أم أسرى جنين .. من هي الشهيدة وفاء جرار؟
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
#سواليف
استشهدت #الأسيرة_الفلسطينية السابقة #وفاء_جرار (50 عاما) اليوم الاثنين متأثرة بإصابات خطيرة تعرضت لها أثناء اعتقالها من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي في مدينة جنين بشمال الضفة الغربية في مايو/أيار الماضي.
وتم الإعلان عن استشهاد جرار، وهي زوجة الأسير عبد الجبار جرار القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالضفة الغربية والمعتقل منذ 5 أشهر بالسجون الإسرائيلية، بعد نقلها لمستشفى ابن سينا التخصصي في جنين.
وأفاد نجلها بأن حالتها تدهورت بشكل خطير وتعرضت لانتكاسة خلال الأيام الماضية، مما استدعى إعادتها إلى قسم العناية المكثفة بالمستشفى.
مقالات ذات صلة إعلام عبري: 3 عمليات إطلاق نار تستهدف مستوطنة في غور الأردن 2024/08/05بدأت قصّة الأسيرة الجريحة وفاء جرّار (48 عاماً) عندما اعتقلها الاحتلال مساء يوم الثلاثاء 21/5/2024، ثم أعلم أهلها بعد ساعاتٍ قليلة أنها أصيبت إصابة خطيرة ادعى أنها نتجت عن انفجار عبوة في الجيب الذي كان يقلّها، لكن عائلتها تشكك في هذه الرواية. وطوال فترة اعتقالها تكتم الاحتلال على وضعها الصحي وحرم أهلها من الاطمئنان عليها وزوّدهم بمعلوماتٍ مضللة، ليفاجأوا عند الإفراج عنها بمدى خطورة وضعها.
وفاء جرار والأسرى
وأم حذيفة “وفاء جرار” ناشطة سياسية عرف عنها مشاركتها الواسعة في نشاطات #الأسرى وذوي #الشهداء، فكانت بلسما لذوي الأسرى والشهداء تطبطب عليهم وتداوي جروحهم، ، فأسست “رابطة أهالي شهداء وأسرى محافظة جنين”.
أم حذيفة عانت عبر أكثر من 30 عاما تعرضت فيها عائلتها لتنكيل واسع اعتقل فيها زوجها هو عشرات المرات واعتقل أبناؤه ولوحقوا وحرمت العائلة من أي شكل من أشكال الفرحة بشكل متعمد.
وكانت قالت وفاء جرار، قالت في وقت سابق، إن الاحتلال وعبر سنوات طويلة حرم العائلة من مناسبات عديدة، حيث أوضحت أن لديه 4 أبناء لم يتمكن من حضور ولادة أي منهم، ولم يكن حاضرا كذلك في نجاحهم بالثانوية العامة أو تخرجهم من الجامعات.
وأضافت جرار أن الاحتلال زيادة في التنكيل بالعائلة حرمه كذلك من حضور زفاف ابنه البكر “حذيفة”، حيث أصر الاحتلال على حرمانه من المشاركة في الزفاف عبر اعتقاله قبل الزفاف والإفراج عنه بعد الزفاف، حيث غيّبه في تلك الفترة لمدة 8 أيام، للتنغيص على العائلة.
وحسب جرار، لم تكتف سلطات الاحتلال بحرمانه من الأفراح، بل حتى الأتراح والأحزان، حيث في عام 2011 فقد الشيخ عبد الجبار والدته، وفقد شقيقه الأكبر عام 2016، وفقد شقيقته وعمته وخالتها، كل ذلك وهو مغيّب داخل السجون.
وتعمد الاحتلال عبر سنوات اعتقاله سياسة الإهمال الطبي بحق القيادي جرار، وكل الآلام باتت اليوم مرتبطة ببعضها البعض، حيث شهدت الشهور الماضية ارتفاعا كبيرا في الضغط والسكري بسبب الالتهابات القوية، وكل ذلك يقابل بإهمال طبي واضح بحقه وبحق الأسرى جميعا.
وكذلك بسبب ما يعانيه أبو حذيفة من أمراض متعددة من الضغط والسكري وآلام المفاصل والغضاريف إلى جانب التهاب حاد بوتر قدمه اليسرى، ولا يقوى على السير أو الوقوف إلا بعكاز، كما أنه لا يستطيع ثني ركبته.
الإهمال الطبي لم يقتصر على أبو حذيفة؛ فعلى ما يبدو أنه طال أم حذيفة التي بترت قوات الاحتلال قدميها من فوق الركبة، خلافا لما أخذت الموافقة عليه من العائلة أن يكون البتر أسفل الركبة.
فقد تقدمت عائلة جرار، بطلب لاسترداد ساقي أم حذيفة المبتورتين، من أجل دفنهما حسب الشريعة الإسلامية، إلى جانب الحصول على ملفها الطبي، بعد تلميح سلطات الاحتلال بالتخلص من الأطراف، ما يشكل انتهاكا جديدا يضاف إلى الجريمة المرتكبة.
وعندما علم الأسير القيادي في حركة “حماس” عبد الجبار جرار، بنبأ إصابة زوجته وفاء جرار عقب اعتقالها، وما تلاه من بتر الاحتلال لقدميها، بعد شهر من إذابته، تلقى النبأ بالحمد واستذكار حبه لزوجته، وطيب عشرتها.
وقال أمام اخوانه الأسرى: “أم حذيفة أصدق مني، وربنا اختارها واصطفاها ورجليها سبقوها عالجنة”، وأضاف “أنا احبها كثيرا”.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الأسيرة الفلسطينية وفاء جرار الأسرى الشهداء وفاء جرار
إقرأ أيضاً:
جنين.. واللحظة المصيرية للقضية الفلسطينية
ما يحدث في مخيم جنين للاجئين في شمال الضفة الغربية ليس جديدا رغم أنه «كارثي» كما وصفته اليوم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وكما تنقله شاشات الفضائيات العالمية، إنه امتداد للجرائم الإسرائيلية التي ترتكبها في حق الشعب الفلسطيني منذ عقود طويلة، واستمرار لسلوك دولة الاحتلال تجاه الأبرياء والمدنيين واحتفاء بسفك الدماء الطاهرة. ويكشف ما يحدث في جنين اليوم السلوك السياسي لدولة الاحتلال التي لا تستطيع أن تتمسك بأي التزام أخلاقي أو سياسي حتى لو كانت مكشوفة أمام العالم أجمع.. وليس شرطا أن يحدث ذلك من موقع قوة، بالضرورة، ولكنه ينبع من ثقافة وسلوك راسخ لا يمكن تغييره.
لقد حوَّل الاحتلال مخيم جنين إلى «مدينة أشباح» وكأنه يلحقه بما حدث في غزة بعد أن دمّر الطرق والمرافق والبنية الأساسية وعمد أخيرا إلى تدمير المباني على رؤوس ساكنيها دون أي إنذار مسبق في إشارة إلى تحوُّل الاحتلال إلى مرحلة جديدة من العنف والوحشية في الضفة الغربية قد تصل إلى مستوى عنفه الاستثنائي في قطاع غزة. وهذه ليست المرة الأولى التي يشهد فيها مخيم جنين مثل هذه المجازر؛ فقد حدث ما هو أبشع منها خلال الانتفاضة الثانية حينما اجتاحت قوات الاحتلال المخيم في عام 2002 ونتج عن ذلك الاجتياح استشهاد أكثر من 500 فلسطيني وتهجير ربع سكان المخيم، وما زالت ندوب ذلك الاجتياح وتلك الدماء التي سالت في المخيم باقية في نفوس الفلسطينيين وهي اليوم تتعمق وتزداد فوق بعضها بعضًا في تراكم لا ينتهي.
لكن الأمر يطرح سؤالا مهما وأساسيا يتمثل في ماذا يريد الاحتلال من هذه العملية بهذا العنف وبهذا المستوى من الإجرام؟
يبدو واضحا أن الاحتلال يسعى إلى تحقيق ما يمكن أن يسمى «صورة نصر» تعوّض إخفاقاته في غزة عبر استهداف الضفة الغربية، وخاصة مخيم جنين.. وكل هذا يأتي ضمن استراتيجية أوسع تهدف إلى تفريغ المخيم من سكانه وتحويله إلى «جزء من الذاكرة» وإلى بناء لحظة رمزية في سياق استراتيجية «التهجير» التي ارتفع حضورها في الخطاب الإسرائيلي وفي خطاب الداعم الدولي له.
ويبدو واضحا أن إسرائيل ستعود إلى استراتيجية كانت قد تحدثت عنها من قبل تهدف إلى ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية قبل أن يتعثر المشروع في خضم أحداث حرب غزة لكن المشروع يستعيد زخمه الآن لتحقيق أهداف كثيرة سابقة على حرب غزة ولاحقة له ومتداخلة معه.
وهذا المخطط ليس جديدا على الفلسطينيين الذين يدركون تماما أبعاده وآليات تنفيذه، أمّا نجاحه فهو مرهون بمستوى الوعي الفلسطيني والقدرة على المواجهة الموحدة بعيدا عن المواجهات المتفرقة. ويدرك الفلسطينيون في هذا المنعطف التاريخي الذي يمرون به منذ بدء حرب غزة أهمية وجود قيادة موحدة تقدمهم للعالم وتحمل رسالة قضيتهم وإلا سيجدون الاحتلال يمضي قدما في تنفيذ مخططاته سواء في ضم أجزاء من الضفة الغربية أو تهجير من بقي على قيد الحياة من سكان قطاع غزة.
هذه لحظة مصيرية تضع الشعب الفلسطيني على المحك الداخلي هذه المرة للوصول إلى رؤية واضحة لمسار النضال خلال المرحلة القادمة من عمر القضية الفلسطينية.