كيف سيؤثر فوز ترامب 2.0 على الاقتصادات الأفريقية؟
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، يتساءل المستثمرون وصناع السياسات في إفريقيا عن تأثير فوز محتمل لدونالد ترامب على اقتصادات القارة، في ظل بيئة سياسية مستقطبة، ومحاولة اغتيال، وقرار الرئيس جو بايدن بعدم الترشح، يبدو أن ترامب في الصدارة رغم تضييق الفجوة بينه وبين كامالا هاريس وفق استطلاعات الرأي.
تعتمد "اقتصاديات ترامب" على ثلاثة مبادئ رئيسية: الحمائية والقومية تحت شعار "أميركا أولًا"، الاقتصاد غير التدخلي، واستقلالية السياسة النقدية.
1. الحمائية والقومية:
- فرض الضرائب: طرح ترامب فكرة فرض ضريبة بنسبة 10% على جميع الواردات وضريبة تصل إلى 60% على الواردات من الصين. هذا قد يشعل حربًا تجارية جديدة، مما يؤثر على التجارة العالمية وسلاسل التوريد.
- إعادة التصنيع: استراتيجية إعادة التصنيع إلى الولايات المتحدة قد ترفع تكاليف التصدير إلى أمريكا، مما يؤدي إلى تعطيل سلاسل التوريد العالمية.
2. الاقتصاد غير التدخلي
- التخفيضات الضريبية وإلغاء القيود التنظيمية: شهدت فترة رئاسة ترامب الأولى ازدهارًا اقتصاديًا نتيجة لهذه السياسات، لكن الوضع المالي للولايات المتحدة الآن يثير تساؤلات حول إمكانية تكرار هذه الاستراتيجية.
3. استقلالية السياسة النقدية:
- التدخل في السياسة النقدية: وصف ترامب رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، بأنه عدو بسبب رفع أسعار الفائدة، مما قد يقوض مصداقية البنك في مكافحة التضخم.
الظروف العالمية وتأثيرها على إفريقياالعالم اليوم يواجه تحديات عديدة، منها آثار كوفيد-19، والحروب في أوكرانيا وغزة، وتراكم الديون، والضغوط التضخمية. هذه العوامل تجعل تبني سياسات ترامب دون مراعاة الظروف الحالية ضارًا بالاقتصاد العالمي الهش.
النمو والتضخم والأسواق المالية:- توقعات البنوك: تشير توقعات جولدمان ساكس ويو بي إس وويلز فارجو إلى تأثيرات سلبية على النمو الصيني والناتج المحلي الإجمالي الأمريكي. التركيبة السياسية لمجلسي النواب والشيوخ ستحدد مدى قدرة ترامب على تنفيذ أجندته.
التأثيرات المحتملة على الدول الأفريقية1. الاقتصاد
- ارتفاع معدلات التضخم وقوة الدولار: قد يؤدي ذلك إلى ارتفاع تكاليف خدمة الديون الأفريقية وزيادة ضغوط التكلفة، مما يؤثر على اقتصادات القارة بشكل سلبي.
- الحروب التجارية: قد تجد الدول الأفريقية نفسها في مرمى نيران حرب تجارية تشمل شركائها التجاريين الرئيسيين، مما يعيق النمو ويعطل سلاسل التوريد.
2. التجارة:
- مراجعة الترتيبات التجارية: إدارة أمريكية أكثر تشددًا قد تراجع ترتيبات مثل قانون النمو والفرص في إفريقيا، مما يقوض منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية.
3.الاستثمارات والمساعدات:
- تراجع الاستثمارات: التراجع عن الاستثمار وخفض المساعدات من المانحين قد يكون مدمرًا، خاصة في مجالات تغير المناخ والرعاية الصحية.
الفرص المتاحة لإفريقيا
رغم التحديات، قد تكون هناك فرص للدول الأفريقية:
- ملء الفراغ في سلاسل التوريد العالمية: قد تفتح استراتيجيات ترامب المناهضة للصين أبوابًا للأسواق الأفريقية لتعزيز حضورها في سلاسل التوريد العالمية.
- الشراكات التجارية: برنامج "ازدهار إفريقيا" الذي أطلق في 2019 بهدف زيادة التجارة والاستثمار بين البلدين، قد يوفر فرصًا مربحة إذا تمكنت الدول الأفريقية من التكيف مع إعادة التنظيم الجيوسياسي.
الدول الأفريقية ذات العقلية التجارية، مثل كينيا، التي تقدم عائدًا على الاستثمار وتتوافق عروضها مع الأولويات الأمريكية، مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية، قد تكون الفائز الأكبر.
النجاح يتطلب من الدول الأفريقية التعامل بذكاء مع غرور ترامب والتكيف مع المشهد الجيوستراتيجي المعقد.
في النهاية قد يكون تأثير فوز ترامب الثاني على إفريقيا معقدًا، حيث يتطلب من الدول الأفريقية الاستعداد لمواجهة التحديات واستغلال الفرص المتاحة بحكمة. في النهاية، ستتحدد النتائج بناءً على كيفية تعامل إفريقيا مع السياسات الأمريكية المتغيرة والظروف العالمية المستجدة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: ارتفاع معدلات التضخم أفريقيا الاقتصادات الافريقية الانتخابات الرئاسية الأمريكي الانتخابات الرئاسية الامريكية الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب رئاسة ترامب كامالا هاريس انتخابات الرئاسية الأمريكية الولايات المتحدة التجارة العالمي الدول الأفریقیة سلاسل التورید
إقرأ أيضاً:
أبو الغيط: التعاون مع الدول العربية يساهم في مواجهة التحديات العالمية وتجاوز دوامة الأزمات
أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن التعاون مع الدول العربية بما لديها من إمكانات ومقدرات وطاقات وتجارب سوف يحمل قيمة مضافة معتبرة، وسيساهم في مواجهة التحديات العالمية الراهنة وتجاوز دوامة الأزمات المتواصلة التي تواجهها الدول النامية.
وقال أبو الغيط خلال كلمته في أعمال الدورة الحادية عشر لقمة منظمة الدول الثمانية النامية للتعاون الاقتصادي، إن التحولات على صعيد الاقتصاد العالمي، خاصةً في ضوء عدم اليقين الجيوسياسي والتنافس المتصاعد بين القوى الكبرى تدفع العالم إلى أتون الحروب التجارية وتبني السياسيات الحمائية وعلى الدول النامية أن تواجه هذا الواقع الجديد بسياسات تكامل جادة من أجل الحفاظ على المكتسبات التي تحققت بخروج الملايين في هذه الدول من براثن الفقر المدقع خلال العقود الماضية.
وأشار إلى أن الدول النامية ومجموعة الجنوب تحتاج إلى بلورة رؤية مشتركة حيال القضايا الكبرى للاقتصاد العالمي، وهي قضايا ستكون محل تجاذب شديد في الفترة المقبلة مثل أعباء التغيير المناخي وأسعار الطاقة والتحول الطاقوى، وآثار الذكاء الاصطناعي على النمو الاقتصادي، وسياسات مكافحة الفقر على صعيد عالمي إلى غير ذلك من القضايا.
وأكد على أن الجامعة العربية تولى اهتماماً خاصة، من خلال مجالسها المختلفة ومنظماتها المتخصصة، لكافة هذه القضايا ولديها استعداد كامل لتبادل الخبرات والتجارب والأفكار مع كافة الأطراف الصديقة بشأنها.
وشدد أبو الغيط على أن قمة اليوم التي تحتضنها جمهورية مصر العربية، سوف تمثل نقطة انطلاق جديدة نحو مستقبل مزدهر من خلال الدفع بمزيد من التعاون فيما بين دول مجموعة الثمانية، وبين دول المجموعة والأطراف الأخرى وعلى رأسها دول الجامعة العربية مما يفتح آفاقاً جديدة من الفرص الاقتصادية والتنموية.