وكالة الصحافة المستقلة:
2024-11-15@22:59:25 GMT

التحول الحضاري ومرجعيات التخلف!!

تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT

أغسطس 5, 2024آخر تحديث: أغسطس 5, 2024

مازن صاحب*

يسعى الكثير من النخب والكفاءات العراقية إلى نشر الأفكار الداعية للتغيير الشامل في بناء دولة الإنسان في عراق واحد وطن الجميع… لعل أبرزها الدعوة لتكون الدولة العراقية.. حضارية مدنية حديثة تواكب متغيرات العصر بما يؤكد الأصالة الوطنية من خلال إعادة تأهيل الإنسان للثبات على مباديء الثقافة العربية الإسلامية واستيعاب كل متغيرات ما بعد الحداثة والعولمة ممثلة بحقبة الذكاء الاصطناعي.

أبرز تحديات هذه الأفكار للتغيير.. تتمثل ليس في تخلف الإنسان العراقي بحد ذاته في عدم مواكبة متغيرات العصر.. بل في مرجعيات هذا التخلف.. أبرز الدروس التاريخية.. عدم تعليم البنات مطلع القرن العشرين.. فضلا عن عدم ادراك العوائل العراقية حينها أهمية التعليم الجامعي للذكور.. فيما اهتمت العوائل اليهودية والمسيحية بذلك.. ومع تكوين دولة العراق الحديث.. كان حسقيل ساسون اول وزير مالية يتعامل مع متغيرات عصر الانتداب البريطاني.. فيما لم يظهر اي شخصية أخرى من عموم العراق الا في الاهتمام بالجانب العسكري فحسب.. ونالت اغلب المناصب العليا الإدارية شخصيات َمتعلمة جامعيا.. مقابل الأكثرية. التي كانت تكتفي بتعليم القراءة والكتابة عند الكتاتيب.. مهتمة بالمهن الحرفية والزراعة والرعي فقط.

في هذا التحول نحو طريق الإصلاح الشامل عبر أفكار مثل الدولة الحضارية الحديثة.. أيضا يواجه مرجعيات التخلف التي كانت ترفض تعليم البنات.. ترفض ثقافة التعليم الجامعي الأجنبي.. هناك إسقاط في فجوة التحول للذكاء الاصطناعي.. وحروب الاجيال الجديدة.. واستراتيجية صناعة المعرفة لإنتاج المال بدلا من صناعة الريع النفطي.. واقع الحال ان شركة ابل على سبيل المثال لا الحصر تتجاوز ارباحها كل أرباح السعودية من تصدير النفط!!

في هذا السياق.. يظهر التنازع بين حالة التشبث بالواقع التقليدي المتخلف في أسس ديمومة التنمية المستدامة اقتصاديا واجتماعيا.. ثم التخلف السياسي في استعادة اعدادات العملية السياسية تحت نطاق مفاسد المحاصصة والمكونات خارج ثوابت الإسلام ومباديء الديمقراطية وأحكام اتفاقات حقوق الإنسان.. الأسس التي وضعت في الدستور العراقي النافذ كمصادر للتشريع.

سبق وان طرحت تساؤلا على عدد من الذوات الافاضل النواب ونخب أكاديمية.. عن معرفة الناخبين.. او النواب.. او المسؤولين في الجهاز التنفيذي او القضائي.. باتفاق وطني باليات وأساليب تدوين تعريف محدد لهذه المصادر الثلاث في تشريع القوانين وتنفيذها.. فكانت الاجوبة مخيبة للامال..!!

السؤال الاخر.. إذا الجهاز الحكومي والتشريعي والقضائي.. لا يمتلكون مثل هذه المدونة التي تعرف معنى وأسس ومضامين هذه المصادر الثلاث للتشريع.. فاي فجوة من التخلف نحن فيها!!

فذلك يتطلب من كل السلطات العراقية.. وفق الدستور النافذ.. ردم هذه الفجوة من خلال اتفاق وطني صريح ما زال يمثل التحدي الأكبر في تلبية متطلبات تلك الأفكار التي تنادي بدولة حضارية عراقية حديثة.

السؤال المقابل.. هل يتجاوز التحول الحضاري الإنساني واقع التخلف عراقيا؟؟

لست من دعاة نظرية المؤامرة.. ولكن هناك أكثر من جهة دولية واقليمية.. لا تجد في نهوض العنقاء العراقية من جديد الا تهديد جرى احتواءه في الاحتلال الأمريكي.. ومشاهد ظهور السفير البريطاني في المواكب والمناسبات العشائزية.. انما تتطابق مع تلك الرواية المنقولة عن الضابط السياسي البريطاني في الهند قبل الاستقلال.. الذي غسل وجهه ببول البقرة..!!

لذلك هناك أكثر من خط شروع لتطبيقات برامج الدولة الحضارية الحديثة في عراق واحد وطن الجميع.. تبدأ في ثقافة التعليم نوعا وكما .. وأهمية بروز برجوازبة وطنية لصناعة المستقبل القريب العاجل.. لاحتواء تطلعات جيل التسعينات للوظيفة العامة بوظائف القطاع الخاص.. وفق منهج العدالة والانصاف في ديمومة استقرار التنمية المستدامة.

تلك أهداف عاجلة.. تتطلب مساندة من الجميع ان شاء الله… إذا فعلا وجدت الدعوة إلى دولة حضارية حديثة.. ذلك الصدى المطلوب.. ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!

*اعلامي عراقي مستقل

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

إقرأ أيضاً:

ترامب واحجية المصارف العراقية !؟

بقلم : عمر الناصر ..

من البديهي جداً ان تكون هنالك اراء واحاديث تدور خلف الكواليس او الغرف السياسية والشارع العراقي عن ما سينتهجه ترامب من مسار مع دول منطقة الشرق الاوسط وموقف اميركا من الحرب الدائرة هناك بعد وصوله الى سدة الرئاسة، بعد ان بدأ بتعيين وزراء واستحداث وزارات جديدة والبدأ بمرحلة التهيئة لاربع سنين مليئة بالمفاجآت، مع العلم ان السياسة الخارجية الاميركية منهجها واضح وثابت لكن تستثنى منها بعض التغييرات الطارئة بين الفينة والاخرى تبعاً لسياسة ” العصى والجزرة”، مقارنة مع حجم الصراع والازمات الكاشفة والطارئة في الشرق الاوسط واهمية ديمومة استمرار النمو الاقتصادي ورفع الدخل القومي هو مرتبط كلياً وجزء لا يتجزء من فلسفة تطويع البلدان الخارجة عن سيطرتها او التي تعد صعبة الترويض، في ظل ارتفاع منسوب السخط والتمرد تجاهها نتيجة الارباك الحاصل في السياسات الخاطئة او الازدواجية بالمعايير وضعف ادارة بايدن ، لجعل مغناطيس الغطرسة يجذب ويجعل مصادر الطاقة تحت السيطرة وبسط النفوذ، خصوصاً ان اي نوايا او قرار يذهب لتغيير فلسفة العالم لتداول اي عملة منافسة للدولار وكسر هيمنة النظام الاحادي القطبية سيلاقي درود افعال وهزات اقتصادية عنيفة لا تقف عند حدود اميركا فحسب بل قد تبتلع دولاً كثيرة وربما تعلن افلاسها على غرار لبنان في عام ٢٠٢٢ ، سواء كان ذلك من خلال مجموعة بريكس التي تأسست في نهاية عام ٢٠٠٩، التي اثارت تخوّف وريبة الكثير من دول العالم التي تضع اموالها اليوم في البنك الفيدرالي الاميركي والتي تخشى من استحواذ وتجميد اميركا لاموالها بسبب ذلك ومنها العراق، الذي هو بأمس الحاجة اليوم لتشغيل محركات المفاوضات مع الفيدرالي الاميركي لاجل تخفيف القيود على بعض المصارف العراقية كمرحلة اولى ، في وقت نرى ازدواجية واضحة بمعايير الادارة الاميركية التي تذهب لمساندة العراق بضرورة دعم التنوع الاقتصادي، في وقت ان تعظيم الايرادات والنمو والازدهار يكون احدى بواباته رفع العقوبات المفروضة على تلك المصارف دون اي مبررات معقولة او حتى مبادرة او محاولة لتقويم الاداء والاخطاء التي قد حصلت او قد تحصل في هذا الحقل ، لكون ان السياسة المالية والنقدية في العراق تحتاج لتحديث ومواكبة وتطوير، وهذا لا يأتي الا من خلال دعم ومساعدة الدول الرائدة في هذا المفصل واخص بالذكر الولايات المتحدة التي من المفترض ان تلتزم باتفاقية الإطار الاستراتيجي او الاتفاقيات الثنائية مع العراق لاجل مساعدة الاخير في الخروج من مفهوم الدولة الحارسة الى الدولة المتجانسة .

انتهى

خارج النص / دعم الحوكمة جزء لا يتجزء من عرفة الجزء الغاطس من الازمات والجزء الغاطس منها.

عمر الناصر

مقالات مشابهة

  • «القومي للتنسيق الحضاري» يشارك في الاجتماع التاسع للمرصد العمراني العربي 
  • الكهرباء العراقية: دعم القطاعين الزراعي والصناعي من الطاقة بلغ 60%
  • محافظ أسيوط: لن نتوقف عن حملات الإشغالات لإعادة المظهر الحضاري للشوارع والميادين
  • تضرر طائرة في الخطوط الجوية العراقية بمطار بغداد
  • هل وُلد الإرهاب في الغرب الحضاري؟
  • العلاق يحث تركيا على فتح حسابات للمصارف العراقية
  • المقاومة العراقية تستهدف أم الرشراش (إيلات) المحتلة بالطائرات المسيّرة
  • الاحتفاء بالآداب والفنون دليل على التقدم الحضاري
  • وزارة السياحة تحذر الشركات من التخلف عن سداد متأخرات رسوم الصندوق
  • ترامب واحجية المصارف العراقية !؟