هاواي: عام على الحرائق المرعبة في غابات ماواي.. فاجعة نتائجها وخيمة رغم التعافي المؤلم
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
واجهت جوزفين فرايزر وعائلتها مرحلة صعبة بعد أن دمر الحريق الأكثر فتكًا في تاريخ الولايات المتحدة خلال قرن مدينة لاهينا على جزيرة ماوي. على مدى تسعة أشهر، انتقلت فرايزر وزوجها وطفلاهما وكلبهم عبر تسع غرف فندقية، متلقين إشعارات قصيرة بالانتقال، في حين ظل المستقبل غامضًا بالكامل.
مع قرب انتهاء برنامج إيواء الفنادق الذي تديره الصليب الأحمر، تجد فرايزر، البالغة من العمر 22 عامًا، نفسها في وضع صعب.
مر عام على الحريق المدمر الذي اجتاح مدينة لاهينا، عاصمة هاواي السابقة، في 8 أغسطس 2023. الحريق أودى بحياة 102 شخصًا وشرّد 12,000 آخرين، بينما اضطر بعض الناجين للفرار إلى المحيط بحثًا عن الأمان.
تتضافر جهود الحكومة والمنظمات غير الربحية لتوفير حلول مؤقتة للناجين تشمل تأجير الفنادق وتقديم الشقق وبناء المنازل الجاهزة، بالإضافة إلى تشجيع استضافة الأصدقاء والعائلة. من المتوقع أن تتجاوز تكلفة هذه الجهود 500 مليون دولار على مدى عامين، في إطار تعاون بين الفيدراليين، والولاية، والمقاطعة، والمنظمات الخيرية. رغم ذلك، يواجه سوق الإيجارات، المهيمن عليه تأجير الإجازات، صعوبات كبيرة في توفير مأوى طويل الأمد للناجين. بينما انتقل معظم الـ8,000 ناجٍ من الفنادق إلى أماكن أخرى، تبقى الشقق الباهظة الثمن غير ملائمة لحاجاتهم اليومية من وظائف ومدارس.
تأخرت جهود بناء المساكن المؤقتة بسبب صعوبات إزالة الحطام السام، وتأمين المواد من مسافات بعيدة، وأعمال الحفر والتسوية. وقد اضطرت حوالي 1,500 أسرة للانتقال إلى جزر أو ولايات أخرى، مع مخاوف من مغادرة المزيد إذا لم تتوفر خيارات سكن مناسبة.
تأثير الأزمة على الثقافة المحليةتشكل الأزمة تهديدًا كبيرًا للثقافة المحلية في هاواي، حيث يخشى القادة من أن ارتفاع تكاليف السكن قد يؤدي إلى فقدان الهوية الثقافية بسبب نزوح السكان الأصليين والمجتمعات المحلية. قال كوهيو لويس، المدير التنفيذي لمجموعة هاواي، إن "الأزمة تعكس أزمة أوسع تهدد التماسك الثقافي والاجتماعي للمنطقة."
في محاولة لمعالجة الأزمة، أعلن الحاكم جوش غرين عن خطة شاملة تشمل بناء مساكن انتقالية وطويلة الأمد وتعديل القوانين لتحويل 7,000 وحدة تأجير إجازات إلى إيجارات طويلة الأجل. كما تم تسريع تسوية الدعاوى القضائية لتوفير الأموال اللازمة للناجين لإعادة بناء حياتهم.
قال غرين: "هل سيغادر البعض؟ بالطبع. لكن معظم الناس سيبقون، وسيكون بإمكانهم البقاء إذا حصلوا على تعويضاتهم واستثمروا في منازلهم الجديدة."
تم التوصل إلى تسوية بقيمة 4 مليارات دولار بين المدعين والدولة. يعمل مجلس النهوض بالسكان الأصليين لهاواي على بناء 16 وحدة جاهزة في لاهينا و50 وحدة في كاهولوي، حيث انتقلوا في مايو إلى أول وحدة مكتملة في كاهولوي، وهي شقة صغيرة تحتوي على غرفتين وحمام واحد.
في الوقت نفسه، تركز وكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية "FEMA" على توفير الإيجارات للناجين الذين لم يكن لديهم تأمين للحريق. قامت الوكالة بتأجير المنازل مباشرة لأكثر من 1,200 أسرة وتقديم إعانات لـ500 آخرين، مع زيادة معدلات الإيجارات بنسبة 75٪ لجذب أصحاب العقارات لتأجيرها للسكان المحليين.
تحت وطأة الانتقادات ..بايدن يتحول إلى هاواي لمعاينة الدمار الناجم عن حرائق الغابات حرائق هاواي نموذجاً.. ما هو تأثير حرائق الغابات على صحة الإنسان؟شاهد: فرق الإنقاذ في هاواي ومهمةٌ شبه مستحيلة بحثا عن مفقودين جراء الحرائق شاهد: سكان في مدينة من هاواي دمّرتها حرائق كارثية يطالبون بحقهم في الحدادتستمر "FEMA" في بناء 169 منزلاً جاهزًا في مشروع مجاور في لاهينا والذي سيقدم 450 منزلاً للأشخاص غير المؤهلين للحصول على دعم الوكالة. من المتوقع أن يبدأ سكان المنازل الجاهزة في الانتقال في أكتوبر، بينما سيبدأ سكان المشروع المجاور بالانتقال في الأسابيع القادمة.
قصص الأمل والتعافيتلقت لوسي ريردون، التي فقدت منزل جدها في الحريق، مكالمة من مجلس النهوض بالسكان الأصليين لهاواي، عُرضت عليها شقة جديدة أعاد إليها الأمل، خصوصًا بعد أن وجدت شقتها في نفس المبنى الذي يسكن فيه شقيقها وعائلته، مما أضفى طابعًا عائليًا على بداية جديدة.
في الوقت نفسه، يقدم المجلس دعمًا للأشخاص الذين يستضيفون أحبائهم المشردين، حيث يُخصص مبلغًا شهريًا قدره 500 دولار لكل ضيف. هذا الدعم كان له تأثير كبير على تامارا أكيونا، التي استضافت عمها بعد فقدان منزلها. وقد عبر عمها رون سامبرانو عن امتنانه قائلاً: "بدون عائلتي، ربما كنت سأعيش على الشاطئ أو تحت جسر."
أما بالنسبة لفرايزر وعائلتها، فإنهم يواجهون تحديات يومية بسبب التغيرات الكبيرة في نمط حياتهم. تعمل فرايزر خلال النهار بينما يشرف شريكها على الأطفال، وتعود في المساء لإعداد العشاء والاستحمام قبل أن يغادر هو لعمله الليلي. قالت فرايزر: "من الرائع أن يكون لدينا سقف، مكان نطلق عليه المنزل. على الأقل الآن، حتى نعود إلى لاهينا."
المصادر الإضافية • أ ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية مادورو مهاجمًا الاتحاد الأوروبي وبوريل: لا تتدخلوا في انتخابات فنزويلا! شاهد: كنز سماوي... الكشف عن خمس صور مُبهرة للفضاء التقطها تلسكوب إقليدس وداعا للسيارات.. مرحبا بالمشاة! طريق سريع في طوكيو يتحول إلى "ممر سماوي" حالة الطوارئ المناخية ظروف العمل حرائق غاباتالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة روسيا فلاديمير بوتين بنغلاديش إيران الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة روسيا فلاديمير بوتين بنغلاديش إيران حالة الطوارئ المناخية ظروف العمل حرائق غابات الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة روسيا فلاديمير بوتين بنغلاديش إيران حركة حماس طائرات بريطانيا مظاهرات الهجرة الحرب في أوكرانيا السياسة الأوروبية یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
حرائق أمريكا.. النيران تجتاح آلاف الهكتارات وتخلّف عشرات القتلى وخسائر بالمليارات
اجتاحت حرائق واسعة منطقة غابات وعرة في ولاية نبراسكا الأمريكية، حيث غطت أكثر من 2670 هكتارًا، فيما تمكن رجال الإطفاء من احتواء حوالي 40% من الحريق بعد جهود كبيرة.
وقالت جيسيكا بوزيل، نائبة مدير الطوارئ في مقاطعتي براون وروك، إن “حريق “بلوم كريك” بدأ بعد ظهر يوم الاثنين نتيجة عملية حرق متحكم فيها خرجت عن السيطرة”.
وبحسب أسوشيتد برس، أضافت أن “الحريق الذي التهم 6631 فدنا (2683 هكتارا) ينتشر بشكل رئيسي في مناطق وديان شديدة الانحدار ووعرة، إضافة إلى بعض المناطق العشبية أيضا”.
هذا “وتعد بلدة جونستاون التي يبلغ عدد سكانها نحو 60 شخصا، هي أقرب بلدة إلى موقع الحريق في منطقة ساندهيلز الواقعة في الجزء الشمالي الأوسط من ولاية نبراسكا”.
يذكر أنه “تعد حرائق الغابات في الولايات المتحدة تُعتبر من الظواهر الطبيعية المتكررة، خاصة في المناطق الغربية مثل كاليفورنيا وكولورادو، هذه الحرائق غالبًا ما تكون نتيجة عوامل طبيعية مثل الجفاف، الرياح القوية، وارتفاع درجات الحرارة، بالإضافة إلى تدخلات بشرية مثل الإهمال أو الحرق المتعمد”.
وخلال السنوات الأخيرة، “شهدت الولايات المتحدة مواسم حرائق شديدة، حيث دُمرت آلاف الهكتارات من الغابات والمنازل، مما أدى إلى خسائر بيئية واقتصادية كبيرة، على سبيل المثال، حرائق كاليفورنيا في عام 2020 كانت من بين الأكثر تدميرًا في تاريخ الولاية، حيث دمرت أكثر من 4 ملايين فدان من الأراضي”.
وهذا العام “شهدت الولايات المتحدة حرائق غابات كبيرة، أبرزها في ولاية نيوجيرسي، حيث اندلع حريق ضخم في منطقة “غرينوود فورست” بمقاطعة “أوشن”، والحريق التهم أكثر من 11,500 فدان خلال أقل من 24 ساعة، مما أدى إلى تهديد أكثر من ألف منشأة سكنية وتجارية وإجلاء آلاف السكان، وقد تم إعلان حالة الطوارئ في المنطقة لتسهيل جهود الإطفاء والسيطرة على الحريق، الذي يُعتبر الأكبر منذ 20 عامًا في الولاية”، وأودت الحرائق بحياة 93 شخصًا، وهي أعلى حصيلة لضحايا حرائق الغابات في البلاد منذ أكثر من قرن، كما تسببت الحرائق في تدمير أكثر من 2200 مبنى وتشريد آلاف السكان، مع خسائر مالية تُقدر بحوالي 5.5 مليار دولار”.
آخر تحديث: 25 أبريل 2025 - 11:50