رغم عددها القليل، فإن حصول أوكرانيا على طائرات "إف 16" بعد أشهر من المطالبات الملحة التي أصر عليها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، قد يكون بداية جديدة "رمزية وقوية" للحرب المشتعلة منذ فبراير 2022.

ووصلت أول 10 مقاتلات من أصل 79 طائرة إلى أوكرانيا في اليوم الأخير من شهر يوليو، وبحلول نهاية عام 2024 من المفترض أن تحلق أوكرانيا بعشرين مقاتلة أميركية الصنع، أما العدد الباقي فسيصل على دفعات خلال عام 2025.

ويقول القائد السابق للقوات الأميركية في أوروبا بن هودجز، إن "الإحباط بشأن المدة التي استغرقتها عملية نقل الطائرات إلى أوكرانيا شديد"، معتبر أن "أحد أسباب التأخير في توفير أعداد كافية من طائرات إف 16 لإحداث تأثير هو الافتقار المؤسف إلى القدرة على تدريب الطيارين الأوكرانيين".

وأضاف لمجلة "نيوزويك" الأميركية: "تمتلك أوكرانيا طيارين ممتازين ومتمرسين في المعارك، لكن طائرات إف 16، حتى القديمة نسبيا، مختلفة جدا وأكثر تعقيدا من طائرات ميغ 29 وسوخوي 27 التي اعتادوا عليها".

وهناك عامل آخر يضاف إلى جملة الصعوبات التي واجهت وصول "إف 16" إلى أوكرانيا، هو الوقت اللازم لتجهيز البنية الأساسية لاستقبالها، حيث يحتاج مهندسو الطيران إلى نفس القدر من التدريب الذي يحتاجه الطيارون لمعرفة قواعد صيانتها.

ما الفرق الذي قد تحدثه "إف 16" في واقع الحرب؟

يعتقد الخبير في القوة الجوية في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية دوغلاس باري، أن "القيمة الإضافية الرئيسية هي تعزيز الروح المعنوية للقوات الأوكرانية".

وبحسب حديثه لـ"نيوزويك"، فإن "الأعداد الواصلة من إف 16 إلى أوكرانيا قليلة، لكن ينبغي لها أن تبدأ في إحداث فرق تدريجي".

وطائرات "إف 16" قادرة على استخدام صواريخ "إيه آي إم 9 إكس" الحرارية الأرخص، لإسقاط الصواريخ الروسية المجنحة التي كانت تشل البنية التحتية المدنية في أوكرانيا.

كما تستطيع مقاتلات "إف 16" إطلاق صواريخ "هاربون" المضادة للسفن، ضد أسطول روسيا في البحر الأسود.

وحسب تقرير حديث صادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، فإن أوكرانيا تحتاج إلى طائرات أكثر كثيرا مما وُعدت به حتى الآن.

ومن بين الطائرات الـ79 التي تم الالتزام بها، هناك ما لا يقل عن 10 طائرات تدريب ذات مقعدين.

وقد تكون بعض الطائرات الأخرى في حالة سيئة للغاية بحيث لا تعمل إلا كمصدر لقطع الغيار.

واعتمدت أوكرانيا في السابق على أسطول قديم من الطائرات الحربية من الحقبة السوفيتية، التي يتفوق عليها أسطول روسيا الأكثر تقدما وعددا.

وقال زيلينسكي، الأحد، إن الطيارين الأوكرانيين بدأوا في التحليق بطائرات "إف 16" داخل البلاد، مؤكدا وصول المقاتلات الأميركية التي جرى انتظارها طويلا بعد أكثر من 29 شهرا من بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

وجاء إعلان زيلينسكي عن وصول الطائرات، التي كانت كييف تلح في الحصول عليها، خلال لقائه طيارين عسكريين في قاعدة جوية بجوار طائرتين من هذا الطراز، بينما حلقت في السماء اثنتان أخريان.

وأفاد زيلينسكي من موقع طلبت السلطات من "رويترز" عدم الكشف عنه لأسباب أمنية، أن "طائرات إف 16 موجودة في أوكرانيا. لقد فعلناها. أنا فخور برجالنا الذين يتقنون قيادة هذه الطائرات وبدأوا بالفعل في استخدامها لبلدنا".

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات أوروبا إف 16 أوكرانيا زيلينسكي روسيا أوكرانيا إف 16 فولوديمير زيلينسكي أوروبا إف 16 أوكرانيا زيلينسكي أزمة أوكرانيا إلى أوکرانیا

إقرأ أيضاً:

لاكروا: الخوف داخل الخنادق وتحت الطائرات المسيرة في أوكرانيا

تجمع الحرب في شرق أوكرانيا بين حرب الخنادق والتكنولوجيا العالية، حيث القتال يدور بلا رحمة على الخطوط الأمامية، ويواصل الجنود الأوكرانيون عملهم ويحسنون آلاتهم ويجعلونها أكثر قوة بدأب ومثابرة.

هكذا افتتحت صحيفة لوفيغارو تقريرا من الخطوط الأمامية لمبعوثها الخاص من بوكروفسك لوران لارشر ، قال فيه إن الأوامر "احفر. ادفن نفسك. افعل ذلك جيدا، لا تنتظر. اختفِ. احمِ نفسك. راقب. انتظر"، تتواصل إلى الجنود في بوكروفسك، حيث قيل منذ أسابيع إن هذه المدينة توشك أن تسقط.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحف فرنسية: الاستيطان الأميركي في غزة فكرة شنيعةlist 2 of 2صحف إسرائيلية: هل ترامب صاحب رؤية أم بائع وهم؟end of list

ويروي جندي المشاة إيغور من تحت أكوام الأرض المقلوبة والأغصان والأخشاب، متباهيا بشبكات التمويه، قائلا إن "روسيين ظهرا أمام موقعنا، توقفا دون رؤيتنا، وكنا ثلاثة. أفرغنا مخازننا، وقطعتهم رصاصاتنا. ذكرى لا تنسى".

ويتابع إيفان أنه لا شيء أصعب من العيش ملتصقا بالوحل بعد المطر أو ذوبان الثلج، عندما تنخفض درجة الحرارة إلى أقل من صفر مئوية، وربما حتى -30 درجة، حيث "أقمنا دفاعاتنا ونقطة المراقبة والخنادق.

وسط الخنادق

ويختبئ هؤلاء الجنود تحت المباني وفي شقق معتمة، ومن هناك يراقبون على الشاشة الصور التي تنقلها الطائرات المسيرة، ويقومون بالأعمال القتالية، ويحتفلون بالانتصارات ويندبون النكسات في ظل الضجيج المستمر للقذائف التي تغادر مواقعهم أو تسقط عليها.

إعلان

هذه الطلقات القوية والانفجارات الخافتة هي علامة الجبهة وترنيمتها المرعبة -كما يقول المراسل- ويجب أن تعتاد على ذلك، يقول الجوكر، وهو أحد أبطال الفيلق 68 إن "الحمقى وحدهم هم الذين لا يخافون في بوكروفسك"، رغم أنه جمع ميداليات الأسلحة، ويقول أحد رفاقه إن "الروس حاصروه وتمكن من عبور خطوطهم والعودة إلى خطوطنا".

وأوضح المراسل أن حياة هؤلاء جولة مأساوية يتكرر فيها كل شيء، سبعة أيام من الوقوف في الموقع وسبعة أيام من الراحة في منازل فارغة على بعد بضعة كيلومترات، عبارة عن أكواخ ريفية من بداية القرن الماضي تتم تدفئتها بمواقد الحطب، يقول الجوكر "في أسبوع الراحة ننام لمدة 48 ساعة ثم نبدأ بالتدريب".

وشبه الكاتب الحرب في دونباس بالحرب العالمية الأولى بخنادقها وأجوائها، ولكن في زمن الطائرات المسيرة والمراقبة والتكنولوجيا العالية، مشيرا إلى أن الحفاظ على بوكروفسك، والحفاظ على الرجال والنفس والموقع أمر صعب، خاصة أن الأوكرانيين أصبحوا يعانون من نقص الرجال، كما أن العقلية لم تعد كما كانت في البداية بسبب التعب.

الجبهة الأخرى

وعلى جبهة كراماتورسك، على بعد نحو 80 كيلومترا شمال بوكروفسك، يواصل الروس الضغط والتقدم أيضا، وهم يحاولون محاصرة المدينة الصناعية الكبيرة بحركتين شموليتين، أو ما يسمى "تأثير الكماشة" لقطع محاورها اللوجستية، وفي مواجهتهم تحصن اللواء 63 في غابة سيريبريانسكي، المعروفة باسم "غابة المعجزات".

تستمر طائرات الروس المسيرة في الهجوم، والمدفعية الأوكرانية ترد عليها، ويبقى الرجال في المخابئ، والدبابات تستمر في القصف والقذائف في السقوط، وتتوالى الانفجارات، ثم يتوقف ذلك، ثم يتكرر، والفرقة 63 مسيطرة على الغابة التي تغطي مدينة ليمان، القفل الإستراتيجي الذي يحمي كراماتورسك وسلوفينسك.

في أعماق هذه المدينة يقع مستشفى ميداني يعالج فيه الجرحى من خطوط المواجهة قبل إجلائهم إلى مرافق مجهزة بشكل أفضل، وهو المكان الأخير في المدينة الذي لا تزال فيه الحياة، بعد أن أصبحت ليمان مدينة أشباح.

إعلان

يقول فولوديمير، أحد الجراحين الأربعة المخصصين في هذا القبو الضيق مبتهجا "الوضع اليوم هادئ، لم نتدخل إلا حوالي عشر مرات، أقل بكثير من إصابة المئات في بعض الأيام"، ويدعي هذا الطبيب أنه عالج وأنقذ آلاف الجنود ويقول " سعداء حتى لو لم نحي الأرواح التي فقدناها". ويضيف أنه عالج 10 من الروس.

ومنذ صيف عام 2024، تواصل القوات الروسية التقدم بعنف نحو جنوب كراماتورسك، ويواجهها جنود اللواء الخامس بالكر والفر، يقول الملازم الثاني روبين "قبل أمس هاجمونا 40 مرة، وأمس 27 مرة، واليوم أطلقوا العنان لأنفسهم. إنهم أكثر عددا ولديهم موارد أكبر، وهم غير مبالين بحياة جنودهم"، إلا الأوكرانيين يستمر في القتال بالوسائل المتاحة للتعويض عن نقاط ضعفه.

وعندهم هناك -كما يقول المراسل- ثلاثة رجال يعيشون في منزل مختبئين في عزلة تامة على مشارف كراماتورسك، وهم يقومون بإعداد الآلات قبل إرسالها إلى جنود المشاة، ويقومون باللحام والتجميع وتركيب المعدات، ويقول تح قائدهم الملازم سيرج (30 عاما) إن "طائراتنا المسيرة تعمل العجائب، ينقذون الأرواح من خلال جلب الغذاء والدواء والمياه والذخيرة إلى مواقع القتال. وتعيد الجرحى تحت نيران العدو، وتطلقون النار على من يقترب".

مقالات مشابهة

  • «محادثات مكثفة» لإنهاء حرب أوكرانيا
  • شاهد.. أول حاملة طائرات مسيرة إيرانية الصنع (فيديو) 
  • بالفيديو.. تدشين أول «حاملة طائرات مسيّرة» محلية الصنع في إيران
  • الحرس الثوري الإيراني يدشن أول حاملة “طائرات مسيّرة” محلية الصنع
  • فرنسا تسلم أوكرانيا أولى دفعة من المقاتلات
  • أوكرانيا تقصف مطارا في روسيا
  • الثوري الإيراني يكشف النقاب عن أول حاملة طائرات مسيرة إيرانية.. هذه قدراتها
  • لاكروا: الخوف داخل الخنادق وتحت الطائرات المسيرة في أوكرانيا
  • فرنسا تُسلم أوكرانيا أولى طائرات "ميراج 2000"
  • زيلينسكي يًعلن دخول طائرات فرنسية ضمن القوات الأوكرانية