رصد – أثير
اعداد – ريما الشيخ

أعلنت الشيخة حسينة واجد، رئيسة وزراء بنغلاديش اليوم الاثنين، استقالتها في ظل موجة من الاضطرابات التي بدأت برفض نظام حصص التوظيف الحكومي وتطورت إلى مطالبات بإسقاط حكمها.

وحسب ما رصدته ”أثير“ من مصادر إخبارية عدة، قيام محتجين باقتحام مقر رئيسة الوزراء في العاصمة دكا، مما دفعها إلى مغادرة البلاد.

وذكرت مصادر مقربة من الشيخة حسينة -وفقاً لوسائل إعلام- أنها انتقلت إلى موقع أكثر أمانًا، مع تأكيدات من الجيش بنبأ استقالتها، كما أفادت التقارير بأنها غادرت إلى الهند بواسطة طائرة هليكوبتر عسكرية.

هذا وشهدت بنغلاديش تظاهرات حاشدة في الأيام الأخيرة، حيث أكد مصدر عسكري أن الشيخة حسينة قدمت استقالتها بالفعل، وسط توترات متصاعدة، وقد أدت الاحتجاجات إلى مقتل أكثر من 300 شخص، بما في ذلك 94 قتيلاً يوم الأحد وحده، وهو أعلى عدد من القتلى في يوم واحد خلال أسابيع من الاضطرابات، وفقًا لتقارير من الشرطة والمسؤولين الطبيين.

من هي الشيخة حسينة ؟
سياسية بنغالية وزعيمة حزب رابطة عوامي السياسي، ولدت عام 1947، وتخرجت بشهادة في الأدب البنغالي، شغلت منصب رئيسة وزراء بنغلاديش خمس فترات؛ الفترة الأولى من عام 1996 إلى عام 2001، و4 فترات متتالية منذ عام 2009 إلى عام 2024.

تعلمت السياسة منذ نعومة أظفارها، في مدرسة أبيها، وأنهت دراستها الابتدائية في القرية التي ولدت فيها، ثم التحقت بجامعة داكا التي تخرجت فيها عام 1973م وحصلت على شهادة في الأدب البنغالي، وفقاً لقناة الجزيرة التي نشرت سيرتها الذاتية.

التجربة السياسية
بدأت الشيخة حسينة نشاطها السياسي أثناء دراستها كناشطة في اتحاد الطلبة، وترأست رابطة عوامي في الجامعة، وانتُخبت نائبة لرئيس الاتحاد عام 1966. في أواخر الستينيات، عملت كمنسقة سياسية لوالدها خلال سجنه من قبل الحكومة الباكستانية. اغتيل والدها وجميع أفراد أسرتها في 15 أغسطس 1975، ونجت هي وشقيقتها من الاغتيال لوجودهما في ألمانيا.
عادت إلى بنغلاديش عام 1981 بعد فترة من المنفى في بريطانيا والهند، وأصبحت مناصرة بارزة للديمقراطية، مما أدى إلى وضعها تحت الإقامة الجبرية عدة مرات.

أصبحت رئيسة للوزراء في 1996، لكن حزبها تعرض لهزيمة في انتخابات 2001. وفي 2007، واجهت تهمًا بالابتزاز والتحريض على القتل، لكنها أُفرج عنها بعد فترة قصيرة.

عادت إلى بنغلاديش في نوفمبر 2008 وقادت حزب رابطة عوامي إلى الفوز في انتخابات ديسمبر 2008، وأصبحت رئيسة الوزراء مجددًا في يناير 2009. في 2014، قاطع حزب الوطني البنغالي الانتخابات التي فاز فيها حزبها، وواصلت حكمها في انتخابات 2018 و2024.

أثناء فترة حكمها، استقبلت بنغلاديش أكثر من 700 ألف لاجئ روهينغي من ميانمار، وقدمت لهم المساعدة رغم المخاوف بشأن إيجاد حل دائم للأزمة. في الوقت نفسه، تواجه حكومتها اتهامات بقمع المعارضة وحرية التعبير.

في 11 يناير 2024، بدأت الشيخة حسينة ولايتها الخامسة كرئيسة للوزراء، مما يجعلها واحدة من الأطول حكمًا من بين القيادات النسائية في العالم.

الإنجازات
قادت جهود حكومتها للتخفيف من حدة الفقر في بلادها التي يبلغ عدد سكانها 170 مليون نسمة، من 31.5% إلى 20.5%، وتمكنت تلك الجهود من رفع متوسط نمو الناتج المحلي السنوي الإجمالي بنسبة 7%.

وأصبحت بلادها من بين أسرع 5 اقتصادات نموا في العالم، واحتلت المرتبة 41 من حيث الناتج المحلي الإجمالي. حسب تصريح لها في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة 76 المنعقدة في سبتمبر2021.

المصادر:

حسينة واجد رئيسة وزراء بنغلاديش لـ5 فترات

رئيسة وزراء بنغلاديش الشيخة حسينة تستقيل من منصبها

رئيسة وزراء بنغلادش تغادر دكا 

المصدر: صحيفة أثير

كلمات دلالية: رئیسة وزراء بنغلادیش الشیخة حسینة

إقرأ أيضاً:

هل سقوط حكومة حسينة في بنغلادش يعيد للجماعة الإسلامية حضورها؟

بعد تصاعد الاحتجاجات الشعبية ضد حكمها في الأشهر الأخيرة، قدمت رئيسة وزراء بنغلادش، الشيخة حسينة واجد التي حكمت البلاد لعقود استقالتها في الخامس من أغسطس/ آب الماضي، وغادرت البلاد إلى الهند، وقد تولت رئاسة الوزراء لخمس ولايات، ساد فيها الاستبداد وتضييق الخناق على المعارضة، لا سيما الإسلامية منها.

وخلال سنوات حكمها قامت حكومة الشيخة حسينة بقمع المعارضة، وضيقت على الجماعة الإسلامية في بنغلادش، وقامت بحظرها واعتقال العديد من قياداتها وكوادرها، وقد توفي بعضهم اثناء اعتقالهم في السجون، كما أقدمت السلطات على إعدام قيادات بارزة في الجماعة منذ عام 2013.

من أبرز قيادات الجماعة التي تم إعدامها في حقبة الشيخة حسينة، السياسي والقيادي عبد القادر ملا الذي تم إعدامه في 12 ديسمبر/كانون الأول 2013، والقيادي علي إحسان مجاهد أُعدم يوم 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، وأمير الجماعة مطيع الرحمن نظامي الذي أقدمت السلطات على إعدامه يوم الثلاثاء 10 مايو/أيار 2016 وآخرين غيرهم.

وبعد سقوط حكومة حسينة واجد وهروبها إلى الهند، رفعت الحكومة المؤقتة التي يتولى رئاستها البروفيسور محمد يونس قرار حظر الجماعة الإسلامية، يوم الأربعاء 28 أغسطس/آب، الذي أصدرته حكومة حزب رابطة عوامي قبل أيام من سقوطها واستقالة حسينة، وتم إلغاء قرارين قضائيين سابقين صدرا قبل 11 عاما، تم بموجبهما إلغاء تسجيل حزب الجماعة الإسلامية، ومن ثم منعها من المشاركة في الانتخابات منذ عام 2013.

في ظل التطورات التي تشهدها بنغلادش بعد سقوط حكومة الشيخة حسينة، وانتقال البلاد إلى مرحلة جديدة، ما هو مستقبل الجماعة الإسلامية في بنغلادش؟ وكيف ستنعكس التطورات الجديدة عليها.. وهل ستعيد لها حضورها من جديد، وبالتالي تخفف القيود المفروضة عليها، وما هي رؤاها وخططها السياسية والاقتصادية في ظل التغيرات السياسية الجارية في البلاد بعد الانتفاضات الشعبية المتلاحقة التي أفضت إلى سقوط حكومة رابطة عوامي، وهروب رئيس الوزراء الشيخة حسينة إلى خارج البلاد؟

تسعى الجماعة الإسلامية في بنغلادش حاليا لتشكيل تحالف سياسي كبير يضم كافة الأحزاب الإسلامية والأحزاب ذات التوجهات المشابهة، بهدف توحيد الصفوف والعمل المشترك لتحقيق أهداف مشتركة في الساحة السياسية للبلاد، وفي هذا الإطار بدأت هذه الجماعات بالفعل في عقد اجتماعات وإجراء مناقشات بناءة بهدف تجاوز الخلافات الداخلية، وبناء علاقات إيجابية فيما بينها لتعزيز موقفها السياسي وفق الكاتب البنغالي، رئيس تحرير مجلة الحراء الشهرية التي تصدر من دكا.

وتابع: "معظم القيادات وأعضاء الأحزاب الإسلامية قد تعرضوا للاضطهاد والقمع خلال فترة حكم رابطة عوامي الاستبدادية، والتي استمرت لأكثر من 15 عاما، وهذا ما دفع القادة البارزين إلى الشعور بضرورة ملحة لجمع هذه الأحزاب تحت مظلة واحدة، في ظل التغيرات المرتقبة، ولا سيما بعد الانتفاضات الشعبية الأخيرة، ويعتقد هؤلاء القادة أن توحيد الأحزاب الإسلامية قد يؤدي إلى ظهور قوة جديدة على الساحة السياسية".

وواصل شعيب حديثه لـ"عربي21" بالقول "تعتبر الجماعة الإسلامية وإسلامي والحركة الإسلامية من القوى الإسلامية البارزة التي تقود هذه المبادرة لتشكيل "تحالف إسلامي"، وقد بدأت بالفعل لقاءات منفصلة مع عدد من الأحزاب ذات التوجهات المماثلة، وتشمل هذه الأحزاب حركة الخلافة، مجلس الخلافة بنغلادش، جمعية علماء الإسلام في بنغلادش، جمعية علماء الإسلام وحفاظة الإسلام وغيرها، كما أن المناقشات تجري أيضا مع أحزاب أخرى مثل حزب ذاكر، حزب نظام الإسلام..".


                                   محمد شعيب كاتب بنغالي رئيس تحرير مجلة الحراء الشهرية

وأردف "من جانبه أكدَّ شفيق الرحمن، أمير الجماعة الإسلامية في اجتماع عقده مع سبعة أحزاب إسلامية كبرى، على ضرورة الوحدة بين هذه الجماعات والأحزاب من أجل مواجهة القمع الذي تعرضوا له خلال السنوات الماضية".

ووفقا للكاتب شعيب "يمكن القول إن سقوط الشيخة حسينة فتح للجماعة الإسلامية بابا واسعا للدخول بقوة إلى الساحة السياسية في بنغلادش مما يجعلها منافسا رئيسيا في الانتخابات القادمة".

وردا على سؤال حول الجماعة الإسلامية إن كانت مؤهلة للمشاركة بوعي وفاعلية في الحياة السياسية، واستثمار ما بعد مرحلة الشيخة حسينة، وعدم الوقوع في مخططات الالتفاف على الثورة الشعبية كما حدث في مصر بعد الثورة، قال شعيب "الجماعة تعتمد، حتى الآن على دعم الشعب، الذي يشكل أكبر قوة لها في مواجهة التحديات، ومع ذلك تدرك الجماعة أن المؤامرات ضد القوى الإسلامية تجري في كل مكان، وأن أكبر تهديد قد يأتي من الهند، التي تنظر بحذر إلى تحركات الإسلاميين في المنطقة".

وأضاف: "وفي هذا السياق أعربت الجماعة عن استعدادها لتطبيع علاقاتها مع الهند، وهو ما يُعتبر خطوة استراتيجية لتفادي الثورة المضادة، والتعامل بذكاء مع التحديات الإقليمية" إلا أنه استدرك قائلا "لكن على الرغم من هذه التحركات، يبدو أن الجماعة الإسلامية لم تضع حتى الآن خططا واضحة وطويلة الأمد للقضاء على مخاطر الثورة المضادة، وستبقى الأيام القادمة هي الفيصل في الكشف عن مدى قدرة الجماعة على اتخاذ خطوات حاسمة لحماية الثورة، والتصدي لأي محاولات ترمي لإجهاض طموحات الشعب".

من جهته قال الإعلامي السوري، الخبير في الشؤون الباكستانية والبنغالية، الدكتور أحمد موفق زيدان "عانت الجماعة الإسلامية في بنغلادش كثيرا خلال حكم حسينة واجد، بل وحتى إبان حكم خالدة ضياء، وهي المعاناة التي امتدت منذ انفصال بنغلادش عن باكستان عام 1971، يوم اتهمت الجماعة بأنها دعمت باكستان الحالية، ورفضت الانفصال".

وأردف "لذلك تجرعت الجماعة مرارة ذلك، وكانت التبعات عليها كبيرة من سجن وملاحقات وإعدامات، وحرمان من العمل السياسي والإعلامي، وأتت الانتفاضة الأخيرة والتي شارك فيها بفاعلية الجناح الطلابي التابع للجماعة الإسلامية ليعيد ثقة الشارع الذي تم تضليله طوال العقود الماضية".


                  د. أحمد موفق زيدان إعلامي سوري خبير بالشؤون الباكستانية والبنغالية

وتابع حديثه لـ"عربي21" بالقول "لذا فإن نجاح الجناح الطلابي في اقتلاع حسينة واجد مكن الجماعة من استعادة دورها السياسي، ومن المتوقع أن يتعاظم هذا الدور مع الأيام، وفي تقديري أن الجماعة الإسلامية هي الأقوى سياسيا، في ظل حالة التصحر والتجريف السياسي الذي طال الحياة السياسية البنغالية طوال سنوات الاستبداد الماضية".

وعن إمكانية استثمار الجماعة لما بعد حقبة الشيخة حسينة، أشار زيدا إلى أن "الجماعة الإسلامية في بنغلادش ربما تكون هي الحركة الأقوى إن لم تكن هي الحركة الوحيدة الأكثر تنظيما وفاعلية، وربما ستفاجىء الكثيرين إن سمح بانتخابات ديمقراطية نزيهة، لكن هذا الأمر يتعلق بالجماعة نفسها من حيث حرصها وحذرها ومدى تنبهها لعمليات الالتفاف ضد انتفاضة الشعب البنغالي".

يُذكر أن الجماعة الإسلامية في بنغلادش تعدّ أكبر حزب سياسي إسلامي، الأكثر تنظيما وقوة وحضورا في بنغلادش، كما تعد من الجماعات الإسلامية المشهورة التي ظهرت في القرن العشرين، وهي امتداد للجماعة الإسلامية التي أسسها أبو الأعلى المودودي في الباكستان، وبعد انفصال بنغلادش عن باكستان، كان للجماعة عبر حزبها السياسي مشاركات في الحكومة والانتخابات البرلمانية، وها هي تعود إلى المشهد السياسي البنغالي بقوة بعد سنوات الحظر والملاحقة والسجون والإعدامات التي انقضت بسقوط حكومة الشيخة حسينة واجد.  

مقالات مشابهة

  • هل سقوط حكومة حسينة في بنغلادش يعيد للجماعة الإسلامية حضورها؟
  • بعد الفوز بولاية جديدة.. ماذا تعرف عن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون؟
  • الكشف عن أهم الشخصيات في العالم التي من الممكن أن تصل إلى لقب ”تريليونير”.. تعرف عليها
  • رئيس وزراء فرنسا الجديد في ورطة وتهديدات برلمانية بسحب الثقة.. ماذا يحدث بباريس؟
  • بعد غلقه.. ماذا تعرف عن معبر الملك حسين "جسر اللنبي"؟
  • تعرف على الأفلام التي جمعت أحمد حاتم وأسماء أبو اليزيد
  • اضطراب نادر ينهي حياة المريض في 6 أشهر.. ماذا تعرف عن الأرق القاتل؟
  • آخر ملوك الممالك الأفريقية المطلقة يتزوج للمرة الـ 16.. ماذا تعرف عن إسواتيني؟
  • آخر مولك الممالك الأفريقية المطلقة يتزوج للمرة الـ 16.. ماذا تعرف عن إسواتيني؟
  • آبل تؤجل إطلاق الجيل الثاني من AirTag إلى 2025.. ماذا تعرف عنه