في ختام أعماله.. مؤتمر وزراء الأوقاف يطالب بإعطاء فلسطين حقوقها المشروعة
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله- اختتم مساء اليوم المؤتمر التاسع لوزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية في دول العالم الإسلامي، الذي نظمته وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ـ تحت عنوان: (دور وزارات الشؤون الإسلامية والأوقاف في تعزيز مبادئ الوسطية وترسيخ قيم الاعتدال)، بمشاركة وزراء ومفتين ورؤساء مجالس إسلامية ب 62 دولة، والذي أقيم بمكة المكرمة.
أخبار متعلقة "البيئة" تختتم برنامجًا تدريبيًا لإعداد طلاب الجامعات لمواجهة تحديات سوق العملالنيابة العامة: إيقاف مواطن متهم بتزوير شيكات مصرفية بقيمة 40 مليون دولاروأشاد المؤتمر في بيانه الختامي الصادر اليوم، بجهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظهما الله ـ المبذولة في تعزيز الوسطية والاعتدال وخدمة الإسلام والمسلمين والبشرية جمعاء، كما يثمن المؤتمر جهود الدول الأعضاء في التنسيق والتعاون وتبادل الخبرات بين وزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية ودور الإفتاء والمجالس الإسلامية متطلعين إلى مزيد من العطاء في خدمة الشأن الإسلامي. .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } ختام المؤتمر التاسع لوزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية ختام المؤتمر التاسع لوزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية var owl = $(".owl-articleMedia"); owl.owlCarousel({ nav: true, dots: false, dotClass: 'owl-page', dotsClass: 'owl-pagination', loop: true, rtl: true, autoplay: false, autoplayHoverPause: true, autoplayTimeout: 5000, navText: ["", ""], thumbs: true, thumbsPrerendered: true, responsive: { 990: { items: 1 }, 768: { items: 1 }, 0: { items: 1 } } });
الموقف الثابت من القضية الفلسطينية
وأكد المؤتمر في بيانه أن هذا المؤتمر التاسع في مكة المكرمة قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم وبجوار بيت الله الحرام الذي جعله الله مثابة للناس وأمناً وربط الله بينه وبين المسجد الأقصى الذي بارك حوله في قوله تعالى (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا أنه هو السميع البصير)، على الموقف الثابت من القضية الفلسطينية العادلة وإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة وحمايته من الاعتداءات الوحشية والإبادة الجماعية ووقف العدوان على غزة وأهلها ، وحق الشعب الفلسطيني في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود سنة 1967 م وعاصمتها القدس الشرقية واستعادة كافة حقوقه المشروعة لتحقيق السلام العادل والدائم ويدعو المؤتمر المجتمع الدولي وكافة المنظمات الخيرية والإنسانية والإغاثية الرسمية والأهلية إلى دعم الشعب الفلسطيني والوقوف معه في محنته وإنهاء معاناته.
وحث المؤتمر ضرورة المحافظة على الجماعة ووحدة الصف واجتماع الكلمة لأنها من أعظم أصول الإسلام، عملاً بقوله تعالى: ((واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون)) آل عمران: 103 محذرين من كل ما يؤدي إلى الفرقة والخروج على جماعة المسلمين وأئمتهم لما في ذلك من المفاسد العظيمة من سفك الدماء واستباحة الأموال وانتهاك الحرمات وإذكاء الطائفية.
كما أكد المؤتمر على أهمية حماية القيم الأخلاقية والأسرية في المجتمعات، ورفضه لأي محاولات لفرض مفاهيم اجتماعية دخيلة أو أي صورة أخرى مزعومة للأسرة أو أي علاقات جنسية بديلة خارج إطار الزواج تخالف الفطرة السوية التي فطر الله الناس عليها.
وشدد المؤتمر على ضرورة مواجهة خطابات الكراهية ضد الإسلام والمسلمين ووضع برامج ثقافية ورؤى مستقبلية لمناهضة تشويه صورة الإسلام والتحريض على العنف على أساس الدين أو العرق، وفي هذا الإطار أعرب المؤتمر عن ترحيبه باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بشأن " تدابير مكافحة كراهية الإسلام " وتعيين مبعوث خاص للأمم المتحدة معني بمكافحة ( الإسلام فوبيا ).
توصيات المؤتمر
وصدر عن المؤتمر ثمان توصيات هي:
أولاً: تعزيز الدعوة إلى منهج الوسطية والاعتدال وتصحيح فهم الخطاب الديني ومحاربة الغلو والتطرف والانحلال وموجات الإلحاد والتأكيد على مسؤولية وزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية والإدارات الدينية والإفتاء والمشيخات في ترسيخ هذا المنهج من خلال تأهيل وتدريب الائمة والخطباء والدعاة وتكثيف البرامج في ذلك.
ثانيا: التوكيد على ضبط الفتوى وفق النصوص الشرعية بما يحقق المصالح ويدرأ المفاسد ويواكب مستجدات العصر ونوازله ويراعي حاجة المجتمعات مع الحذر من الفتاوى الشاذة والفتاوى في قضايا الأمة من غير الجهات الرسمية والمجامع العلمية المعتمدة .
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } ختام المؤتمر التاسع لوزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية ختام المؤتمر التاسع لوزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية var owl = $(".owl-articleMedia"); owl.owlCarousel({ nav: true, dots: false, dotClass: 'owl-page', dotsClass: 'owl-pagination', loop: true, rtl: true, autoplay: false, autoplayHoverPause: true, autoplayTimeout: 5000, navText: ["", ""], thumbs: true, thumbsPrerendered: true, responsive: { 990: { items: 1 }, 768: { items: 1 }, 0: { items: 1 } } });
ثالثأ: زيادة التنسيق والتعاون وتبادل الزيارات والخبرات والتجارب بين الدول الأعضاء في المؤتمر في مجال الشأن الإسلامي وتعزيز العلاقات مع الهيئات والمؤسسات والمراكز الإسلامية.
رابعاً: وضع برامج نوعيه لتعزيز قيم التسامح والتعايش تستهدف الوقاية والمعالجة لحماية المجتمعات من آفات الطائفية والعنف المبني على أساس الدين أو العرق.
خامساً: تعزيز المواطنة ووحدة الصف واجتماع الكلمة ونبذ التفرق والاختلاف لتحقيق الاستقرار في المجتمعات الإسلامية.
سادساً: استمرار العمل على تبادل التجارب والخبرات بين الدول الأعضاء في عمارة المساجد وصيانتها وتعزيز كفاءة منسوبيها وتوظيف كافة الإمكانات والتقنيات الحديثة بما يحقق تعظيم رسالة المسجد السامية حسياَ ومعنوياَ.
سابعاً: العمل على توظيف الإعلام ووسائل التواصل في خدمة ونشر رسالة الإسلام السمحة وقيمه الحضارية.
ثامناً: التعاون بين الدول الأعضاء وتبادل الخبرات في مجال الأوقاف وتفعيل دورها في تحقيق التنمية المستدامة وتوعية أفراد المجتمع ومؤسساته بأهميتها وأثرها الإيجابي على الفرد والمجتمع.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: التسجيل بالجامعات التسجيل بالجامعات التسجيل بالجامعات مكة المكرمة مؤتمر وزراء الأوقاف القضية الفسطينية المؤتمر التاسع لوزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية الدول الأعضاء article img ratio
إقرأ أيضاً:
فلسطين تستحق الغضب لأجلها
نقل المَقْرِي التلمساني في كتابه "نَفْح الطِّيب"، قول لِسَان الدِّين ابن الخطيب عن أحوال الأندلس قبيل سقوطها:
"وإن تَشَوَّفْتم إلى أحوال هذا القُطْر ومَن به مِن المسلمين، بمقتضى الدين المتين والفضل المبين، فاعلموا أننا في هذه الأيام ندافع من العدو تيارا، ونكابر بحرا زخَّارا، ونتوقع -إلا إن وقى الله تعالى- خُطوبا كِبارا، ونمد اليد إلى الله تعالى انتصارا، ونلجأ إليه اضطرارا، ونستمد دعاء المسلمين بكل قُطْرٍ استعدادا به واسْتِظْهارا، ونستشير من خواطر الفضلاء ما يحفظ أخطارا، وينشئ رِيحَ رَوْح الله طيبة معطارا، (..)، وهي شِدَّة ليس لأهل هذا الوطن بها عهد، ولا عرفها نَجْد ولا وَهْد، وقد اقتحموا الحدود القريبة، والله تعالى وليُّ هذه الأمة الغريبة، وقد جعلْنا مقاليد أمورنا بيد من يقوِّي الضعيف، ويدرأ الخَطْبَ المُخيف، ورَجَوْنا أن نكون ممن قال الله تعالى فيهم "الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل".
ونقل المقري التلمساني -كذلك- عمن وصفه بأنه صاحب مناهج الفكر:
"ولم تزل هذه الجزيرة [الأندلس] منتظمة لمالكها في سلك الانقياد والوفاق، إلى أن طَمَا بمُتْرفيها سَيْلُ العِناد والنفاق، فامْتازَ كلُّ رئيسٍ منهم بصَقْعٍ كان مَسقَطَ رأسه، وجعَلَه مَعْقِلا يعتصم فيه من المخاوف بأفْرَاسِه، فصار كل منهم يَشُنُّ الغَارَة على جارِه، ويحارِبُه في عُقْر دارْه، إلى أن ضعفوا عن لقاءِ عدوٍّ في الدين يعادي، ويراوح مَعاقِلَهُم بالعَيْث ويغادي، حتى لم يبق في أيديهم منها إلا ما هو في ضمانِ هدْنةٍ مُقَدَّرَة، وإتَاوَةٍ في كل عام على الكبير والصغير مُقَرَّرَة، كان ذلك في الكتاب مسطورا، وقدرا في سابق علم الله مقدورا".
عندما ألَّف تقي الدين بن المقريزي كتابه "المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار"، جعل العنوان كاشفا عن غايته ومقصده من كتابه، وتلك غاية التاريخ والقصص؛ العِظَة والاعْتِبار، وفي التنزيل "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب"، وما نورده عن الأندلس هنا ليس للتباكي، بل للاعتبار من حال الافتراق والتعادي، أو حال الانصراف عن نُصْرَةِ جماعةٍ تواجه "عدوّا في الدين يعادي، ويراوح مَعاقِلَهُم بالعَيْث ويغادي، حتى لم يبق في أيديهم منها إلا ما هو في ضمانِ هدْنةٍ مُقَدَّرَة".
في بداية مرحلة الطفولة نحفظ جميعا قصة الثيران الثلاثة التي أُكِلت تِباعا عندما انفرط عقد اتحادها، وهذا الدرس للأطفال، يحمل حكمة بعُمْر التاريخ البشري، ومع ذلك يظل البشر يقعون في خطأ تجاهل هذا الدرس. ولعل الدافع الرئيس للوقوع في الخطأ، هو المذكور نفسه في القصة، وهو الخوف من العدو القوي، في حين أن العِبرة تقول إن الاتِّحاد يَجْبُر نقص الآحاد، وإن المرء ضعيفٌ بنفسه، قويٌّ بإخوانه، ولو اتحدت الأطراف المنفردة، لأَوْجَعت الخَصْم الصَّائِل، ولكن هيهات أن يعتبر أولو الحُكم، والمتشبِّثين بمتاع الحياة الدنيا، وهو متاع قال عنه صاحب التنزيل: "فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل"!
إذَا انْصَرَفَتْ أذهانُ أولي الحكم عن درس الاتحاد، فلا عُذر للمحكوم أن ينصرف عن الدرس، ودرسُ الأندلس يقول إن الحكام المتآمرين على بعضهم، أرادوا الاحتفاظ بأوطانهم مقابل موالاة العدو، أو معاداة القريب، وأَمِنَ أتباعهم للحال باعتبار أنهم لا ناقة لهم ولا جمل في مسائل الحكم، فلما قوِيَ العدو، مدَّ سطوتَه وبطشَه على المحكوم قبل الحاكم، وألْحَقَ الصَّغار بالجميع. ومن هنا وَجَبَ على المحكومين أن يعلموا أن حكامهم إذا لم يكونوا ممتثلين لإرادتهم، لن يحفظوا لهم أرضا ولا عِرضا.
الإشكال الرئيس في مسألة الحكام والمحكومين أن الشعوب تحتاج إلى تنظيمات تقود عملية الضغط، وقد نتج عن انتكاسة الربيع العربي أن التنظيمات التي كانت تستطيع رفع صوتها، وعلى رأسها الإخوان المسلمين، قد انزوت على نفسها نتيجة البطش الأمني، أو صارت تخشى من التعبير عن نفسها لأن العالم يغض الطرف عن اعتقال الإسلاميين أو حتى قتلهم، فباتت تكلفة الاعتراض على الحكام شديدة الارتفاع، ولا سقف لها.
في مقابل هذا الإشكال، يأتي واجب الانتصار للمظلومين في فلسطين وغزة تحديدا، وأيّا كان الثمن، فإنه لا يمكن أن يبلغ بحال من الأحوال ما يقدمه أهل غزة الصابرة، والأَوْلى أن تبدأ التنظيمات السياسية غير الدينية في الخروج من انعزالها وترك أوهام أنها تحافظ على مكتسبات غير موجودة سوى في خيالها، كما تحتاج التنظيمات السياسية الدينية إلى رَفْعِ الصوت للضغط على الحكام من أجل فلسطين، إذ إن الفلسطينيين يستحقون أن نضحي معهم ولو بحُرِّيتنا، كما أن تحركات الضغط هذه ربما تحتاج إلى تجاهل الهتاف السياسي ضد هؤلاء الحكام أو المطالبة بإسقاطهم، في محاولة أخيرة كيلا يتذرعوا بهذه الحجة لقمع الاحتجاجات.
إن التواطؤ العربي ضد القضية الفلسطينية بلغ مستوى غير مسبوق، وسيكون مُخلَّدا في صفحات التاريخ السوداء، كما لا نزال نستذكر الخيانات التاريخية منذ آلاف السنين فيما وصَلَنا من روايات التاريخ، ونتيجة ما يحدث في فلسطين سيمتد إلى كل وطن عربي، فالمستعمِر لم يتوقف يوما عن نهب مقدراتنا رغم خروج قواته من بلادنا، واليوم أصبحت قواته تعود وتقترب وتنتشر في منطقتنا، عندما مرَّغَتْ جماعة صغيرة أنف وكيل القوى الاستعمارية في التراب، بمعدات محدودة، وقدرات بسيطة، وعندما هددت قوى الاستعمار بسحق مهاجمي الكيان البغيض، خرجت جماعات أخرى تقارعها على حدود بلدها الفقير المطحون.
إن لعنة وجود كيان الاحتلال لن ترحم أحدا، والصمت المطبق عن أهل غزة سيحل لعنة على الجميع، "واتقوا فتنة لا تصيبنَّ الذين ظلموا منكم خاصة".