لا المدنية منها ، وهو ما سيتسبب بشل التحركات الاسرائيلية وتعطيل حركة الطيران من وإلى الأراضي المحتلة وتدمير محطات الكهرباء وإغراق الكيان في الظلام .
وتنبأ أبو نوار بأن هناك أطراف أخرى تتمثل في بعض الدول الأروربية، وبعض دول المنطقة العربية- والولايات المتحدة الأمريكية- ستعمل على حصر موضوع الهجمات، والحرص على عدم توسعة الحرب في المنطقة، وأن رد فعل إيران على ذلك سيكون إيجابيًا ليتمثل في تحقيق الهدف الذي تسعى له هذه الدول وهو عدم توسعة الحرب.
وفيما يتعلق بالأسلحة التي يمتلكها حزب الله، فيذكر أبو نوار " بأنه ومن خلال الأسلحة التي يمتلكها حزب الله والبالغ عددها ما يقارب 150.000 صاروخ، إضافة إلى التقارب الجغرافي، بأن حزب الله قادر على تدمير إسرائيل وكذلك الأمر بالنسبة إلى إسرائيل"، وبالعودة إلى الأهداف التي تستهدفها إيران، فإن القواعد العسكرية الأمريكية في العراق، وسوريا ستكون من ضمنها.
وأكد أبو نوار أن للتوسع في هذه الحرب تبعات سلبية وكارثية، تتمثل في: أن القواعد الأمريكية في دول الخليج ستكون من الأهداف المستقصدة، إلا أن دول الحلفاء لن تسمح بمثل هذه التحركات نظرًا لما سيترتب على دول الخليج من تدمير لإقتصادها، وخاصة فيما يتعلق بالنفط، وباب المندب.إقرأ أيضاً : مصر تعلق على "أنفاق رفح": ادعاءات "إسرائيلية" لتبرير عدوانهاإقرأ أيضاً : القسام تشتبك مع (9) جنود من مسافة صفر .. وتوقع قوتين صهيونيتين بين "فطيس" وجريحإقرأ أيضاً : جيش الاحتلال يشن هجمات عنيفة ضد غزة .. قصف جوي ومدفعي يسقط ضحايا ويخلف دمارا كبيرا
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: أبو نوار
إقرأ أيضاً:
من النفط إلى التمويل.. كيف تتحدى إيران العقوبات الأمريكية؟
تشهد إيران تراجعًا في صادرات النفط نتيجة للعقوبات الأمريكية الصارمة، حيث سعت إدارتا الرئيسين دونالد ترامب وجو بايدن إلى فرض قيود على الاقتصاد الإيراني بهدف تقليص عائداته النفطية، في إطار سياسة "الحد الأقصى من الضغط".
وفقًا لوكالة "ستاندرد آند بورز غلوبال"، بلغت صادرات إيران النفطية 1.8 مليون برميل يوميًا أوائل عام 2024، لكنها انخفضت إلى 1.2 مليون برميل يوميًا بحلول يناير 2025، نتيجة للعقوبات الأخيرة.
وتوجه 90 بالمئة من هذه الصادرات إلى الصين، التي ترفض الاعتراف بالعقوبات الأمريكية وتواصل شراء النفط الإيراني رغم الضغوط الدولية، ومع ذلك، أدى توقف بعض المصافي الصينية، مثل محطة شاندونغ، عن استقبال النفط الإيراني إلى تراجع الواردات إلى 851 ألف برميل يوميًا الشهر الماضي، بعد أن كانت 1.48 مليون برميل يوميًا في ديسمبر الماضي.
عقوبات تستهدف "أسطول الظل"
في محاولة للالتفاف على العقوبات، تستخدم إيران ما يُعرف بـ "أسطول الظل"، وهو شبكة من الناقلات التي تنقل النفط الإيراني إلى الأسواق الدولية بشكل سري، وتشير تقارير إلى أن هذه السفن تُسجل في دول تسمح لأصحابها بإخفاء تفاصيلها، كما يتم إيقاف أجهزة الإرسال والاستقبال الخاصة بها أثناء وجودها في البحر لإخفاء وجهتها النهائية.
وفرضت واشنطن عقوبات على الشركات الوسيطة التي يشتبه في أنها تساعد إيران على بيع النفط عبر شبكات غير مشروعة، موجهةً عائدات هذه المبيعات إلى الحرس الثوري الإيراني، الذي تصنفه الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية.
التداعيات الاقتصادية للعقوبات
أثرت العقوبات بشكل كبير على الاقتصاد الإيراني، حيث انخفض الريال الإيراني إلى أدنى مستوياته على الإطلاق في شباط / فبراير 2025 بعد أحدث حزمة عقوبات أمريكية.
كما ارتفع معدل التضخم إلى 30بالمئة سنويًا بحلول نهاية 2024، وفقًا لتقديرات صندوق النقد الدولي، فيما بلغت البطالة 8 بالمئة، وتجاوزت بين الشباب 20 بالمئة.
ويشير تقرير لمؤسسة "كلينغندايل" إلى أن العقوبات ليست العامل الوحيد وراء الأزمة الاقتصادية، حيث تلعب الفساد وسوء الإدارة دورًا في تفاقم الوضع داخل إيران.
التأثيرات الإنسانية للعقوبات
على الجانب الإنساني، أدت العقوبات إلى نقص حاد في بعض الأدوية، حيث أفاد تقرير لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" عام 2019 بأن القيود الاقتصادية الأمريكية أعاقت استيراد أدوية ضرورية، مما شكل خطرًا على حياة المرضى الإيرانيين.
هل تنجح إيران في مواجهة العقوبات؟
رغم الضغوط المتزايدة، لا تزال إيران قادرة على تصدير النفط عبر قنوات غير رسمية، مستفيدةً من دعم حلفائها مثل الصين، وكذلك عبر الاعتماد على أساليب التحايل المالي وشبكات التهريب.
ومع استمرار العقوبات، تبقى قدرة طهران على مواجهة هذه القيود مرهونة بمدى نجاح الولايات المتحدة في توسيع حملتها ضد شبكات التهريب المالية والنفطية، وما إذا كانت الدول المستوردة، وعلى رأسها الصين، ستواصل دعمها للاقتصاد الإيراني أم سترضخ للضغوط الأمريكية.