حبشي : لا يحق لـحزب الله رهن لبنان للمصلحة الإيرانية
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
اعتبر عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب أنطوان حبشي "أن الدولة غائبة وقد سلمت مصيرها بالكامل الى "حزب الله"، متسائلا: "هل من الطبيعي أن تتفرج الدولة وتنتظر كيف سيقرر "حزب الله" الرد مع إيران؟
وقال في حديث الى إذاعة "لبنان الحر": "عندما يتحدث رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، نجد ان خطابه لا علاقة له بالسيادة ولا بمصلحة لبنان بل بمصلحته الخاصة وهاجسه، وفي سبيل ابتزاز الحزب، فمنذ 3 أشهر لم يترك ما يقوله عن حرب الإسناد وعدم أحقية الحزب بها.
ولفت حبشي الى أنه "إذا كانت هناك إمكانية للذهاب الى انتخابات نيابية مبكرة فليذهبوا إذا كانت لديهم ثقة"، مؤكدا "ان الكل متضامن مع غزة ويرفض ما يحصل، ولكن النقطة الخلافية هي كيفية مواجهة إسرائيل، وعلى المؤسسات الرسمية اتخاذ هذا القرار وعلى الشعب أيضا المشاركة كي لا يكون قرار المواجهة فرديا".
وشدد على "أن حزب الله وجمهوره قلق، وهو يساعد إسرائيل أكثر من غيرها".
وسأل: "هل هناك من يستطيع تفسير انعكاس جبهة الاسناد على أعداد الضحايا والدمار على الحرب؟"، لافتا الى أنه "منذ اندلاع الحرب لم يسقط عدد كبير من القتلى الإسرائيليين ولكن في الداخل تجلت قدراته العنفية في 7 أيار والطيونة وغيرها".
وأشار حبشي الى "أن نوعية القياديين التي يتم اغتيالهم مغطاة أمنيا، وممنوع عليهم استعمال هواتفهم، ويعرفون التحرك أمنيا وليسوا مطلوبين من اليوم بل عرضت مكافآت للقبض عليهم في السابق وبالتالي يوجد خرق بشري ما لديهم".
وتابع :"ان "حزب الله" اعتبر ان الوسطاء نقلوا كلاما خاطئا بعد اخذ ضمانات بعدم ضرب الضاحية وبيروت وبالتالي من المخطئ رئيس البرلمان نبيه بري ام المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين؟.
وذكر حبشي "أن وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف ذكر في كتابه كيفية تنسيق الرد وتأثيره على إسرائيل وبالتالي ماذا كان تأثير الرد في نيسان الماضي على الداخل الإسرائيلي"، مشيرا الى "أن الخطير بما حصل في اغتيال هنية هو حصوله ضمن ايران وهيبة الإمبراطورية الفارسية تضرب في عقر دارها".
وأكد "أن إيران لا تريد حربا إقليمية لذلك تنسق ردودها وبالتالي لا إمكانية لمواجهة كلاسيكية، كما أن الأمين العام لـ"الحزب" حسن نصرالله فصل بين إسناد غزة ومقتل إسماعيل هنية فإذا توقفت الحرب في غزة فإن الرد آت".
واضاف حبشي: "حزب الله" وضع لبنان واللبنانيين والمصلحة اللبنانية التي ستبقى تدور زوايا لكيفية الرد على مقتل قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سلمياني وما تقوله القوات ان حزب الله لا حق له برهن لبنان للمصلحة الإيرانية".
وختم حبشي بدعوة "حزب الله"، الى "البدء بتطبيق الـ1701 وليبدأ بالتفكير بشكل آخر بلبنان".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
سيناريوهات التعايش بين العهد والثنائي
في خضم التحولات السياسية المُعقدة التي يشهدها لبنان، يبرز سؤال مصيري بشأن طبيعة العلاقة التي سيرسمها العهد الجديد مع الثنائي الشيعي، "حزب الله" و"حركة أمل". تُشكّل هذه العلاقة اختبارًا حاسمًا لاستقرار البلاد، خاصة في ظل بيئة إقليمية مُتفجرة وتداخلات خارجية عميقة. تتنافس هنا ثلاثة سيناريوهات رئيسية، كل منها يحمل تداعيات مختلفة على مستقبل لبنان، الذي يئن تحت وطأة أزمات اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة.
السيناريو الأول يرتكز على سياسة الإقصاء واتخاذ قرارات أحادية الجانب لتغيير التوازنات السياسية بعد الحرب الإسرائيلية الاخيرة، وهو مسار تنتهجه بعض الأصوات الداعية لاستعادة السيادة. لكن هذا النهج يحمل مخاطر عالية، إذ أن محاولة تجريد "حزب الله" الذي يمتلك ترسانة عسكرية وتأثيرًا أمنيًا وسياسيًا واسعًا من نفوذه بالكامل، من دون تفاهم مسبق قد يؤدي إلى مواجهات داخلية أو انفجار الشارع، خاصة في المناطق التي تُشكّل معاقل لهذه القوى. تاريخيًا، أثبتت المواجهات المباشرة مع اي جماعة طائفية، مع غياب التوافق الشعبي الواسع حولها، انها قد تؤدي إلى حرب أهلية مُبطنة، خصوصًا مع وجود انقسامات مذهبية واجتماعية حادة.
أما السيناريو الثاني فيتجه نحو "الاحتواء" عبر تفاهمات تُحافظ على التوازنات القائمة، مع محاولة استيعاب هذه القوى ضمن لعبة سياسية مُقننة. لكن نجاح هذا الخيار مرهون بدعم خارجي، خصوصًا من دول خليجية قادرة على ضخ أموال لإعادة الإعمار وخلق فرص اقتصادية تُهدئ من غضب الشارع. المشكلة هنا أن العلاقة بين "حزب الله" والدول الخليجية لا تزال باردة بسبب الصراعات الإقليمية القديمة، ما يجعل أي اتفاقٍ ضعيفًا أمام تقلبات التحالفات الخارجية. مع ذلك، قد تُفضي هذه الصيغة إلى هدنة طويلة الأمد، تُدار خلالها الخلافات عبر حوارات مُغلقة، من دون حل جذري لإشكالية السلاح.
السيناريو الثالث يتمحور حول هجوم سياسي وإعلامي مُمنهج لتحجيم نفوذ "حزب الله" و"أمل" عبر كسب المعركة الانتخابية المقبلة، وتحشيد الرأي العام ضد أدائهما، خاصة في ظل تزايد الانتقادات الداخلية لفساد النخب الحاكمة وارتباطها بأجندات خارجية. لكن هذا المسار يواجه تحديات كبرى، فالقوتان تمتلكان قاعدة جماهيرية صلبة، وقدرة على تعبئة الشارع عبر خطاب حزبي وأيديولوجي، كما أن التغيير الانتخابي في لبنان بطيء وغير مضمون النتائج بسبب قانون الانتخاب المعقد وتشابك المصالح الطائفية.
لا يمكن فصل هذه السيناريوهات عن السياق الإقليمي المُتسارع، فلبنان ليس جزيرة معزولة. أي تصعيد بين إسرائيل وإيران، أو تغيير في تحالفات دول الخليج، أو تطورات في الملف النووي، قد تُعيد رسم الخرائط بين ليلة وضحاها. "العهد الجديد" سيكون أمام خيارات صعبة: إما المغامرة بمواجهة قد تُفجّر البلد، أو التعايش مع واقع قديم تحت ضغوط اقتصادية هائلة، أو المراهنة على زمن سياسي طويل لتغيير المعادلات من الداخل. في كل الأحوال، الثمن سيدفعه اللبنانيون، الذين علقوا بين مطرقة الواقعية وسندان التدخلات الخارجية.
المصدر: خاص "لبنان 24"