لايلز يتوج بذهبية سباق 100 متر بألعاب باريس
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
فاز العدّاء الأمريكي نواه لايلز بالمعدن الأصفر في سباق 100 متر في ألعاب باريس، ضمن سعيه لملء الفراغ الذي خلفه اعتزال أسطورة سباقات السرعة الجامايكي أوسين بولت.
وواصل الفصل الثاني من مسلسل الثلاثية الذهبية الذي استهله في بطولة العالم في بودابست العام الماضي (100 م و200 م والتتابع 4 مرات 100 م) بنيله المعدن الأصفر في سباق 100 متر في ستاد فرنسا بوقت قدره 9.
وأنهى لايلز فترة عجاف استمرت 20 عاماً لم يتوقف خلالها العداؤون الأميركيون عن مهمة البحث عن الذهب لهذه المسافة. وكان جاستن جاتلين آخر من فاز بالذهب الأولمبي في 100 متر لدى الرجال والفتيات، وذلك في أثينا 2004.
ووصف البريطاني سيباستيان كو رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى العداء لايلز، الذي جدّد عقده مع أديداس هذا الموسم واعتُبر الأكبر منذ تجديد عقد بولت مع بوما، بأنه "نجم روك مطلق".
وقال العداء: "أنا مؤمن بأن اللحظة ليست أكبر مني، بل اللحظة وجدت من أجلي".
ويقرّ لايلز الذي تحدث علناً عن معاناته مع مشاكل صحية عقلية ومع الاكتئاب في السنوات الأخيرة، بأن شهرته الواسعة باتت تسبب مشكلة له في القرية الأولمبية، وقال: لقد أصبحت مشهوراً في القرية، ولسوء الحظ، كان ذلك مصحوباً بمجموعة من التحديات الخاصة في القدرة على إيجاد مساحتي الخاصة داخل القرية، سواء كان ذلك خلال تناول الطعام أو التدرّب في صالة الألعاب الرياضية.
حصده الذهب في باريس، يعوّض عن تجربته المخيبة للآمال في طوكيو حين لم ينل سوى برونزية سباق 200 م.
استطرد قائلاً: لا تزال تلك البرونزية تُحرق ثقباً في صدري"، مضيفاً: سأحملها معي أثناء باريس فقط لتذكيري بأن هذا ليس اللون الذي سأعود به.
وأصرّ لايلز الذي عانى من الربو المزمن عندما كان طفلاً، على أنه يتألق والأضواء مسلطة عليه "كلما زاد عدد العيون عليّ، كان أدائي أفضل، أو على الأقل هذا ما يقوله معالجي. عندما تكون كاميرات التلفزة موجّهة نحوي والناس هناك، فأنا لا أخسر".
لا يزال الأميركي يأمل في إكمال محاولة جريئة للفوز بالذهب في أربع مسابقات في باريس، بإضافة سباق التتابع 4 مرات 400 م إلى برنامجه.
الميداليات هي الخطوة الأولى
وضع بولت حداً لمسيرته على المضمار في عام 2017 بعد فوزه بـ11 ميدالية عالمية وثماني ميداليات أولمبية.
وقال لايلز الذي حقق ثنائية السبرينت (100 م و200 م) في بودابست للمرة الأولى منذ الإنجاز ذاته لبولت في بكين عام 2015 "لقد فعلها أوسين بولت، وقوله لي إنه يرى ما أفعله ويحترمه، أمر مذهل".
ووصل لايلز إلى باريس وهو يعلم تمام العلم أنه يحتاج إلى تقديم أفضل ما يملك، وذلك ببساطة لأنه لكي يستمر في جذب الانتباه، فهو يحتاج إلى الاستمرار في ترصيع سجلّه بالميداليات، والألعاب الأولمبية هي البطولة العالمية التي يتابعها الأميركيون بشغف.
كانت تلك هي جاذبية بولت: قدرته على الهيمنة والفوز بالعديد من الميداليات الذهبية في البطولات العالمية. فاز لايلز بميدالية ذهبية واحدة، ولكن تلوح في الأفق المزيد من منصات التتويج.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
كريم آغا خان: الملياردير والزعيم الروحي لمسلمي الإسماعيليين – من كان؟
بغداد اليوم- متابعة
أعلن "شبكة تنمية آغا خان"، المؤسسة الخيرية التابعة لكريم آغا خان، رجل الأعمال الملياردير والزعيم الروحي للطائفة الإسماعيلية، عن وفاته عن عمر يناهز 88 عامًا.
وجاء في بيان المؤسسة الخيرية عبر وسائل التواصل الاجتماعي أنه "توفي في لشبونة، البرتغال، محاطًا بأفراد عائلته".
وكان الأمير كريم آغا خان الإمام التاسع والأربعين الوراثي لمسلمي الإسماعيليين، الذين يعتقدون أن نسبه يمتد مباشرة إلى النبي محمد.
رياضي عالمي وارتباطه بإيران
لم يكن الأمير كريم آغا خان مجرد قائد ديني، بل كان أيضًا رياضيًا بارزًا مثل إيران في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية عام 1964 التي أقيمت في إنسبروك، النمسا. كان أحد الرياضيين الأربعة الذين مثلوا إيران في تلك الدورة، حيث شارك في ثلاث مسابقات ضمن رياضة التزلج على الجليد (المنحدرات الثلجية):
حصل على المركز 55 في سباق التعرج (Slalom)
جاء في المركز 53 في التعرج العملاق (Giant Slalom)
احتل المركز 59 في سباق السرعة (Downhill)
حياته ونمط معيشته
ولد آغا خان في سويسرا، وكان يحمل الجنسية البريطانية، ويعيش في قصر قديم بفرنسا.
ذكرت التقارير أن الملك تشارلز الثالث، ملك بريطانيا، حزن لوفاة آغا خان، حيث كانت هناك صداقة وثيقة بينه وبين الملكة إليزابيث الثانية. ويقال إن الملك تشارلز يتواصل حاليًا بشكل خاص مع عائلته لتقديم التعازي.
أعماله الخيرية والتجارية
كانت مؤسسات آغا خان الخيرية تدير مئات المستشفيات والمشاريع التعليمية والثقافية، معظمها في الدول النامية. وعلى الرغم من أنه كان رجل دين، إلا أنه عاش حياة فاخرة تضمنت امتلاك جزيرة خاصة في جزر البهاما، يختًا فخمًا، وطائرة خاصة.
وأصدرت "شبكة تنمية آغا خان" بيانًا قالت فيه: "نقدم تعازينا إلى عائلة سمو الأمير آغا خان وإلى المجتمع الإسماعيلي في جميع أنحاء العالم، وسنواصل العمل مع شركائنا لتحسين نوعية حياة الأفراد والمجتمعات حول العالم، كما كان يرغب، بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو جنسياتهم."
المجتمع الإسماعيلي
يبلغ عدد أتباع الطائفة الإسماعيلية حوالي 15 مليون شخص، يعيش نحو 500 ألف منهم في باكستان، بالإضافة إلى مجتمعات كبيرة في الهند، أفغانستان، طاجيكستان، وبعض أجزاء إفريقيا. ويعتقد الإسماعيليون أن الإمامة بعد الإمام الشيعي السادس جعفر بن محمد الصادق انتقلت إلى ابنه إسماعيل، بينما يؤمن الشيعة الاثنا عشرية بأن الإمامة انتقلت إلى موسى الكاظم، الأخ الأصغر لإسماعيل.
الإمامة والثروة
تولى الأمير كريم آغا خان الإمامة في عام 1957 وهو بعمر 20 عامًا، خلفًا لجده.
ووفقًا لمجلة فوربس عام 2008، قُدّرت ثروته بحوالي مليار دولار، وقد جمع ثروته من استثمارات في عدة مجالات، أبرزها تربية الخيول.
عشقه لتربية الخيول
كان آغا خان أحد أبرز مُلّاك ومربي خيول السباق في بريطانيا، فرنسا، وإيرلندا. من أشهر الخيول التي امتلكها كان الحصان "شرغار"، الذي أصبح يومًا ما أشهر وأغلى حصان سباق في العالم.
فاز شرغار بسباق ديربي أبسوم عام 1981، لكنه اختُطف بعد عامين في إيرلندا ولم يُعثر عليه أبدًا.
وعلى الرغم من خسارة حصانه الأثير، قال آغا خان في الذكرى الثلاثين لفوز شرغار في عام 2011 خلال مقابلة مع بي بي سي:
"لم أفكر يومًا في التوقف عن تربية الخيول في إيرلندا."
وأضاف عن ذلك الفوز: "إنها ذكرى لا تُنسى على الإطلاق. لقد شاهدت ذلك السباق عشرات، بل ربما مئات المرات، وكل مرة أحاول تحليل كيف حدث ذلك الأداء المذهل. في كل مشاهدة، أتعلم شيئًا جديدًا."
وأضاف "إذا كنت منخرطًا في سباقات الخيل، فإن سباق ديربي أبسوم من أعظم السباقات. دائمًا ما كان كذلك. الفوز في مثل هذا السباق هو إنجاز استثنائي، لكن الفوز بالطريقة التي فعلها شرغار كان شيئًا لا يُصدق."
وبين "عندما وصل إلى زاوية تاتنهام في السباق، لم أصدق ما كنت أراه. لقد كان انتصارًا فريدًا. أمران أثارا دهشتي – الأول هو السهولة التي كان يتحرك بها، والثاني هو أنه ظل يركض بوتيرة متزايدة حتى النهاية. كان أمرًا مذهلاً."
نجاحات أخرى في سباقات الخيول
حقق آغا خان نجاحات أخرى في ديربي أبسوم مع عدة خيول:
شاهريار (1986)
كاهياسي (1988)
سندار (2000)
هارزاند (2016)
كما حقق فوزًا شهيرًا في سباق جائزة قوس النصر عام 2008 مع الفرس زاركاوا، التي عُرفت بأنها واحدة من أعظم الخيول في تاريخ السباقات.
إرثه في الأعمال الخيرية والتعليمية
كان آغا خان مؤسسًا لمؤسسات خيرية وتعليمية بارزة، منها:
جامعة آغا خان في كراتشي
برنامج آغا خان للعمارة الإسلامية بجامعة هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)
مؤسسة آغا خان للثقافة التي لعبت دورًا رئيسيًا في ترميم ضريح همایون في دلهي
كما أسس جائزة آغا خان للعمارة، وهي من أرقى الجوائز العالمية في مجال التصميم المعماري.
الإعلام والتأثير الثقافي
أنشأ مجموعة "نيشن" الإعلامية، التي أصبحت أكبر مؤسسة إعلامية مستقلة في شرق ووسط إفريقيا.
ردود الأفعال على وفاته
نعاه العديد من القادة والشخصيات العالمية، منهم، شهباز شريف، رئيس وزراء باكستان، الذي وصفه بأنه "رجل ذو رؤية عظيمة وإيمان وسخاء، وزعيم مذهل". وأضاف: "من خلال جهوده المستمرة في مكافحة الفقر، وتوفير الرعاية الصحية، وتعزيز المساواة بين الجنسين، ترك تأثيرًا لا يُمحى على حياة الملايين."
ملالا يوسفزاي، الحائزة على جائزة نوبل، التي قالت: "إرثه سيظل حيًا من خلال أعماله المذهلة في مجالات التعليم والصحة والتنمية حول العالم."
أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، الذي وصفه بأنه "رمز للسلام والتسامح والتعاطف في عالمنا المضطرب".
رحل كريم آغا خان، لكن تأثيره في عالم الأعمال، الرياضة، والعمل الخيري سيبقى حيًا لعقود قادمة