الجزيرة:
2025-04-02@21:25:46 GMT

ترامب يريد استعادة السلطة.. فمن سبقه إلى ذلك؟

تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT

ترامب يريد استعادة السلطة.. فمن سبقه إلى ذلك؟

في نوفمبر/تشرين الثاني 2016 كان الرئيس الأميركي باراك أوباما في طريقه إلى إنهاء ولايته الثانية، ومعه نائبه جوزيف بايدن، واستقر الحزب الديمقراطي على اختيار وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون لخوض سباق الرئاسة في مواجهة المرشح الجمهوري دونالد ترامب.

التوقعات آنذاك مالت إلى فوز كلينتون التي كانت السيدة الأولى للولايات المتحدة في ظل رئاسة زوجها بيل كلينتون (1993-2001)  ثم فازت بعضوية مجلس الشيوخ لـ8 سنوات، قبل أن تصبح وزيرة الخارجية في ولاية أوباما الأولى (2009-2013).

لكن دونالد ترامب قطب العقارات فاجأ الجميع ونجح في تحقيق الفوز ليصبح أكبر رئيس يتولى المنصب حيث كان عمره آنذاك 70 عاما.

ترامب الذي أثار خلال رئاسته الكثير من الجدل داخل الولايات المتحدة وخارجها، خاض الانتخابات مجددا في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 أملا في الفوز بولاية ثانية، لكنه خسر سباقا محتدما أمام بايدن الذي توَّج نصف قرن من العمل في الشأن العام بالوصول إلى مقعد الرئاسة في أقوى دول العالم.

وظل ترامب على إصراره بشأن استعادة السلطة فترشح مجددا عن حزبه الجمهوري ليضرب موعدا جديدا مع بايدن.

هاريس بدلا من بايدن

وبعد أن بدا أن نزال 2020 سيتكرر مجددا في 2024، جاءت المفاجأة من بايدن الذي انسحب من السباق قبل نحو 4 أشهر فقط من موعد الانتخابات، وذلك تحت وطأة ضغوط تزايدت عليه من حزبه الديمقراطي بعد أدائه الكارثي في المناظرة الوحيدة التي جمعته بترامب في يوليو/تموز.

انزاحت عقبة بايدن من أمام ترامب، لكن لسوء حظه ربما حدث ذلك في وقت كان يبدو فيه متفوقا على الرئيس المنتهية ولايته، في حين أنه لا يمتلك نفس القدر من التفوق على كامالا هاريس نائبة الرئيس بايدن والتي تبدو قريبة من أن تصبح مرشحة رسمية عن الحزب الديمقراطي بعد أن زكاها بايدن وتبعه في ذلك أبرز قيادات الحزب.

وحتى قبل أن تصبح مرشحة رسمية، لم تقصّر هاريس في مجاراة ترامب في أسلوبه الهجومي وانتقاداته الحادة، ودخلت من الباب الكبير في هذا المجال عندما وصفت ترامب بالمجرم المتطرف الذي يسعى لإعادة أميركا إلى الوراء، قبل أن تقارن بين سجلها كمدعية عامة سابقة وترامب الذي تمت إدانته قضائيا وتقول إنها خلال مسيرتها في الادعاء العام حاكمت المجرمين من أمثال ترامب.

أما ترامب، فوصفها بالكاذبة وباليسارية المتطرفة، بل وذهب بعيدا عندما تساءل عما إذا كانت سوداء حقا أم أنها تستخدم العرق كوسيلة سياسية، قائلا "لقد كانت هندية طوال الوقت ثم فجأة قامت بالالتفاف وأصبحت سوداء".

ومع توقعات بأن تستمر المنافسة محتدمة حتى موعد الانتخابات في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، فإن تاريخ الرئاسة الأميركية يشير إلى أن ترامب هو خامس رئيس أميركي يحاول العودة إلى الرئاسة بعد أن خسر مقعدها.

أما إذا حقق الفوز فسيكون ثاني رئيس ينجح في هذه العودة التي لم يسبقه إليها إلا رئيس واحد فقط في حين فشل 3 آخرون في هذه المحاولة المثيرة.

المحاولة الأولى

صاحب السبق في محاولة العودة للسلطة كان الرئيس مارتن فان بيورين (Martin Van Buren) الذي فاز بانتخابات عام 1836 ليصبح أول رئيس من أصل هولندي، لكنه خسر الانتخابات التي جرت بعد 4 أعوام لصالح وليام هنري هاريسون.

وانتظر فان بيورين 4 أعوام ليحاول استعادة السلطة، لكنه فشل في نيل ثقة حزبه الديمقراطي الذي فضل ترشيح جيمس بوك الذي فاز بالانتخابات فعلا، حسب ما يحكي موقع الحرة الأميركي.

غروفر كليفلان فاز بولايتين غير متتاليتين (أسوشيتد برس) الثانية ناجحة

المحاولة تكررت عبر رئيس ديمقراطي آخر هو غروفر كليفلاند (Grover Cleveland) الذي كان حاكما لنيويورك قبل أن يفوز بانتخابات الرئاسة التي جرت عام 1884، لكنه خسر الانتخابات التي جرت بعد 4 سنوات ليكتفي بولاية واحدة، ولكن إلى حين.

فبعد 4 سنوات من العمل بالمحاماة، قرر كليفلاند الترشح للرئاسة مرة أخرى عام 1892، وتكللت جهوده بالنجاح ليصبح أول رئيس أميركي يتولى السلطة في ولايتين غير متتاليتين.

المحاولة الثالثة

ثيودور روزفلت (Theodore Roosevelt) كان صاحب المحاولة الثالثة للعودة إلى البيت الأبيض، والمثير أنه وصل للسلطة بالصدفة حيث كان نائبا للرئيس ويليام ماكينلي الذي تم اغتياله عام 1901 لتنتقل السلطة إلى نائبه البالغ من العمر 42 عاما ليصبح أصغر رئيس يتولى هذا المنصب.

لم يرغب روزفلت في الترشح لفترة ثانية وتركها لصديقه ويليام هوارد تافت، الذي خلفه في الرئاسة، لكنه عاد وقرر منافسته في عام 1912 عبر خوض الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري لكنه لم ينجح، فترك الحزب وأسس حزبه التقدمي ليَحدُث انقسام بين الجهوريين تسبب في ذهاب الرئاسة وأغلبية الكونغرس إلى الديمقراطيين.

المثير أن روزفلت أراد تكرار المحاولة عبر خوض انتخابات عام 1920 لكن المرض لم يمهله وتوفي عام 1919 وفقا لموقع الحرة الأميركي.

الرابعة

وقبل 84 عاما جرت المحاولة الرابعة للعودة إلى السلطة، لكن هربرت هوفر (Herbert Hoover) فشل في تكرار الإنجاز الفريد الذي ظل حكرا على غروفر كليفلاند حتى الآن.

وكان هوفر قد تولى الرئاسة عام 1929 لكنه استمر لولاية واحدة، حيث خسر الانتخابات التالية التي جرت في 1932 أمام المرشح الديمقراطي فرانكلين روزفلت.

واحتفظ هوفر بآمال العودة إلى السلطة، وسعى في عام 1940 إلى نيل ترشيح الحزب الجمهوري، لكن قادة الحزب فضلوا عليه رجل الأعمال ويندل ويلكي الذي خسر بدوره أمام روزفلت الذي فاز بولاية ثالثة غير مسبوقة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات التی جرت قبل أن

إقرأ أيضاً:

بين قيود الأمس وأفق الغد: عقلٌ يتوق إلى التغيير لكنه يرتجف من الجديد

كانت ليلة مشحونة بالتوقعات، ليس لأنها حملت ميلاد طفلٍ فحسب، بل لأنها حملت معها ولادة أمل أيديولوجي جديد. لم يكن مجرد حدثٍ عائلي، بل أشبه بمؤتمر فكري، جلس الأب، اليساري حتى النخاع، بينما الأم، البعثية، كانت تستعد لاستقبال المولود. لم يكن ثمة خلاف بينهما إلا على الاسم, هل سيكون لينين إكراماً لماركسية الأب، أم ميشيل وفاءً لنضال الأم والأسرة الممتدة؟. احتشد الجميع حول غرفة الولادة. ترقبوا الصرخة الأولى، لكن ما حدث كان أبعد ما يكون عن التوقعات. فتح الطفل عينيه، نظر حوله بتمعّن، كأنه يمسح الساحة السياسية التي جاء إليها للتو، وسط ذهول الجميع، صرخ قائلاً: الجماعة ديل قاعدين؟. التفت الجميع إلى الأب. رفع حاجبيه في دهشة، يحدّق بنظرة فاحصة، كأنه يحاول التأكد إن كان هذا الطفل قد جاء فعلاً من صلبه أم أنه لا يخضع لقوانين الطبيعة، باغتهم الطفل بسؤال ملؤها العتاب، لا يخلو من براءة،: (طيب مارقنّا ليه)؟.

الإشكالية لا تكمن في الخصوم التاريخيين، للطفلٍ وأبويه، أم في الأحزاب، وحركات الكفاح المسلح. بل تتجلى جوهر الأزمة في بنية فكرية أكثر عمقاً، متشبثة بأيديولوجية مغلقة، لا ترى في الحقيقة سوى انعكاسٍ مشوّه لقناعاتها، ولا تتسع للآخر إلا بوصفه نقيضاً. ترى الحقيقة ملكية خاصة لا تقبل القسمة، وتعتبر الرأي المخالف تهديداً، لا مجرد اختلاف في وجهات النظر. الأزمة ليست في الأسماء والمسميات، بل في الذهنية التي تجعل الانتماء لأي عقيدة أو حزب أو فكرة سجناً يحجب استيعاب التنوع. فهل المشكلة في اللاعبين، أم في قواعد اللعبة؟ كيف ننتظر ولادة أفكار جديدة من عقول تأبى المراجعة، وتخشى المساءلة؟ عندها التنوع خطراً، والاختلاف جريمة، والمخالف خصماً ينبغي اجتثاثه، وتبني خطابٍ سياسي أو ديني يمجّد الإقصاء، ويبرّر العنف، متدثراً بثوب المشروعية الزائف، لابد من تبني فكر لا يهاب النقد، بل يستمد منه اتساعه وثراءه، ويتحرر من سجن الأيديولوجيات الجامدة التى لا تتحقق إلا بانفتاح العقل على الأسئلة، وإدراك أن الحقيقة ليست ملكاً لأحد. ومواجهة الذهنية العاجزة عن استيعاب الاختلاف، والتي تؤجج الغضب وتدفع بالمجتمعات نحو الانفجار. الإقصاء، مهما بدا مغرياً لنخبٍ تخشى فقدان امتيازاتها، لا يخلّف سوى مزيدٍ من الانقسام والاحتقان، في دورة مغلقة من التآكل الذاتي.

التورط في مستنقع المحاصصة والعنصرية ليس مجرد خلل سياسي، بل هو داءٌ يقوّض فكرة الدولة ذاتها، فيحيلها من مشروعٍ للبناء إلى ساحةٍ لتصفية الحسابات، وحين تُختزل السلطة إلى مجرد غنيمة تُقتسم، لا أمانة تُحمل، تتحول معايير الاختيار إلى محض ولاءات، لا كفاءات. فيُقصى أصحاب العقول النيّرة لأنهم لا ينتمون إلى الدوائر المغلقة، ويُقرَّب الأتباع لا لجدارتهم، بل لولائهم الأعمى. هي ذاتها العقلية التى تبدد الموارد في معارك جانبية بدلًا من توجيهها للتنمية، وتُعيد إنتاج الفشل بوجوهٍ جديدة، متناسية أن الشعوب، مهما طال سباتها، تستعيد وعيها وقت يحين أوان الحساب. هذه العقلية لا تدرك ان الزمن لا يرحم والتاريخ لا ينسى، وأن اللحظة التي ينهض فيها الوعي، ولو تأخر، ستكون اللحظة التي يُكنس فيها هذا الإرث البالي، فالشعوب قد تُرهَق، لكنها لا تُهزَم، وقد تُخدع لبعض الوقت، لكنها تأبى أن تعيش في الظل إلى الأبد.

ما لم تتغير العقلية، سيبقى الوطن عالقاً في دائرة مغلقة،. فالأوطان لا تُبنى بالموروثات الفكرية الراكدة، بل بعقول تتجدد، ترى أبعد من حدود المعتاد، وتدرك أن الجمود هو تعطيل لتفعيل برنامج التكليف. كل كائن في هذا الكون خُلق بسعة استيعابية محدودة، كالأجهزة التي نستخدمها بعضها لا يملك قدرة على التحميل (Download)، وبعضها يتفاوت في سعة التحميل. غير أن الإنسان، وحده، هو الكائن الذي مُنح سعة غير محدودة. فكان مؤهلاّ لحمل برنامج الأمانة الذي استعصى على السماوات والأرض والجبال، لا لعجزها المادي، ولكن لأن البرنامج (software) يتجاوز بنيتها وقدرتها على الاستيعاب. وحده الإنسان امتلك السعة التي مكّنته من تحميل برنامج الامانة، ليظل كائناً متفرداً بين المخلوقات، ولكن كم إنسان ظل هذا البرنامج غير مفعل في داخله وبقي بلا أثر، الفارق بين من يعي أمانته ومن يفرّط فيها ليس في التحميل، بل في التفعيل. وإلا فإنه يصبح كحامل للأسفار، مجرد مستودعٍ للمعلومات لا روح فيها ولا إبداع.

العقلية التي لا تدرك أن الزمن ثروة، وتراه عبئاً ثقيلاً يسعى للتخلص منه، تفرط في أعظم ما تملك. وكذلك المنهج العقيم الذي يعجز عن إيقاظ شغف الطالب بالمعرفة، يتحول إلى سجن للفكر، يحشو الأذهان دون أن يفتح أمامها أبواب الاكتشاف. يبقى مجرد تكرارٍ عقيم لا يلامس الوجدان. كم من طالب حفظ نظريات الفيزياء دون أن يلمس في سقوط التفاحة لحظة إلهام، وكم من قارئ طوى آلاف الصفحات دون أن يجد فيها ما يضيء له الطريق. بدون المعرفة، لا يمكننا إعادة بناء مؤسسات قوية تُدار بالكفاءة والنزاهة، لا بالمحسوبية أو الولاءات الضيقة. ويتحول الولاء للأشخاص أو الجماعات دون للوطن. أي تجاوز لهذا الإطار المؤسسي ليس إلا امتداداً للجنجويدية السياسية. حين تُدار العدالة خارج مؤسسة القضاء، وتُقام المحاكمات وفق الأهواء السياسية لا القانون، وحين تشارك الأحزاب في السلطة الانتقالية دون تفويض شعبي، فإنها تمارس نفس الجنجويدية السياسية التي تقوض الدولة بدلاً من أن تبنيها. الإصلاح لا يتحقق بتغيير الوجوه، بل بتغيير القواعد، حيث يصبح القانون هو السيد، وتُدار الدولة بمعايير واضحة لا تخضع للمزاج السياسي أو المحاصصة الضيقة.

ما جدوى الثورات إن بقيت العقول سجينة ماضٍ يأبى أن يفسح المجال للجديد، تتقاذفها دوامة التكرار ويشلّها الخوف من المجهول؟ إن النهضة ليست في عدد الجامعات ولا في وفرة الأبحاث، ولا في اوارق تُكتب ثم تُنسى في أدراج الوزارات، بل في القدرة على التفكير وتحويل الرؤى إلى افعال. لماذا استطاعت أمم كاليابان والصين وسنغافورة ورواندا أن تنهض من تحت رماد الحروب والكوارث، لتصبح أمثلة تحتذى في البناء والتقدّم، بينما نقف نحن عند مفترق الطرق، نُثقِل كواهلنا بجدل عقيم، لا يُفضي إلا إلى معادلة صفرية، حيث لا غالب ولا مغلوب، بل استنزافٌ مستمر للفكر والوقت والجهد؟ أهو شُحّ الموارد، أم ندرة العقول التي تجرؤ على خوض غمار التغيير بعزيمة لا تعرف الانكسار؟ لا سبيل أمامنا سوى إعادة النظر في أسس تفكيرنا، وإشعال ثورة فكرية تعيد ترتيب الأولويات، وتؤسّس لمشروع وطني لا مكان فيه للتمييز أو الإقصاء، بل يؤمن بأن كرامة الإنسان، أيًّا كان دينه أو لونه أو أصله، هي حجر الزاوية لكل نهضة. فهل نمتلك الشجاعة لكسر قيد الانقسامات ورؤية تنوعنا كمصدر قوة لا كنقطة ضعف؟، الواقع لا يمنح مكاناً للعاجزين عن التفكير. إن لم نعدّ جيلاً من الشباب متسلح بأدوات التقدّم، قادراً على خوض غمار الصناعة والزراعة وكافة ميادين الحياة بإرادة لا تعرف السكون، فسنظل أسرى دوامة الأخطاء المتكررة، نتخبط ثم نتساءل عبثاً لماذا يسبقنا الآخرون بينما نظل نحن في المؤخرة.

abudafair@hotmail.com

   

مقالات مشابهة

  • من هو جيفري غولدبيرغ الذي حصل على معلومات سرية من إدارة ترامب؟
  • بين قيود الأمس وأفق الغد: عقلٌ يتوق إلى التغيير لكنه يرتجف من الجديد
  • ماذا وراء تلميحات ترامب المتكررة بشأن ولاية ثالثة؟
  • إسرائيل تلغي جميع الرسوم الجمركية على المنتجات الأمريكية قبيل يوم التحرير الذي أعلنه ترامب
  • تذبذب حاد في الأسواق وتأرجح مؤشرات وول ستريت عشية "يوم التحرير" الذي أعلن عنه ترامب
  • نائب إطاري: لإبقاء أحزاب الفساد في السلطة تعديل قانون الانتخابات بجعل المحافظة دائرة واحدة
  • مناوي .. ماذا يريد ????????
  • ماذا يريد الغرب وكياناتنا القُطْرِيَّةُ؟
  • ثغرة دستورية تفسح المجال لبقاء ترامب في السلطة حتى عام 2037
  • لأول مرة في تاريخ أمريكا.. ترامب ينوي تعديل الدستور والترشح لولاية ثالثة