بصمة فريدة.. ما الأسرار التي يخفيها دماغ المكفوفين؟
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
كشفت دراسة قادها علماء الأعصاب في جامعة جورجتاون الأميركية أن الجزء من الدماغ الذي يستقبل ويعالج المعلومات البصرية لدى الأشخاص المبصرين يطور نمط اتصال فريدا لدى الأشخاص الذين يولدون مكفوفين أو فاقدي البصر. ويقول العلماء إن هذا النمط في القشرة البصرية الأولية فريد لكل شخص، يشبه البصمة.
تشير النتائج، التي نشرت في 30 يوليو/تموز 2024 في مجلة "بي إن إيه إس"، إلى أن لهذا الاكتشاف تداعيات عميقة لفهم تطور الدماغ، ويمكن أن تساعد في إطلاق إستراتيجيات إعادة التأهيل واستعادة البصر المخصصة.
كان العلماء يعرفون أن القشرة البصرية لدى الأشخاص الذين يولدون فاقدي البصر تستجيب لمجموعة متنوعة من المحفزات، منها اللمس، الشم، تحديد الموقع بالصوت، استدعاء الذاكرة والاستجابة للغة. ومع ذلك، فإن عدم وجود خيط مشترك يربط المهام التي تنشط المناطق الأولية في القشرة البصرية قد حير الباحثين. تقدم الدراسة الجديدة، التي قادتها لينا أمارال، باحثة ما بعد الدكتوراه، وإيلا ستريم-أميت، الأستاذة المساعدة في علم الأعصاب في كلية الطب بجامعة جورجتاون، تفسيرا مقنعا: الاختلافات في كيفية تنظيم دماغ كل فرد نفسه.
قالت ستريم-أميت، التي تقود مختبر اللدونة الحسية والحركية في جامعة جورجتاون وفقا لموقع يوريك أليرت، "لا نرى هذا المستوى من التباين في اتصال القشرة البصرية بين الأفراد المبصرين، يكون اتصال القشرة البصرية عادة متسقا بشكل كبير، نمط الاتصال في الأشخاص الذين يولدون فاقدي البصر هو أكثر اختلافا عبر الأشخاص، مثل بصمة الفرد، ويكون ثابتا بمرور الوقت، لدرجة أن الشخص الفرد يمكن التعرف عليه من نمط الاتصال".
الدراسةشملت الدراسة عينة صغيرة من الأشخاص الذين ولدوا فاقدي البصر، وخضعوا لعمليات مسح بالرنين المغناطيسي الوظيفي على مدى عامين. استخدم الباحثون تقنية تصوير عصبي لتحليل الاتصال العصبي عبر الدماغ.
وتوضح الباحثة أمارال بقولها إن القشرة البصرية لدى الأشخاص الذين يولدون فاقدي البصر "أظهرت استقرارا ملحوظا في أنماط اتصالها بمرور الوقت، وجدت دراستنا أن هذه الأنماط لم تتغير بشكل كبير بناء على المهمة المطروحة، سواء كان المشاركون يحددون الأصوات، أو يحددون الأشكال، أو كانوا ببساطة يستريحون. بدلا من ذلك، كانت أنماط الاتصال فريدة لكل فرد وظلت مستقرة على مدى فترة الدراسة التي استمرت لمدة عامين".
اللدونة الدماغيةمن جهتها، قالت الباحثة ستريم-أميت إن "هذه النتائج تخبرنا كيف ينمو الدماغ. تشير نتائجنا إلى أن التجارب بعد الولادة تشكل الطرق المتنوعة التي يمكن أن ينمو بها دماغنا، خاصة إذا كبرنا بدون بصر. اللدونة الدماغية في هذه الحالات تتيح للدماغ النمو، وربما حتى لاستخدامات مختلفة للقشرة البصرية بين الأشخاص المختلفين الذين يولدون فاقدي البصر".
يفترض الباحثون أن فهم اتصال دماغ كل شخص بشكل فردي قد يكون مهما لتحسين الحلول لإعادة التأهيل واستعادة البصر للأفراد الذين يعانون من العمى، بناء على نمط الاتصال العصبي الخاص بكل منهم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات لدى الأشخاص
إقرأ أيضاً:
خميس الأسرار.. ذكرى العشاء الأخير ومسيرة الخلاص مع المسيح
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أحيا الأب أنطونيوس مقار إبراهيم، راعي الأقباط الكاثوليك في لبنان، اليوم خميس الأسرار، بكلمة روحية مؤثرة دعا فيها إلى التأمل العميق في أسرار هذا اليوم العظيم، الذي يختزل في طياته معاني الفداء والحب الإلهي والتواضع.
وقال الأب أنطونيوس: “في مثل هذا اليوم العظيم، خميس الأسرار، نتذكر الليلة الأخيرة في حياة يسوع الأرضية، حيث صُنع التاريخ الخلاصي الذي أعدّه الله عبر مسيرة طويلة مع شعبه، والتي بلغت ذروتها في العشاء الأخير، وغسل الأرجل، وتأسيس سرّي الإفخارستيا والكهنوت”.
وأضاف: “علينا أن نحتفل بهذه الذكرى لا فقط في يومها، بل في كل مرة نُقيم فيها ذبيحة العهد، لأن الحياة الأبدية التي منحنا إياها المسيح يجب أن تبقى هدفنا الأول والأخير”.
تواضع المسيح
وشدد الأب أنطونيوس على أهمية استذكار تواضع المسيح الذي غسل أرجل تلاميذه قائلاً لهم: “كما فعلت أنا بكم، افعلوا أنتم أيضًا بعضكم ببعض”، مشيرًا إلى أن هذا العمل البسيط يحمل في عمقه دعوة إلهية للعيش بمحبة وتواضع.
كما تطرق في كلمته إلى خيانة يهوذا وإنكار بطرس، مشيرًا إلى الفرق بين الاستسلام لليأس وبين التوبة والعودة إلى حضن المسيح، قائلاً: “إنّ دموع بطرس التي رافقت اعترافه بحبه للمسيح، حملت معنى التوبة الحقيقية، وجعلته شريكًا في حمل رسالة الخلاص”.
ودعا الأب أنطونيوس إلى التأمل في مسيرة يسوع من بستان الزيتون إلى الجلجلة، ومن الصليب إلى القبر، وصولًا إلى القيامة المجيدة، قائلاً: “هكذا حياتنا نحن أيضًا، مسيرة من الألم والرجاء، تبدأ في مذود التواضع وتنتهي بقيامة المجد، إذا تمسّكنا بكلمته وسهرنا معه”.
وختم بالقول: “خميس العهد، خميس الأسرار، هو تذكار تأسيس الكهنوت وغسل الأرجل. ليكن هذا اليوم مطبوعًا في قلوبنا ومسيرتنا، لنستحق في النهاية سماع صوته يقول لنا: تعالوا إليّ يا مباركي أبي، رثوا الملك المعد لكم”.
ودعا في الختام إلى الصلاة من أجل بعضنا البعض، شاكرًا الله على نعمة المشاركة في هذا السر العظيم.