3 آلاف و800 فرصة عمل.. وزير العمل يكشف لـمصراوي عن خطوات جديدة لتوظيف الشباب
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
كتب- محمد أبو بكر:
قال محمد جبران، وزير العمل، إنه يقوم بفلترة الشركات التي تتقدم إلى وزارة العمل بوظائف؛ للتأكد من مصداقيتها وأن فرص العمل حقيقية.
وأضاف جبران، في تصريحات لـ"مصراوي"، اليوم الإثنين، أنه يوجد 800 فرصة عمل متاحة في مصانع العاشر من رمضان؛ سيتم الكشف عنها خلال الفترة المقبلة، مشددًا على أنه يجب أن يتيقن بنفسه من أن فرصة العمل حقيقية.
وأوضح وزير العمل أنه سيتم الإعلان قريبًا عن تفاصيل 3000 فرصة عمل من شركة "تيدا للاستثمار"، والتي كانت مديرية عمل السويس وقعت معها بروتوكول تعاون لتوفير فرص عمل للشباب المصري؛ للعمل بمنطقة "تيدا- مصر الصناعية"، والتي وصل عدد الشركات فيها إلى 160 شركة، بإجمالي استثمارات 6 مليارات دولار أمريكي.
وأشار الوزير إلى أنه طالب الشركات بإعداد خطة عمل سنوية بجدول زمني وعرضها على وزارة العمل، ومن ثمَّ تقوم الوزارة بدراستها والإعلان عنها بشكل رسمي، قائلًا: "نحرص على أن فرص العمل تكون حقيقية ومناسبة للشباب".
اقرأ أيضًا:
وزير العمل لـ"مصراوي": نسعى للانتهاء من قانون العمل الجديد خلال هذه المدة
مصدر يكشف أسباب تأخير إصدار نشرة التوظيف نصف الشهرية
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: سعر الدولار إيران وإسرائيل نتيجة الثانوية العامة الطقس أولمبياد باريس 2024 أسعار الذهب انهيار عقار الساحل زيادة البنزين والسولار إسرائيل واليمن هدير عبدالرازق حكومة مدبولي التصالح في مخالفات البناء معبر رفح سعر الفائدة فانتازي الحرب في السودان محمد جبران وزير العمل فرصة عمل وزارة العمل وزیر العمل
إقرأ أيضاً:
تخرُّج آلاف الشباب من الجامعات إلى البيوت!
علي بن سالم كفيتان
حضرتُ إحدى حفلات التخرج لجامعة حكومية كأبٍ يُشارك أحد أبناءه فرحة التخرج، وكان عدد الخريجين يناهز 700 من الجنسين، وكان الحفل بهيجًا، والتنظيم رائعًا.. شبابٌ وشابات مفعمون بالحيوية والفرحة والنشاط؛ حيث تتصاعد فلاشات التصوير لتوثيق هذه اللحظات الفارقة، من كل حدب وصوب، ابتسامات عريضة وتهانٍ لا تنتهي، لمن تعرف ومن لا تعرف، وأنت تمضي في ردهات مركز السلطان قابوس للثقافة والترفيه بصلالة.
وبين حدائقه المكسوَّة بالزهور، وممراته المُضاءة بعناية، وجلساته الجانبية، من دكك وكراسٍ خشبية غاية في الجمال، هناك بنات في سن الزهور، يحملن باقات بكل الألوان، يمشين بزهو وخيلاء الإنجاز، أمهات عظيمات ترتبن بناتهن وتحرصن على البهاء والحشمة، آباء يصطفون على الكراسي خارج القاعة لأداء صلاة المغرب قبل الولوج للداخل، مصورون مع مظلات الفلاش وبراويز حالمة يصطف أمامها الخريجون ليلتقطوا الصور التذكارية. هذا إلى جانب أبيه، وتلك بمعية أمها، وآخرون مع الأصدقاء.. كان الجو الاحتفالي في الداخل استثنائيًا بكل المقاييس، رغم هبوب الشتاء في الخارج، ومع ذلك تجد لحظات وجوم على وجوه الحاضرين عندما يأتي أحدهم ليهنئ الآخر قائلًا "عقبال الوظيفة"، فيرد قائلًا "خليها على الله".
في هكذا يوم تُولد أحلام لتذبل سريعًا، وهذا ليس حصرًا على حفل التخرج هذا؛ بل في كل حفلات التخرج الأخرى على طول البلاد وعرضها، آلاف الشباب يتدفقون بكل حيوية إلى الحياة بعد إنهائهم سنوات من الدراسة والعناء، وخلفهم آباؤهم وأمهاتهم المثقلون بهَمِّ الحياة وصراع المثابرة لبلوغ فلذات أكبادهم هذه اللحظات؛ فهناك من باع كل ما يملك، وآخرون استدانوا، والبعض اقتطع من دخله لسنوات لتبدو هذه اللحظة حالمة، وتنتهي إلى بلوغ المرام، برؤية أبنائهم يحصلون على وظائف تليق بهذه التضحيات الجسام.
آلاف الشباب يصطفون في طوابير طويلة في الجامعات الحكومية والخاصة والكليات المتخصصة، ينتظرون المناداة بأسمائهم؛ ليُثبتوا للوطن أنهم قادمون لتكملة المسيرة، وليخبروا أهاليهم أنهم لم يخذلوهم يومًا على دكك الدراسة. لفتت أنظاري امرأة طاعنة في السن تمشي على مهلٍ مُتَّكئة على عصا بين بناتها أو ربما حفيداتها الخريجات، وهُن يضحكن معها ويدُرن حولها كالنحل حول الزهرة، بدت مهابة كجنرال يعبُر بين طوابير جنوده المصطفين لتحيته، حيَّتني رافعة عصاها وهي تسأل عن مُصلَّى النساء، فأجبتها، لتختفي بين الجموع. صلَّينا في الردهة الرئيسية للمركز من كل مكونات مجتمعنا؛ فالخريجون طيف واسع يشكل عُمان من شمالها إلى جنوبها، وكان حديث الساعة هو التساؤل: ماذا بعد التخرج؟ كان هذا هو السؤال الطاغي بين أولياء الأمور تلك الليلة، وربما هو الوحيد الذي يُعكِّر صفوها.
كان حظِّي في الجلوس إلى جانب ولي أمر تعرَّفنا على بعضٍ منذ زمن طويل، كان صامتًا ولم ينبس ببنت شفة، كما تقول العرب. حاولت مناوشته، لكنه تمنَّع، فقلت في نفسي ما عسى يشغل بال هذا الرجل، وما كل هذا الوجوم على وجهه في ليلة كهذه، يفرح فيها الجميع. ودون سابق إنذار، قال: اسمعني كل هذه الطاقات المتقدة في عُمان لا يجب إطفاؤها. واسترسل قائلًا: "لدي ابن وحفيدة يتخرجون الليلة صرفت عليهم كل ما استطيع، ويأخذون معونة 90 ريالًا من وزارة التعليم العالي طوال سنوات الدراسة، وبعد التخرج تُقطَع المعونة، ويجلس أبنائي وأحفادي إلى جانبي في المنزل، مهما حاولت إقناعهم بضرورات المرحلة، فلن يقتنعوا، وإن ظلوا ساكتين احترامًا لكِبَر سني وهواني على أن أجد لهم فرصة عمل، مثلما وعدتهم طوال حياتي، وكنتُ لهم السند والملاذ- بعد الله- فاليوم أبدو ضعيفًا يائسًا أمامهم". قلت له: "هوِّن عليك، وحاول أن ترسم ابتسامة تكون ذخيرتهم في هذه الليلة الغالية.. أرجوك لا تخذلهم"، فانصرف عني وتابع الحفل.
في الختام.. أشكرُ الدكتور أحمد بن علي الشحري مساعد رئيس جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بصلالة، وطاقمه الرائع، على الإخراج الأسطوري للحفل؛ إذ لم تكن هناك أخطاء، وكل شيء كان على خير ما يُرام. لقد رأيتُ الفرحة العارمة في عيون الفريق الأكاديمي والإداري، وكان بيان التخرُّج بصمة جديدة تلاها الدكتور الشحري، ووقف لها الخريجون، وكانت كلماته مُفعمة بالأمل، منحت أبناءه جرعات إيجابية لا تُحصى، نطقها بعباراتٍ صادقةٍ نابعةٍ من القلب. ولقد رأيتُ كل ذلك وأحسستُ به ومعي كثيرون في الحفل.. فشكرًا لكم.
رابط مختصر