ناشونال إنترست: هل تستعد الصين لغزو تايوان؟
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
جددت المناورة العسكرية الصينية المسماة "السيف المشترك 2024-إيه" التي جرت في مضيق تايوان المخاوف من تصاعد التوترات في المنطقة، إذ تشير المناورات -وفق تقرير موقع ناشونال إنترست- إلى أهداف الصين العسكرية المحتملة مما يثير مخاوف باندلاع صراع.
وأصدر الجيش الصيني بعد المناورة مقطعا مصورا لمحاكاة هجوم برمائي على الجزيرة وفي منطقة هولاين، ويعتبر ذلك جزءا من حرب المعلومات المستمرة التي تشنها الصين والتي تهدف إلى تخويف تايوان وتثبيط الدعم الدولي.
وبحسب التقرير فقد طوق الجيش الصيني في 23 و24 مايو/أيار الماضي جزيرة تايوان بسفن وطائرات حربية، وجرت المناورات في مضيق تايوان وفي شمال الجزيرة وجنوبها وشرقها.
ويحذر من أن اعتياد تايوان للعمليات العسكرية الصينية في محيطها قد يسهم في تسهيل نجاح هجوم مفاجئ، ويشير إلى أن القوات الجوية الصينية غيرت من إستراتيجيتها الإقليمية لتشمل الهجوم بجانب الدفاع.
أبعاد التدريبات العسكريةووفق الموقع، فإن التهديدات العسكرية الصينية المتمثلة بالتصريحات الرسمية أو المناورات العسكرية هي إستراتيجية متكررة لجأت إليها الصين في السنوات الأخيرة، كرد فعل على أي شكل من أشكال الدعم الدولي تجاه تايوان.
ويشير التقرير إلى أن الصين نشرت في أبريل/ نيسان 2023 مقطع محاكاة عمليات عسكرية خلال زيارة الرئيس التايواني آنذاك تساي إنغ وين إلى الولايات المتحدة، كما قابل الجيش الصيني زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي آنذاك نانسي بيلوسي لتايوان في 2022 برد عسكري تضمن نشر العشرات من الطائرات الحربية في محيط الجزيرة وإطلاق صواريخ.
ويوضح موقع ناشيونال إنترست أن المقاطع المصورة والتهديدات العسكرية تهدف على المستوى المحلي لاستمالة القوميين الصينيين وإظهار موقف الحكومة الثابت اتجاه الوحدة الوطنية، وتهدف على المستوى الدولي إلى تصعيد التوترات عبر المضيق وردع الدول الأخرى من التعامل مع تايوان.
كما من شأن هذه المناورات معاقبة الحكومة التايوانية على سياساتها المستقلة، إذ حصلت مناورات "السيف المشترك 2024-إيه" بعد 3 أيام من أداء لاي تشينغ تي الذي تصفه الصين بأنه "انفصالي خطير" رئيسا جديدا لتايوان.
ويقول الموقع إن الترهيب العسكري الصيني أدى إلى انقسامات داخلية في تايوان، فبينما أدان مسؤولون حكوميون وأحزاب سياسية كبرى تصرفات الصين، واعتبروها استفزازات غير ضرورية تعمل على زعزعة استقرار البلاد، خص حزب المعارضة بالنقد سياسات الرئيس لاي تشينغ تي، ووصفها بأنها تزيد التوترات في المنطقة.
وحسب ناشونال إنترست، اتخذت الولايات المتحدة تدابير لمواجهة التهديد العسكري الصيني، بما في ذلك دعم الرئيس الأميركي جو بايدن لتايوان بـ15 صفقة أسلحة، وتعزيز التعاون العسكري بين البلدين لرفع قدرات تايوان الدفاعية.
وتقول الصين إن توسعها العسكري في المنطقة رد فعل على علاقة تايوان والولايات المتحدة، ولكن الموقع يشير إلى أن هذا التوسع جزء من إستراتيجية صينية طويلة الأمد.
ونشرت الصين في 2019 وثيقة تحدد إستراتيجيتها الدفاعية، وأكدت فيها ضرورة زيادة وجودها العسكري في بحر الصين الشرقي وتوسيع نفوذها إلى غربي المحيط الهادي، وتتضمن هذه الإستراتيجية القيام بدوريات منتظمة وإظهار القوة العسكرية الصينية في هذه المناطق.
وردا على ذلك عززت الولايات المتحدة وجودها في المنطقة من خلال إقامة 4 قواعد عسكرية في الفلبين، وتنفيذ تدريبات بحرية مشتركة، لدعم الاستقرار وحماية حرية الملاحة في المحيط الهادي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات العسکریة الصینیة الولایات المتحدة فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
نيويورك تايمز تكشف تفاصيل خفية عن الدعم العسكري الأميركي لأوكرانيا
نشرت صحيفة نيويورك تايمز عرضا لأهم النقاط في تقريرها المطول عن الشراكة العسكرية السرية بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، والتي وصفتها بأنها لم تكن معروفة من قبل، ولعبت دورا أكبر بكثير في تلك الحرب.
وقالت إن أميركا وأوكرانيا شكلتا على مدى ما يقرب من 3 سنوات قبل عودة الرئيس دونالد ترامب إلى السلطة شراكة عسكرية سرية شملت الاستخبارات والتخطيط الإستراتيجي والتكنولوجيا.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2يسرائيل هيوم: هذه هي الفجوة بين إسرائيل وحماس في المفاوضاتlist 2 of 2كاتب إسرائيلي: لسنا بحاجة للعيش في جيب أميركاend of listوبينما أعلن البنتاغون علنيا عن تقديم 66.5 مليار دولار مساعدات عسكرية لأوكرانيا، امتد الدور الأميركي إلى ما هو أبعد من إمدادات الأسلحة، إذ أثر بشكل مباشر على إستراتيجية المعارك وقدّم بيانات استهداف دقيقة.
وفيما يلي أهم النقاط حسب تقرير الصحيفة:
الولايات المتحدة قدمت معلومات استخباراتية للاستهداف من قاعدة سرية في ألمانياأصبح مركز عمليات سري في قاعدة الجيش الأميركي في فيسبادن بألمانيا محور تبادل للمعلومات الاستخباراتية بين أميركا وأوكرانيا، وكان الضباط الأميركيون والأوكرانيون يجتمعون يوميًا لتحديد الأهداف الروسية ذات الأولوية العالية.
واستخدمت وكالات الاستخبارات الأميركية والحليفة صور الأقمار الصناعية والاتصالات الملتقطة وإشارات الراديو لتحديد مواقع القوات الروسية. ثم قامت "فرقة التنين" (عملية أميركية سرية) بنقل الإحداثيات الدقيقة إلى القوات الأوكرانية لتنفيذ الضربات. ولتجنب الطابع الاستفزازي لهذه العمليات، أطلق المسؤولون الأميركيون على الأهداف اسم "نقاط اهتمام" بدلا من "أهداف عسكرية".
إعلان المخابرات الأميركية والأسلحة المتقدمة قلبت موازين الحربفي منتصف عام 2022، زوّدت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أوكرانيا بأنظمة هيمارس، وهي صواريخ موجهة بالأقمار الصناعية تتيح ضربات دقيقة تصل إلى 80 كيلوكترا.
في البداية، كانت أوكرانيا تعتمد بشكل كبير على المعلومات الاستخباراتية الأميركية لكل ضربة من هذه الصواريخ، وأدت هذه الضربات إلى ارتفاع الخسائر الروسية بشكل كبير، مما منح أوكرانيا ميزة غير متوقعة في ساحة المعركة.
"الخطوط الحمراء" الأميركية ظلت تتغيركانت إدارة بايدن حريصة على تأكيد أن الولايات المتحدة لا تخوض الحرب ضد روسيا بشكل مباشر، بل تقدم المساعدة لأوكرانيا فقط. ومع ذلك، توسع الدعم الأميركي تدريجيا ليشمل المزيد من العمليات السرية.
في البداية، كان إرسال جنود أميركيين إلى أوكرانيا محظورا تماما، لكن لاحقا تم إرسال فريق صغير من المستشارين العسكريين إلى كييف، ثم زاد العدد إلى نحو 36 مستشارا قرب الخطوط الأمامية.
في عام 2022، سُمح للبحرية الأميركية بمشاركة معلومات استخباراتية لتمكين الضربات الأوكرانية على السفن الروسية قرب شبه جزيرة القرم، كما قدمت وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أيه) دعما سريا للهجمات على السفن الروسية في ميناء سيفاستوبول.
في النهاية، سُمح للولايات المتحدة بدعم الضربات داخل روسياوبحلول عام 2024، سمحت إدارة بايدن للقوات الأميركية بمساعدة أوكرانيا في تنفيذ ضربات داخل الأراضي الروسية، لا سيما حماية مدينة خاركيف من الهجمات الروسية. ولاحقا، توسع الدعم الأميركي ليشمل ضربات صاروخية على مناطق روسية كانت تستخدمها موسكو لحشد قواتها وشن هجمات على شرق أوكرانيا.
في البداية، كانت سياسة الاستخبارات المركزية تمنعها من تقديم معلومات استخباراتية بشأن أهداف داخل روسيا، لكنها حصلت لاحقا على "استثناءات" لدعم ضربات أوكرانية محددة.
ففي 18 سبتمبر/أيلول 2024، استهدفت طائرات مسيرة أوكرانية مستودع ذخيرة روسي ضخم في "توروبيتس" بمعلومات استخباراتية قدمتها سي آي أيه، مما أدى إلى انفجار ضخم يعادل زلزالا صغيرا، وفتح حفرة بحجم ملعب كرة قدم.
إعلان الخلافات الداخلية في أوكرانيا أدت إلى فشل الهجوم المضاد في 2023على الرغم من النجاحات المبكرة في ساحة المعركة، فإن الهجوم المضاد الأوكراني في 2023 انهار بسبب الصراعات السياسية الداخلية.
وكان الجنرال فاليري زالوجني يخطط لشن هجوم رئيسي نحو ميليتوبول لقطع خطوط الإمداد الروسية، لكن منافسه الجنرال أولكسندر سيرسكي دفع باتجاه هجوم في باخموت بدلا من ذلك، وانحاز الرئيس زيلينسكي إلى سيرسكي، مما أدى إلى تقسيم الجهود العسكرية، وأضعف تقدم أوكرانيا، وفي النهاية سمح لروسيا باستعادة التفوق.
دور خفيويكشف التحقيق عن أن الولايات المتحدة لعبت دورًا حاسمًا ولكنه خفي في الجهود العسكرية الأوكرانية.
فمع تقدم الحرب، تعمق تورط الولايات المتحدة من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية والتخطيط العملياتي، وحتى تقديم الدعم السري في الهجمات داخل الأراضي الروسية.
وعلى الرغم من الدعم الأميركي، فقد أسهمت الانقسامات الداخلية في أوكرانيا في فشل الهجوم المضاد لعام 2023، مما جعل الزخم يعود لصالح روسيا في الحرب.