لايلز يُعيد «أم الألعاب» إلى حقبة بولت
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
باريس (أ ف ب)
عاشت ألعاب القوى حقبة من الفراغ، منذ اعتزال الجامايكي الأسطوري أوسين بولت عام 2017، وذلك حتى جاء الأميركي نواه لايلز ليملأ الفراغ، ليس بفوزه المثير جداً في سباق 100 متر في أولمبياد باريس 2024، بل بأسلوبه واستعراضه اللذين لقيا استحسان رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى، البريطاني سيباستيان كو.
وأعاد لايلز على «استاد دو فرانس» لقب ملك السباقات إلى الولايات المتحدة، بعد غياب عنها منذ عام 2004، بعدما فاز بالذهبية بفارق 5 بالألف من الثانية فقط عن الجامايكي كيشاين تومسون.
وأضاف لايلز اللقب الأولمبي إلى العالمي الذي تُوج به صيف 2023 في بودابست، بعدما قطع المسافة بزمن 9.79 ثانية، وبالتحديد 9.784 ثانية، متفوّقاً بالصورة النهائية «فوتو فينيش» على تومسون صاحب الفضية «9.79 ثانية وبالتحديد 9.789 ثانية»، والأميركي الآخر فريد كيرلي، بطل العالم في يوجين عام 2022، صاحب البرونزية «9.81 ثانية».
وفشل الأميركيون في التتويج باللقب الأولمبي في سباق 100 متر في عهد الأسطورة الجامايكي أوسين بولت «2008 في بكين، 2012 في لندن، 2016 في ريو دي جانيرو»، وتعود المرة الأخيرة التي ظفر عداؤو الولايات المتحدة بالمعدن الأصفر في العرس الأولمبي إلى عام 2004 في أثينا، عندما حققه جاستن جاتلين.
وساد ترقب وإثارة كبيران عقب نهاية السباق بسبب صعوبة معرفة الفائز، كون أكثر من عداء وصل في توقيت واحد، وأخذ المنظمون وقتهم الكامل لفحص الصورة النهائية التي كشفت عن فوز لايلز، ليمحو الأميركي بذلك خيبة طوكيو 2021، عندما اكتفى ببرونزية سباقه المفضل 200 متر.
بالنسبة لكو، ما قدمه لايلز على أرض المضمار وما جلبه لألعاب القوى من استعراض يذكران بحقبة بولت الذي تُوج بثماني ذهبيات أولمبية قبل الاعتزال عام 2017.
وقال كو: «لا بد أن أكون حيادياً إلى حد ما، لكن إذا كنت أرتدي قبعة المروج، فإن فوزه كان مهماً لأنه يوجد الآن قصة تعيدنا إلى أراضي (حقبة) أوسين بولت».
ورأى أن «هذا مهم جداً، لأنه (لايلز) وجه معروف، إنه وجه يتحدث عنه الشباب الآن، أنا أعرف ذلك ليس فقط من وجودي في الملعب هنا، أو من وجودي في عالم ألعاب القوى، أنا أعرف ما يتحدثون (الناس) عنه، أعرف أصدقاء لي لديهم أطفال صغار، وهم الآن يتحدثون عن نواه لايلز في نفس السياق مع بعض من أبرز الرياضيين والرياضيات في العالم».
ولا يكتفي لايلز برغبة جمع الذهبيات مثل بولت، بل إن المتوّج بستة ألقاب عالمية يشارك الجامايكي أيضاً حبّ الاستعراض،
مستلهماً من الفترة التي قضاها مصمّماً أو حتى مغني راب، يحب لايلز مفاجأة الجماهير أثناء السباقات، حيث يركز على ثقافة البوب التي يعشقها، وأحياناً يصبغ شعره مثل شخصية من «دراجون بول مانغا»، يطلي أظافره.
بالنسبة للايلز، تشكّل «الألعاب الأولمبية منصّة رائعة بالنسبة لي للمساعدة في تطوير هذه الرياضة، كي يلاحظني الناس، أحتاج إلى هذه الميدالية الذهبية»، معتبراً أن ألعاب القوى حالياً فقدت الكثير من الاهتمام الجماهيري.
يحاول عاشق الموضة منذ العام الماضي أن يمنح رياضته شيئاً من الأناقة، من خلال المطالبة بأن يسير العداؤون على خطى لاعبي دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين الذين يستقطبون الكاميرات خلال دخولهم الملاعب قبل المباريات بملابسهم الفريدة.
قال لايلز لمجلة «تايم» إن لديه «الشخصية، السرعة، روح الاستعراض، والعقل التسويقي، أجعل الناس غير مرتاحين لأني اخترت ذلك»، في إشارة منه إلى من ينتقد أسلوبه الاستعراضي.
والأحد بعد فوزه المثير في السباق، دعا لايلز ألعاب القوى للقيام بعمل أفضل في الترويج لنفسها.
ويأمل العداء المقيم في فلوريدا الاستفادة أيضاً من نجاحه الأولمبي من خلال تأمين صفقة أحذية رياضية على غرار أسطورة كرة السلة الأميركية مايكل جوردان.
وعلق كو على ذلك بالقول: «أستطيع أن أفهم ذلك، هذا بينه وبين شركة أحذيته، لكن انظروا، ما يدركه ويتأمله هو أنه بدأ يتجاوز رياضته، وهذا ما نريد أن يفعله الجميع».
وقال كو: إن فوز لايلز بهذا الفارق الضئيل جداً، الذي هو أضيق هامش انتصار في نهائي 100 متر في تاريخ الألعاب الأولمبية الحديثة، قد أظهر عظمته، مضيفاً: «ما لديه هو ما يمتلكه جميع الأفراد العظماء والفرق العظيمة في الرياضة، هم يجدون طريقة للفوز عندما يكون هناك الكثير على المحك، وهذا ما فعله».
وأردف: «لم يكن متقدماً أبداً في هذا السباق حتى الإطار الأخير من تلك الصورة النهائية، لكنه وجد طريقة، لم يبرز في الدور الأول (من تصفيات السباق)، وفي نصف النهائي كان مقبولاً، لكن الليلة الماضية كانت مملكته».
ورأى كو أن احتضان لايلز لدوره شخصاً استعراضياً كان مثالاً لنجوم آخرين في هذه الرياضة، مضيفاً: «لطالما قلت إن الأداء هو جواز سفرك، لكن الترويج هو كل شيء، لا يكفي أن تكون مجرد بطل أولمبي آخر أو بطل عالمي آخر، يريد أن يملأ الملعب (بالجمهور) ويريد أيضاً أن يملأ المؤتمر الصحفي بالإعلاميين، في الواقع، ما يقوله مهم جداً للرياضة، وهناك أشياء قالها جعلتنا جميعاً نفكر بشكل مختلف قليلاً في بعض الأحيان».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: جامايكا ألعاب القوى بولت باريس أولمبياد باريس 2024 سيباستيان كو أميركا
إقرأ أيضاً:
التحالفات السياسية في العراق: هل هي لعبة جس نبض أم تحركات حاسمة؟
مارس 5, 2025آخر تحديث: مارس 5, 2025
المستقلة/- في تطور سياسي مثير، محمد الزيادي، النائب عن الإطار التنسيقي، كشف اليوم الأربعاء أن قانون الانتخابات في العراق لا يزال يشكل نقطة خلافية محورية بين القوى السياسية.
ورغم أن النقاشات حول تعديله أو الإبقاء عليه ما تزال مستمرة، إلا أن الإطار التنسيقي أعلن بشكل قاطع أن القوى السياسية التابعة له لن تذهب إلى الانتخابات المقبلة بقائمة موحدة، بل ستكون مقسمة إلى ست إلى سبع قوائم انتخابية، مع تحديد التحالفات لاحقًا بناء على نتائج الانتخابات.
التعديل أم الاستمرار؟التساؤلات حول تعديل قانون الانتخابات تصدرت حديث الأوساط السياسية مؤخرًا. رغم أن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أصدرت توجيهًا لفروعها في المحافظات، بما في ذلك إقليم كردستان، فإنها لم تُصدر بعد أي توجيه رسمي بشأن تغيير القانون أو الإبقاء عليه كما هو. هذا الغموض في الموقف يبدو كأنه محاولة للضغط السياسي على القوى الفاعلة في الساحة لتحقيق مكاسب معينة قبل أن تُحسم المسألة بشكل نهائي. ويبدو أن المفوضية في حالة انتظار لتوافقات سياسية قد تشهدها الفترة المقبلة، خاصة مع وجود تحركات سياسية مستمرة في الكواليس.
التحالفات السياسية: لعبة جس النبضوفي الوقت الذي يصرح فيه الزيادي عن وجود حراك سياسي بين القوى السياسية، سواء كانت مستقلة أو ناشئة، إلا أن هذا الحراك لا يزال مبهمًا ومبنيًا على أسلوب “جس النبض”. هل هذا يعني أن التحالفات المنتظرة ستحدث وفق المصالح السياسية دون الإعلان عنها بشكل علني؟ ومن خلال هذا التكتيك السياسي، تظل الساحة السياسية مفتوحة أمام مفاجآت قد تُغيّر ملامح الانتخابات القادمة بشكل غير متوقع.
التحديات والتوقعات القادمةالتوقعات تشير إلى أن الساحة السياسية في العراق قد تكون على موعد مع تحالفات سياسية جديدة، خاصة مع الوصول إلى مراحل متقدمة في النقاشات بين الكتل السياسية. ولكن هل هذه التحالفات ستكون ذات طابع تكتيكي يهدف إلى تعزيز القوى المتنازعة؟ أم أنها ستكون خطوة لتقوية النفوذ في ظل القانون الحالي أو المعدل؟ الأسئلة تظل مفتوحة، والأنظار متجهة إلى القرار الحاسم بشأن قانون الانتخابات.
الاختبار الأكبر: من سيكسب الرهان؟كل هذه التحركات السياسية تشير إلى أن العراق قد يكون أمام اختبار سياسي حاسم، بين من يستطيع تفكيك التحالفات القديمة وبناء تحالفات جديدة قادرة على تحقيق التغيير، وبين من سيظل متمسكًا بالوضع الراهن. وما إذا كانت تلك التحالفات ستنجح في تحقيق التوازن في المشهد الانتخابي أم ستكون مجرد تحالفات هشة لا تصمد أمام التحديات.
إذاً، ما الذي يخبئه المستقبل السياسي في العراق؟ وهل ستظل الكتل السياسية تدير لعبة التحالفات من خلف الستار أم أننا سنشهد صيفًا انتخابيًا ملتهبًا بالتحالفات والاتفاقات؟ التساؤلات تظل حاضرة، والجواب قد يكون أكثر إثارة مما نتوقع.