الشروط الأربعة للمحكمة العليا الإسرائيلية بمشروعية الاغتيال والقتل المستهدف
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
أصبحت منطقة الشرق الأوسط على صفيح ساخن وسط توترات إقليمية بالغة التعقيد، بسبب حرب الإبادة التى تشنها قوات الاحتلال ضد سكان قطاع غزة، زادت من حدته سياسة الاغتيالات التى تنتهجها إسرائيل، باستخدام الأسلحة شديدة الدقة بالتطور التقني واستخدام الذكاء الاصطناعي مما ينذر بحرب إقليمية خطيرة قد تكون مقدمة لحرب عالمية ثالثة، وتقف مصر موقفاً ثابتاً لدعم القضية الفلسطينية، وتنويراً للعقل العربى نعرض لدراسة المفكر والمؤرخ القضائى القاضى المصرى الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة بعنوان : ( إسرائيل شرعنت الاغتيالات المسمى بالقتل المستهدف منذ عام 2000 والقضاء الإسرائيلى منحها صك المشروعية عام 2006)
ونعرض للجزء الثانى من دراسة الفقيه المصرى عن الشروط الأربعة للمحكمة العليا الإسرائيلية بمشروعية الاغتيال القتل المستهدف والرد عليها وأسانيد المدعين ودفاع إسرائيل وفشل المحكمة لوصف الصراع العربى الإسرائيلى وتأرجحها بين الظن واليقين.
يقول الدكتور محمد خفاجى " توجز أسانيد دعوى المدعين فى القضية من اللجنة العامة لمناهضة التعذيب في إسرائيل (PCATI) والجمعية الفلسطينية لحماية حقوق الإنسان والبيئة (LAW) فى قضيتهم فى يناير 2002 ضد دولة إسرائيل أن سياسة الاغتيالات التي تنتهجها إسرائيل غير قانونية , وأن الاغتيال غير قانوني وفقاً لمعايير إنفاذ القانون المحلي في الأراضي المحتلة التي تحظر استخدام القوة المميتة ما لم يكن ذلك ضرورياً للحماية من تهديد وشيك بالموت أو إصابة جسدية خطيرة , وأن القوة العسكرية لا يمكن استخدامها إلا في سياق الدفاع عن النفس وفقاً للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة. وتسمح المادة 51 للدولة بالرد على هجوم من قبل دولة أخرى وبالتالي لا تنطبق على الصراع بين إسرائيل والأفراد من الأراضي المحتلة."
ويضيف "كما تقوم الدعوى القضائية على أن الاغتيالات المستهدفة تنكر الحق في الإجراءات القانونية الواجبة وتنتهك الحق الأساسي في الحياة المحمي بموجب حقوق الإنسان الدولية والقانون الإنساني الدولي. وقد قيَّدوا هذه الحجة بالزعم أنه حتى في حالة وجود صراع مسلح دولي في سياق الاحتلال الحربي الإسرائيلي، فيجب اعتبار الأهداف مدنيين وبالتالي حمايتهم من الهجوم العسكري وفقاً للمادة 51 (3) من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف والقانون الدولي العرفي. "
دفاع إسرائيل لانتهاج سياسة الاغتيالات القتل المستهدفويذكر " زعمت إسرائيل أن الدعوى القضائية التي أقيمت ضدها تعد نوعاً جديداً من الصراع مع المنظمات الإرهابية على حد زعمها !, وهى تواجه منذ سبتمبر 2000 أعمالاً قتالية وإرهابية وأن الإطار القانوني المطبق هو بالتالي قوانين الصراع المسلح. وبالتالى فإن هذه الهجمات الإرهابية هي هجمات مسلحة تستطيع إسرائيل أن تدافع عن نفسها ضدها وفقاً لحق الدفاع عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة. كما زعمت إسرائيل أن قانون الاحتلال ليس ذا صلة بتحديد شرعية القتل المستهدف."
ملخص حكم المحكمة العليا الإسرائيلية بشرعنة الاغتيالات المسمى بالقتل المستهدفويشير" بتاريخ 14 ديسمبر 2006، أصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية حكما استغرق التوصل إليه خمس سنوات بجواز شرعنة القتل المستهدف , وأقامت المحكمة قضاءها على أن مسألة ما إذا كان كل قتل مستهدف محظوراً وفقاً للقانون الدولي العرفي لا يمكن تحديدها مسبقاً , ورفضت الدعوى بركيزة أن سياسة القتل المستهدف يجب أن تتوقف على أساس أنها تنتهك القانون الإسرائيلي والقانون الدولى , ولقد ذهب حكم المحكمة بعيدا ً فلم يضف الشرعية على عمليات القتل المستهدفة فحسب بل تخطى ذلك وقدم وصفاً دقيقاً للظروف التي تكون فيها هذه العمليات مشروعة، فضلاً عن الظروف التي لا تكون فيها كذلك."
ويضيف "كما أقامت قضاءها على أن الهجوم الشامل للإرهاب الذي تم توجيهه ضد دولة إسرائيل منذ اندلاع الانتفاضة الثانية في عام 2000 وخلال الانتفاضة الثانية، استخدمت إسرائيل ما أسمته سياسة الإحباط المستهدف للإرهاب من خلال إصدار الأوامر بقتل أعضاء المنظمات الإرهابية – على حد تعبير المحكمة - المتورطين في التخطيط أو إطلاق أو تنفيذ الهجمات الإرهابية ضد إسرائيل , وتم تنفيذ مثل هذه الضربات الوقائية في مختلف أنحاء يهودا والسامرة وقطاع غزة. "
المحكمة العليا الإسرائيلية فشلت في توضيح أي أسباب أخرى لوصف الصراع العربى الإسرائيلى بأنه دولي وتأرجحها بين الظن واليقينوينتقد الفقيه المصرى حكم المحكمة العليا الإسرائيلية ويؤكد" أن المحكمة فشلت في توضيح أي أسباب أخرى لوصف الصراع العربى الإسرائيلى بأنه دولى , فالحكم لا يقدم سوى قدر ضئيل من التفسير القانوني لدعم هذا الموقف،والرأى عندى أن المسلحين الفلسطينيين الذين تستهدفهم إسرائيل ليسوا مقاتلين بموجب القانون الإنساني الدولي، ويجب أن يكونوا مدنيين ويجب معاملتهم وفقًا للقواعد التي تحكم المدنيين نزولاً على أحكام القانون الدولى الإنساني ، ذلك إن المدنيين أشخاص محميون وبالتالي لا يمكن مهاجمتهم. ومع ذلك أفقدتهم المحكمة هذه الحماية إذا اختاروا المشاركة في القتال لتقييم شرعية القتل المستهدف"
ويضيف تشريحاً لقضاة أعلى محكمة إسرائيلية بقوله " على أن أشد ما يوجه للمحكمة العليا الإسرائيلية من انتقاد هو ذلك التحليل المتأرجح الذي أجرته المحكمة للقتل المستهدف وفقاً للقواعد العرفية للقانون الدولي فيما يتصل بالصراعات المسلحة الدولية , إذ قالت حرفياً " لا نستطيع أن نحدد ما إذا كانت الضربة الوقائية قانونية دائماً، تماماً كما لا نستطيع أن نحدد ما إذا كانت غير قانونية دائماً". والرأى عندى هذا التأرجح من أعلى محكمة إسرائيلية فى وصف الضربة الوقائية بين الظن واليقين يتعارض مع طبيعة الحكم القضائى الذى يجب أن يُبنى على القطع واليقين لا الشك أو التخمين ! وبالتالى فشلت المحكمة في تحديد متى تكون هذه السياسة المثيرة للجدال مبررة ومتى لا تكون كذلك وهذا هو جوهر انتقادى المميت للحكم "
الشروط الأربعة التى حددتها المحكمة العليا الإسرائيلية لمشروعية الاغتيال بالقتل المستهدف والرد عليهايوضح الدكتور محمد خفاجى "قررت المحكمة أنه لكي يكون القتل المستهدف قانونيًا، يجب أن يستوفي أربعة شروط هى :
1-يجب أن يكون لدى الدولة أدلة قوية على أن الهدف المحتمل يفي بشروط فقدان وضعه المحمي.
2-إذا كان من الممكن استخدام تدابير أقل صرامة لمنع الهدف المحتمل من تشكيل تهديد أمني، مثل الاعتقال، فيجب على الدولة استخدامها، ما لم يشكل هذا البديل خطرًا كبيرًا على حياة جنودها.
3- يجب إجراء تحقيق مستقل وشامل فورًا بعد العملية لتحديد ما إذا كانت مبررة. وفي الحالات المناسبة، يجب على الدولة تعويض المدنيين الأبرياء عن الضرر الذي لحق بهم.
4- يجب على الدولة أن تقيم مسبقًا ما إذا كانت الأضرار الجانبية المتوقعة للمدنيين الأبرياء المتورطين في القتل المستهدف أكبر من الميزة العسكرية المتوقعة التي ستكتسبها العملية"
يذكر الدكتور محمد خفاجى " رغم ما قررته المحكمة أنه قبل أن يتسنى تنفيذ عملية قتل مستهدف، لابد من وجود أدلة مؤكدة وموثوقة تبرر حرمان الهدف المحتمل من الحماية المدنية , عن طريق جمع المعلومات الاستخبارية في عملية القتل المستهدف , ودراسة الهدف المحتمل بعناية. على أن جمع معلومات كافية للاستخبارات الإسرائيلية يجعل الجلاد الذى يحكم على تطبيق هذا الشرط الغامض الفضفاض , كما أنه بالنسبة للتدابير الأقل صرامة فى الشرط الثاني المنصوص عليه في الحكم هو أنه إذا كان من الممكن استخدام تدابير أقل صرامة لمنع هدف محتمل يشكل تهديداً أمنياً - على سبيل المثال، الاعتقال، الاستجواب، المحاكمة، فإن الدولة ملزمة باستخدامها، ما لم يكن الخطر الذي تشكله على حياة الجنود كبيراً للغاية ,ومع ذلك تغافلت المحكمة عن نقطة جوهرية أقولها فى مقتل أنه لا يوجد شرط محدد بموجب القانون الإنساني الدولي لاعتقال شخص يشكل هدفاً عسكرياً مشروعاً. وفضلا ًعن ذلك فإن النقد الجوهرى هو أن القتل المستهدف يحرم الأفراد من الحق في محاكمة عادلة والإجراءات القانونية الواجبة."
ويختتم "وأخيراً زعمت إسرائيل أن عمليات القتل المستهدفة لا تحدث إلا عندما يثبت استحالة اعتقال الهدف , وفشلت المحكمة في توضيح خيارات الاعتقال. وهذا يجعل القيد الذي فرضته على شرط الاعتقال عرضة للإساءة من قبل جيش الدفاع الإسرائيلي، الذي يمكنه دائمًا التظاهر بالتفكير بجدية في الاعتقال. ولم تناقش المحكمة إطلاقاً تفاصيل الملاحقة القضائية أو الجرائم التي سيُتهم بها المتهمون إذا اعتقلت الدولة المشتبه بهم، فهل تعتبر الأفعال التي يُشتبه في ارتكابهم لها أعمال حرب، أم مجرد جرائم يكون الأفراد مسئولين عنها ويخضعون للملاحقة الجنائية سواء بموجب الولاية القضائية المحلية أو الدولية ؟ "
ونعرض غداً للجزء الثالث والأخير من تلك الدراسة المستنيرة
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حرب الإبادة الشرق الأوسط منطقة الشرق الأوسط توترات إقليمية الذكاء الاصطناعي المحکمة العلیا الإسرائیلیة الدکتور محمد ما إذا کانت إسرائیل أن یجب أن على أن
إقرأ أيضاً:
«نهاية سعيدة للأشقاء الأربعة».. ملخص الحلقة الـ 15 والأخيرة من مسلسل إخواتي
الحلقة الـ 15 من مسلسل إخواتي.. ارتفعت معدلات البحث من قبل المشاهدين عن مخلص الحلقة الـ 15 من مسلسل إخواتي، خاصًة وهي الحلقة الأخيرة من المسلسل لمعرفة ما هو مصير الأشقاء الأربعة؟.
مسلسل إخواتيوتستعرض بوابة «الأسبوع» للمتابعين والقراء كل ما يخص مواعيد عرض الحلقة الرابعة عشر من مسلسل إخواتي، والقنوات الناقلة، خلال السطور التالية:
بدأت الحلقة الخامسة عشر والأخيرة من مسلسل إخواتي، بمشهد جمع بين روبي «أحلام» و«صديق» صاحب الدولارات حيث نشبت بينهما بداية علاقة عاطفية حيث ذهب الثنائي لتناول حمص الشام على ضفاف النيل مجددًا، وسرعان ما انتقلت الأحداث إلى استيفاء أوراق تبني الطفل لـ فرحات «حاتم صلاح» وزوجته ناهد « كندة علوش ».
وفي المشهد الذي يليه، ذهبت ناهد وزوجها فرحات إلى إحدى دور الأيتام لتبني طفلًا يعوضهما عدم الإنجاب، لا سيما وأن فرحات غيَّر مهنته في البطاقة الشخصية، إلا أن الأمور لم تسر كما تمنى الزوجان، إذ طلبت مديرة الدار من فرحات أن يجري تحليل مخدرات، وهو ما كان سبب صدمة كبيرة له وراح يبحث عن أي طريقة أو مخرج من هذه الورطة ليتمكن في النهاية من تبني الطفل.
وفي مشهد آخر انتقل كل من الأشقاء إلى مسرح العرض الأخير لشقيقتهن «نجلاء» حيث ذهبت سها وناهد وأحلام إلى المسرح لملاقاة شقيقتهن وإقناعها بإعادة الدولارات والألماس التي سرقتها، حيث يتفاجئن بأن فرحات من قام بسرقة الفستان والألماس وسرعان ما تتم إعادته ويتم تطريز الفستان مرة أخرى بالألماس، لتقوم بالرقص بالفستان المرصع بالألماس وتنجح في تأدية بروفتها النهائية، وتنجح في التأهل للسفر بعد تغلبها على منافستها.
واختتمت الحلقة الخامسة عشر والأخيرة من مسلسل إخواتي، بمشهد وصول سها «نيللي كريم» إلى طبيبة نفسية لتحكي لها تفاصيل مشاكلها ونجاحات أشقائها وما وصلوا اليه، بينما انتقلت الإحداث إلى هشام وتحقيقه لنجاحات كبيرة في عمله وافتتاحه عدد من المقابر الفرعونية كما يحب أن يعمل.
كما انتقلت الإحداث إلى فشل محاولات ناهد وزوجها فرحات في تبني الطفل، وانتقال ناهد للعمل في دار أيتام وعودة فرحات للعمل «تربي» في المقابر مرة أخرى، بينما انتقلت الأحداث إلى نجاح روبي في تربية اطفالها وتوفقهم في المدرسة الجديدة، واستمرار عملها سائقة على سيارتها الخاصة، وظهرت سها «نيللي كريم» في كادر وهي بملامح جديدة بالكامل بعد إدمانها عمليات التجميل.
ستذاع الحلقة الخامسة عشر من مسلسل إخواتي اليوم الجمعة، على قناة «DMC» في تمام الساعة 7:15 مساء، على أن تكون الإعادة الساعة 1:30 صباحا، والإعادة الثانية 9:15 صباحا، وذلك بالتزامن مع عرضه على منصة Watch it الرقمية.
تدور أحداث مسلسل إخواتي في إطار اجتماعي تشويقي، حيث يتعرض زوج إحداهن لجريمة قتل غامضة، تخبر إحدى الأخوات أسرتها بأنها رأت حلما مشابها لهذه الجريمة، وهو ما يفتح الباب أمام تساؤلات عديدة حول القاتل الحقيقي، لتنطلق رحلة البحث في أجواء مليئة بالغموض والمفاجآت.
يعرض مسلسل إخواتي يوميًا، عبر القنوات والتالية:
- قناة «DMC».
-قناة «DMC DRAMA».
-وقنوات «ON E».
- بالإضافة إلى منصة «WATCH IT» الرقمية.
ويضم مسلسل إخواتي، مجموعة من أبرز النجوم منها، «نيللي كريم، روبي، كندة علوش، جيهان الشماشرجي، حاتم صلاح، نبيل عيسى، على صبحي، إسلام حافظ، وغيرهم من الفنانين»، والعمل من إخراج محمد شاكر خضير، وتأليف مهاب طارق وإنتاج شركة «ميديا هب- سعدي جوهر».
اقرأ أيضاًموعد الحلقة الـ 15 والأخيرة من مسلسل إخواتي
مسلسل إخواتي الحلقة 14.. مواعيد العرض والقنوات الناقلة
مسلسل إخواتي.. موعد عرض الحلقة الـ 12 والقنوات الناقلة