يبقى الوضع في غزة معقدًا ومرتبكًا، حيث يشكل اغتيال هنية وتداعياته تحديًا كبيرًا لجهود السلام، فتتطلب المرحلة الحالية استجابة دبلوماسية فورية لتفادي تصعيد إضافي وضمان استئناف المحادثات التي قد تكون حاسمة في تحقيق الاستقرار في المنطقة.

فمنذ الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، والذي قوبل برد مدمّر من الجانب الإسرائيلي، برزت قطر كوسيط رئيسي بين الحركة الفلسطينية المسلحة والمجتمع الدولي.

وكان هنية يقيم في الدوحة خلال الفترة الأخيرة، وشاركت قطر، إلى جانب مصر والولايات المتحدة، في جهود دبلوماسية مكثفة تهدف إلى تحقيق هدنة جديدة بعد فترة توقف للقتال في نوفمبر، تخللتها عملية تبادل للأسرى.


تأثير الاغتيال على المفاوضات

بعد اغتيال هنية في طهران، أبدى رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، شكوكه حيال إمكانية نجاح المفاوضات المستقبلية، معتبرًا أن قتل أحد الأطراف المتفاوضة يتناقض مع مبدأ التفاوض.

وقد أعرب عن استهجانه عبر منصة "إكس" قائلًا: "كيف يمكن أن تجري مفاوضات يقوم فيها طرف بقتل من يفاوضه في الوقت ذاته؟".


تحديات عملية السلام

قبل مقتل هنية، كانت حماس قد اتهمت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتعطيل جهود وقف إطلاق النار المحتملة.

وفي الوقت نفسه، أثارت شروط جديدة قدمتها إسرائيل خلال المفاوضات الأخيرة في روما، والتي كانت بمشاركة وسطاء مصريين وقطريين وأميركيين، استياء حماس التي اعتبرتها تراجعًا عن الموقف الإسرائيلي السابق.


دور هنية في عملية الوساطة

انتخب هنية زعيمًا سياسيًا لحركة حماس في 2017، وكان يشغل دورًا رئيسيًا في التواصل مع الوسطاء في قطر، حيث كان المكتب السياسي للحركة مستقرًا منذ عام 2012.

وقد وصفه الخبراء بأنه كان مفاوضًا رئيسيًا لكنه كان بحاجة إلى موافقة باقي الأطراف لتحقيق أي تقدم.


الردود المحتملة من إيران وحلفائها

فمن المتوقع أن ترد إيران والفصائل المسلحة المتحالفة معها في المنطقة على عمليات الاغتيال، وهو ما قد يؤدي إلى تصعيد إضافي في النزاع.

وقد انخرطت الجماعات المدعومة من إيران بالفعل في الصراع القائم في غزة، مما يزيد من تعقيد الوضع.


الآثار المحتملة

تتباين الآراء حول تأثير التصعيد على محادثات الهدنة، فيرى بعض الخبراء أن التصعيد قد يؤدي إلى تعطل جهود التفاوض واستمرار العنف، بينما يرى آخرون أن التصعيد قد يضغط على إسرائيل لتقديم تنازلات.

ومن المتوقع أن تتأثر جهود الوساطة بشكل كبير خلال الفترة القريبة القادمة، مع احتمال انتهاء المفاوضات في ظل الظروف الحالية.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: إستئناف استئناف المحادثات اغتيال هنية استمرار العنف اسرائيل الفلسطينية الفصائل المسلحة المجتمع الدولي المحادثات الوضع في غزة الوساطة الولايات المتحدة اندلاع حرب بنيامين نتنياهو بعد اغتيال هنية تحقيق الاستقرار هدنة في غزة تداعيات جهود الوساطة رئيس الوزراء القطري رئيس الوزراء شروط جديدة في غزة في طهران

إقرأ أيضاً:

الجنائية الدولية تسقط قضية هنية

أسقطت المحكمة الجنائية الدولية، الجمعة، قضيتها ضد الزعيم السياسي السابق لحركة حماس إسماعيل هنية، الذي قُتل في إيران في 31 يوليو في غارة نُسبت إلى إسرائيل.

وكان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان قد طلب من المحكمة إصدار مذكرة اعتقال بحق هنية، إلى جانب مسؤولين كبار آخرين في حماس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت.

وسعى خان في مايو الى إصدار مذكرة توقيف بحقّ هنية بشبهة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وقُتل هنية في 31 يوليو بواسطة "مقذوف قصير المدى" أطلق على مقر إقامته في شمال طهران، بحسب الحرس الثوري الإيراني، فيما تحدثت مصادر غربية عن قنبلة زرعت في مقر إقامته في طهران.

واتهمت إيران وحماس إسرائيل وتوعدتا بالرد. ولم تعلق إسرائيل على الاغتيال.

وتصاعدت حدة التوتر المرتفع بالفعل في الشرق الأوسط على خلفية الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، بعد اغتيال هنية ومقتل القائد العسكري في حزب الله اللبناني، فؤاد شكر، قبل ساعات قليلة، في ضربة إسرائيلية استهدفت ضاحية بيروت الجنوبية.

مقالات مشابهة

  • بدء الجولة الأولى من مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين دول الخليج وإندونيسيا
  • ‏لافروف: يجب تجنب اندلاع حرب إقليمية في الشرق الأوسط
  • وزير الخارجية الروسي: يجب العمل على منع اندلاع حرب إقليمية في الشرق الأوسط
  • تعثر مفاوضات الأهلي مع محمد بن رمضان.. حالة وحيدة تنقذ الصفقة| عاجل
  • المملكة تشارك في مفاوضات التجارة بين دول المجلس واندونيسيا
  • تعثر مفاوضات غزة.. التحديات المعقدة في جهود السلام
  • "مسرحية بلا مسرح"..و"مفاوضات بلا أفق"
  • مفاوضات غزة.. تقرير يكشف دور قطر والمباحثات خلف الأبواب المغلقة
  • مصر: استمرار تعنت نتانياهو عقبة أمام جهود الهدنة
  • الجنائية الدولية تسقط قضية هنية