أثير – أحمد الحارثي

مع انتهاء المشاركة العمانية بأولمبياد باريس 2024، عادت الرياضة العمانية إلى دائرة الضوء، ولكن ليس بسبب تحقيق إنجازات رياضية، بل بسبب الإخفاق المتكرر في إحراز أي نتائج ملموسة. على الرغم من الوعود المتكررة من الجهات الرياضية في سلطنة عمان متمثلة باللجنة الأولمبية العمانية بإطلاق مشروع طموح لصناعة بطل أولمبي، إلا أن الواقع كشف عن هوّة كبيرة بين هذه الوعود والنتائج الفعلية.

إخفاق متوقع أم فرصة ضائعة؟

منذ بداية التحضيرات لألعاب طوكيو 2020 والتي كانت قبل 4 أعوام، كانت هناك وعود كبيرة من اللجنة الأولمبية العمانية بمشروع لصناعة البطل الأولمبي، لكن النتائج لم تكن على مستوى الطموحات، ما أثار تساؤلات حول مدى جدية هذه الوعود وحقيقة الجهود المبذولة.

الرياضة العمانية على مر السنين لم تتمكن من تحقيق أي إنجازات تُذكر على الساحة الأولمبية، على الرغم من بعض المحاولات الفردية التي تمكنت من المشاركة ببطاقة بيضاء (wild card)، إلا أن غياب رؤية شاملة وإستراتيجية طويلة الأمد حال دون تحقيق أي إنجاز يُذكر.

الوعود الزائفة: كلمات بلا أفعال

لطالما كانت هناك وعود بإطلاق مشروع لصناعة البطل الأولمبي في عُمان، هذا المشروع الذي يفترض أن يؤسس لبنية رياضية متكاملة، بدءًا من اكتشاف المواهب في المدارس والنوادي، وصولًا إلى توفير الدعم الفني والمادي المستمر للرياضيين المتميزين، هذه الوعود كانت تبعث الأمل في نفوس الرياضيين والجمهور على حد سواء، لكنها ظلت في معظمها على الورق، ولم تترجم إلى أفعال حقيقية.

وبالرغم من الحديث المستمر عن تطوير البنية التحتية الرياضية، وتوفير الدعم اللازم للرياضيين، إلا أن الواقع يشير إلى أن الكثير من هذه الوعود لم تُترجم إلى أفعال ملموسة، فما تزال الرياضة العمانية تعاني من نقص في الكوادر المؤهلة، وضعف في التخطيط الإستراتيجي، وقلة في الاحتكاك الدولي الذي يُعد عنصرًا أساسيًا لتطوير أي رياضي.

البطاقة البيضاء: مشاركة شكلية أم خطوة نحو الأمام؟

أصبح الاعتماد على البطاقة البيضاء (wild card) للمشاركة في الأولمبياد هو السمة الغالبة للمشاركة العمانية في السنوات الأخيرة، هذه البطاقة التي تُمنح للرياضيين من الدول التي لا تمتلك رياضيين مؤهلين بشكل مباشر، تعكس بشكل واضح الواقع الرياضي في سلطنة عمان.

ومع ذلك، يرى البعض أن المشاركة بأي شكل كانت، تظل خطوة إيجابية، إذ تُمنح الفرصة للرياضيين العمانيين لاكتساب الخبرة والتعلم من المحافل الدولية الكبرى، لكن السؤال الحقيقي هو: هل يكفي ذلك، وهل يمكن الاعتماد على هذه البطاقة البيضاء كإستراتيجية طويلة الأمد لتحقيق الإنجازات؟

نحو مشروع حقيقي لصناعة الأبطال

لا يمكن أن تتحقق الطموحات الرياضية لعُمان إلا من خلال الالتزام بتطوير مشروع حقيقي لصناعة الأبطال الأولمبيين، يتطلب هذا المشروع وضع خطط طويلة الأمد، تشمل تطوير المواهب من الصغر، والاستثمار في البنية التحتية، وتوفير الدعم المالي والمعنوي للرياضيين.

كما يجب أن يتمتع المشروع بجدية التنفيذ والمتابعة المستمرة من الجهات المسؤولة، وضمان توفر بيئة تنافسية محلية قوية، تمكن الرياضيين من صقل مهاراتهم قبل خوض غمار المنافسات الدولية.

ختامًا؛ لا يسعنا القول إلا أن الإخفاق العماني في أولمبياد باريس ليس إلا انعكاسًا للواقع الرياضي الحالي، حيث تظل الوعود بمشروع صناعة بطل أولمبي حبرًا على ورق ما لم تتحول إلى خطط وأفعال ملموسة، ويجب على اللجنة الأولمبية العمانية أن تدرك بأن النجاح في الساحة الأولمبية ليس مجرد أمنية، بل هو نتاج لعمل جاد ومستمر يتطلب تكاتف الجهود وتوجيه الدعم في الاتجاه الصحيح. عُمان تمتلك المواهب والقدرات، لكنها بحاجة إلى مشروع حقيقي ليرى العالم بطلًا أولمبيًا عمانيًا في المستقبل.

المصدر: صحيفة أثير

كلمات دلالية: الأولمبیة العمانیة إلا أن

إقرأ أيضاً:

دعاوى قضائية تضرب آبل بسبب وعود Siri الكاذبة في iPhone 16

تواجه شركة Apple عاصفة قانونية متصاعدة بعد تأجيل إطلاق النسخة الجديدة والمحسنة من مساعدها الذكي Siri، والتي كان من المقرر أن تصل هذا العام ضمن حزمة ميزات الذكاء الاصطناعي التوليدي التي تحمل اسم Apple Intelligence.

ورغم الترويج الواسع لهذه الميزات في حملات تسويقية ضخمة دفعت الآلاف من المستخدمين للترقية إلى سلسلة iPhone 16، تفاجأ الجميع بإعلان الشركة تأجيل إطلاق Siri الجديد حتى عام 2026، ما أشعل موجة من الغضب والانزعاج بين المستهلكين، تبعها رفع ثلاث دعاوى قضائية جماعية، اثنتان منها حديثتان في الولايات المتحدة وكندا.

كل ما تريد معرفته عن ساعة Apple Watch Series 11 قبل إطلاقهاأبل تطلق iOS 18.4 مع إشعارات أولوية.. وتوسّع ميزات Apple IntelligenceApple Watch تقدّم ميزة جديدة تجعل التنبيهات مسموعة حتى في وضع الصامتدعوى قضائية ضد Apple بسبب مزاعم الإعلانات المُضللة حول مميزات الذكاء الاصطناعيشائعات حول iPhone 17 Air مشكلة Apple مع Siriتسويق مضلل.. ومستخدمون يشعرون بالخداع

وفقًا لتقرير نشره موقع MacRumors، رفعت دعوى قضائية جماعية جديدة في محكمة فيدرالية بكاليفورنيا من قبل اثنين من المدعين، تتهم Apple بانتهاك قوانين الدعاية الكاذبة والمنافسة غير العادلة، عبر ترويجها لميزات Siri لم تُطلق فعليًا حتى الآن.

ويقول مقدمو الدعوى إنهم ما كانوا ليشتروا iPhone 16 من الأساس لولا الوعود الوهمية المتعلقة بـ Siri المدعوم بالذكاء الاصطناعي، معتبرين أن الشركة خدعتهم عمدًا لدفعهم إلى الترقية إلى الهواتف الأحدث.

إعلان "بيلا رامزي" يفاقم الأزمة

زادت الأمور تعقيدًا بعد قيام Apple بنشر إعلان ترويجي ضخم ظهرت فيه الممثلة Bella Ramsey، استعرضت من خلاله قدرات Siri الجديدة، قبل أن تضطر الشركة لاحقًا إلى سحب الإعلان بالكامل من منصاتها بسبب التداعيات القانونية.

تعويضات محتملة لمستخدمي iPhone 16

وفي حال ثبتت التهم ضد Apple، فقد يجبر القضاء الشركة على دفع تعويضات للمستخدمين الذين اشتروا iPhone 16 بناءً على التسويق المضلل لتحديث Siri.

حتى اللحظة، لم تصدر المحكمة حكمًا نهائيًا، لكن من المتوقع أن تتفاعل القضية بشكل واسع خلال الأسابيع القادمة، في وقت يتزايد فيه التدقيق على شركات التكنولوجيا الكبرى بشأن الشفافية في تسويق ميزات الذكاء الاصطناعي.

مقالات مشابهة

  • لأول مرة.. اللجنة الأولمبية المصرية تعلن عن انتخابات لجنة اللاعبين
  • أزمة بسبب بند تعديلات قانون الرياضة في عمومية اللجنة الأولمبية
  • نائب رئيس اتحاد اليد يعتذر عن عدم الاستمرار في انتخابات عضوية اللجنة الأولمبية
  • نائب رئيس اتحاد اليد يعتذر عن الاستمرار في انتخابات عضوية اللجنة الأولمبية
  • «الطائرة» تفتتح نشاط الاتحادات في مقر الأولمبية بـ «عمومية هادئة»
  • “الأولمبية الوطنية” تشارك في ندوة “المساواة بين الجنسين”
  • الأولمبية الدولية تجدد طلبها الاطلاع على تعديلات قانون الرياضة المصري
  • اللجنة الأولمبية تشارك في ندوة المساواة بين الجنسين ببروناي
  • دعاوى قضائية تضرب آبل بسبب وعود Siri الكاذبة في iPhone 16
  • إيمري: أستون فيلا يسعى لصناعة التاريخ أمام باريس سان جيرمان