آن الأوان لوقف الحرب
بقلم: د. عمر بادي
ورد في الأنباء خبر مفاده أن الثوار في شمال مالي قد زاولوا هجماتهم ضد جيش مالي. الخبر يتحدث عن ثوار الحركة الوطنية لتحرير منطقة أزواد في شمال مالي و التي تأسست منذ أواخر الثمانينات بواسطة قائدها أحمد ولد سيدي محمد الذي كان يشكو من التهميش المفروض من الحكومة المالية علي القبائل العربية و المتمثل في الإستلاب الثقافي و شظف العيش.
لا أحد ينكر أن لعرب الشتات الأفريقي دور كبير في تكوين قوات الدعم السريع فمعظمهم يتحدثون الفرنسية بجانب اللغة العربية الدارجة و ثقافتهم عن الحرب هي ثقافة الغنائم كالنهب و السلب و السبي و إرسال ما ينهبونه إلي بلادهم.
حاليا و بعد مرور قرابة الثمانية عشر شهرا منذ إندلاع الحرب في 15 أبريل 2023 يتضح جليا أن الوهن قد أصاب الجانبين المتحاربين، فالجيش كما ورد في تصريحات الفريق أول ياسر العطا الأخيرة عما دار بينه و الفريق أول البرهان من أنهم قد وصلوا الحد في أمر الحرب، كذلك الدعم السريع فقد إنتشرت قواته علي مساحات يصعب الدفاع عنها مع تناقص إمداداته البشرية نسبة لتضعضعهم في بلادهم خاصة بعد إطاحة الإنقلاب العسكري في النيجر بسندهم الرئيس محمد بازوم قبل أشهر مضت، و لذلك يصر الدعم السريع علي وقف الحرب التي يقول أنها قد فُرضت عليه.
يتبقى الأمل الذي طالما رجوناه و أطلت بوادره و هو أن يعلن الجيش رسميا موافقته بالجلوس مع الدعم السريع في محادثات جنيف في منتصف الشهر الجاري، من أجل وقف الحرب و فتح مسارات للمساعدات الإنسانية و التوصل للحلول السياسية و إعادة الحياة الطبيعية في البلاد.
badayomar@yahoo.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الدعم السریع شمال مالی
إقرأ أيضاً:
هزائم الدعم السريع
يبدو أن الجيش السوداني يسير وفق خطة استراتيجية محكمة لاستعادة جميع المدن من قوات الدعم السريع المتمردة بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، فبعد تمكن الجيش في عملية خاطفة من استعادة جبال موية الاستراتيجية، عاد السبت الماضي لبسط سيطرته على مدينة سنجة الاستراتيجية، عاصمة ولاية سنار.
في هذا الإطار، أكد الجيش السوداني عبر موقعه الرسمي، سيطرته على قيادة الفرقة 17 مشاة، ومداخل ومخارج ووسط المدينة، وهو ما يعكس إصراره على استعادة المدن، والمناطق الرئيسية من قوات التمرد.
وجاءت هذه الخطوة بعد معارك عنيفة اعتمدت فيها القوات على استخدام الطائرات المسيّرة والقصف المدفعي. وقد تقدم الجيش تدريجيًا من مناطق عدة، مثل الدندر والسوكي، حتى أحكم قبضته على سنجة، مشيرًا إلى نيته مواصلة التقدم نحو المناطق المجاورة مثل الدالي والمزموم وأبو حجار لاستكمال العملية العسكرية.
الانتصار العسكري في سنجة كان له صدى واسع بين السكان المحليين، حيث نظمت احتفالات في المدينة، لتحية الجيش ودعمه، كما شهدت مدينة الحواتة بولاية القضارف، التي لجأ إليها سكان سنار، احتفالات مماثلة، مما يعكس التفاف الشعب السوداني حول جيشه، وتوحد الجميع على هدف تحرير البلاد في حرب الكرامة.
إحباط تهريب الأسلحة وتأمين الحدود
ويبدو أن الجيش السوداني، والحركات المسلحة المتحالفة معه ينتظرهما جهد كبير لتحض قوات الدعم السريع المتمردة، التي تمتاز بسرعة العمل والحركة في المناطق الحدودية، إضافة إلى نجاحها في عقد تحالفات إقليمية ودولية لإمدادها بالأسلحة الحديثة بشكل مستمر، حيث كشفت تلك الحركات الخميس الماضي عن نجاحها في إحباط عملية كبرى، لتهريب الأسلحة إلى قوات الدعم السريع عبر الحدود الليبية- التشادية- السودانية.
وأوضح بيان لحركة جيش تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، أن العملية تمت بالتنسيق بين الحركات المسلحة، والجيش السوداني لحماية حدود البلاد، مما يعكس تقدمًا كبيرًا في هذا الاتجاه، وتطور على مستوى التنسيق العسكري والاستخباري بين الطرفين.
وأظهرت الحركات المسلحة في تسجيلات مصورة عددًا من المركبات القتالية، بالإضافة إلى صناديق ذخيرة ومدافع "كورنيت"، وهو سلاح مضاد للدروع.
وتظهر نوعية الأسلحة مدى التحدي الذي يواجهه الجيش السوداني في تحقيق أهدافه الخاصة بطرد التمرد من داخل المدن، وتأمين حدوده المتسعة مع سبع دول جوار.
مسيرات الدعم
وفي اتجاه موازٍ، لا تزال هجمات الطائرات المسيرة التابعة لقوات الدعم السريع تشكل تحديات تقنية وعسكرية للجيش السوداني، حيث نفذت قوات التمرد هجمات موسعة ومنسقة بالمسيرات على مطار عطبرة الدولي بولاية نهر النيل، ورغم تصدي دفاعات الجيش للهجوم، إلا أن تكرار هذه يبرز حجم الدعم والإصرار الإقليمي والدولي على إمداد التمرد بتلك التقنيات الحديثة، ومحاولة حصار الجيش وحرمانه من الحصول على الأسلحة.
وكانت أجهزة الأمن السودانية قد كشفت كميات كبيرة من الأسلحة المهربة للتمرد في شاحنات المواد الإغاثية للنازحين واللاجئين السودانيين، وهو ما يظهر أيضًا تورط منظمات الإغاثة الدولية في دعم التمرد، وإشعال الحرب بغرض تقسيم السودان وخاصة فصل ولايات دارفور الخمسة عن السودان، حيث يسيطر الدعم على أربعة منها، ويحاصر ما تبقى من ولاية شمال دارفور، وعاصمتها الفاشر.
ويتبقى أمام الجيش السوداني فرصة تاريخية لاستعادة أراضيه والحفاظ على وحدة بلاده مستغلاً انشغال التحالف الاستعماري الجديد في الحرب مع روسيا من ناحية، وحتى انتهاء مرحلة البطة العرجاء في أمريكا والتي تنتهي في العشرين من يناير المقبل.