سودانايل:
2024-09-09@16:18:13 GMT

إعادة الإعمار في السودان

تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT

بشير عبدالقادر
الحديث عن برنامج "اعادة الاعمار" يذكر بخلفيته السياسية التي ارتبطت بانتهاء الحرب الامريكية (1877-1865) بهدف "معالجة مشاكل الانفصال والعبودية ... وتحقيق المساواة والوحدة بين الشمال والجنوب" الأمريكي، ومن ثم يقفز للأذهان مشروع الجنرال "جورج مارشال" الاقتصادي المعلن في 5 يونيو 1947م، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية والموقع عليه من طرف الرئيس الامريكي هاري ترومان في 03 ابريل 1948م لإعادة تعمير أوروبا وسمي أيضا "برنامج التعافي الأوروبي".



تطور المصطلح وكتب عنه الكثير وانضمت له مفردتين آخرتين اي "اعادة الاعمار بعد الحرب "، لكن ارتبط في اذهان الغالبية من الناس أن اعادة الاعمار ترتبط بالإعمار المادي او بالتعمير العمراني اي البنية التحتية الضرورية. من "إصلاح البنية الفعلية مثل الطرق والمستشفيات وامدادات المياه والكهرباء والوقود وغيرها" ، والاعمار غير المادي مثل "إعادة الاعمار الاقتصادي وإصلاح المؤسسات السياسية وغيرها" وهو امر يحتاج للمراجعة الفكرية والترتيب لان بناء الانفس وتعميرها بالمفاهيم الايجابية اهم من بناء المنازل وغيرها من المباني.

في حالة السودان. من المؤكد ان هناك كثير من الشركات العالمية العابرة للقارات على تواصل مع حكومات الدول المانحة والمنظمات الدولية وغيرها للمساهمة في إعادة الاعمار وبناء السلام وفق مصالح مشتركة "تستولى" عبرها تلك الشركات والحكومات على كثير من موارد البلاد الطبيعية ولا سيما المواد الأولية والمواد الخام ، وهي ليست محور مقالنا اليوم الذي يريد أن يوكد أهمية وعظمة بل أولوية الدور الشعبي في أعادة التعمير.
الذي يهمنا هنا هو التأكيد لمفهوم "لا للحرب"، بمعنى ان يصل كل مواطن بالغ او طفل سوداني لقناعة بأن تكون هذه الحرب هي اخر حرب بين ابناء السودان؛ ويتبع هذه القناعة عدم قبول تعدد الجيوش او الجهات الحاملة للسلاح وهو يعني ضمنيا في الوعي السوداني حل وتفكيك كل الحركات او الجماعات الحاملة للسلاح، واعادة تأهيل القوات المسلحة السودانية واجهزة الشرطة والامن الرسمية، وعندما تثبت هذه القناعة في النفوس وتصبح يقين ايماني لا يتزعزع.

يمكن بعدها الاهتمام بالنقطة الثانية في الاهمية الا وهي فتح المدارس ولو في خيم مجهزة او غير مجهزة كمدارس، وليس الغرض من ذلك تعويض عام دراسي أسقط "عمدا"!، ولكن لان المدرسة وتواجد الاطفال مع بعضهم فيها هي اول خطوة لمسح اثار الحرب و "إعادة الشعور بالأمن والأمان" في نفوس أطفال اليوم وشباب الغد ورجال وامهات المستقبل

ثم تأتي نقطة "إعادة صياغة المجتمع" عبر التعاون بين الشباب والاباء والامهات والتكافل المجتمعي بينهم ويمكن تفعيل صناديق مالية مدعومة من أبناء المنطقة بالمهجر في كل حي وقرية بدايتا لتغطية الحاجيات الأساسية اي ضمان الاكل والشرب واللباس لكل سكان الحي او القرية، وانشاء ورش جماعية في كل حي وقرية لتفعيل "النفير" لنظافة الحي او القرية بدايتا بهدف "رفع الوعي البيئي"، ثم لجدولة ايجاد وصيانة مأوي بسيط لكل اسرة. في هذه الورش يشارك المواطنين بمهنهم المختلفة مثل البناء والنجار والمهندس والعامل كفرق عمل وطوارئ وبذلك يقفل الباب امام أمراء وتجار الحرب والانتهازيين لمشاريع اعادة التعمير ، وقد تتطور علاقة بناء الثقة بين الافراد الى "مؤسسات اجتماعية وسياسية" واقتصادية تساهم في تطوير "المجتمع المدني" من خلال وضع الأساس "للبنية التحتية التعليمية والصحية" مما يقود الى "الحد من الفقر وتحقيق التنمية البشرية".

أي اننا نري ان بناء السلام النفسي والروحي وبناء مجتمع معافي يسبق إعادة الاعمار وبناء الدولة في الأهمية وهو الضامن للوصول لسلام مستدام.

هذه القيم التكافلية ستساعد في رتق النسيج الاجتماعي وتثبيت سلام مستدام بسرعة معقولة وتأسيس مجتمع جديد مبني على حب الخير للغير أي الوطنية الصادقة وهي أول مراحل بناء الدول المتقدمة.

Wadrawda@hotmail.fr  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

في أعقاب الزلزال الذي دمر المدينة التركية بشكل يفوق الخيال.. هكذا ستتم إعادة بناء أنطاكيا

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— استمر الزلزال الذي ضرب أنطاكيا في تركيا لفترةٍ قصيرة فحسب، ولكن بالنسبة لسكان المدينة، تداعياته ليست قابلة للقياس.

ولقي أكثر من 50 ألف شخص حتفهم، ونزح ملايين آخرون عندما هز زلزالان بقوة 7.8 و7.5 درجة المنطقة الجنوبية للبلاد وشمال سوريا في 6 فبراير/شباط من العام الماضي.

وقدرت منظمة الأمم المتحدة أنّ تكلفة إعادة بناء المنطقة ستكلف أكثر من مئة مليار دولار.

وكانت أنطاكيا، وهي عاصمة مقاطعة هاتاي، واحدة من أكثر المدن تضرراً في تركيا، فأفادت التقارير تضرر نحو 80% من المباني بشكلٍ لا يمكن إصلاحه.

وكان الدمار "يفوق الخيال"، على حدّ تعبير نيكولا سكارانارو من شركة " Foster + Partners" المعمارية.

ونَشَرت الشركة الشهر الماضي مخططها الرئيسي الخاص لإعادة بناء المدينة، وإنعاشها، ووقايتها في وجه الزلازل، والفيضانات، والكوارث الطبيعية الأخرى في المستقبل.

تم تكليف شركة "Foster + Partners" المعمارية بتصميم مخطط لإنعاش مدينة أنطاكيا التركية بعد تعرضها لزلزال مُدمِّر في عام 2023.Credit: Foster + Partners

وتقع المدينة عند سفح جبل حبيب النجار في وادي نهر العاصي، وبما أنّها قريبة من النهر، يعني ذلك تفاقم التأثير المدمر للزلازل بسبب ظاهرة يطلق عليها اسم "تسيّل التربة"، والتي تُفقِد التربة صلابتها.

ولطالما شكلت الفيضانات خطرًا على سكان أنطاكيا مع وجود مساحات شاسعة من المباني على طول ضفاف نهر العاصي.

وكان أكثر من 45 ألف ساكن على مساحة 2.5 مليون متر مربع معرضًا لخطر التأثّر بالفيضانات حتى قبل زلزال العام الماضي، وفقًا لتقديرات الشركة المعمارية، مع ارتفاع احتمالية الحوادث وسط أزمة المناخ.

القدرة على الصمود مشهد من الدمار في المدينة.Credit: Sameer Al-Doumy/AFP/Getty Images

كان ضمان القدرة على الصمود في وجه التهديدات المتكررة في محور الاعتبارات عندما كلّف مجلس التصميم التركي، وهي منظمة غير حكومية، الشركة المعمارية بقيادة اتحاد دولي من الفِرَق لتطوير استراتيجية لإعادة بناء المنطقة بعد ستة أشهر من وقوع الزلزال.

وستكون العمارة وتصميم الشوارع بمثابة خط الدفاع الأول ضد تأثير الزلازل، بما في ذلك المباني المتراصة التي من المفترض أن تتكيف مع النشاط الزلزالي بشكلٍ أكبر مقارنةً بالهياكل الكبيرة والطويلة على شكل حرف "L"، التي انتشرت في أنطاكيا سابقًا.

تم الكشف عن المخطط في يوليو/تموز من عام 2024.Credit: Foster + Partners

ومن شأن "المجمعات السكنية الكبرى" في الأحياء، المستوحاة من تلك الموجودة في برشلونة، تعزيز المناطق الخالية من السيارات بشكلٍ يضمن توفر مسارات متعددة في أعقاب كارثة، سواءً لخدمات الطوارئ أو لهرب السكان.

كما أضاف سكارانارو أنّ المساحات الخضراء يمكن أن تلعب دورًا أساسيًا في الوقاية من الفيضانات، مع تحديد مساحات كبيرة من الأراضي التي لا يُسمح بإعادة البناء عليها على طول النهر.

وبدلاً من ذلك، ستشغل واجهة نهرية وحدائق هذه المناطق عالية الخطورة، وستعمل كـ "منطقة عازلة" طبيعية تمتص مياه الفيضانات.

بناء الثقة سيشمل المخطط تشييد مساحات خضراء وحدائق للمجتمعات المحلية.Credit: Foster + Partners

بدأت عملية البناء أثناء العمل على المخطط الرئيسي، وتتوقع شركة الاستشارات الهندسية " Buro Happold" أن يستغرق إنعاش المدينة بأكملها 10 سنوات.

ومع ذلك، يأمل مصممو المخطط الرئيسي أن يتم أخذ العِبَر قبل فترة طويلة من وضع الحجر الأخير للمشروع. 

تُعد القدرة على الصمود في وجه الفيضانات أمرًا أساسيًا للمخطط.Credit: Foster + Partners

ويود الاتحاد المسؤول عن التخطيط وضع "مخطط تعاوني جديد لتنشيط المدن المنكوبة" في جميع أنحاء العالم، وهو نهج يضع المناخ في عين الاعتبار أولاً.

وقال سكارانارو: "لسوء الحظ، أثناء قراءة الأخبار، هناك العديد من الكوارث الطبيعية المماثلة التي تحصل.. فكيف يمكننا تنفيذ هذا المستوى من الصمود قبل حدوث شيء ما؟".

ووسط كل هذه المحادثات حول إعادة إنعاش المدينة، والميزات الجديدة، كان الحفاظ على "روح" أنطاكيا هدفًا رئيسيًا. 

كان من المهم للمخطط أن يحافظ على "روح" أنطاكيا أيضًا.Credit: Foster + Partners

مقالات مشابهة

  • المبشر: الحل الحقيقي للأزمة الليبية يكمن في إعادة بناء الثقة بين الأطراف المختلفة
  • بعد مرور عام على زلزال المغرب.. السكان ما زالوا ينتظرون إعادة بناء منازلهم المدمّرة
  • ألف أسرة فقط أنهت بناء بيوتها بعد عام على أعنف زلزال في المغرب
  • ألف أسرة أنهت بناء بيوتها بعد عام على أعنف زلزال في المغرب  
  • في أعقاب الزلزال الذي دمر المدينة التركية بشكل يفوق الخيال.. هكذا ستتم إعادة بناء أنطاكيا
  • زعيم كوريا الشمالية يوجه بتعزيز القوة البحرية لبلاده وبناء قاعدة للسفن الحربية
  • ميلوني:  إيطاليا لن تتراجع عن دعمها لأوكرانيا
  • عام على زلزال المغرب... أين وصلت جهود الإعمار؟ (تقرير)
  • بتوجيهات العليمي.. ادارة نادي الصقر بتعز تتسلم مقر وملعب النادي وهذا ما قاله شوقي هائل سعيد
  • تحالف القوى المدنية لشرق السودان والحركة الشعبية: بيان مشترك لحماية وحدة البلاد وبناء السلام