موسى مصطفى موسى يكتب: الحوار الوطني طريقنا نحو مستقبل أفضل
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
يُعتبر الحوار الوطني مشروعا وطنيا يشارك فيه الشعب كله من خلال مؤسساته وأحزابه وكل المعنيين بهموم الوطن وكل الباحثين على رفع مستوى المواطن وتغيير نمط حياته بهدف تهيئة حياة هنيئة له ولعائلته.
الحوار الوطني هو فعلا حوار يعبر عن نفسه لأن تداول الأفكار وتحسين الأداء يعطي الأمل الحقيقي لكل الوطنين المحبين لوطنهم.
مصر تمر بظروف صعبة بسبب المتغيرات الدولية والحروب والتربصات وكل ما يحدث دوليا من أمور تجعلنا متحملين، لكل هذه الظروف التي يدفع ثمنها المواطن البسيط ولا يملك إمكانية التصدي لها لأن الضغوط الدولية تؤثر علينا مباشرة، ويتحمل الشعب نتائج الغلاء الرهيبة التي يشاهدها العالم كله والغلاء في المجالات كافة وليس الطعام فقط بل على كل احتياجات الحياة من أدوية وعلاج ومدارس وملابس وهنا لابد من وجود منظومة الحوار الوطني حولنا لكي يقترح أصحاب الفكر وكل من لهم القدرة على إيجاد الحلول الإيجابية التي ترفع معنوية الشعب وتبث له الأمل ليس بالكلام والشعارات بل بالحلول وتبادل الفكر والعمل الدؤوب حتى نستكمل سويا التوازن المطلوب لمساندة الوطن في هذه المراحل الحرجة.
نعم لدينا الأمل لأن مصر بلد غنية ولديها الموارد ولديها العمالة وشبابها واعد وعنده الطاقة اللازمة لكي ينهض بوطنه ولدينا المفكرين وأصحاب الفكر الذي يسمى (خارج الصندوق) لأننا نحتاج إلى كل ما هو مختلف ولكن فعال.
التصدير بلا شك هو أحد الحلول الأساسية والتي ستجعلنا في اتجاه عملي ونتوجه إلى بيع الدولار وليس شرائه وتجعل منتجاتنا عليها طلب دولي نظرا لجودتها خاصة أن المناخ والنيل والشعب لديهم كل المقومات لتفعيل هذا الدور بكل كفاءة .
الحوار الوطني منظومة حل خاصة بالقائمين عليها لأنهم محبين للوطن ومخلصين له ولديهم الكفاءة الإدارية التي بلاشك سيشعر بها كل مواطن من ناتج عمله وإخلاصه لمصرنا الحبيبة.
بعض الدول استطاعت دخول الأسواق الأفريقية بأساليب متعددة وذلك يتم من خلال الاستثمارات البسيطة أو من خلال المبادلات التجارية خاصة أن الدول الأفريقية تعاني أيضا من وضعها الاقتصادي وعدم توافر الدولار والعملة الصعبة لديها، وهذا يتطلب عمل مبادلات بفكر (البارتر) بضاعة مقابل بضاعة وتوجد حلول لهذه المبادلات من ناتج احتياجات جميع الأطراف.
لذلك الحلول التي يدرس بها توافق الطرفين هي الحلول العملية التي تحقق كل الامتيازات بين الأطراف وتفتح مجال واسع ومستمر في التبادل التجاري والذي بلاشك سيكون أيضا انفتاح للتعاون في مجالات إضافية مثل التعليم والصحة والصناعات المشتركة .
مصر لديها قاعدة تجارية مهمة في أفريقيا تتيح البحث وإيجاد كل أنواع التعامل من خلال أخذ خامات أولية مطلوبة لصناعتنا المحلية وذلك بالتبادل مع احتياجاتهم من إنتاجنا المحلي.
الحوار الوطني بلا شك سيمثل ركيزة كبرى للانطلاق والتنفيذ لهذه النظرية التي بلاشك ومن خلال التبادل السياسي بين الدول سننجح لتأسيس منظومة تجارية دولية تستطيع بلدنا الحبيبة الخروج من هذا الضغط الاقتصادي الذي يؤتي على كافة دول العالم.- تلاحظ الفكر والشباب بلا شك سيؤسس نجاح كبير لنا جميعا، إن ينصركم الله فلا غالب لكم.
بقلم/ موسى مصطفى موسى رئيس حزب الغد
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: رئيس حزب الغد حزب الغد الاقتصاد الحوار الوطنی من خلال
إقرأ أيضاً:
على مائدة الفكر
سالم البادي (أبو معن)
كلّ ما حقّقه الإنسان من تقدّم في المجال العلمي والثقافي والصناعي والتكنولوجي وجميع المجالات، هو بفضل هذه القدرة العقلية (التفكير) التي منحها الله له.
وقد وصف الله تعالى من لا يستخدمون عقولهم بأنهم يفقدون ميزتهم الإنسانية، ويصبحون كالحيوانات التي تسيّرها الغرائز والرغبات، بل أسوأ حالًا منها؛ لأنّ الحيوانات لا تمتلك قدرة عقلية ترجع إليها، بينما يتمتع الإنسان بهذه القدرة العظيمة لكنه يتجاهلها، يقول تعالى: ﴿لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ﴾. (الأعراف: 179).
وللفكرة ثمنٌ عظيمٌ ولا تُقدَّر بثمنٍ، فبعض الأفكار طريقك نحو النجاح والتألق؛ بل وحتى الثراء، فالفكرة لها قيمة مادية ومعنوية وملكية فكرية، وهذه القيمة تبحث عنها الحكومات والشركات الكبرى.
خلال العام 2018 استثمرت شركة أمازون 22.6 مليار دولار في أنشطة البحث والتطوير بما يعادل 12.7% من إجمالي مبيعاتها خلال العام، أما شركة ميرك للأدوية فقد استثمرت 10.2 مليار دولار، وبما يعادل 25.4% من كامل مبيعاتها في نفس الحقل. وقد بلغ إجمالي ما صرفته أكبر عشرين شركة في مجال البحث والتطوير خلال عام 2018 هو 214.5 مليار دولار، ما يظهر أهمية البحث والتطوير في بقاء هذه الشركات في القمة ونموها المُستدام.
وأهم ما يجب توفره في هذا المجال هو الأشخاص المؤهلون المفكرون لأنهم المورد الأساسي للأفكار الجديدة والسبيل للابتكارات، كما أن الخبراء المؤهلون هم المسؤولون عن حل المشكلات التي يمكن أن تواجهها الحكومات والشركات في رحلة الابتكار والإنتاج والتسويق والترويج.
الفكرة لا تحتاج لذكاء خارق ولذلك يقول أينشتاين: "ليست الفكرة في أني فائق الذكاء؛ بل كل ما في الأمر أني أقضي وقتًا أطول في حل المشكلات".
ونسرد بعض النصائح التي يجب على كل مسؤول أن يتحلى بها؛ إذ على كل مسؤول أن يكون مستمعًا وقارئًا جيدًا، يسأل ويتعلّم، ولا يخجل من قلة معرفته، ويتحلى بسعة ورحابة صدر وتحمل وصبر وحلم. ويتعلّم من أخطائه، ويضعها خلفه ويمضي للأمام، ويفك قيود التبعية والأحكام العقيمة، يخطئ، ويتعلم ثم يمضي، يطلق العنان لحواسه الخمس، ليشتعل خياله، ويرى الأفق واسعًا، ويكون مُستعدًا للتفكير بآفاق جديدة ومستدامة في بيئة العمل، وأن يقبل على كل ما هو جديد، ويبحر في كل ما هو قديم ليأخذ منه كل مفيد، ويأخذ عقله في رحلة لاستكشاف الأسرار وكل ما هو سديد، ويتكامل ويتماهى مع ما حوله؛ فهو جزء من كل، واحد في جماعة، كائن في كوكب، وأن يربط أفكاره ببعضها، ويجعل لنفسه فكرًا جيدا ورؤية سديدة ثاقبه.
وعليه أن يوظّف أفكاره كما يشاء؛ فأفكاره ملكه، وهي ثروة هائلة وثمينة، يجب أن يوظفها حسب إمكانياته، ولا يبخل على نفسه، ولا يكبح أفكاره، وان يستمتع بالتنوع العلمي الثقافي الاجتماعي السياسي ويتواصل مع جميع مكونات المجتمع، وينهل ويتغذى من قراءة الكتب والأبحاث وتجارب الآخرين بمختلف المجالات ليثري مخزونه الفكري المعرفي ويعزز قدراته على الابتكار والإبداع. وأن يجعل من التواصل مع الآخرين ومناقشة أفكاره معهم بوابة تفتح أمامه آفاقًا جديدة، ويحفز لديه التفكير الإبداعي، ويمتلك القدرة على الإنصات واحترام الآخرين في استقبال أفكارهم، وعليه أن يمنح نفسه وقتًا للراحة والتأمل لتجديد الأفكار وإحياء الإبداع. كما عليه أن يختار بيئة مناسبة وملهمه للعمل والتفكير لأنَّ تأثير البيئة المحيطة به يمكن أن يُؤثر على قدرته على الإبداع، وألَّا يُهمل في تدوين الأفكار الجيدة الجديدة لأنها ليس لها وقت محدد.
ونؤكد هنا أن التفكير من خارج الصندوق يعطي للأفكار آفاقًا أوسع وابتكارات متطورة وتبعده عن التقليد، لذا على المسؤول أن يكون جاهزًا للتغيير ومُواكبة التقدم والازدهار والحداثة؛ بما يتواءم ومتطلبات العصر والظروف والمتغيرات المتسارعة.
والإبداع هو عملية مستمرة تستلزم التحديات والصبر والاستمرارية، وبتطبيق هذه النصائح وتبني أفكار إبداعية بلا شك ستزيد قدرته على توليد أفكار جديدة ومبتكرة في مختلف المجالات.
كما إن التوازن بين الأفكار والفرص هو أساس النجاح وصولا للإبداع، فعندما يجد المسؤول الفكرة المبدعة ويمتلك القدرة على استغلال الفرصة المتاحة عبر الإمكانات المتوفرة فإنِّه يستطيع بناء مشروع ناجح وتحقيق أهدافه.
إنَّ الأفكار الجيدة جواهر ثمينة، ترفع صاحبها متى ما استغلت جيدا وبالطريقة المناسبة، فيجب الاهتمام بالأفكار وإعطائها حقها، وليس المهم أن تكون الفكرة كبيرة وتحتاج لموارد مالية عالية حتى تكون ناجحة وذات قيمة، فهناك العديد من الأفكار البسيطة التي كسب منها أصحابها الملايين، وبعضها كانت سببا في رفد خزينة الدولة.
يقول الشاعر:
إذا كنت ذا عقل صحيح // فلا يكن عشيرك إلّا كل من كان ذا عقل
فذو الجهل إن عاشرته أو صحبته // يضلك عن عقل ويغويك بالجهل
رابط مختصر