تجنيد الحريديم .. ويهودية أسرائيل
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
طفت علي السطح مجددا أزمة إجبار اليهود المتدينين ( الحريديم ) في جيش الاحتلال وذلك بعد قرار المحكمة العليا الإسرائيلية بفرض تجنيد اليهود الحريديم في الجيش، وهو قرار احدث ازمه داخل المجتمع الاسرائيلي خاصة بعد احداث 7 اكتوبر والحرب التي يخوضها جيش الاحتلال الإسرائيلي قي قطاع غزه والتي تتسع رقعتها وقد تمتد الي الدخول في حرب مع حزب الله في جنوب لبنان ومع الخسائر البشرية الكبيرة لإسرائيل في قطاع غزةوالتي أشار إليها قادة جيش الاحتلال مما دعا وزير الدفاع يوآف غالانت إلى سن قانون جديد يلغي إعفاءات التجنيد والخدمة العسكرية التي يحظى بها اليهود المتشددون (الحريديم).
ويُلزم القانون معظم الإسرائيليين بالخدمة في جيش الاحتلال الإسرائيلي ماعدا طلاب المدارس الدينية اليهودية الذي يتم إعفاؤهم منها منذ عقودوأصبح الإعفاء المعمول به منذ عقود محل خلاف واسع في إسرائيل، خاصة مع بداية الحرب على غزة وتزايد حدة الصراع مع حزب الله على الحدود مع لبنان وبات إعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية أكثر إثارة للجدل، لأن الجيش الإسرائيلي يتألف في الأغلب من جنود في سن المراهقة وعدد من المدنيين الأكبر سنا يتم استدعاؤهم للاضطلاع بالخدمة العسكرية الاحتياطية، فضلا عن أنها خدمة منهكة بسبب الحرب متعددة الجبهات في غزة وجنوب لبنان
وقد عارض قادة من المتدينين اليهود التجنيد في جيش الاحتلال الإسرائيلي معتبرين أن دورهم يتمثل في دراسة التوراه ويرى اليهود المتدينون الذين يشكلون 13 بالمئة من سكان إسرائيل البالغ عددهم 10 ملايين نسمة أن الإعفاء من التجنيد هو أمر حيوي لمنع انصهار أفراد مجتمعاتهم في الجيش، وهو أمر قد يصطدم مع عاداتهم المحافظة ومعتقداتهم إلا أن هناك تقارير أعلامية أشارت الي رغبة متدينين يهود في التجنيد بالجيش للمشاركه في الحرب رغم أعفائهم رسميا من هذه المهمه وانه تم تجنيد ما مجموعه 1200 من اليهود المتشددين في الجيش
بينما يعارض العلمانيين عدم تجنيد الحريديم في الجيش الإسرائيلي معتبرين أن ذلك يكسبهم ميزات عن باقي المجتمع الإسرائيلي تفوق ما يقدمون من خدمات لإسرائيل فقد اعتبر زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد أن عدم تطبيق قرار المحكمة العليا بتجنيد المتدينين اليهود (الحريديم) "خيانة للجيش"، باعتباره أصبح قانونا موضحا أن تل أبيب "تحارب في أكثر من جهة وأن الجيش الإسرائيلي ليس لديه ما يكفي من الجنود، وإذا لم نقاتل معا فسوف نموت معا كما اعتبر أفيغدور ليبرمان زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أن قرار المحكمة العليا يمثل خطوة مهمة على طريق التغيير التاريخي.
واعتقد ن قرار اجبار المتدينين اليهود على الدخول الى التجنيد الاجباري يعني
من اليوم أن اسرائيل ليست دولة يهودية فقط حيث سيتم أيضا إجبار العرب على الدخول الى التجنيد الاجباري فإسرائيل اليوم ليست ما قبل 7 اكتوبر وبالتالي كل من يحمل هويتها مجبر أن يشارك في خدمتها ومعاركها وحمايتها مادام يحمل الهويه الاسرائيليه فاسرائيل اليوم تحارب في ٧ جبهات وبالتالي تحتاج الي كل فرد في المجتمع الإسرائيلي سواء يهود متدينين او علمانيين او حتي غير يهود ماداموا يحملون الهويه الاسرائيليه ان يحاربوا في صفوفها
وبموجب هذا القانون تكون اسرائيل قد كرست هويتها كدولة يهودية ليبراليه وعلمانيه بمواصفات محددة غربية وديموقراطية تمكنها من الاحتفاظ بالتأييد والدعم الغربي من جهة ومن استقطاب ولاء الغالبية الفاعلة ليهود العالم من جهة ثانيةويبقيها كمركز مسيطر للحركة الصهيونية العالمية من جهة ثالثةكما انها تعتبر ملجأ آمن ومزدهر لمستوطنيها اليهودومن يتم تهويدهم لإبقائهم في خدمتها وضمان استقرارهم في موطنهم الجديد ولاجتذاب يهود العالم ومن يتم تهويدهم للتجند عند الحاجة لأداء دورها العام الاستعماري الإمبريالي
كما يعمل علي تعزيز مكانة يهود العالم ودعم استمرار تمايزهم وتعظيم مكتسباتهم وتقوية نفوذهم وتعزيز دورهم في صنع السياسة الداخلية والخارجية في موطنهم لإدامة الدعم والحماية الخارجية لإسرائيل و الإبقاء على التعبئة العامة والجاهزية العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية لمواجهة تداعيات سلوكياتها العدوانية التي يقتضيها الوفاء بدورها الوظيفي العام كقاعدة استعمارية متقدمة للقوى الغربيه المتنفذة وعلي رأسها أمريكا مكلفة بتأمين وحماية مصالحهم الحيوية في عموم المنطقة بكلفة سياسية واقتصادية وعسكرية مقبولة
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الحريديم اليهود اليهود الحريديم في الجيش جیش الاحتلال فی الجیش من جهة
إقرأ أيضاً:
ماذا تكشف استقالات قادة الجيش الإسرائيلي؟
في تطور لافت يعكس تصاعد التوتر داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، أعلن رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي، استقالته والتي ستدخل حيز التنفيذ في 6 مارس/آذار المقبل، لتصبح الحدث الأبرز بعد أيام قليلة من وقف الحرب في غزة.
استقالة هاليفي ليست الوحيدة، بل تأتي ضمن سلسلة من الاستقالات المتتالية داخل القيادة العسكرية الإسرائيلية، إذ تبعتها بساعات قليلة استقالة قائد القيادة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي، يارون فنكلمان، كما تم الإعلان بعدها عن توقع تقديم كل من قائد سلاح الجو الجنرال تومر بار، وقائد سلاح البحرية الجنرال ديفيد ساعر استقالتيهما، وقبل ذلك كانت استقالة أمير برعام نائب رئيس هيئة الأركان.
وتأتي هذه الاستقالات في ظل تحديات كبرى تواجه جيش الاحتلال الإسرائيلي، واللافت أن ما كان يعتبر في الماضي مسألة داخلية ضمن صراعات محدودة، أصبح اليوم يطرح بشكل واضح ومكشوف، هذا المشهد المتأزم يطرح تساؤلات حول قدرة جيش الاحتلال على استعادة توازنه بعد موجة إخفاقات عصفت به.
اعتراف بالفشلفي اعتراف صريح يعكس عمق التصدع داخل الجيش الإسرائيلي، أقرّ هاليفي وفنكلمان بفشل الجيش في التصدي لعملية طوفان الأقصى التي نفذتها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
إعلانهذا الاعتراف، أعاد تسليط الضوء على أكبر الإخفاقات الأمنية التي واجهتها المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، حيث أكد هاليفي تحمّله المسؤولية الكاملة عن ما وصفها بـ"الانتكاسة"، مشيرًا إلى أن قراره بالاستقالة جاء بعد تقييم شامل للوقائع وتداعياتها.
وقبيل استقالة هاليفي، كانت رسالة الاستقالة التي بعث بها نائبه، أمير برعام، الأسبوع الماضي، قد أثارت موجة من التساؤلات داخل إسرائيل، وأشار خلالها إلى قضايا إستراتيجية وأمنية حساسة تتعلق بمستقبل الجيش.
شكّلت هذه الخطوة تمهيدًا واضحًا لتفاقم الأزمة، التي بلغت ذروتها مع استقالة قادة الجيش، وقد أشار برعام في رسالته إلى ضرورة إجراء تغييرات جذرية في السياسات العسكرية من أجل مواكبة التحديات المستقبلية، وهو ما فسره البعض كتعبير عن عدم توافقه مع القيادة العسكرية المستقيلة.
ويُعتبر ما حدث من استقالات، بمنزلة إشارة قوية لما يجري داخل صفوف القيادة العليا للجيش الإسرائيلي، وفقًا لما أكده.
ويؤكد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في الجامعة الأردنية، أيمن البراسنة أن هذه الاستقالات نادرة الحدوث في الجيش الإسرائيلي، وهي تعكس حجم الفشل الذي تشهده المؤسسة العسكرية.
يقول البراسنة في حديثه لـ"الجزيرة نت" إن نهاية الحرب في غزة كان لها تأثير كبير على الأوضاع الداخلية في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، مضيفا أن هذه الاستقالات لم تكن مجرد تعبير عن اختلافات في وجهات النظر حول كيفية إدارة الحرب، بل كانت مؤشرا إلى انعدام الاستقرار الداخلي الذي عانت منه القيادة العسكرية على مدار 15 شهرا من الحرب، وهو ما كان يتم إخفاؤه سابقا.
ووفقا لمراقبين فإن الأزمة ليست جديدة، ومن المؤشرات الدالة عليها التوتر الواضح في العلاقة بين برعام وهاليفي بسبب خلافات حول مسار الحرب على غزة، والذي ظهر بوضوح في التسريبات الصحفية السابقة.
إعلانفقد أشار برعام في رسالة استقالته، إلى أن قدرته على تقديم المساعدة كقائد نائب قد أصبحت محدودة، مما دفعه إلى اتخاذ قراره في الوقت المناسب، حيث كانت شدة الحرب قد تراجعت ولم يكن هناك قتال نشط في لبنان أو سوريا.
ويصف الكاتب والمحلل السياسي الدكتور عبد الحكيم القرالة توالي الاستقالات السابقة، وما قد يليها في الأيام القادمة، بأنه تحول دراماتيكي وخطوة غير مسبوقة في التاريخ العسكري الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن هجمات حماس مثلت حدثًا أمنيًا كبيرًا لا تزال إسرائيل تدفع ثمنه وتتخبط به حتى الآن.
أمير برعام (وسط) يعد من بين 4 مرشحين بارزين لتولي رئاسة الأركان في الجيش الإسرائيلي (الفرنسية) إعادة هيكلة محتملةيتفق الخبراء الذين قابلناهم على أن استقالة هاليفي ونائبه، وكل ما قد يليها من استقالات، تشير إلى بداية تغييرات جذرية في هيكلية الجيش الإسرائيلي وقيادته العليا. هذه التغييرات قد تشمل اختيار قيادة جديدة برؤية مغايرة، مما قد يؤدي إلى تعديل السياسات الأمنية والعسكرية.
وترى صحيفة معاريف في تقرير لها أن من أهم المكتسبات التي حققها وزير الدفاع يسرائيل كاتس من استقالة هاليفي، هو التمهيد لتجنيد المتشددين الحريديم في الجيش الإسرائيلي، إذ مثل هاليفي العقبة الأصعب أمام وزير الدفاع للقيام بهذه المهمة بعد يوآف غالانت، الذي سبق وقدم استقالته.
ومع ذلك، قد تكون هذه التغييرات مجرد محاولة لتحسين صورة الجيش الإسرائيلي داخليًا، دون معالجة جذرية للفشل العسكري والسياسي في مواجهة التحديات في غزة، مما يعكس فشلًا مستمرًا في إدارة الصراع بشكل فعال.
يقول ضيف الله الدبوبي، الخبير العسكري والإستراتيجي، إن جيش الاحتلال يتبع تقليدًا يتمثل في تغيير رئيس هيئة الأركان كل 3 سنوات، وهي فترة كافية لتنفيذ إستراتيجيات وتحقيق أهداف عسكرية، مع إمكانية تمديد فترته لمدة عام بناءً على قرار من مجلس الحرب المصغر، إلا أن استقالة هرتسي هاليفي جاءت بعد فترة قصيرة من توليه المنصب مما يشير إلى وجود ضغوط كبيرة وصراعات داخلية جميعها بالضرورة متعلقة بالحرب الإٍسرائيلية.
إعلانوتدور التقديرات حول أن رئيس الأركان المقبل سيكون واحدا من 4 مرشحين، اثنان سبق وخدما في منصب نائب رئيس الأركان وهما الجنرالان إيال زامير وأمير برعام وقائدا الجبهة الشمالية أوري جوردين والجبهة الداخلية رافي ميلو.
ومع ذلك، تشير التحقيقات إلى إدانتهم جميعًا في الإخفاق في وقف هجمات حماس، باستثناء قائد المنطقة الشمالية اللواء أوري جوردين. وبناءً على ذلك، يبقى اللواء جوردين المرشح الأقوى لاستلام المنصب، بحسب تقديرات الدبوبي.
من جانب آخر، يشير ضيف الله الدبوبي إلى أن استقالة برعام المبكرة وقبل صدور نتائج التحقيقات تعكس غضبه واستياءه من طريقة تعامل الإدارة السياسية مع الوضع العسكري، وهي بمثابة رسالة احتجاج قوية ضد إدارة الحرب والسياسات التي أسفرت عن فشل إستراتيجي في التعامل مع التهديدات الأمنية.
ومع ذلك، يقول الدبوبي إن الظروف الحالية، بما في ذلك اتفاق وقف إطلاق النار في غزة واختلاف الآراء بشأنه تشير إلى أن عملية التعيينات في هيئة الأركان قد تتأجل، مما يعقد الأمور بشكل أكبر. إلا أن المؤكد هو أن هيئة الأركان تمر بمرحلة عصيبة وغير مسبوقة.
ويتوقع البراسنة، أن يتصاعد التوتر داخل المؤسسة الأمنية والعسكرية في إسرائيل، وقد ينعكس ذلك على مستوى التنسيق بين الشاباك والجيش، ومع الضغوط المتزايدة لإصلاح الهيكلية الأمنية، يُتوقع أن يشهد الشاباك سلسلة من التغييرات في قيادته، هذه التوترات قد تؤثر على قدرته على مواجهة التهديدات المستقبلية بشكل فعال.
أوري جوردين المرشح الأقوى لتولي رئاسة الأركان بحسب تقديرات الدبوبي (الفرنسية) تنصل من المسؤوليةوعلى ضوء هذه التطورات، فإنه من المحتمل أن يسعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للاستفادة من الاستقالات داخل المؤسسة العسكرية عبر استخدامها كأداة لإلقاء اللوم على القيادة العسكرية، في محاولة للتهرب من الاتهامات بالتقصير التي تلاحقه منذ طوفان الأقصى.
إعلانوأشار الكاتب يوسي فيرتر في صحيفة هآرتس إلى ذلك، حين قال إنه باستقالة هاليفي، فإن الحكومة لم تنجُ من الفشل فحسب، بل نجحت أيضا في تعزيز أهدافها، وعلى رأسها تطهير القيادة العليا في الجيش الإسرائيلي، وتعزيز الرواية التي بموجبها يتحمل الجيش وحده المسؤولية عن الإخفاقات.
وفي السياق، يرى القرالة أن الاستقالات قد تصب في مصلحة نتنياهو، والواضح من مسار التطورات أن هناك "انعدام للثقة" بين المستويين السياسي والعسكري وأن الانتقادات الموجهة لهاليفي تعكس بوادر "حرب جنرالات" داخل الجيش الإسرائيلي.
يتفق البراسنة مع ذلك، ويشير إلى أن نتنياهو قد يسعى إلى تعزيز مكانته من خلال دعم وزير الدفاع وتعيين رئيس أركان يتماشى مع رؤيته، مما يمنحه فرصة أكبر للسيطرة على القرارات العسكرية المستقبلية وخلق توافق سياسي وعسكري يخدم أجندته.
ويشير الخبيران إلى أن بنيامين نتنياهو لطالما سعى إلى إبعاد من يختلفون معه في الرأي والتوجهات بشأن إدارة الصراع في غزة ولبنان، وهو ما تجسد بالفعل في استقالة رئيس الأركان الإسرائيلي.
ومع ذلك، تتجه آراء الخبراء إلى أن استقالة الجنرالات، بما في ذلك استقالة رئيس الأركان، تشير إلى أن الوضع في إسرائيل على موعد مع مزيد من الانقسامات، وقد نشاهد سيناريو متعلقا بحل الكنيست والدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة، مع احتمال عدم إعادة انتخاب نتنياهو، وصولًا إلى محاكمات متعددة قد تقوده إلى السجن، وربما تشمل أيضًا جنرالات عسكريين كبارا.
وفي هذا الصدد، يقول البراسنة إن النزاعات انعكست بشكل كبير على حالة الاستقرار الداخلي، وعمقت شعور الإسرائيليين بالقلق إزاء فعالية الحكومة في حماية أمنهم، بينما يرى آخرون أن الجيش فقد قدرته على توفير الحماية المطلوبة.
خبيران: نتنياهو (وسط) سعى إلى إبعاد من يختلفون معه في الرأي وهو ما تجسد في استقالة هاليفي (يمين) (الأناضول) صراعات مكشوفةكان من المعتاد أن تُدار مثل هذه الخلافات بعيدًا عن الأضواء، إلا أن الإعلام الإسرائيلي بدأ مؤخرًا في تسليط الضوء عليها وجعلها جزءًا من النقاش العام. هذا التحول يعكس تغيرًا في مواقف الرأي العام الإسرائيلي، وزيادة في الحساسية تجاه القضايا الداخلية التي كانت تُعتبر في السابق من المواضيع المحظورة والممنوعة من النقاش.
إعلانويقول أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية أيمن البراسنة إن العلنية في نشر الخلافات تعكس أيضًا تآكل "القداسة" العسكرية التي لطالما حافظت عليها إسرائيل في المجال العام، وهو أمر يضعف من هيبة المؤسسة العسكرية ويبعث برسالة ضعف إلى المجتمع الإسرائيلي أولًا ثم إلى خصومها.
وكانت صحيفة "معاريف" قد وصفت استقالة نائب رئيس الأركان الإسرائيلي بأنها "زلزال"، وهو وصف يعكس حجم الصدمة التي أحدثتها في صفوف الجيش.
فهذه الاستقالات لم تكن مجرد انتقال لشخص من منصب إلى آخر، بل هي مؤشر على مشكلة داخلية دفعت الإعلام الإسرائيلي إلى تجاوز الصمت والتكتم.
يعزو البراسنة، السبب الرئيسي لهذا التحول، إلى الضغط الشعبي المتزايد، بالإضافة إلى ذلك، فإن تراشق الاتهامات بين القادة أثار اهتمام الإعلام، الذي وجد نفسه أمام فرصة لفتح ملف الشفافية والمساءلة. هذه الديناميكية الجديدة لا تعكس فقط تغيرًا في طريقة تناول الإعلام للقضايا العسكرية، بل أيضًا أزمة عميقة في الثقة بين القيادة والجمهور الإسرائيلي.
كما أن هذه التحولات تكشف ضعفا كبيرا في إدارة الصراع، إذ كشفت الحرب الإسرائيلية على غزة صغر الإدارة الإسرائيلية وعجزها عن تحقيق أهدافها الأمنية والسياسية، كما لعب الإعلام الإسرائيلي دورًا بارزًا في فضح هذه الإخفاقات، حيث لم يعد قادرًا على إخفاء التصدعات الداخلية والضغوط التي يتعرض لها الكيان على الصعيدين العسكري والسياسي.