تواصل الاشتباكات العنيفة في أحياء أم درمان غربيّ الخرطوم
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
الخرطوم/العربي الجديد
يعيش سكان أحياء مدينة أم درمان، غربيّ العاصمة الخرطوم، أسوأ أيامهم على وقع الاشتباكات العنيفة بين الجيش و"قوات الدعم السريع"، التي تجددت أمس الاثنين، فيما أجبرت الاشتباكات المتواصلة مجموعات من السكان على النزوح إلى أماكن آمنة.
وأكد الطرفان في ساعات بعد ظهر اليوم الثلاثاء، تحقيق مكاسب على حساب الطرف الآخر، إذ أفاد الجيش السوداني بأن وحدات منه قامت بعملية تمشيط واسعة في المدينة، شملت أحياء أم درمان القديمة، والشهداء، وسوق أم درمان، حتى استاد الهلال، وود البشير وخور أبو عنجة جنوباً.
وأعلن أنه "كبد المليشيا المتمردة، التي لاذت بالفرار من أرض المعركة، خسائر كبيرة تضمنت مئات القتلى والجرحى، وعدداً من المقبوض عليهم"، مشيراً إلى أن هنالك 4 قتلى وعدداً من الجرحى بين صفوفه.
وأكد الجيش أن قواته "أكملت مهامها المخططة بنجاح، وستستمر في التمشيط وتوجيه الضربات الموجعة بالعدو لحين تطهير آخر شبر من دنس المتمردين والمرتزقة".
من جهتها، أكدت قوات "الدعم السريع" أنها حققت نصراً جديداً على من تسميهم "مليشيا البرهان الانقلابية وفلول النظام البائد"، في عدد من المحاور بمدينة أم درمان، و"لقنتهم دروساً في الشجاعة والإقدام".
وأوضحت أن الإحصائيات الأولية لعدد قتلى الجيش وصلت إلى 174، وأكثر من 300 جريح نُقلوا إلى مستشفى النو بأم درمان، فيما بلغ عدد الأسرى 83، معظمهم من كتائب الدفاع الشعبي والمجاهدين.
وأضافت أن "مليشيا البرهان والفلول، حاولت الهجوم على مواقع تمركز قواتها بالتسلل عبر أحياء الثورات، وود نوباوي، والسوق الشعبي في أم درمان، والمهندسين، حيث كان الأشاوس في كامل اليقظة والجاهزية، وقاموا بالتصدي للفلول الذين ولّوا هاربين، تاركين خلفهم جرحاهم، وجثث قتلاهم، وعتادهم، ومركباتهم".
وقالت قوات "الدعم السريع" في بيان ثانٍ، إن قوات الجيش، احتلت مستشفى النو بأم درمان وحولته إلى ثكنة عسكرية، ومستشفى ميداني لمعالجة جرحاه، وأجبرت الكوادر الطبية على إخلاء جميع المرضى، والتفرغ لمعالجة جرحاها.
واتهمت "الدعم"، الجيش بقصف الأحياء السكنية بالمدفعية الثقيلة بأم درمان، ما أدى إلى مقتل العشرات من المدنيين الأبرياء وتدمير منازلهم، واضطرار المئات إلى إخلاء منازلهم، والنزوح إلى الأحياء الطرفية للنجاة بأرواحهم، تفادياً للقصف العشوائي.
وتركزت الاشتباكات في أحياء أم درمان القديمة مثل أبوروف وودنوباوي وبيت المال والقماير وحي العرب، واستخدم فيها الطرفان مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة والقصف المدفعي، فيما استخدم الجيش وحده سلاح الطيران لضرب مواقع وتمركزات "الدعم السريع". وأمر الطرفان المواطنين بإخلاء منازلهم، بإعلانهما المنطقة منطقة عمليات عسكرية.
وأصدرت لجان الأحياء نداءات استغاثة للأحياء المجاورة لإيواء مئات الأسر التي تركت منازلها عرضة للنهب والسرقة، فيما نعت اللجان ذاتها عدداً من السكان الذين سقطوا في أثناء الاشتباكات بالرصاص العشوائي، وسقوط القذائف في منازلهم، وأصدر مستشفى النور القريب نداءات للتبرع بالدم جراء تزايد أعداد المصابين الذين وصلوا إليه.
وأعلنت "لجان مقاومة أبوروف" (ناشطون) تجهيز معسكرات خاصة في المدارس لإيواء المتأثرين في كل من أحيار أبوروف والقماير والدباغة، وأعلنت "لجان التغيير والخدمات" فتح المنازل أيضاً لاستقبال المتضررين.
وخلال ساعات اليوم الثلاثاء، تجددت الاشتباكات في ذات الأحياء وامتدت لتصل إلى حيّ العباسية.
ودعت لجان المقاومة في الحيّ السكان إلى "اتخاذ كل التدابير اللازمة والحيطة والحذر"، وذلك بعد انسحاب "الدعم السريع" من نقاط تمركزها بالقرب من مستشفى التجاني الماحي وتوغلها إلى حيّ الأمراء.
ومدينة أم درمان التاريخية واحدة من ثلاث مدن تكوّن العاصمة، تأثرت الغالبية العظمى من أحيائها بالقتال الدائر، غير أن اشتباكات أمس واليوم بأحياء العاصمة جاءت الأعنف، كما أكد ذلك شهود عيان تحدثوا لـ"العربي الجديد".
واتهم الجيش السوداني، في بيان سابق له، ما يطلق عليها "مليشيا الدعم السريع المتمردة"، باحتجاز عدد كبير من المرضى في حيّ أبوروف، والذين لم يطلق سراحهم إلا بعد وساطات من بعض سكان المنطقة بعد احتجاز دام لساعات طويلة. وأشار الجيش أيضاً إلى أنه قتل أكثر من 20 من عناصر "الدعم السريع" خلال اشتباكات أمس.
واندلعت الحرب بين الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع" في 15 إبريل/ نيسان الماضي، وفيها تعرض المدنيون لأكبر الخسائر، حيث لقي ما لا يقل عن 3 آلاف منهم مصرعهم، ونزح ولجأ نحو 4 ملايين شخص من منازلهم في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى لداخل وخارج السودان. كذلك تعرضت المنازل لعمليات نهب شاملة، وسكنها بعض أفراد "الدعم السريع".
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الدعم السریع أم درمان
إقرأ أيضاً:
قواتالدعم السريع تستهدف القصر الجمهوري في الخرطوم بالمدفعية بعيدة المدى
عواصم "أ ف ب" "العمانية": استهدفت قوات الدعم السريع اليوم القصر الجمهوري في وسط العاصمة السودانية الخرطوم بـ"قصف مدفعي بعيد المدى"، بحسب مصدر عسكري.
وقال المصدر العسكري لوكالة فرانس برس إن القصف انطلق من منطقة الصالحة جنوب أم درمان بالخرطوم الكبرى، وطال كذلك مقر وزارة المعادن في المنطقة الحكومية في العاصمة.
ولم ترد تقارير بحدوث إصابات جراء القصف.
وكانت قوات الدعم السريع قصفت السبت مقر القيادة العامة للجيش السوداني بقذائف مدفعية بعيدة المدى.
وأتى استهداف مواقع تابعة للجيش بعد أسابيع من إعلان الأخير إخراج قوات الدعم السريع من الخرطوم.
وأطلق الجيش السوداني في مارس عملية واسعة من وسط البلاد أفضت إلى استعادة السيطرة على القصر الجمهوري ومطار الخرطوم ومواقع حيوية أخرى انتهت بإعلان قائد الجيش "الخرطوم حرة".
وما زالت قوات الدعم السريع تحتفظ بمعاقلها في جنوب وغرب أم درمان التي تنطلق منها هجماتها الأخيرة على الجيش السوداني.
وتستمر الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023 متسببة في مقتل عشرات الآلاف ونزوح 13 مليون شخص ما أدى لأكبر أزمة جوع ونزوح في العالم.
حصيلة الأسابيع الماضية
قُتل 542 مدنيا على الأقلّ في ولاية شمال دارفور السودانية في الأسابيع الثلاثة الأخيرة، لكن "يُرجّح أن تكون الحصيلة الفعلية أعلى من ذلك بكثير"، بحسب ما جاء الخميس في بيان لمفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان.
وأشار فولكر تورك في تعليقه حول الوضع في السودان حيث تتواجه قوات الدعم السريع مع الجيش السوداني في حرب مستمرّة منذ سنتين إلى أن "المأساة المتفاقمة في السودان لا تعرف أي حدود".
أصبحت ولاية شمال دارفور ساحة معركة رئيسية في الحرب التي اندلعت في 15 أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي".
وأسفرت الحرب عن سقوط عشرات آلاف القتلى وعن أكثر من 13 مليون نازح ولاجئ، وأغرقت السودان البالغ عدد سكانها 50 مليون نسمة في أزمة إنسانية حادة بحسب الأمم المتحدة.
في الأسابيع الأخيرة كثّف مقاتلو قوات الدعم السريع هجماتهم على الفاشر التي تعد آخر مدينة كبرى في إقليم دارفور (غرب) ما زال الجيش يسيطر عليها.
وأشار تورك إلى هجوم شنته قوات الدعم السريع قبل ثلاثة أيام على الفاشر ومخيم أبو شوك أسفر عن مقتل 40 مدنيا على الأقل.
وقال "بهذا، يرتفع العدد المؤكد للضحايا المدنيين في شمال دارفور إلى ما لا يقل عن 542 خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة فقط، فيما يُرجّح أن تكون الحصيلة الفعلية أعلى من ذلك بكثير".
كذلك، أشار إلى "التحذير القاتم الذي أطلقته قوات الدعم السريع من -سفك الدماء- قبل معارك وشيكة مع القوات المسلحة السودانية والحركات المسلحة المرتبطة بها".
وقال "ينبغي بذل كل جهد لحماية المدنيين المحاصرين وسط ظروف مأسوية في الفاشر ومحيطها".
وسلط الضوء على "تقارير عن إعدامات ميدانية في ولاية الخرطوم" معتبرا أنها "مقلقة جدا".
وقال إن "مقاطع فيديو مروعة مُتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر 30 رجلا على الأقل بملابس مدنية يُعتقلون ويُعدمون على يد مسلحين يرتدون زي قوات الدعم السريع في الصالحة جنوب أم درمان"، مضيفا أنه في مقطع فيديو لاحق، "أقر قائد ميداني من قوات الدعم السريع بعمليات القتل".
وأضاف تورك أن هذه التسجيلات جاءت بعد "تقارير صادمة في الأسابيع الأخيرة عن إعدام ميداني لعشرات الأشخاص المتهمين بالتعاون مع قوات الدعم السريع في جنوب الخرطوم، يعتقد أن لواء البراء هو من ارتكبها"، وهو مجموعة تابعة للقوات المسلحة السودانية.
وشدد على أن "القتل المتعمد لمدني أو أي شخص لم يعد يشارك بشكل مباشر في الأعمال الحربية يُعد جريمة حرب".
وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان إنه "نبه شخصيا قادة قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية إلى العواقب الكارثية لهذه الحرب على حقوق الإنسان".
وأضاف أن "هذه العواقب الوخيمة واقع يومي يعيشه ملايين السودانيين. لقد آن الأوان بل تأخر كثيرا، لوقف هذا النزاع".
الأغذية العالمي يحذر
حذر برنامج الأغذية العالمي من أن 638 ألف سوداني يواجهون جوعًا كارثيًّا، وهو المعدل الأعلى في العالم، جراء الحرب المشتعلة في السودان منذ عامين، مؤكدًا أن 24.6 مليون شخص يعانون جوعًا حادًّا. وقال منسق الطوارئ الإقليمي للبرنامج العالمي بالسودان إنهم "في سباق مع الزمن" مؤكدًا الحاجة الملحة إلى زيادة مخزونه الغذائي قبل أن تغمر المياه الطرق وتصبح غير سالكة، مشيرًا إلى أن حالات الجوع وتفشي الأمراض قابلة للزيادة الكبيرة خلال موسم الأمطار العام الماضي. وأضاف "نغطي حاليًّا 4 ملايين شخص، لكننا بحاجة إلى زيادة هذا العدد ليصل إلى 7 ملايين على الأقل في الأشهر المقبلة". وبيّن أن البرنامج الأممي يحتاج إلى مزيد من التمويل، وإلا سيضطر إلى تقليص الدعم في الوقت الذي يحتاج فيه البرنامج إلى زيادة حجم المساعدات. وأكد أن 10 مواقع في السودان تعاني من المجاعة، من بينها 8 مواقع شمال دارفور، بما في ذلك مخيم زمزم، وموقعان في جبال النوبة الغربية. وذكر أن هناك 17 منطقة أخرى معرضة لخطر المجاعة، بما في ذلك الخرطوم، مبينًا أن المناطق الأكثر تضررًا، يعاني فيها واحد من كل 3 أطفال من سوء التغذية الحاد متجاوزًا بذلك عتبة المجاعة وفقًا لبرنامج الأغذية العالمي.