وزير الأوقاف: التعاون المشترك يكشف عمق العلاقة وتجذرها بين البلدين مصر والسودان
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
استقبل الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف بمقر إقامته بمكة المكرمة؛ الشيخ الدكتور أسامة حسن البطحاني وزير الأوقاف والإرشاد بجمهورية السودان الشقيق.
وزير الأوقاف: هناك ارتباط تاريخيّ وأسريّ بين مصر وتشاد وزير الأوقاف: مهما توجهنا للعالم وانفتحنا عليه ستظل مصر بأشقائها الأفارقة دور وزارات الشئون الإسلامية والأوقاف في تعزيز مبادئ الوسطية وترسيخ قيم الاعتدال
جاء هذا الاستقبال واللقاء على هامش أعمال المؤتمر الدولي التاسع لوزراء الأوقاف والشئون الإسلامية الذي تنظمه وزارة الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود؛ والذي يعقد في مكة المكرمة خلال الفترة من 28 محرم إلى 1 صفر لعام 1446هـ بعنوان: (دور وزارات الشئون الإسلامية والأوقاف في تعزيز مبادئ الوسطية وترسيخ قيم الاعتدال).
حضر اللقاء الدكتور هشام عبد العزيز علي رئيس القطاع الديني والدكتور عبد الله حسن مساعد وزير الأوقاف للمتابعة والكاتب الصحفي محمود الجلاد معاون الوزير للإعلام.
ورحب الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف بمعالي الشيخ الدكتور أسامة حسن البطحاني وزير الأوقاف والإرشاد بجمهورية السودان.
وأكد الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري أن قلوبنا تدمى على أي ألم يصيب أهل السودان فهم أهلنا الذين نزلوا في سويداء قلوبنا، وأشار وزير الأوقاف إلى التعاون المشترك بين وزارة الأوقاف المصرية ووزارة الأوقاف السودانية في تبادل الخبرات والقوافل والندوات والتدريب المشترك بأكاديمية الأوقاف الدولية، مع الاستعداد الدائم لدينا في مصر بدعم الأشقاء في السودان بكل ما في الوسع والطاقة، ولا ندخر جهدا في ذلك.
وأكد وزير الأوقاف أن هذا التعاون المشترك يكشف عمق العلاقة وتجذرها بين البلدين الشقيقين مصر والسودان، وأننا سوف نمضي إلى مزيد من البناء عليها.
من جانبه هنأ الشيخ الدكتور أسامة حسن البطحاني الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري على نيل ثقة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي في تولي حقيبة وزارة الأوقاف، مشيدًا بالخلفية الثقافية الأزهرية لمعاليه، مؤكدًا أن الأشقاء في مصر هم أقرب الناس إلى أهل السودان فهم من نجدهم عن الشدائد، مؤكدًا على عمق الصلة بين السودان ومصر من الناحية الاجتماعية والثقافية والأكاديمية، وأننا نكن كل الحب والتقدير لمصر الكنانة، معربًا عن تطلعه للمزيد من التعاون في مجالات الدعوة والأوقاف.
وأشار الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف إلى شاعر السودان محمد سعيد العباسي الذي امتدح مصر قائلًا:
مِصْرٌ وما مصرٌ سوى الشمسِ التي
بهرتْ بثاقب نورِها كلَّ الورى
ولقد سعيتُ لها فكنتُ كأنما
أسعى لطيبةَ أو إلى أُمِّ القُرى
وبقيتُ مأخوذاً وقيّدَ ناظري
هذا الجمالُ تَلفُّتاً وتَحيُّرا
إلى أن قال عن مصر:
والناس فيك اثنان: شخص قد رأى
حسنا فهام به، وآخر لا يرى
وأننا في مصر نسعد بهذا، ونبادل أهلنا في السودان تقديرا بتقدير، وإكراما بإكرام
وأكد أن هذا ميراث مشترك وصلة ورحم وتاريخ وحاضر ومستقبل بيننا وبين دولة السودان، فنحن بالسودان والسودان بنا، مقدمًا لأرض السودان وشعبها كل الود والتقدير والحب داعيا الله تعالى أن يكشف الكرب والغمة عن السودان وأن يقيها الفتن وأن يعود بلدًا آمنا كما نحب ونرجو لهم السلامة.
وفي ختام اللقاء أهدى الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري إلى الشيخ الدكتور أسامة حسن البطحاني وزير الأوقاف والإرشاد بجمهورية السودان نسخة من مصحف مسجد مصر.
وهو المصحف الذي تشرف بأمر طباعته الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية عند افتتاح مسجد مصر الكبير ومركزها الثقافي الإسلامي بالعاصمة الإدارية الجديدة، ولمصحف مصر عدد من الطبعات بمقاسات مختلفة الكبير والوسط والصغير، وقد تم طباعة مصحف مصر على نسخة الشمرلي مختوم الآيات بالرسم العثماني برواية حفص عن عاصم، بخط محمد سعد إبراهيم الشهير بحداد.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وزير الأوقاف الأوقاف مصر السودان أسامة الأزهري المؤتمر الدولي التاسع لوزراء الأوقاف والشئون الإسلامية الأستاذ الدکتور أسامة الأزهری وزیر الأوقاف
إقرأ أيضاً:
فصل السودان عن مصر.. كيف كانت بريطانيا سبب انتهاء الوحدة التاريخية
في 19 يناير 1956، أعلنت بريطانيا إنهاء وحدة مصر والسودان بإعلان استقلال السودان، منهية بذلك ارتباطًا تاريخيًا دام لعقود. كان هذا القرار نتيجة لسياسات استعمارية معقدة، وضغوط داخلية وخارجية، وصراع على النفوذ بين القوى الكبرى في المنطقة.
خلفية تاريخيةبدأت العلاقات المصرية السودانية تتعمق منذ القرن التاسع عشر، حين ضم محمد علي باشا السودان إلى دولته، بهدف تأمين منابع النيل وتوسيع الرقعة الزراعية. استمرت السيطرة المصرية على السودان حتى الاحتلال البريطاني لمصر عام 1882، والذي جعل السودان منطقة نفوذ مشتركة بين بريطانيا ومصر، تحت ما عُرف بـ”الحكم الثنائي” عام 1899.خ
خلال فترة الحكم الثنائي، سعت بريطانيا إلى فصل السودان عن مصر بشكل تدريجي. استثمرت في التعليم والبنية التحتية لتعزيز الهوية السودانية المستقلة، ووضعت قيودًا على الحركة بين البلدين، وحاولت إضعاف الروابط السياسية والثقافية بينهما.
في الوقت نفسه، تزايدت الحركات الوطنية في مصر والسودان، حيث طالب المصريون باستقلال كامل لوادي النيل، بينما نادى السودانيون بحق تقرير المصير.
• ثورة 1919: أعادت الثورة الوطنية في مصر إحياء المطالب بوحدة مصر والسودان تحت التاج المصري، لكنها واجهت معارضة بريطانية شديدة.
• اتفاقية 1936: أقرت هذه الاتفاقية بعض السيادة لمصر لكنها لم تمنحها السيطرة الكاملة على السودان.
• ضغط القوى الوطنية السودانية: في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، اشتدت الدعوات السودانية للاستقلال، مدعومة بحركات سياسية مثل حزب الأمة.
في ديسمبر 1955، صوت البرلمان السوداني بالإجماع لصالح إعلان الاستقلال، وهو ما دعمته بريطانيا، مستغلة التوترات بين مصر والسودان لتحقيق أهدافها الاستعمارية. وفي 1 يناير 1956، أُعلن السودان دولة مستقلة، مما أنهى رسميًا الوحدة بين البلدين
قوبل إعلان استقلال السودان بغضب شعبي في مصر، حيث اعتبر العديد أن بريطانيا تعمدت تقسيم وادي النيل لتحقيق مصالحها الاستعمارية. ومع ذلك، حاولت القيادة المصرية بقيادة الرئيس جمال عبد الناصر الحفاظ على علاقات إيجابية مع السودان، خصوصًا في ظل التحديات الإقليمية المتزايدة.
• سياسيًا: أدى فصل السودان عن مصر إلى إنهاء مشروع “وحدة وادي النيل”، وأعاد تشكيل العلاقات السياسية في المنطقة.
• اقتصاديًا: أثّر الانفصال على مشاريع التنمية المشتركة، خاصة تلك المتعلقة بمياه النيل والزراعة.
• اجتماعيًا: ظلت العلاقات الثقافية والاجتماعية بين الشعبين قوية رغم الانفصال، نتيجة التاريخ المشترك والروابط العائلية.