علي إبراهيم… شاب تحدى الإعاقة وواصل تعليمه متفوقاً
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
طرطوس-سانا
لم تحل الإعاقة الجسدية التي ولد بها الشاب علي إبراهيم من محافظة طرطوس دون تحقيق التميز والتفوق في جميع مراحله الدراسية بعد رحلة شاقة من الصبر والأمل.
” كان الأمر بالنسبة لي معركة حقيقية في التحدي والصبر والأمل خاضتها والدتي معي بتعبٍ وحب للوصول إلى النجاح رغم كل التحديات”، بهذه الكلمات بدأ الشاب علي حديثه لـ سانا الشبابية، مبيناً أنه طالب سنة رابعة في كلية الصيدلة بجامعة طرطوس وأنه لم يكن ليحقق طموحه لولا وجود والدته معه في كل لحظة.
ولفت علي إلى أن إعاقته ناجمة عن مرض خلقي يعرف بـ (تكوّن العظم الناقص) وهو اضطراب يعيق تشكّل ونمو العظام ويجعلها هشّة بشكل غير طبيعي تصبح معه عرضة للكسر بسهولة والجبر تلقائياً دون الحاجة لاستخدام الجبيرة، موضحاً أنه لا يزال حتى الآن بعمر الـ 22 عاماً يعاني منها ويتأقلم معها ما جعله بحاجة لرعاية خاصة اعتادت أمه على تقديمها له في المنزل والمدرسة والآن في الجامعة.
وتابع: حول مسيرة العلم والتفوّق التي كان الإصرار عنواناً لها حصلت على المرتبة الأولى على مستوى سورية للأشخاص ذوي الإعاقة في التعليم الأساسي عام 2017 وذات المرتبة في الثانوية العامة للفرع العلمي ثم اخترت دراسة اختصاص الصيدلة بسبب وضعي الصحي الذي كان عائقاً أمام دراستي للطب البشري.
النجاح معادلة بحاجة لعمل متكامل أساسه الإرادة من الشخص ذاته ودعم المحيطين من أهل وأصدقاء وجهات حكومية ومجتمعية ليحقق هدفه غير أن المسؤولية أكبر مع خصوصية الأشخاص ذوي الإعاقة ليكونوا منتجين في مجتمعاتهم وفق علي الذي يأمل بأن تتاح له فرصة إكمال تعليمه في الدراسات العليا ليكون ضمن كوادر الهيئة التدريسية بالجامعة ليضع ما تلقاه من علوم أمام طلاب الصيدلة.
وتحدثت والدة علي السيدة نجود فياض بفخر وألم عن رحلة معاناة ابنها مع المرض التي بدأت مع الأشهر الأولى لولادته ثم وفاة والده وهو بعمر ثلاث سنوات لتكون المعيل الوحيد له وترافقه كظله أينما كان.
وقالت: “وجدت في علي سرعة البديهة وقوة الملاحظة والقدرة على الاستيعاب والتذكر فاتخذت قراري بتعليمه ليكون حصولي على عمل إثر مسابقة توظيف لصالح مديرية التربية عام 2014 فرصة تمكنت من خلالها التنقل لأكون مع علي فلا أحد يستطيع أن يحمله أو يقدم له أي مساعدة غيري بسبب خطورة ودقة وضعه الصحي”.
وأضافت: علّمت علي حب الحياة وهو علمني حب الأمل لتتكلّل رحلتنا بتفوق كبير عنوانه إرادة وعزيمة وتخطّي صعوبات نفسية وصحية ومعنوية كبيرة، متمنية تحسين وضع شريحة الأشخاص ذوي الإعاقة تشريعياً ومجتمعياً ومراعاة خصوصية ومتطلبات كل فئة، متوجهةً للأهل بأن يؤمنوا بقدرات أبنائهم من ذوي الإعاقة وألا ييأسوا منهم ولا معهم، فلكل منهم طاقات وقدرات بناءة تحتاج وتستحق الوصول بها إلى غايتها.
فاطمة حسين
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: ذوی الإعاقة
إقرأ أيضاً:
رائد عبدالرحمن حجازي يكتب : وا … وطناه
وا … وطناه
رائد عبدالرحمن حجازي
وا … معتصماه هو نداء استغاثة من إحدى سيدات عمورية ( شرق الأناضول) وكانت تحت حكم الروم ، وقد وجهته للمعتصم الموجود في بلاد الرافدين .
أختلف المؤرخون حول سبب هذا النداء ، فمنهم من قال أنه أطلق من إمرأة في سجن النساء ومنهم من قال أنه من إمرأة في أحد الأسواق تعرضت للتحرش من جندي رومي ومنهم من قال أنه من إمرأة كانت تُسحل على يد عساكر الروم ومنهم من قال أنه من إمرأة كان الروم قد أغاروا على بلدتها .
بغض النظر عن السبب لكن الجميع أجمعوا على أنه نداء قطع مئات الأميال ليصل في نهاية المطاف للمعتصم والذي بدوره جهز جيشاً لأجل هذا النداء والتفاصيل تعرفونها .
احمد حسن الزعبي كاتب أردني ووطني أحب وطنه كتب عن الوطن وكتب للوطن وتغنى بسنابل قمحه الحورانية وذرات ترابه ودافع عن الضعفاء وأصحاب الحقوق ، لم يسرق ولم يختلس ولم يرتكب أي جناية مخلة بالشرف ها هو اليوم يقبع خلف شبك حديدي يمنع حروفه من التحليق في هواء الوطن كما يمنع عنه رؤية الزوّار ، شبك حديدي لا يفتح إلا بأمر السجان ، ومع ذلك استطاع أحمد أن يطلق صيحته من خلف هذه القضبان الحديدية ويقول : وا … وطناه .
لا أدري يا أحمد إن كان الوطن سيسمعك أو سيستجيب لندائك وهل من المعقول أن تكون المسافة التي قطعتها (وا … وطناه) أكبر بكثير من تلك المسافة التي قطعتها (وا … معتصماه)؟!